الرياض – هاني البشر
تنطلق غدًا الأحد المرحلة النهائية من مهرجان ولي العهد للهجن في نسخته السادسة، والذي ينظمه الاتحاد السعودي للهجن على أرض ميدان الطائف لسباقات الهجن في محافظة الطائف. وانطلق المهرجان في العاشر من شهر أغسطس الجاري، تحت رعاية كريمة من لدن صحاب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ـ حفظه الله.

ومن المنتظر أن تشهد المرحلة النهائية إقامة 250 شوطًا، من بينها 16 شوطًا ضمن كؤوس المهرجان، وشوطان “بندق”، وشوطان “سيف” إضافة لإقامة سباق الهجانة للرجال والسيدات. وتفتتح المرحلة النهائية بإقامة 31 شوطاً لفئة الـ “حقائق” تقطع خلالها المطايا 62 كيلو مترًا، مسافة كل شوط (2 كيلو متر) على فترتين الصباحية عند الـ: 6.30 صباحاً، والمسائية في تمام الـ: 3.00 مساءً. وتم تخصيص جوائز مالية تفوق قيمتها الإجمالية 56 مليون ريال، تمنح لملاك الهجن المحلية والدولية الفائزين بأشواط السباقات المتنوعة. وكانت اللجنة المنظمة للمهرجان قد أنهت كامل الاستعدادات والتجهيزات الخاصة بميدان محافظة الطائف لاحتضان المرحلة النهائية، بإعادة صيانة أرضية الميدان ومنصة الجمهور والزوار. وشهدت المرحلة التمهيدية في المهرجان، مشاركة كبيرة من ملاك الهجن من داخل وخارج السعودية بلغ عددهم 2282 مالك هجن من ثمانِ دول، وصل بهم عدد الدول المشاركة في نسخ المهرجان من 2018 إلى 12 دولة من أربع قارت؛ ليصبح المهرجان الأكثر جذبًا في العالم بأعداد الدول، إضافة لتسجيله رقمًا قياسيًا جديدًا في عدد المطايا المشاركة بوصولها 11.219 مطية وبزيادة 823 مطية عن نسخة العام الماضي التي شهدت مشاركة 10.396 مطية.

 

 

 

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الطائف المرحلة النهائية المرحلة النهائیة

إقرأ أيضاً:

مهرجان ليالي مسقط 2024

إن المهرجانات السياحية أحد أشكال التواصل الاجتماعي، التي تنطلق من أهداف اجتماعية وسياحية؛ إذ تعتمد على إمكانات نقل القيم الاجتماعية والثقافية ضمن مفاهيم تلك الأنماط التي تقدمها، فالمهرجانات وسيط فاعل لتعليم الأجيال الناشئة والشابة، وتقديم التراث الحضاري والممارسات الحديثة في صور وأشكال جديدة، قادرة على إحداث تفاعلات خارج أنماط الممارسات المعهودة، فهو فرصة لتقديم أنماط التراث الثقافي والثقافة الوطنية، مما يُسهم في الحفاظ على الهُوية الثقافية للمجتمع ويُعزِّز آفاق الانتماء، والمواطنة الفاعلة بين أفراد المجتمع، إضافة إلى دوره في تعزيز الوعي بهذه الهُوية ونشر المعارف المرتبطة بها.

إذ تقدِّم هذه المهرجانات شكلا من أشكال العلاقات القائمة على المشاركة المجتمعية، وتعزيز تبادل الموارد وفتح فرص الأعمال، إضافة إلى دورها في تقديم مجالات الإبداع والابتكار؛ حيث تنهض بأنماط الثقافة بشتى أنواعها خاصة على مستوى الفنون البصرية (الإنشاد، والغناء، والمسرح، وغيرها)، وإبراز العادات والتقاليد وأنماط التراث المتنوعة؛ حيث توفِّر تلك المهرجانات تجارب ابتكارية وإبداعية قائمة على الاستفادة من الثورة التقنية سواء على مستوى التسويق والترويج أو على مستوى الفعاليات والبرامج التي تقدمها، مما يفتح آفاقا جديدة للشباب للتفاعل والمشاركة والإفادة من التجارب المختلفة.

ولعل ما يقدمه مهرجان (ليالي مسقط 2024) خلال هذه الأيام منذ افتتاحه في الثالث والعشرين من ديسمبر الحالي، من أشكال التواصل والتفاعل المجتمعي، وما يعكسه من تأثيرات تنموية على الفرد والمجتمع، يأتي ضمن تلك العوائد الاجتماعية والاقتصادية والسياحية التي تظهر في توافد الزوار وتفاعلهم مع هذا الحدث الاجتماعي المهم؛ حيث يقدِّم حالة ثقافية مجتمعية ذات قيمة مضافة، تحفِّز منصاته على التواصل المجتمعي بين الأفراد، وتدعم القضايا المجتمعية والتوعية بأهمية التكافل وتحقيق أهداف المسؤولية الاجتماعية.

إن ليالي مسقط تكشف الدور الرائد للمهرجانات السياحية والثقافية من خلال ما يقدمه من فعاليات وبرامج من ناحية، واتساع الرقعة الجغرافية التي تتوزَّع فيها تلك الفعاليات؛ حيث يقدِّم المهرجان فعالياته في العديد من المواقع التي تخاطب شرائح مختلفة من المجتمع، سواء تلك التي تُقدم في الحدائق العامة والمتنزهات، أو في الجمعية العمانية للسيارات، أو في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض، أو الشواطئ والأماكن المفتوحة، أو تلك التي تقدَّم في المراكز الثقافية والمجمعات وغيرها، الأمر الذي يُسهم في تسويق تلك الفعاليات ويعزِّز قدرتها على التفاعل مع زوارها.

بالإضافة إلى ذلك فإن المشاركات الخارجية التي تقدمها الفرق والمؤسسات من دول العالم، تقدِّم لوحات ثقافية ذات أبعاد حضارية، تُسهم في تعزيز التعارف بين الشعوب، وتبرز الدور الذي تقوم به الثقافة في التلاقح الحضاري، والتفاعل فيما بينها، مما يقدِّم أنماط التعايش الثقافي والتنويع والتبادل القائم على التفاهم والتسامح، والمشاركة الإيجابية؛ وهذا ما يراه الزائر واضحا من خلال فعاليات (القرية العالمية)، التي تستعرض التراث الثقافي للدول، المتمثِّل في العادات والتقاليد والفنون وغير ذلك، وما تقدمه الفرق المختلفة من مشاركات في كافة الفعاليات والمواقع.

إن مهرجان (ليالي مسقط 2024) يمثِّل بيئة استثمارية وسياحية مهمة، سواء أكانت ثقافية فنية، أو رياضية، أو تجارية أو غير ذلك، فهو رافد تنموي يعزِّز التنمية المجتمعية، ويدفع العوائد الاقتصادية من ناحية، ويُسهم في تطوير البنية التحتية الخاصة بمناطق إقامة فعالياته ومناشطه، وبالتالي فإنه فعل تنموي مستدام الأثر، يدعم توجهات المجتمع نحو التطوير والتنمية؛ فقد تم الإعلان عن مشاركة ما يزيد على (700) مؤسسة صغيرة ومتوسطة في تنفيذ تلك الفعاليات، الأمر الذي يكشف الحرص على التشارك المجتمعي الداعم لتلك المؤسسات.

فالمهرجان يقدِّم فرصا مختلفة للمشاركين من كافة الفئات لتحقيق دخل مباشر؛ إذ يحفِّز أصحاب الأعمال للاستثمار في مجالاته ومناشطه، ويدفعهم إلى تسويق خدماتهم خاصة في المجالات الثقافية والسياحية والاقتصادية، وتقديم منتجاتهم، مما يدعم فرص زيادة دخلهم وتطوير تلك الخدمات بما يتوافق مع متطلبات رواد المهرجان من ناحية، وأهدافه من ناحية أخرى، إضافة إلى ذلك فإن المهرجان يمثِّل منطقة جذب سياحي مهمة، الأمر الذي ينعكس على تمكين تلك المؤسسات من تسويق منتجاتها وخدماتها بما يعزِّز دورها المجتمعي، ويحفِّزها على التطوير، ويمكِّنها من الاستدامة.

كما أن المهرجان يمثِّل إضافة مهمة للباحثين عن عمل؛ إذ تم تعيين ما يزيد على (500) شخص -حسب الصحف المحلية-، وهي وإن كانت وظائف مؤقتة لكنها عتبة مهمة بالنسبة للأشخاص الذين ما زالوا ينتظرون الوظائف، وهي فرصة للخبرة والتدريب، والتعلُّم الذي قد ينتج الكثير من الأفكار الإبداعية التي تفتح أمامهم فرص ريادة الأعمال أو التعيين في المؤسسات المشاركة، الأمر الذي يمثِّل أهمية على المستوى الاجتماعي.

إن التنوُّع الثقافي والسياحي الذي يقدمه مهرجان (ليالي مسقط 2024)؛ يقدِّم تجارب جديدة من خلال مجموعة من المهرجانات التخصصية مثل (مهرجان الزهور)، الذي يحتفي بالزهور والنباتات وما يرتبط بها من جماليات الطبيعة من ناحية، وما يهدف إليه من توعية بيئية وتعليمية من ناحية أخرى، وما يفتحه من فرص للاستثمار في النباتات المزهرة من ناحية ثالثة؛ فتلك النباتات ليست جمالا وحسب بقدر ما هي إمكانات بيئية واستثمارية تشارك في عرضها مجموعة من المؤسسات المحلية والعالمية.

بالإضافة إلى (مهرجان الطعام)، الذي يمثِّل أحد أبرز مجالات الثقافة، التي تتصف بالتفرُّد والتميُّز بين دولة وأخرى؛ فلكل دولة طرائقها ونكهاتها في الإعداد، وعاداتها وتقاليدها في التقديم، ولهذا فإن المهرجان يستعرض ذلك كله في طابع تفاعلي ثقافي، وتعليمي جاذب، يجعل من الطعام تجربة فريدة لها أصالتها وقدرتها على تمثيل حضارتها وثقافتها المميَّزة، ويفتح فرصا استثمارية متعددة في مجالات الطعام والصناعات المرتبطة به.

فالمهرجان بما يعرضه من فعاليات وبرامج سواء على المستوى الثقافي أو الرياضي الذي يتفرَّد ويتوسَّع في نطاقات وأماكن عدة، أو التقني الذي يفتح مجالات متنوِّعة للوسائط الرقمية وتقنيات الواقع الافتراضي والمعزَّز، والألعاب الإلكترونية المتنوِّعة، وبما يستعرضه من برامج تفاعلية أو استعراضية، أو معارض تجارية أو غير ذلك، فإنه يجعل من تجاربه حالة استثنائية من الترفيه على المستوى العائلي و الفردي، إذ أنه لا يهدف من ذلك إلى الإمتاع وحسب، بل أيضا تحقيق أهداف ثقافية واجتماعية قائمة على التشارك والتفاعل والتعلُّم، وبالتالي فإنه ترفيه معزَّز بالتجربة.

إن إقامة المهرجانات لا يمثِّل أهمية على المستوى الثقافي والاقتصادي وحسب، بل هو بيئة لتعزيز الصحة النفسية لأفراد المجتمع؛ حيث يمثِّل متنفَّسا لتجديد الطاقات، وبناء علاقات إيجابية بين أفراد الأسرة، وبين أفراد المجتمع عامة. إنه بيئة جاذبة لتحقيق الإمتاع والتعلُّم في جو من التفاعل والتجربة والإفادة من التجارب المحلية والعالمية، فهو مهرجان ترفيهي على مستوى الإمتاع، وتعليمي سياحي على مستوى التجربة. لذا فإن مهرجان (ليالي مسقط 2024)، يقدِّم نفسه باعتباره تطوُّرا لتجارب المهرجانات في عُمان، من خلال تلك التوسعة المكانية والتنوُّع الذي يسعى إلى الوصول إلى المستفيدين، والإفادة من التطورات التقنية والرقمية، وإشراك المؤسسات المختلفة خاصة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى المشاركات الدولية. إن ذلك كله يفتح مجالا واسعا ومتنوعا للزوَّار للمشاركة والإثراء.

إلاَّ أن المهرجان في سعيه للتطوير والانفتاح على عوالم جديدة أكثر إبداعا وابتكارا، عليه أن لا يغفل تحسين عمليات التقييم، التي يمكن أن تشكِّل أساسا للتطوير وتقديم ما هو أفضل في النسخ المقبلة.

عائشة الدرمكية باحثة متخصصة فـي مجال السيميائيات وعضوة مجلس الدولة

مقالات مشابهة

  • مهرجان ليالي مسقط 2024
  • ولي عهد أم القيوين يزور مزانية الإبل في مهرجان محمد بن زايد لسباقات الهجن
  • 2 يناير.. انطلاق فعاليات "مهرجان الظاهرة السياحي" في حلّة جديدة
  • منافسات قوية في “مهرجان محمد بن زايد لسباقات الهجن ومزاينة الإبل”
  • تتويج الفائزين في مهرجان محمد بن زايد لسباقات الهجن ومزاينة الإبل
  • الثاني من يناير القادم انطلاق مهرجان الظاهرة السياحي الثاني
  • ولي عهد أم القيوين يشهد مهرجان محمد بن زايد لسباقات الهجن ومزاينة الإبل
  • انطلاق فعاليات مهرجان نجران الشتوي
  • غدا بالقاهرة.. انطلاق النسخة الثالثة من مهرجان الزيتون المصري
  • المسؤولون والأعيان يعزون آل الصقير في وفاة عميد أسرتهم