يتفقد مزارع التين الأردني خالد أبو السندس بحُزن بالغ أشجار التين في مزرعته المحيطة بمنزله في العاصمة عمَان.
ويعيش أبو السندس (65 عاما) في منطقة وادي السير، وهي منطقة تشتهر بإنتاجها المتميز من التين في الأردن.
السجن 10 سنوات لتوري لينز في إطلاق النار على ذي ستاليون منذ 18 ساعة 45 عاماً سجناً لتاجر المخدرات «أوتونييل» في أميركا منذ 18 ساعة
وعن محصوله هذا العام من التين، قال أبو السندس لـ (رويترز) «موجة الحرارة المرتفعة أثرت تأثيرا مباشرا على التين، إذ تسبب الحر بجفاف الأوراق وسقوطها مما يجعل من حبة التين مكشوف للشمس مما يجعلها تنشف ويتسبب في تلفها.
وأوضح أبو السندس أن ثمار التين لا تحب ضوء الشمس المباشر لا سيما في فصل الصيف الحار كهذا، مبينا أن حبة التين لا تستوي إلا عندما يبرد الجو ويغطي الندى الأوراق.
وأشار المزارع الأردني، الذي بدأ العمل في مزارع التين مع والده عندما كان طفلا، إلى أنه عادة ما كان يجني ثمار التين ليبيعها في أول شهر أغسطس كل عام، لكنه أعرب عن عدم تفاؤله بمحصول العام الجاري، إذ لم يتمكن حتى الآن من جني أي ثمار صالحة للبيع.
وقال أبو السندس «من طبيعي عندما يتأخر الموسم بهذا الشكل سيظل الحب على الشجرة دون أن ينضج ويأتي الشتاء والثمر مازال دون مستوى النضوج.
المصدر: الراي
إقرأ أيضاً:
نبع الحنان.. كم أفتقدكِ!!
كثيراً ما يمر بخيالى طيفٌ من الذكريات، فيحتل وجهها عقلى وتسيطر عليه قَسماته الحنون، فتجتاحنى مشاعر متباينة هى مزيج من الحنين والاشتياق لرؤيتها مجدداً، رغم يقينى أن ذلك محض أوهام وحينما لا أتمكن من ذلك تسيطر على غُصة مقبضة للقلب، فتتناوبنى صور أشبه بمشاهد «الفلاش باك» السينمائية من حياتى؛ طفولتى، صباى، أتصبر بها، فأتذكر من خلالها وجهها الغائب عنى منذ أن وافتها المنية؛ ذلك الوجه البشوش الذى دائماً ما يبعث فى قلبى الطمأنينة والحنان والأمان، أتذكر المزيد والمزيد من المواقف؛ فها هى فى أحدها تصيح بى عندما وجدتنى عائداً ذات مرة من إحدى مشاجرات المدرسة مع أحد زملائى وقد تمزقت ملابسى وهى تنهرنى: «لو ما خدتش حقك من اللى ضربك لا أنت ابنى ولا أعرفك»!! ثم لا تلبث أن تعانقنى وهى تبكى ولا تهدأ إلا بعد أن ترافقنى بعدها إلى المدرسة كى تطمئن علىّ، وهكذا كان دأبها فى أى مشكلة أتعرض لها فكانت بمثابة الملاذ والدرع الواقية التى أحتمى بها ولا أبالى شيئاً فى الحياة مهما تعاظم ما دامت بجانبى.
وها هو صوتها فى موقف آخر يتسلل إلى عقلى عندما كنت مريضاً وهى تضع يدها على وجههى وصوتها ينضح بالحنان قائلة لى «مالك شكلك تعبان يا حبيبى، أعملك حاجة سخنة، أو أقولك تعال معايا للدكتور أحسن»، وها أنا أتذكر رجائى لها فى مشهد آخر قبل كل امتحان «والنبى يا أمى ادعيلى علشان الامتحان يعدّى».
وتتعدد المشاهد والصور والذكريات فأرى نفسى وقد تزوجت وتأخذنى مشاغل الحياة فلا أراها ردحاً من الزمان، فأجد صوتها الحنون عبر التليفون دائم الاتصال بى للاطمئنان علىَّ قائلة: «عامل إيه يا حبيبى إنت كويس، ربنا يسلملك طريقك»، فتمنحنى طاقة قدر ما فى الكون تعيننى على إرهاق العمل ومسئولية الأسرة ناهيك عن حبها الجارف لأولادى والذين كانوا يهيمون عشقاً بها لفرط حنانها وحبها لهم.
فقدتها فأحسست بأن جداراً داخل قلبى قد تهاوى فأصبحت مزعزعاً لا أكاد أقوى على صلب عودى، شريداً دون نور هادٍ، فمجرد صوتها كان يقوينى ويشد من أزرى فأواجه ما يقابلنى من مشكلات الحياة التى لا تنتهى دون وجل، كانت السند والعضد، وبرحيلها أصبحت أشبه بالعارى فى ليالى الشتاء القارسة، مفتقداً حنانها الذى كان يبث فى جسدى الدفء والطمأنينة والأمان.
حقاً لا يعرف المرء قيمة الشىء إلا عندما يفقده، فأمك تظل بجوارك كالنهر الرقراق تنهل منه قدر كفايتك وتعطيك من حنانها ما تعطيك دون انتظار لأى مقابل سوى أن تراك فى أحسن حال، قد تقسو عليك أحياناً كى تقوِّم من سلوكك، فهى الوحيدة التى تحبك من شغاف قلبها حباً نقياً لا تشوبه شائبة، لذا فالجنة تحت أقدامهن والبر بالأم هو طريق رضا الله تعالى فهى أحق الناس بصحابتك وبرك وحنانك.
كم تعبتِ من أجلى يا أمى، كم حزنتِ من أجلى، كم خفتِ علىّ من أقل الأشياء، كم سعدت ودمعت عيناك عند نجاحى، كم أتشوق إليك كى أسمع صوتك الدافئ من جديد، كم أتمنى أن تعودى ولو «لحيظات» كى أتبادل معكى أطراف الحديث أحدثك وتحدثيننى، أمازحك فتغضبى قليلاً ثم لا تلبث أن تعاود وجهك تلك الابتسامة التى أعشقها فتملأ قلبى السعادة.
حقاً مَن لديه أم فقد حاز الدنيا بما فيها؛ فنظرتها كنز لا يفنى ولمستها لآلئ وحنانها فيض ومِنَّة من الخالق، رحمك الله يا أمى وأكرم مأواك، فأنتِ نبع الحنان الفياض الذى لا ينضب مهما مرت سنوات العمر.