ماذا يهدف تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية؟
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
نشر موقع "فلسطين كرونيكل" تقريرًا يسلط الضوء على العملية العسكرية التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن هذه العملية تهدف إلى توسيع المستوطنات؛ وهو ما قد يؤدي إلى إشعال انتفاضة فلسطينية جديدة في الضفة، ما يؤثر على الحرب الإسرائيلية في غزة.
وقال الموقع، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن "الجيش الإسرائيلي شن الأربعاء الماضي ما وُصف بأنه أكبر عملية عسكرية، منذ الاجتياح الإسرائيلي للمدن الفلسطينية الكبرى في الضفة الغربية سنة 2002".
وقد استهدف الهجوم الإسرائيلي مدن شمال الضفة الغربية وبالأخص مخيمات اللاجئين، وركزت العملية الإسرائيلية حتى الآن بشكل كبير على مخيمات اللاجئين المحيطة بجنين وطولكرم.
ومع استمرار الاحتلال في حشد المزيد من الجنود واقتحام المزيد من المناطق الفلسطينية، ومحاصرة المستشفيات الرئيسية في المنطقة، ومنعها نقل الشهداء والجرحى إلى المراكز الطبية؛ فإن الوضع سيصبح أكثر كارثية.
ما هو سياق القصة؟
وأفاد الموقع بأن الكنيست الإسرائيلي صوّت في أذار/ مارس 2023 على إلغاء ما يسمى بخطة فك الارتباط لسنة 2005، والتي سمحت لإسرائيل بإعادة نشر قواتها خارج غزة، وتفكيك ثلاث مستوطنات في شمال الضفة الغربية.
لم تغير خطة فك الارتباط من وضع غزة كأرض محتلة بموجب القانون الدولي، ولم تغير فعليًا العلاقة بين إسرائيل وأي جزء من الضفة الغربية.
ومع ذلك، فقد شجعت الحرب على غزة الأصوات داخل ائتلاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليميني المتطرف، والتي طالبت بالعودة إلى الاحتلال العسكري لغزة وتسريع البناء الاستيطاني غير القانوني في جميع أنحاء الضفة الغربية، بما في ذلك المنطقة الشمالية.
ويُعتقد أن العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية تندرج في إطار جهود الحكومة الإسرائيلية لترسيخ احتلالها والتطهير العرقي لمعظم السكان الفلسطينيين في تلك المنطقة، كمقدمة ضرورية لتوسيع المستوطنات القائمة أو بناء مستوطنات جديدة.
ماذا يعني ذلك بالنسبة للسلطة الفلسطينية؟
وأوضح الموقع أن اتفاقات أوسلو قسمت الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق؛ المنطقة (أ) و(ب) و(ج).
وكان من المفترض أن تكون المنطقة (أ) منطقة حكم ذاتي فلسطينية، تحكمها السلطة الفلسطينية، أما المنطقة (ب) فقد حُدِّدت كمنطقة يحكمها الجيش الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية معًا، في حين بقيت المنطقة (ج) - أي 60 بالمائة من مساحة الضفة الغربية - تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة.
غير أن إسرائيل لم تعد تعترف بهذه التقسيمات. فقد قامت إسرائيل في سنة 2002 بعمليات عسكرية كبيرة ودموية استهدفت الفلسطينيين في جميع مناطق الضفة الغربية، بما في ذلك المنطقة (أ).
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، عملت إسرائيل في جميع هذه المناطق دون توقف، ما جعل "سلطة" السلطة الفلسطينية عديمة الفائدة تمامًا.
ومع ذلك، واصلت السلطة الفلسطينية التعاون مع إسرائيل في إطار ما يسمى بالتنسيق الأمني، الأمر الذي يجعل قوات الأمن الفلسطينية مشاركةً بشكل مباشر في الحملة الإسرائيلية العنيفة المستمرة ضد المقاومة الفلسطينية.
هل ستنجح إسرائيل في تحقيق أهدافها؟
وأشار الموقع إلى أنه منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، رفض نتنياهو ووزراؤه المتطرفون التسليم بأن هزيمة غزة عسكريًا ليست خيارًا مطروحًا.
وبدلاً من الإصغاء إلى توصيات جيشهم بإنهاء الحرب من خلال وقف إطلاق النار عن طريق التفاوض، حرص القادة السياسيون الإسرائيليون على تأجيج نيران الحرب في أماكن أخرى.
من الواضح أن إسرائيل لا تستطيع هزيمة حزب الله اللبناني عسكرياً، ومن المؤكد أنها لن تكون قادرة على هزيمة إيران دون دعم عسكري أمريكي. ولكن بما أن احتمالات نشوب حرب إقليمية لا تزال غير واضحة، فقد قررت إسرائيل ملاحقة ما تعتبره "البطن الرخوة" للمقاومة الفلسطينية أي الضفة الغربية.
ورغم أن المقاومة في الضفة الغربية معزولة إلى حد كبير بسبب الضغوطات المشتركة التي يفرضها الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اليهود العنيفون والسلطة الفلسطينية؛ فإن شن إسرائيل لحملات عسكرية مميتة ضد المقاومة تخاطر بإشعال انتفاضة فلسطينية قد تزعزع استقرار الضفة الغربية بأكملها.
وإذا ما حدث ذلك، فإن الجيش الإسرائيلي لن يكون قادرًا على مواصلة حربه على غزة بنفس الدرجة من الشدة؛ حيث سيضطر إلى إرسال عشرات الآلاف من الجنود لإخماد انتفاضة الضفة الغربية.
وسيثبت المجتمع الدولي فشله مرة أخرى في الضغط على إسرائيل لإنهاء تصعيدها العسكري في الضفة الغربية. فقد فشل المجتمع الدولي حتى الآن حتى في الضغط على إسرائيل لتوفير الغذاء للفلسطينيين الجائعين في غزة.
ما الذي سيحدث بعد ذلك؟
وذكر الموقع أن نتنياهو تعهد في بداية الحرب على غزة بتدمير المقاومة فيها بالكامل، وقد فشل في ذلك.
ولكن بدلًا من أن ينزل نتنياهو من الشجرة، حاول القفز من شجرة إلى أخرى، فتارة يعد بدفع حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وتارة أخرى يعد بهزيمة إيران، وهكذا دواليك.
والأرجح أنه سيفشل في الضفة الغربية، لأنه لا يمكن النظر إلى أفعاله في الضفة الغربية بمعزل عن المتغيرات الأخرى، أو جبهات الحرب في أماكن أخرى.
ولضمان فشل نتنياهو، سيتعين على الفلسطينيين حل ثنائيتهم طويلة الأمد، في العمل تحت "قيادة" تتعاون علنًا مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي يواصل سحق الفلسطينيين دون عقاب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال الضفة فلسطينية الاستيطاني فلسطين الاحتلال الاستيطان الضفة حرب الابادة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة شمال الضفة الغربیة الجیش الإسرائیلی فی الضفة الغربیة إسرائیل فی على غزة
إقرأ أيضاً:
مشاريع تنموية هولندية في الضفة الغربية المحتلة تتعرض للتخريب.. ماذا يحدث؟
مثل العديد من الدول الأوروبية، دعمت هولندا مشاريع تنموية في الضفة الغربية المحتلة لعقود، بما في ذلك تمويل إنشاء خزانات مياه للمزارعين الفلسطينيين وألواح شمسية للقرى النائية.
اعلانومع ذلك، منذ عام 2017، تعرضت عشرات المشاريع الممولة من هولندا للتخريب على يد المستوطنين الإسرائيليين أو الجنود، حيث تم تدمير خزانات مياه بتكلفة مئات اليوروهات وسرقة ألواح شمسية بقيمة عشرات الآلاف.
وتفاقمت أعمال التخريب بشكل كبير بعد هجمات حماس في أكتوبر الماضي، وفقًا لتحقيق أجرته منصة الصحافة الاستقصائية "إنفستيكو". وأشارت وزارة الخارجية الهولندية إلى علمها بما لا يقل عن 50 حالة تخريب، لكنها أبدت ترددًا في التدخل.
Relatedحزن وغضب.. مسيرة في الضفة الغربية منددة باغتيال حسن نصر الله ومتضامنة مع لبنانبحثاً عن فرص عمل.. فلسطينيو الضفة الغربية يخاطرون بأرواحهم لعبور جدار الفصل الإسرائيليبعد أيام من حظر أنشطتها..القوات الإسرائيلية تقتحم وتدمر مكتب الأونروا في مخيم نور شمس بالضفة الغربيةوفي قرية شعب البطم البدوية في الضفة الغربية، والتي لا تعترف بها الحكومة الإسرائيلية وبالتالي تُحرم من شبكات المياه الغاز والكهرباء، ساهم التمويل الهولندي في توفير هذه المرافق الأساسية، لكن الجيش الإسرائيلي دمر حتى خزانات المياه فيها. واليوم، يقيم السكان مؤقتًا في أماكن أخرى، لكنهم يأملون في الحصول على دعم يعيد لهم القدرة على إعادة البناء.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مزارعون فرنسيون يحتجون ضد اتفاقية ميركوسور.. إغلاق الطرق وجرارات تحتل الشوارع "السياسة تجاه الفلسطينيين ستبقى كما هي".. المواطنون في رام الله بالضفة الغربية غير متفائلين بترامب نتنياهو: ما حدث في أمستردام خطير ومعاد للسامية هولندامشاريع سكنيةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. الحرب بيومها الـ410: حزب الله يستقبل هوكستين بصواريخ على وسط إسرائيل وعصابات تسرق المساعدات بغزة يعرض الآن Next عاجل. بوتين يوقع مرسوماً يوسع إمكانية اللجوء إلى السلاح النووي يعرض الآن Next عقوبات أوروبية جديدة على إيران بسبب مزاعم دعم روسيا بالصواريخ الباليستية وطهران ترد: "غير مبررة" يعرض الآن Next هوكستين يصل بيروت بعد أخذ ورد ومفاوضاتٌ بين إسرائيل وحزب الله عنوانها النار يعرض الآن Next بالصور: حسناوات العالم يتنافسن على لقب ملكة جمال الكون لعام 2024.. والدنمارك تحصد اللقب اعلانالاكثر قراءة مجلس الأمن الدولي يصوّت على مشروع وقف إطلاق نار فوري في السودان غانتس يدعو للتعامل مع جنوب لبنان كمناطق "أ" في الضفة الغربية.. ماذا يعني ذلك؟ حدث "هام" في منطقة الأناضول.. العثور على قلادة مرسوم عليها صورة النبي سليمان "يجب استعمال المصحف كورق مرحاض".. غضب عارم بسبب صورة جندي إسرائيلي وهو يتبوّل على القرآن اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29روسياالحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامبفلاديمير بوتينعيد الميلادواشنطنتغير المناخالسياسة الإسرائيليةلبنانالفلبينالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024