ما هو الشعب وما هي الشرعية
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
الرأي اليوم
ما هو الشعب وما هي الشرعية
صلاح جلال
(1)???? هناك التباس حول مفهوم الشعب والشرعية أحياناً عفوى ومرات كثيرة بقصد التضليل، دائماً التحدث باسم الشعب بقصد التوسل للشرعية، حقيقةً منذ ظهور الدولة القومية بعد اتفاقات وستفاليا كانت أحد المفاهيم التي شغلت المشرعين تعريف الشعب أو الأمة، والحيز الجغرافي للدولة وشرعية الحكم، فكانت أول القواعد الدستورية أن الشعب مصدر السلطات، ثم تطور الفقه الدستورى لتفصيل وسائل اكتساب الشرعية للتحدث باسم الشعب، أولها الحريات العامة وسيادة حكم القانون لمعرفة رأى الشعب دون تهديد أو خوف من البطش.
???? ثم مبدأ لا ضرائب بلا تمثيل Representation من ثم الوسائل المعيارية لقياس الإرادة الشعبية وهى الإنتخابات الحرة والعادلة، ووسائل أخرى للتعبير عن الإرادة الجمعية للشعب ما دون الإنتخابات، مثل الإضرابات العامة والتظاهرات الواسعة التى تعبر عن الكتلة الحرجة (الشرعية الثورية) مثال لذلك ثورة اكتوبر وأبريل و19 ديسمبر، هذه هى مظان الشرعية والحكم الشرعى، ما عدا ذلك شرعية ود كبس الجبة وهو قاطع طريق يعرفه أهل أمدرمان القديمة.
(3)???? خرج علينا بيان بالأمس من حزب المؤتمر الوطنى المحلول يحذر الولايات المتحدة الأمريكية بانه يمثل الشعب السودانى حسب مفردات البيان بما يعنى أن الشعب السودانى هو المؤتمر الوطنى وهو المتحدث باسمه والمعبر عنه- مثل مُفردات الشعب يريد والشعب لا يريد وهم قردين وحابس كتبو البيان كما يقول المثل لابد من فصل موضوعى لمواجهة هذه التخرصات بين تيارات فكرية وسياسية وسط الشعب والتمييز بين الإرادة الجمعية للشعب ووسائل التحقق المعروفة منها وهى
تتمثل فى حكومة منتخبة، برلمان منتخب، ستفتاء حر، إضراب عام، مظاهرات عامة تتوفر لها كتلة شعبية حرجة كتعبير استثنائي للشرعية وهذه ينتج عنها حكم انتقالى مؤقت شرعية ناقصة.
(4)???? لكن من غير الممكن كل 500 شخص يجتمعوا ليقولوا نحن الشعب نحن القوة الصحيح انتو جزء من الشعب يزيد أو يقل لكن يوجد شعب غيركم يجب أن يوضع فى الإعتبار، عندما نتحدث عن وقف الحرب يقولون- لا الشعب يريد استمرار الحرب، وبالعقل أى مكان تصله الحرب الشعب يغلق بيته ومتجره ويترك زراعته ويهرب بحثاً عن الأمان، الشعب أصبح ما بين نازح ولاجئ ومقهور بالحرب متخندق فى منزله، مع هذه المظاهر يخرج بنياشينه أو موتور يعتلي منبر أحد المساجد، ليقول الشعب مع استمرار الحرب والشعب ضد القوى الديمقراطية وهم كان رجال يأتوا لمواجهة الشعب، كأن الشعب مصارع إغريقى يجلس فى حلبه ليواجه منافسه ليطرحه ارضاً هؤلاء المدعين الذين يسرقون لسان الشعب مثل الضفدع فى عمق البئر يعتقد أن السماء هو فتحة البئر، يجب إخراجهم من هذا العمق السحيق ليعلموا أن مفهوم الشعب أوسع من تصوراتهم.
(5) ???????? ختامةمعنى الشعب ومفهوم الشرعية خرج عن الموضوعية والمعرفة للدعاية الحربية وتسويق التجهيل وتسطيح المفاهيم، لكل من يدعي وصلاً بالشعب والشعب منه بُراء، الشعب لا يعبر عن نفسه إلا فى إطار حكم دستورى ديمقراطى بوسائل معروفة، البقية كلهم [زلنطحية] لشعب بوكو، كما قال أبو العلاء المعرى
”تلوا باطلاً وجلو صارماً.. وقالوا: أصبنا فقلنا: نعم!”
#للحرب
#لازم_تقيف
30 أغسطس 2024م
الوسوم19 ديسمبر أبو العلاء المعري الاستفتاء الحرب الرأي اليوم السودان الشرعية الثورية الشعب الكيزان المؤتمر الوطني صلاح جلالالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: 19 ديسمبر الاستفتاء الحرب الرأي اليوم السودان الشعب الكيزان المؤتمر الوطني صلاح جلال
إقرأ أيضاً:
لماذا لا يتعظ عسكر السودان من دروس التاريخ وتجارب الماضي؟
بقلم: إبراهيم سليمان
منذ اندلاع حركة التمرد المسلحة في حامية مدينة توريت عام 1955م، وحتى 15 أبريل 2023م لم يلفح الجيش السوداني، في كسب حرب واحدة على ما تطلق عليها الحركات المسلحة أو المتمردة، في أية بقعة من بقاع السودان الواسعة، ظلت القوات المسلحة السودانية، تكرر الفشل تلو الفشل في تحقيق حسم عسكري، تنهي المواجهات المسلحة، ولم يتعلموا شيئاً من دروس تاريخ الحروب الطويلة، ولم يتعظوا من نصائح الناصحين.
ورغم التفوق الذي كان يتمتع به الجيش السوداني، لوجستياً ومهنياً وسياسياً، على الحركات المسلحة، التي رفعت السلاح في وجه الدولة المركزية، فشل في تحقيق النصر الكاسح والقضاء عليها، قد نجحت في بعض الأحيان في تحجيم أنشطته بعض الحركات المسلحة لتعود أشد منعة، ورغم ذلك يصر الجيش السوداني على تكرار ذات النهج، في حربه الأخير ضد قوات الدعم السريع، التي أخرجت القيادة العامة للجيش السوداني من مقرها، واستولت على الغالبية العظمى من مؤسساتها بالعاصمة ومعظم الولايات، وظلت تلحق بها الهزائم تلو الأخرى في سابقة لم تحدث في تاريخ السودان.
بلا شك انهم يحسدون علي هذا الغباء، فقد رفضوا كافة الوساطات الوطنية والدولية الداعية إلى الجلوس للتفاوض لإنهاء الحرب، مضيعين فرصة قبول قوات الدعم السريع لهذه الدعوات على مضد ودون شروط، والجنوح للحلول السلمية، رغم أن كتائب الإسلاميين قد اعتدت عليها، وهي متفوقة ميدانياً وسياسياً، وقادرة على الحفاظ على التفوق.
هذا الغباء العسكري الملازم للجيش السوداني، ليس له تفسير سوى الغرور وجنون العظمة، والمكابرة الجوفاء، والسفه الوطني المشين، تسببوا في مقتل الملايين من أبناء الشعب السوداني، وأهدروا المليارات من الدولارات في نيران الحرب، ودمروا المئات من المنشآت الحيوية، طيلة حروبهم الممتدة بطول البلاد وعرضها، وهم يدركون في نهاية المطاف، لا خيار لهم سوى الجلوس للتفاوض، ليصبح الذين يطلقون عليهم الآن "شهداء حرب الكرامة"، فطائس، ويضيع البنى التحية للبلاد هدراً!!
هذا الغباء معطون في الجهل السياسي والعسكري، والجاهل عدو نفسه، ولما يمسك الجاهل بالسلاح، لا يتوقع منه سوى التهور والخراب، ويحتاج لمن يتمتع بالحكمة والصبر، لينزع عنه السلاح، قبل أن يلقي به في مهاوي الردى.
فيما يخص الحرب الدائرة الآن، لا شك أن الجيش السوداني، ومن ورائه الحركة الإسلامية المجرمة يأملون في تحقيق تقدم ميداني، واختراق سياسي، يضمن لهم مستقبلا سياسياً، ويوفر لهم الحصانة من المساءلة عن الفساد الشامل والإجرام المركب، متجاهلين أن كافة المعطيات ضدهم، لكن حقدهم الدفين على الشعب السوداني، يزين لهم، قتل الجميع وتدمير كل شيء قبل الانزواء في مذبلة التاريخ.
ناسين أنّ الله قد قيّض لهم بما كسبت أيديهم، من هي قادرة على كسر شوكتهم وإلى الأبد، وأن الشعب السودان، قد شهد على فسادهم وإفسادهم، وعلم علم اليقين نفاقهم وتجارتهم بالدين، وأنه يكرهم كراهية العمى، متجاهلين أن ثورة ديسمبر المجيدة لا تزال هامدة تحت رماد حربهم العبثية، وأن شباب الثورة "الراكب راسو" لم ولن ينسوا دماء رفاقهم الشهداء، وأنهم لهم بالمرصاد، ومتناسين أنهم منبوذون من العالم، وليس لهم صليح إقليمياً، فأنى لهم التناوش بعد الموت في أبريل 2019؟
ebraheemsu@gmail.com
//أقلم متّحدة ــ العدد ــ 174//