جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-24@19:58:42 GMT

الاقتصاد والتكامل الحكومي

تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT

الاقتصاد والتكامل الحكومي

 

خلفان الطوقي

 

 

التكامل الحكومي شعار يُردَّد منذ الثمانينيات من القرن الماضي، وما زال يُردد حتى اللحظة، وستظل المطالبة بشعار "التكامل الحكومي" قائمة في قادم الوقت؛ لأنَّ المبدأ والأصل هو التغيير والتطور والتقدم إلى الأمام، وليس الثبات والسكون، وكما يُقال سوف نتراجع إن لم نتقدم.

وبالرغم من الجهود الحكومية للتكامل مع بعضها البعض، إلّا أن هناك مجالًا واسعًا ومساحة شاسعة للانصهار والتكامل والانسجام، وأن تكاملهم الآن لم يعد ترفًا أو خيارًا؛ بل حاجة مُلحة لا يمكنها أن تتأجل أكثر من ذلك.

العالم من حولنا في سرعة هائلة من التطور والتغير والتكامل وإعادة التموضع، وإن بحثنا عن سر الخلطة، فلن تجد سرًا إلّا سر وحيد وهو العمل الحكومي كجسد وقلب ولسان واحد. وإذا نظرنا إلى أوضاعنا في عُمان، فلن نجد ما يمنع ذلك، خاصةً وأن كافة عوامل النجاح متوفرة، بدءًا من الإرادة السياسة لسلطان البلاد المُفدى- نصره الله- وبقية عوامل النجاح الأخرى.

وقبل كل خطة حكومية "تكاملية" لا بُد من رصد الأمثلة الناجحة التي قامت بها الحكومة في السابق، وتحديد المواضيع "الخلافية" التي تتقاطع وتتشابك بين جهة حكومية وأخرى، وإيجاد الحلول الابتكارية والاستباقية لسد الثغرات، فإن تم تغطية هذا الثغرات، فسوف تجد بلادنا مئات الفرص الضائعة من هنا وهناك، ولنكن على يقين أنَّ أي فرصة ضائعة، سوف تضيع منها فرص فرعية أخرى في التوظيف والتدريب والتأهيل وتعزيز دور المؤسسات العمانية الصغيرة والمتوسطة والكبيرة.

حان الوقت ليس لسد الثغرات أينما وُجِدَت، ولكن الأهم من ذلك رصد كل القرارات والإجراءات والتشريعات التي تتصادم مع بعضها البعض، وإزالتها إزالة شاملة؛ إذ إنَّ كُل تقاطع وتشابك يقود إلى خلق معضلات وتعقيدات تنمو مع الأيام، وتقودنا إلى تراجع شاسع وتشوهات وعشوائية تفقدنا البوصلة، مما يرفع من كلفة إصلاح ما أفسدته هذه التعقيدات والتشوهات.

وبالرغم من مطالبة الكثيرين بمزيد من التكامل الحكومي، فعلى الحكومة أن تتفهم هذه المطالبة اللحوحة لعدة اعتبارات؛ وأهمها: المقارنة البينية، خاصة وأننا محاطون بدول متطورة وفي سباق مع الزمن، والطبيعة البشرية التي تُريد لنفسها ولدولتها أن تكون في المقدمة، وكما ذكر أعلاه أن الأصل في الأمور هو التغير والتطور ومواكبة المتغيرات.

القطاعات الاقتصادية من تجارة وسياحة وصناعة وأي قطاع إنتاجي آخر لا بُد من تجميع عوامل نجاحه، لأنَّ نجاحه يعني نجاح عُمان وأهلها، ونجاح ذلك يعني تحويل شعار "التكامل الحكومي" من شعار جميل وبراق، إلى واقع ملموس يُعايشه الجميع.

وأخيرًا.. لا بُد للبرامج الوطنية مثل "استدامة" و"نزدهر" و"رقمنة" و"تنويع" و"تشغيل" أن تعمل جنبًا إلى جنب، وأن ترفع تقاريرها وتوصياتها الصريحة ربع السنوية إلى المقام السامي ومجلس الوزراء، موضحةً فيها الفرص والتحديات والمعوقات لأي تقدم، فلا بُد لرحلة التكامل الحكومي أن تستمر، ومطالبتنا الآن أن تسير بخطى أسرع من أي وقت مضى.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

عوامل تُشجع جعجع على الترشّح... فهل ينتخبه باسيل؟

ساهمت عوامل كثيرة في تلويح رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع باستعداده للترشّح لرئاسة الجمهوريّة، فهو يعتبر أنّ الأحداث السريعة التي حصلت منذ 7 تشرين الأوّل 2023، حتّى وقف إطلاق النار في لبنان وسقوط حكم الرئيس السوريّ بشار الأسد، مُؤشّرات تدلّ على ضعف "محور المُقاومة" في لبنان والمنطقة، وتراجع نفوذ "حزب الله" وإيران عسكريّاً وسياسيّاً.
 
ولعلّ جعجع مقتنع كما غيره من الأفرقاء السياسيين في أنّ "حزب الله" لم يعدّ قادراً على فرض رئيس الجمهوريّة، وكانت التطوّرات الأخيرة من الحرب مع إسرائيل إضافة إلى نهاية عهد بشار الأسد بمثابة ضربات قويّة لـ"الحزب"، فلم يعدّ من الإمكان الإتيان برئيسٍ مُقرّب أو حليفٍ أو صديقٍ لإيران وسوريا، وسط التحوّلات التي شهدتها المنطقة ولا تزال، وإمكانيّة توسّع الحرب في غزة إلى العراق واليمن وطهران، ورسم خريطة جديدة للشرق الأوسط.
 
أمّا لبنانيّاً، فبات جعجع و"القوّات" أقوى الممثلين في الشارع المسيحيّ نيابيّاً وشعبيّاً، بعد نتائج الإنتخابات النيابيّة الأخيرة، إضافة إلى تقلّص عدد كتلة "التيّار الوطنيّ الحرّ" على إثر إنسحاب 4 نواب من "لبنان القويّ". ويعني هذا الواقع أنّه من حقّ "الحكيم" أنّ يكون مرشّحاً طبيعيّاً للرئاسة، على الرغم من أنّه يعلم جيّداً أنّ هناك الكثير من العقبات التي تحول دون وصوله إلى بعبدا.
 
وفي هذا الإطار، يحثّ الخارج كما الداخل على انتخاب رئيسٍ توافقيّ وسطيّ، لأنّ جعجع يُعتبر إسماً مستفزّاً لـ"الثنائيّ الشيعيّ"، و"حزب الله" و"حركة أمل" سبق وأنّ أعلنا عن رفضهما وصول شخصيّة تزيد من الشرخ الوطنيّ مع الطائفة الشيعيّة، من خلال تطبيق القرارات الداعية إلى نزع سلاح "المُقاومة".
 
في المقابل، فإنّ جعجع أعاد طرح فكرة ترشّحه لعلّ رئيس "التيّار" يُطّبق مقولته الشهيرة بضرورة "وصول الرئيس القويّ" إلى بعبدا، كما حدث عند انتخاب الرئيس ميشال عون عام 2016. غير أنّ النائب جبران باسيل يعمل على تسويق أسماء باتت معلومة لدى الجميع لقطع الطريق أوّلاً على قائد الجيش العماد جوزاف عون، كذلك على سليمان فرنجيّة أوّ أيّ شخصيّة مسيحيّة من الصفّ الأوّل.
 
وتجدر الإشارة أيضاً إلى أنّ باسيل مُقتنع أنّه من الضروريّ إنتخاب رئيسٍ وسطيّ تعمل أغلبيّة الكتل النيابيّة على إيصاله، أيّ أنّه لم يعدّ يُؤمن بمبدأ "الرئيس القويّ" لأنّ "القوّات" أصبحت تُمثّل الشريحة الأكبر من المسيحيين، وسط تراجع "التيّار" بعد "ثورة 17 تشرين الأوّل" ودخول البلاد في أزمات إقتصاديّة وماليّة وسياسيّة ومعيشيّة غير مسبوقة.
 
وتُشكّل "القوّات" أبرز خصمٍ سياسيّ بالنسبة لـ"الوطنيّ الحرّ"، فمعراب انتقدت بشدّة الطريقة التي حكم بها ميشال عون، وأشار جعجع إلى أنّه لو كان في موقع القرار لما كانت البلاد وصلت إلى ما هي عليه، مُحمّلاً فريق باسيل كافة الإخفاقات السياسيّة والإقتصاديّة، بسبب تعزيز الفساد والمُحاصصة ونفوذ "حزب الله" في السلطة.
 
وعليه، ليس من الوارد أنّ يُوجّه باسيل نوابه إلى انتخاب "المرشّح المسيحيّ الأقوى"، فهو يبحث عن دورٍ له في السنوات الستّ المُقبلة من خلال إيصال رئيسٍ مُقرّبٍ منه، يضمن له مناصب إداريّة وقضائيّة وأمنيّة مهمّة. فإذا انتُخِبَ جعجع، فإنّه سيُقصي "التيّار" كما فعل ميشال عون وفريقه عندما انقلبوا على "اتّفاق معراب" ولم يُعطوا "القوّات" حصّتها التي كانت تُطالب بها في الإدارات الرسميّة، وسيعمد إلى المُطالبة بتشكيل حكومة من لونٍ واحدٍ، لإثبات أنّ المُعارضة قادرة على الإنتاج خلافاً للحكومات التي شارك فيها وزراء "الوطنيّ الحرّ" و"الثنائيّ الشيعيّ".
  المصدر: خاص لبنان24

مقالات مشابهة

  • وزير الاقتصاد والتخطيط يناقش الفرص الاقتصادية والاستثمارية مع نيجيريا
  • تركيا تدرس تعديل أسعار بعض السلع التي تدخل في حساب مؤشر التضخم
  • أمين الاتحاد البرلماني العربي يؤكد أهمية تعزيز التعاون والتكامل بين المؤسسات البرلمانية
  • «صُنّاع المحتوى الاقتصادي» يستعرض عوامل النجاح والانتشار الإعلامي
  • الإمارات.. "صناع المحتوى الاقتصادي" يستعرض عوامل النجاح والانتشار المهني
  • تفاصيل إسرائيلية إضافية بشأن صفقة التبادل.. هذه الثغرات المتبقية
  • «المالية»: التطورات التكنولوجية تُثري قدراتنا في مسيرة التكامل الاقتصادي
  • تفاصيل إسرائيلية جديدة بشأن صفقة التبادل.. هذه الثغرات المتبقية
  • عوامل تُشجع جعجع على الترشّح... فهل ينتخبه باسيل؟
  • أستاذ استثمار: توطين الصناعة إحدى الاستراتيجيات الأساسية التي انتهجتها الدولة لتغير واقع الاقتصاد