عبيدلي العبيدلي **

 

تشمل وسائل الإعلام التقليدية، بحضورها الدائم والتاريخي، قنوات اتصال راسخة صمدت أمام اختبار الزمن، قبل ظهور المنصات الرقمية وعبر الإنترنت. كانت هذه القنوات، بتاريخها المُمتد لعقود، حجر الأساس للاتصال الجماهيري ونشر المعلومات، وغالبًا ما تنطوي على اتصال أحادي الاتجاه من المصدر إلى جمهور كبير.

وتتمتع وسائل الإعلام التقليدية بخصائص المفصلية منها:

الاتصال الجماهيري: مصممة للوصول إلى جمهور كبير غير متجانس. اتصال أحادي الاتجاه: تفاعل محدود أو ردود فعل من الجمهور. القنوات القائمة: استخدام منصات معروفة وموثوقة. ما قبل العصر الرقمي: كانت موجودة قبل اعتماد الإنترنت والتقنيات الرقمية على نطاق واسع.

وعلى مدى قرون تطورت وسائل الإعلام التقليدية، وانبثقت منها وسائل الإعلام الرقمية، وهي أي شكل من أشكال محتوى الوسائط التي يتم إنشاؤها، وتخزينها، وتوزيعها، بتنسيقات رقمية. ويشمل ذلك أنواعًا مختلفة من المحتوى، بما في ذلك النصوص، والصور، والصوت، والفيديو، والمحتوى التفاعلي. ويمكن الوصول إليها والاستفادة من خدماتها  من خلال الأجهزة والمنصات الرقمية.

ولم تصبح الوسائط الرقمية سائدة فحسب؛ بل أحدثت ثورة في الاتصالات في العصر الرقمي اليوم، مع الاستخدام الواسع النطاق للإنترنت، والأجهزة المحمولة، ومنصات التواصل الاجتماعي. لقد غيرت وسائل الإعلام الرقمية كيفية بناء المعلومات ومشاركتها واستهلاكها، مما يوفر فرصًا جديدة للتواصل والترفيه والمشاركة.

وتتمتع وسائط الإعلام الرقمية بالخصائص التالية:

التفاعل: تتيح الوسائط الرقمية للمستخدمين القدرة على التفاعل بنشاط مع المحتوى، مثل النقر على الروابط، أو تشغيل مقاطع الفيديو، أو التفاعل مع العناصر التفاعلية الأخرى المتوفرة. إمكانية الوصول: يمكن الوصول إلى الوسائط الرقمية، من أي مكان وفي أي وقت، من خلال أجهزة مختلفة، مثل أجهزة الكمبيوتر، والهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية.  قابلية التوسع: يمكن تكرار الوسائط الرقمية وتوزيعها بسهولة دون تدهور الجودة، مما يسمح بنشر المعلومات على نطاق واسع.  الوسائط المتعددة: يمكن أن تتضمن الوسائط الرقمية أشكالا مختلفة من الوسائط، بما في ذلك النصوص، والصور، والصوت، والفيديو، والعناصر التفاعلية الأخرى، مما يوفر تجربة مستخدم غنية وغامرة.  التخصيص: يمكن تخصيص الوسائط الرقمية وفقًا للتفضيلات الفردية، مما يسمح للمستخدمين باختيار المحتوى الذي يريدون استهلاكه، وكيف يريدون التفاعل معه.  الاتصال في الوقت الفعلي: تتيح الوسائط الرقمية الاتصال والتعاون الفوري، من خلال منصات مثل الوسائط الاجتماعية، وتطبيقات المراسلة، ومؤتمرات الفيديو.  رؤى تعتمد على البيانات: تولد الوسائط الرقمية كميات هائلة من البيانات، والتي يمكن تحليلها لاكتساب رؤى حول سلوك المستخدم وتفضيلاته واتجاهاته، مما يتيح التسويق المستهدف وتحسين المحتوى.  الوصول العالمي: تتمتع الوسائط الرقمية بامتداد عالمي، مما يسمح بمشاركة المعلومات والوصول إليها من قبل الناس في جميع أنحاء العالم، وكسر الحواجز الجغرافية.  ديناميكية ومتطورة: تتطور الوسائط الرقمية باستمرار، مع ظهور تقنيات ومنصات وأشكال جديدة، مما يوفر فرصا للابتكار والإبداع. التكامل والتقارب: يمكن دمج الوسائط الرقمية والتقارب مع التقنيات والمنصات الأخرى، مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي وإنترنت الأشياء، مما يخلق إمكانيات وتجارب جديدة. وفيما يلي رصد لأبرز الاختلافات بين وسائل الإعلام التقليدية والوسائط الرقمية:

التميز

وسائل الإعلام التقليدية

الوسائط الرقمية

وسيلة التسليم

القنوات المادية أو التناظرية (المطبوعة والبث الإذاعي والتلفزيوني

القنوات الإلكترونية أو الرقمية (الإنترنت، وسائل التواصل الاجتماعي)

التفاعل

في المقام الأول الاتصال في اتجاه واحد. مشاركة محدودة من الجمهور

اتصال ثنائي الاتجاه أو متعدد الاتجاهات؛ درجة عالية من تفاعل الجمهور ومشاركته

وَصَلَ

نطاق جغرافي محدود؛ غالبا ما تكون مقيدة بقنوات التوزيع

الوصول العالمي: يمكن الوصول إليه من أي مكان متصل بالإنترنت

إمكانيه الوصول

 قد تؤدي رسوم الاشتراك أو الموقع        الجغرافي أو التوافر إلى تقييد الوصول.

يمكن الوصول إلى المحتوى بسهولة، وغالبا ما يكون مجانيا أو منخفض التكلفة، ويمكن مشاركته ونشره بسرعة.

التحكم في المحتوى

السيطرة المركزية من قبل المؤسسات الإعلامية والناشرين

اللامركزية: إنشاء المحتوى وتوزيعه مفتوحان لمجموعة أوسع من الأفراد والمنظمات

قابلية القياس

من الصعب تتبع تفاعل الجمهور وقياس التأثير بدقة.

توفر التحليلات والمقاييس التفصيلية. رؤى في الوقت الفعلي حول سلوك الجمهور وأداء الحملة.

التكاليف

يمكن أن تكون تكاليف الإنتاج والتوزيع مرتفعة، خاصة بالنسبة للحملات واسعة النطاق.

انخفاض تكاليف الإنتاج والتوزيع، مما يجعلها في متناول الشركات الصغيرة والأفراد

نماذج

الصحف والمجلات والتلفزيون والراديو واللوحات الإعلانية

مواقع الويب ووسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني ومحركات البحث وتطبيقات الجوال

 

الأتمتة

تستخدم الأتمتة التكنولوجيا والآلات لأداء المهام أو العمليات بأقل تدخل بشري. وهو ينطوي على تطبيق برامج الحاسوب والروبوتات وغيرها من التقنيات لأتمتة المهام المتكررة أو اليدوية، وتحسين الكفاءة، وتقليل الخطأ البشري.

يمكن تطبيق الأتمتة على مختلف الصناعات والقطاعات، بما في ذلك التصنيع، والنقل، والرعاية الصحية، والتمويل وما إلى ذلك. يتيح استبدال العمالة البشرية أو زيادتها بأنظمة آلية تبسيط العمليات وزيادة الإنتاجية وتوفير التكاليف.

التحول الرقمي

يُشير التحول الرقمي إلى دمج التقنيات الرقمية في جوانب مختلفة من المنظمة أو المجتمع، مما يؤدي إلى تغييرات أساسية في كيفية عملها وتقديم القيمة. ويتضمن اعتماد الأدوات والعمليات والاستراتيجيات الرقمية لتحسين الكفاءة وتعزيز تجربة العملاء ودفع الابتكار.

ويشمل التحول الرقمي العديد من التقنيات، بما في ذلك الحوسبة السحابية وتحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء (IoT) وتطبيقات الهاتف المحمول. وهو ينطوي على إعادة تصور نماذج الأعمال، وإعادة تصميم العمليات، والاستفادة من القدرات الرقمية لخلق فرص جديدة والحفاظ على القدرة التنافسية في العصر الرقمي.

** خبير إعلامي

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هل ينجح الذكاء الاصطناعي في توقّع الزلازل؟

شمسان بوست / متابعات:

عندما ضرب زلزال بقوة 4.4 درجة مدينة لوس أنجليس في الثالث عشر من أغسطس (آب)، لم يكن الأمر مفاجأة للجميع. فقد تلقّى نحو مليون شخص من سكان كاليفورنيا تنبيهاً مبكراً على هواتفهم بأن زلزالاً وشيكاً قد يحدث.

كيف حدث ذلك؟ كان ذلك بفضل تطبيق «MyShake» الذي طُوّر حديثاً، والذي أنشأه باحثون في جامعة «كاليفورنيا بيركلي»، بالشراكة مع «مكتب خدمات الطوارئ» التابع لحاكم ولاية كاليفورنيا.

ويعتمد التطبيق على «بيانات دقيقة جداً عن حركة الهواتف عبر الساحل الغربي؛ من كاليفورنيا إلى ولاية واشنطن»، فحين يستشعر حركة متشابهة للهواتف بمواقع مختلفة في الوقت نفسه فإنه يرسل تنبيهات إلى الهواتف في المواقع المعنية باحتمالية وقوع زلزال فيها.



ونقلت صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية عن مدير «مختبر الزلازل» بجامعة «كاليفورنيا بيركلي» الذي ساعد في تطوير التطبيق، الدكتور ريتشارد ألين، قوله: «يُرسل التحذير قبل وقوع الزلزال بعشرات الثواني. قد يبدو الأمر وكأنه لا شيء، فما الفارق الذي يمكن أن تحدثه هذه الثواني حقاً للأشخاص؟ ولكن في مجال التنبّؤ بالزلازل، قد يكون الأمر مدهشاً مثله مثل اختراع الهاتف على سبيل المثال».

هل يمكن حقاً توقّع الزلازل بدقة؟
لسنوات عديدة، كانت فكرة القدرة على التنبّؤ بالزلزال أمراً مستبعداً. وكما كتبت عالمة الزلازل آلي هاتشيسون في مجلة «إم آي تي تكنولوجي ريفيو»، فإن فكرة التنبؤ بالزلزال «كانت تُعدّ غير جادة حتى عام 2013، وكان يُنظر إليها على أنها ضرب من ضروب الخيال».

ولا يزال عديد من العلماء البارزين يعتقدون أن الأمر شبه مستحيل. ويقول عالم الجيوفيزياء في معهد «كاليفورنيا للتكنولوجيا»، توم هيتون: «لقد درست الزلازل لأكثر من 50 عاماً، ورأيت عديداً من الدراسات التي أجراها علماء أبلغوا عن ظواهر سابقة للزلازل الكبيرة. ووفقاً لخبرتي، لم يطور أحد نظاماً للتنبّؤ بالزلازل. هذا مجال مهم من الفيزياء غير مألوف في الغالب لعلماء الأرض».



وتاريخياً، كان علم التنبّؤ بالزلازل يُنظر إليه على أنه مزيج من الشعوذة والدجل.

وحتى اليابان، التي تُعد واحدة من أكثر مناطق العالم نشاطاً في مجال الزلازل، إلا أنها حذرة من المبالغة في الوعود بشأن توقّع هذه الزلازل.

فعندما ضرب زلزال بقوة 7.1 درجة الجزر الجنوبية للبلاد في وقت سابق من هذا الشهر، أصدرت «وكالة الأرصاد الجوية اليابانية» أول «تحذير من زلزال هائل» على الإطلاق، مشيرة إلى وجود احتمال «أعلى من المعتاد» لحدوث زلزال ثانٍ أقوى. لكن الوكالة أوضحت على موقعها على الإنترنت أن التحذير لا يعني اليقين. وجاء في البيان: «المعلومات التي تتنبّأ بالزلازل من خلال تحديد التاريخ والوقت والمكان هي خدعة».



لكن بعض العلماء يقولون إن هذا الرأي يجب أن يتغيّر مع تطور العلم. ويقول الباحث في علوم الأرض بجامعة «كوت دازور» في نيس بفرنسا، كوينتين بليتري: «كان هناك نقاش لسنوات عديدة في مجتمع علم الزلازل حول ما إذا كانت الزلازل ظاهرة فوضوية أم محددة (غير عشوائية)». وأضاف: «إذا كانت الزلازل ظاهرة فوضوية، فبغض النظر عن التكنولوجيا، فلن نتمكن أبداً من التنبّؤ بها. ولكن إذا كانت الزلازل ظاهرة محددة تسبقها بعض الظواهر الأخرى التي يمكن ملاحظتها، فعندها سيصبح التنبؤ بالزلزال ممكناً».

ويحاول علماء الزلازل القيام بذلك تماماً باستخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، والبحث عن أنماط وبيانات مخفية بطرق لم يتم تجربتها من قبل. وهذا ما يحدث مع تطبيق «MyShake» ومع أدوات أخرى يحاول العلماء بمختلف الدول تطويرها.



تجربة الصين
ويقول عالم الجيولوجيا في جامعة تكساس في أوستن الذي قاد تجربة التنبّؤ بالزلزال لمدة سبعة أشهر في الصين العام الماضي، الدكتور سيرغي فوميل: «ركزت معظم المحاولات السابقة على الفيزياء المعقدة للغاية للزلازل. في نهجنا، يجري الجمع بين الفيزياء وتحليل البيانات الإحصائية باستخدام أدوات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي الجديدة. نستخرج السمات الفيزيائية من البيانات المسجلة لدمجها إحصائياً للحصول على أفضل تنبؤ».

وقد تجاوزت النتائج التي نُشرت في نشرة «جمعية الزلازل الأميركية» في سبتمبر (أيلول) الماضي، توقعاتهم. فقد تنبّأت خوارزمية الذكاء الاصطناعي التي دُرّبت على اكتشاف بعض البيانات الزلزالية الدقيقة في الوقت الفعلي بشكل صحيح بنسبة 70 في المائة من الزلازل (أربعة عشر في المجموع) قبل أسبوع على الأقل وفي غضون 200 ميل من مراكزها. (أخطأت الخوارزمية زلزالاً واحداً، وتنبّأت بثمانية زلازل لم تحدث قط).



ويقول فوميل: «كانت نسبة النجاح في تجربة الصين مذهلة. ونظراً إلى تعقيد المشكلة والتاريخ الطويل من الإخفاقات السابقة، لم يتوقع أحد مثل هذه النتيجة».



«ريكاست»
وفي جامعة «كاليفورنيا» في بيركلي، يعمل الباحثون على تطوير نموذج جديد، أطلقوا عليه اسم «ريكاست» (RECAST) -وهو اختصار لـ«Recurrent Earthquake foreCAST»- الذي يستخدم التعلم العميق للتنبؤ بالزلازل.



ويعمل هذا النموذج بشكل مشابه لنموذج اللغة، الذي «يستخدم كمّاً كبيراً من النص المكتوب لإنشاء أفضل تخمين لما قد تكون الكلمة التالية»، كما يقول الباحث في جامعة «كاليفورنيا» في بيركلي الذي قاد الدراسة، كيليان داشر كوزينو.

وأضاف كوزينو أن «ريكاست» يستخدم بيانات سابقة وصوراً متعددة للزلازل لإنشاء أفضل تخمين لتوقيت الزلزال التالي.



وقد يكون هذا النهج القائم على البيانات والذكاء الاصطناعي هو مستقبل علم الزلازل، ويستكشف العلماء حالياً كل الطرق الممكنة التي يمكن أن تتمكّن بها تقنية التعلم الآلي من التنبؤ بالزلازل بشكل صحيح بنسبة 100 في المائة.

مقالات مشابهة

  • ميتا تخفي علامات التحذير للصور المعدلة بالذكاء الاصطناعي
  • كرم جبر ونائبة وزير التنمية الرقمية والاتصالات والإعلام الروسي يوقعان مذكرة تفاهم
  • ريابكوف: الغرب قرر بالفعل ضرب العمق الروسي
  • روسيا تصف العقوبات الأمريكية ضد صحفييها بـ"هجوم إرهابي إعلامي"
  • «الأعلى للإعلام» يوقع بروتوكول تعاون مع وزارة التنمية الرقمية بالاتحاد الروسي
  • هل ينجح الذكاء الاصطناعي في توقّع الزلازل؟
  • الابتكار في الهوية الرقمية باستخدام الذكاء الاصطناعي في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي
  • حظر قانون أمريكي يمنع الشباب من الوصول إلى مواقع التواصل بحرية
  • أكبر مركز بيانات لاستقراء الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم في السعودية، بين أرامكو الرقمية وشركة جروك
  • «إسلامية دبي» و«الإعلام الجديد» تطلقان «صنّاع المحتوى الوعظي»