MEE: التونسيون يواجهون ندرة في الخبز والمواد الأساسية
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، تقريرا أشار فيه إلى أن تونس تعيش وسط أزمة مالية عميقة، حيث فرغت المتاجر من المواد الغذائية الأساسية في وقت تفكر فيه الحكومة بحزمة الإنقاذ التي تتفاوض مع صندوق النقد الدولي للحصول عليها.
وقال ستيفن كويلين إن أهل تونس يذهبون إلى المخابز في الصباح ليعودوا وسلالهم فارغة.
وتفرغ الرفوف بسرعة من خبز الباغيت المسعر بـ 0.07 دولار، حيث يتزاحم الشباب والكبار لشراء المادة الغذائية اليومية التي تتناقص. وقال رجل كبير في العمر "علينا أن نحضر مبكرا وإلا فلن نحصل على الخبز" و "أحيانا أقف 15 دقيقة أو أكثر لكي أحصل على الباغيت"، والمشهد في باب جديد يتكرر حول البلاد.
فمن المدينة الشمالية بنزرت إلى جربة في الجنوب وتطاوين يشتكي التونسيون من الطوابير الطويلة وتناقص إمدادات الخبز.
فالخبز هو مكون مهم في الطعام التونسي وبخاصة لأطباق الملوخية والعجة والشكشوكة. لكن الخبز ليس هو البعيد المنال، فالأطباق التي يدخل القمح في مكوناتها مثل الطحين والكسكس والباستا باتت نادرة وبشكل متزايد إلى جانب المواد الغذائية الأخرى مثل الأرز والسكر.
وفي أحياء العاصمة الراقية التي يمكن الحصول فيها على الأطعمة الشهية مثل فطائر فوا غرا في المتاجر، فإن الرفوف عادة ما تخلو من المواد الأساسية. وقال علاء الدين المقيم في سيدي بوزيد، وسط تونس "لو انتظرت للظهر فلن تجد الخبز في أي مكان" و "لا تكلف نفسك بالحصول عليه في المتجر المحلي، فهو متوفر فقط في المخبز".
ويقول الاقتصاديون إن جذور المشكلة نابعة من محاولات الحكومة تغطية المواد المدعومة والتي اعتمد التونسيون عليها ولوقت طويل.
وقال طارق بوعصيدة، الاقتصادي التونسي "طالما ما منحت الدولة التونسية توفير المواد الأساسية وبخاصة المواد الغذائية مثل الخبز والباستا والكسكس" و "لكن مع الأزمة الإقتصادية أصبح الأمر صعبا".
وفي ظل العجز بمليارات الدولارات بالميزانية والدين الدولي المتزايد فقد توقفت الحكومة عن بيع الطحين المدعمة لمئات المخابز الخاصة في الأسبوع الماضي، مما أدى إلى اضرابات يوم الإثنين.
وتنتج الدولة في شمال أفريقيا ما معدله 1.1 مليون طن متري من القمح في العام، لكن الاستهلاك يقدر بحوالي ثلاثة ملايين طن متري.
ومن أجل مواجهة احتياجاتها المحلية، تعتمد تونس وبشكل كبير على القمح الروسي والأوكراني واليوناني والروماني للحصول على إمدادات القمح.
ولكن موسم إنتاج القمح المحلي هذا العام تراجع بنسبة 60% مما زاد من الأمور سوءا وفاقم أزمة الخبز.
ويعاني اقتصاد تونس من الإضطرابات منذ عام 2011، واضطرابات سياسية ووباء كورونا والغزو الروسي لأوكرانيا مما أضر بخزائن الدولة.
وأدت الحرب في أوكرانيا لاختفاء المنتجات التي تقوم على الحبوب مما أدى لندرة المنتجات في المحلات والمتاجر.
وبغياب التحسينات في اقتصاد الدولة منذ استحواذ قيس سعيد على السلطة في 2021، أدى لزيادة نقص القمح لأدنى مستوياته.
وبحسب الجمعية غير الحكومية "قاتل ضد اقتصاد الرعاية"، وتأخرت تونس عاما عن دفع المال لجهاز دعم الحبوب، مما أجبرها على تخفيض الاستيراد بنسبة 30 بالمئة هذا العام.
ويقول فاضل كبوب، الاقتصادي والأستاذ في جامعة دينسون ورئيس المعهد الدولي للازدهار المستدام أن نقض الخبز والمواد وتحديات دعم المواد الغذائية هو نتاج عقود من السياسات الفاشلة و "في قلب المشكلة هي أننا خسرنا سيادتنا على الطعام" و"دائما ما نستورد أكثر مما نصدر ونقترض أكثر مما نستثمر، ونحن نقترض للإستهلاك".
وللحد من استيراد القمح، حاولت الحكومات التونسية المتعاقبة معالجة الموضوع، مما بزيادة تدريجية للأسعار أو تخفيض حجم رغيف الخبز.
إلا أن بعض هذه الجهود أدت لحالة من الغضب بل وتظاهرات عامة. وفي عام 1984 وبضغط من صندوق النقد الدولي، أوقفت حكومة الحبيب بورقيبة الدعم عن القمح والسميد، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الخبز بنسبة 100 بالمئة.
وأظهر سعيد ترددا في قطع الدعم كما يطالبه صندوق النقد الدولي مقابل 1.9 مليار دولار كحزمة مساعدات.
وكان حله للمشكلة هي أنه يجب إنتاج "نوع واحد من الخبز" وأمر بعدم تزويد المخابز الخاصة بالدقيق المدعم واستخدامه في منتجات أخرى كلفتها أعلى.
ومنذ آب/أغسطس منعت وزارة التجارة 1500 مخبزا خاصا من شراء الدقيق المدعم، مما عرض تجارتها للخطر وأدى لتظاهرات.
وقال كبوب "يمكن للحكومة أن تأتي بطرق إبداعية لقطع الدعم يمكن أن يعطي صندوق النقد الدولي ما يريد بدون أن يشعر الرأي العام"، و "الصعب معرفة كيف سيحدث هذا".
إلا أن الحل الأكثر ديمومة لمشكلة الأمن الغذائي التونسية هي "استراتيجية متماسكة وشاملة للإستثمار في سيادة الطعام وعلم بيئة الزراعة".
وبالنسبة للطبقة العامة في تونس ففكرة إنهاء الدعم لا يمكن التفكير بها. ويقول نور الدين، المستهلك المنتظم في مخبز باب جديد "يجب أن يكون مؤقتا" و"وقف الدعم سيقود للفوضى".
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة تونس المخابز قيس سعيد تونس المخابز قيس سعيد صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة صندوق النقد الدولی المواد الغذائیة
إقرأ أيضاً:
تحذير جديد من يونيسف: أطفال السودان يواجهون كارثة إنسانية غير مسبوقة
بحسب المسؤولة الأممية يتعرض الأطفال للقتل والتشويه والتجنيد القسري، بينما يعاني 3.2 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، بينهم 770 ألفًا في حالة حرجة تهدد حياتهم.
الخرطوم: التغيير
حذرت مديرة برامج الطوارئ في منظمة اليونيسف، لوشيا إلمي، من أن السودان مهدد بفقدان جيل كامل من الأطفال، حيث يواجهون أوضاعًا إنسانية كارثية بسبب النزاع والنزوح والجوع.
ودعت إلى تحرك عاجل من الحكومات والجهات المانحة وأطراف النزاع لضمان وصول المساعدات الإنسانية وحماية العاملين في المجال الإغاثي، مشيرة إلى أن أكثر من 16 مليون طفل بحاجة ماسة للمساعدة، في حين أن 17 مليونًا آخرين خارج المدرسة منذ عامين، مما يفاقم خطر العنف الجنسي، والاتجار، والزواج القسري.
وأضافت إلمي للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في جنيف الجمعة، أن الوضع في السودان يزداد سوءًا، إذ يتعرض الأطفال للقتل والتشويه والتجنيد القسري، بينما يعاني 3.2 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، بينهم 770 ألفًا في حالة حرجة تهدد حياتهم.
كما تفاقمت الأزمة بسبب انهيار الخدمات الأساسية، وانعدام المياه النظيفة والرعاية الصحية، واستمرار العراقيل البيروقراطية التي تعيق وصول الإمدادات إلى المناطق المتضررة، فضلًا عن الهجمات المتكررة على العاملين في المجال الإنساني.
وأكدت أن المجاعة أصبحت واقعًا في عدة مناطق، بما في ذلك مخيمات النزوح في شمال دارفور وجبال النوبة، حيث تضاعف عدد الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد ثلاث مرات منذ أبريل 2023.
وعلى الرغم من هذه التحديات، تواصل اليونيسف تقديم المساعدات، إذ وفرت مياه شرب آمنة لنحو 9.8 مليون شخص، وفحصت 6.7 مليون طفل للكشف عن سوء التغذية، وقدمت العلاج لنحو 422 ألفًا منهم، إلى جانب تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والتعليم لملايين الأطفال.
الوسومآثار الحرب في السودان أطفال السودان اليونسيف