حكم الصلاة على النبي لتذكر الشيء المنسي
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
اعتاد المصريون منذ أزمنة قديمة الصلاة على النبي عند نسيان شيءٍ ما، رجاء أن يفتح الله عليهم لتذكُّرِه، ويتوارث ذلك من جيل لجيل، ولكن يرمي البعض هذا الفعل بحكم الابتداع.
فضل الصلاة على النبي عليه السلام
قالت دار الإفتاء المصرية أن الصلاة في اللغة: معناها الدعاء والاستغفار، والجمع صلوات، ومعنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم: تعظيمه في الدنيا بإعلاء ذكره، وإظهار دينه، وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بإجزال مثوبته، وتشفيعه في أمته، وإبداء فضيلته بالمقام المحمود.
والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أجلِّ الطاعات التي يتقرَّب بها الْخَلْقُ إلى الْخَالِقِ؛ لذلك حثَّنا الله تعالى عليها بقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ﴾ يعتنون بإظهار شرفه وتعظيم شأنه ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ﴾ اعتنوا أنتم أيضًا؛ فإنَّكم أولى بذلك].
كما جاءت السُّنَّة المطهرة بالحضِّ عليها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ عَشْرًا» أخرجه الإمام مسلم في "الصحيح".
حكم الصلاة على النبي لتذكر الشيء المنسيوضحت دار الإفتاء المصرية أن العلماء نصوا على أنَّ الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتأكَّد استحبابها في بعض المواطن منها: عند نسيان شيءٍ.
وممَّا يدلُّ على ذلك: ما روي عن عثمان بن أبي حرب الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يُحَدِّثَ بِحَدِيثٍ فَنَسِيَهُ، فَلْيُصَلِّ عَلَيَّ؛ فَإِنَّ صَلَاتَهُ عَلَيَّ خَلَفًا مِنْ حَدِيثِهِ، وَعَسَى أَنْ يَذْكُرَهُ» أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة".
وتابعت دار الإفتاء أنه يستدل على ذلك بعموم حديث أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِي؟ فَقَالَ: «مَا شِئْتَ» قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ، قَالَ: «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ» قُلْتُ: النِّصْفَ، قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ» قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ، قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ» قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِي كُلَّهَا قَالَ: «إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ» أخرجه الإمام الترمذي في "جامعه".
وبينت دار الإفتاء أن الحديث يدل على أنَّ الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم سبب كفاية الهم، فيدخل فيه كفاية كل أسبابه، من نحو النسيان؛ قال المُلَّا عَلِي القَارِي: [والهمُّ ما يقصده الإنسان من أمر الدنيا والآخرة، يعني إذا صرفت جميع أزمان دعائك في الصلاة عليَّ كفيت ما يهمك من أمور دنياك وآخرتك، أي: أعطيت مرام الدنيا والآخرة، فاشتغال الرجل بالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يكفي في قضاء حوائجه ومهماته].
وانتهت دار الإفتاء إلى أن الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مندوبة مطلوبة عند نسيان شيءٍ، وكذا في كلِّ الأحيان وفي جميع الأزمان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصلاة على النبي الصلاة النبي الصلاة على النبی صلى الله علیه وآله وسلم دار الإفتاء ى الله ع
إقرأ أيضاً:
شهر رمضان.. سنن مهجورة عن النبي تنقص أجر الصيام «لا تفوتك»
سنن مهجورة في رمضان.. شهر رمضان من أفضل الشهور التي فضلها الله تعالى على سائر الشهور الأخرى حيث يحصل فيه المسلم على الأجر والثواب بشكل مضاعف، وخصَّ الله عز وجل عبادة الصيام من بين العبادات بفضائل وخصائص عديدة، منها: أولًا: أن الصوم لله عز وجل وهو يجزي به، كما ثبت في البخاري (1894)، ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي».
ويوجد بعض السنن المهجورة في رمضان، رغم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حث عليها وكان يفعل هذه السنن التي هجرها البعض ويفعلها آخرون، ويستحب للمسلم فعلها، وسنن النبي صلى الله عليه وسلم- في الصيام عديدة في رمضان منها قبل الفطار أو السحور، وعلى المسلم أن يحرص على فعل سنن النبي الكريم، ونسير على خطاه، لتحصيل الفائدة الكاملة من الصيام، وفوز بالجنة والأجر العظيم.
ومن السنن المهجورة في رمضان والتي يستحب للصائم فعلها ما يلي:
أولًا: السحور: لما ورد عن أنس رضي اللّه عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تَسَحَّروا فإن في السُّحُور بركة». رواه البخاري ومسلم، ولكن بعض الناس يتكاسل عن السحور.
ثانيًا: من السنن المهجورة تأخير السحور: لحديث زيد بن ثابت رضي اللّه عنه قال: «تَسَحَّرْنا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة، قلت: كم كان قَدْرُ ما بينهما؟ قال خمسين آية». رواه البخاري ومسلم، ولحديث أبي ذر رضي اللّه عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "لا تزال أمتي بخير ما أَخَّروا السحور وعجَّلوا الفطر». رواه أحمد، ولكن نجد كثيرًا من المسلمين يتسحرون في أول الليل قبل النوم، والسنة أن يؤخر إلى قبل الفجر بحوالي 20 أو 15 دقيقة.
ثالثًا: سنن مهجورة في رمضان تعجيل الفطور: لحديث سهل بن سعد رضي اللّه عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر» متفق عليه، فالبعض ينتظر بعد انتهاء المؤذن ليفطر والسنة أن يفطر بعد أن يقول الله أكبر.
رابعًا: من السنن المهجورة الفطر على رُطَباتٍ، فإنْ لم يجد فَعَلَى تَمَرَاتٍ، فإِنْ لَمْ يَجِدْ فَعَلَى المَاءٍ، لحديث أنس رضي الله عنه قال: "كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رُطَبَات فإن لم تكن رُطَبَاتٌ فَتُمَيْرات، فإن لم تكن تميرات حَسا حَسَوات مِنْ ماءِ"- حَسَا: أي شَرِبَ- رواه أبو داود والحاكم وصححه، والترمذي وحسنه، ولا شك أن وراء هذه السنة النبوية المطهرة إرشاد طبي وفوائد صحية، وحكما نظيمة، فقد اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأطعمة دون سواها لفوائدها الصحية الجمة، وليس فقط لتوافرها في بيئته الصحراوية.
خامسًا: من السنن المهجورة الدعاء عند الفطر، وفي أثناء الصيام. لحديث ابن عمر-رضي الله عنهما- كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: «ذهب الظمأ وابتلَّت العروق وثبت الأجر إن شاء الله». أخرجه أبوداود والحاكم والبيهقي، فهذا الدعاء النبوي قليل ما نجد البعض يردده، وهو من السنن التي حرص عليها النبي -صلى الله عليه وسلم-.
سادسًا: من السنن المهجورة كتم الغيظ، فعلى الصائم إن سابَّه أحد أو جَهِل عليه أن يقول: «إني صائم إني صائم"، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: «.. .فإذا كان يوم صوم أحَدكم فلا يَرْفُث يومئذ ولا يَصْخَب، فإنْ سَابَّه أَحَدٌ أَوْ قَاتَله فَلْيَقُلْ إنِّي صَائِمٌ.. » رواه البخاري ومسلم، ولكن للأسف نجد البعض يرددون الألفاظ غير اللائقة ولا يقدرون قيمة الشهر المبارك.
سابعًا: ومن السنن المهجورة في رمضان أنه يستحب السواك، لحديث عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: «رأيتُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مالا أُحْصِي يَتَسَوَّكُ وهوَ صائِمٌ». رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
ثامنًا: من السنن المهجورة في رمضان الجود ومُدارسة القرآن: وهما مستحبان في كل وقت ولكن في رمضان أكثر، وروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيُدارسه القرآن فَلَرَسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة".
تاسعًا: من السنن المهجورة الاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان، وروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها "أن النبي-صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر الأواخر أحْيى الليل وأيْقظ أهله وشَدَّ المِئْزَرَ".
عاشرًا: من السنن المهجورة لدى البعض في رمضان تفطير الصائمين، لحديث زيد بن خالد الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من فطَّر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا يَنْقُصُ من أجر الصائم شيئًا". رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وأخرجه ابن ماجه، وأحمد وصححه ابن حِبّان.
اقرأ أيضاًفي ثاني أيام شهر رمضان.. مباحث التموين تضبط أكتر من 20 طن دقيق مدعم
مواعيد الإمساك اليوم في مصر.. إمساكية شهر رمضان 2025
مركز تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ينظم احتفالية بمناسبة حلول شهر رمضان