تقدّم روسي في دونيتسك وأوكرانيا تسقط مسيّرات روسية
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
أعلنت أوكرانيا، اليوم السبت، إسقاط 24 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا، التي أعلنت بدورها أن قواتها سيطرت على بلدة كيروفه في منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا، في وقت أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) تأييده للهجوم الأوكراني على منطقة كورسك الروسية.
وفي كييف قال سلاح الجو الأوكراني، اليوم، إن الدفاعات الجوية أسقطت 24 من أصل 52 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا في هجمات خلال الليلة الماضية على 8 مناطق بأنحاء أوكرانيا.
وأضاف في بيان على تليغرام أن 25 طائرة مسيرة من طراز "شاهد" الإيرانية الصنع سقطت من تلقاء نفسها، فيما حلّقت 3 مسيرات أخرى تجاه روسيا وروسيا البيضاء. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار جسيمة جراء الهجمات.
ودوت صفارات الإنذار عدة مرات خلال الهجمات الليلة الماضية بالطائرات المسيرة، ما دفع الكثيرين من السكان إلى الإسراع إلى الملاجئ في منتصف الليل، وقال مسؤولون في كييف إن الهجوم كان الرابع بالطائرات المسيرة على العاصمة خلال أيام.
وحسب البيانات الصادرة عن كييف أسقطت الدفاعات الجوية الأوكرانية أيضا طائرات مسيرة روسية في مناطق بولتافا وتشيركاسي وكيروفوهراد ودنيبروبيتروفسك وسط أوكرانيا، ومناطق تشرنيهيف وسومي في الشمال وميكولايف في الجنوب.
وقال مسؤولون بمنطقة تشيركاسي إن حطاما للطائرات المسيرة ألحق أضرارا بعدة منازل، وذكر سلاح الجو الأوكراني أن القوات الروسية أطلقت أيضا 5 صواريخ خلال الهجوم، دون تفاصيل أخرى.
وتستخدم أوكرانيا الحرب الإلكترونية ومجموعات المطاردة المتنقلة والدفاعات الجوية لصد الضربات الروسية المتكررة بالطائرات المسيرة والصواريخ.
تقدم روسيعلى الجانب الآخر، قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم، إن قواتها سيطرت على بلدة كيروفه في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا.
ودونيتسك واحدة من 4 مناطق أوكرانية تقول روسيا إنها ضمتها إليها غير أنها لا تسيطر عليها بشكل كامل، وترفض كييف والغرب ذلك باعتباره غير قانوني، وسبق أن تعهدت أوكرانيا باستعادة المنطقة.
وتحقق روسيا مكاسب تدريجية بدونيتسك في وقت تسعى فيه القوات الأوكرانية إلى التقدم بمنطقة كورسك الروسية بعد اجتياح مباغت عبر الحدود في السادس من أغسطس/آب الجاري.
رجال إطفاء أوكرانيون يحاولون أخماد الحرائق في المباني المتضررة بعد الهجوم الروسي على لوتسك أمس (رويترز) دعم الناتوفي غضون ذلك، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ لصحيفة "دي فيلت الألمانية" أن أوكرانيا كانت على حق في شن هجومها المفاجئ على منطقة كورسك الحدودية الروسية "كعمل دفاعي عن النفس".
وقال ستولتنبرغ، في المقابلة التي نُشرت اليوم، "لأوكرانيا الحق في الدفاع عن نفسها. ووفقا للقانون الدولي، فإن هذا الحق لا يتوقف عند الحدود، والجنود والدبابات والقواعد الروسية في كورسك أهداف مشروعة بموجب القانون الدولي".
وفاجأ الهجوم الأوكراني، الذي بدأ في 6 أغسطس/آب الجاري، الكرملين، حيث زعمت كييف أنها استولت على عشرات المستوطنات وأكثر من 1200 كيلومتر مربع من الأراضي.
كما فاجأ الهجوم أيضا حلفاء كييف، حيث قال ستولتنبرغ إن أوكرانيا "لم تستعرض خططها مع حلف شمال الأطلسي، والتحالف العسكري الغربي "لم يلعب أي دور".
ورحب ستولتنبرغ بالتزام ألمانيا بـ"البقاء أكبر مانح عسكري أوروبي لأوكرانيا وثاني أكبر مانح على مستوى العالم، حيث تستعد برلين لخفض مساعداتها لكييف في ميزانية العام المقبل".
وتعرضت حكومة المستشار الألماني أولاف شولتز لانتقادات شديدة بسبب قرار، الأسبوع الماضي، بأن ألمانيا ستواصل تزويد الجيش الأوكراني الذي يفتقر إلى التسليح والعدد بالمعدات التي يحتاجها.
ولم يغيّر هجوم كورسك الكثير على خط المواجهة في شرق أوكرانيا، حيث تواصل روسيا التقدم نحو مكاسب تدريجية، بما في ذلك 3 قرى يوم الجمعة.
واعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن جيشه يواجه وضعا "صعبا للغاية" بالقرب من المركز الإستراتيجي لبوكروفسك، في منطقة دونيتسك، مع اقتراب القوات الروسية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
بعد وعد ترامب.. هل سنشهد عودة المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا؟
مع استمرار التصعيد في الأزمة الروسية الأوكرانية، وجه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، تحذيرًا شديد اللهجة إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشأن استمرار الحرب في أوكرانيا.
وأكد ترامب أنه في حال عدم استجابة روسيا لإنهاء النزاع، فإنه سيفرض تعريفات جمركية مرتفعة وعقوبات إضافية تستهدف الاقتصاد الروسي بشكل مباشر.
حيث كتب ترامب على منصته الاجتماعية "تروث سوشيال" أنه يضغط من أجل تسوية الحرب كـ "خدمة كبيرة" لروسيا ورئيسها.
كان ترامب قد صرح سابقًا أنه مستعد للتفاوض من أجل تسوية سريعة للصراع الذي بدأ بالغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
من جانبه أبدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده للتفاوض شريطة أن تقبل أوكرانيا بمكاسب روسيا الإقليمية التي تبلغ نحو 20% من أراضيها، ويرفض انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو). وفي المقابل، لا ترغب كييف في التنازل عن أي أراضٍ، رغم تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن أوكرانيا قد تضطر إلى التنازل عن بعض الأراضي مؤقتًا.
وفي تصريحات جديدة، أكد ترامب أنه سيتحدث قريبًا مع بوتين، مشيرًا إلى احتمال فرض مزيد من العقوبات إذا استمر الرئيس الروسي في رفض الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وأضاف أن الحرب ستتفاقم إذا لم يتم التوصل إلى صفقة قريبا، مشددًا على أن التوصل لتسوية ستكون الطريقة الأسهل والأفضل لتجنب المزيد من التصعيد.
من جانبه قال السفير الأوكراني بالقاهرة، ميكولا ناهورني، إننا نرحب بنوايا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيادة الضغوط على روسيا، لأن مفاتيح إنهاء الحرب تكمن على وجه التحديد في الكرملين.
أضاف ناهورني في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن بوتن هو من بدأ الحرب ويجب عليه أن يتخذ خطوات عملية ملموسة لإنهائها، ومن المهم للغاية أن يكون السلام دائمًا وعادلًا، عكس ذلك هو مجرد توقف مؤقت سيستغله بوتن من أجل استعادة قدرته على مواصلة العدوان.
أكمل حديثه قائلا:" أننا نأمل في أنه بفضل الدور القيادي للولايات المتحدة، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصيًا، ستتمكن أوكرانيا من اتخاذ موقف قوي بما يكفي لتحقيق السلام العادل، وتتطلع أوكرانيا إلى مناقشة تلك الأمور خلال اتصالات مستقبلية مع الرئيس الأمريكي وأعضاء إدارته".
أكد السفير الأوكراني بالقاهرة على ضرورة تهيئة الظروف التي من شأنها أن تؤدي إلى تغيير موقف روسيا، التي لا تريد في الوقت الحالي أي مفاوضات أو نهاية للحرب، كما أنها لم تغير خططها للقضاء على الدولة الأوكرانية بالكامل واحتلال أراضيها والاستيلاء على مواردها الطبيعية ومحو الهوية الوطنية الأوكرانية.
و ختم حديثه قائلًا:" من أجل تهيئة تلك الظروف يجب تطبيق المحاور الرئيسية لصيغة السلام وكذلك خطة النصر التي أعدتها أوكرانيا، وقبل أي مفاوضات، تحتاج أوكرانيا إلى ضمانات أمنية حقيقية، وستشكل الدعوة لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي وسيلة مؤكدة لإقناع روسيا بأنها لن تكسب شيئًا من الحرب".
من جانبه أخري أوضح الدكتور آصف ملحم، مدير مركز "جي إس إم" للدراسات، أن الولايات المتحدة الأمريكية لا ترغب في إنهاء الأزمة الأوكرانية بشكل نهائي، وإنما تسعى إلى إعادة ترتيب الأوراق على المستوى الدولي.
أضاف ملحم في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الولايات المتحدة تدعو إلى المفاوضات، لكن ليس بالضرورة أن تؤدي تلك المفاوضات إلى حل دائم للأزمة، مشيرًا إلى أن أوكرانيا تطالب بحل عادل وشامل للأزمة يشمل استعادة الأراضي التي ضمتها روسيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.
أستكمل حديثه قائلًا:" روسيا تري أن مشكلتها ليست مع أوكرانيا كدولة، بل مع السياسات الأمريكية في القارة الأوروبية، حيث ترى أن الحل الأنسب يكمن في ضمان الأمن في أوروبا من خلال إيجاد صيغة توافقية بشأن هذا الأمن.
نوه الدكتور ملحم، إلى أن تصريحات الولايات المتحدة حول رغبتها في حل الأزمة الأوكرانية تعكس في الحقيقة محاولة لإعادة ترتيب الأوضاع الدولية، وليس إنهاء الصراع بشكل نهائي.
وأكد أن الولايات المتحدة قد تسعى إلى التهدئة في أوكرانيا، والتخفيف من العقوبات المفروضة على روسيا، التي رغم معاناتها من هذه العقوبات، تمكنت من تجاوز تأثيراتها بشكل عام.
أشار إلى أن الهدف الأمريكي قد يتمثل في كسب روسيا إلى جانبها، خصوصًا في ظل الموقف الصيني الذي يبدو غير فاعل في هذا السياق مؤكدًا أن روسيا لا تستطيع بناء نظام دولي جديد بمفردها، وتحتاج إلى دعم من دول أخرى، ما يجعل التحرك الصيني محدودًا في بعض المجالات الاقتصادية.
واختتم مدير مركز "جي إس إم" للدراسات، حديثه قائلًا إن الولايات المتحدة قد تسعى إلى تبريد الجبهة الأوكرانية، وتحقيق تسوية مؤقتة، بهدف تقليل تأثير الصين على الساحة الدولية، ودفع روسيا إلى الوقوف على الحياد بين الصين والولايات المتحدة.