جيش الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي وسط قيود أمنية مشددة
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة بمحافظة الخليل، وذلك للمرة الثانية منذ بدء العدوان على غزة، بدعوى "الأوضاع الأمنية"، قبل أن تعيد فتحه لاحقاً، وذلك في أعقاب عمليتين وقعتا في شمال الخليل، جنوب الضفة الغربية.
ووقعت أمس الجمعة عملية تفجير مركبة مفخخة في محطة وقود على الطريق الالتفافي بين الخليل وبيت لحم، بالإضافة إلى عملية إطلاق نار وتفجير مركبة في مستوطنة "كرمي تسور" شمال بلدة بيت أمر، قرب موقع محطة الوقود.
تغطية صحفية| الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي في الخليل ويمنع دخول المصلين إليه في أعقاب عملية التفجير المزدوجة بمستوطنتي "كرمي تسور وغوش عتصيون". pic.twitter.com/GzmVAhvR28 — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 31, 2024
وقال مدير عام مديرية الأوقاف والشؤون الدينية في الخليل، غسان الرجبي، في تصريح صحفي إن قوات الاحتلال تراجعت عن قرار إغلاق الحرم الإبراهيمي وأعادت فتحه أمام المصلين وإدارة المسجد.
وأضاف أن القيود الأمنية حول المسجد، بما في ذلك التفتيش والتنكيل، كانت أكثر صرامة مقارنة بما كانت عليه سابقاً، مما يعيق وصول المصلين إلى المسجد.
وأشار إلى أن أي إغلاق للحرم الإبراهيمي يُعتبر اعتداءً على حرية العبادة ويؤدي إلى انخفاض أعداد المصلين والزائرين.
ووفقا لبيان جيش الاحتلال الإسرائيلي عبر حسابه على منصة إكس قال: "بعد الهجمات التخريبية التي وقعت في "غوش عتصيون" و"كرمي تسور" يوم أمس، تم تشديد إجراءات الفحص والتفتيش أثناء دخول المصلين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى الحرم الإبراهيمي في الخليل. وقد تم إغلاق منطقة الحرم مؤقتاً لأسباب أمنية".
وأضاف البيان: "بعد تقييم الوضع، تقرر إعادة فتح الحرم أمام جميع المصلين مع تطبيق إجراءات تفتيش صارمة."
وعادةً ما يُغلق الحرم الإبراهيمي لمدة 10 أيام كل عام خلال الأعياد اليهودية. لكن منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على غزة في السابع من تشرين الأول / أكتوبر الماضي، تكررت عمليات إغلاق المسجد تحت ذرائع أمنية.
وكان الإغلاق الأول قد حدث بعد إطلاق إيران صواريخها ومسيراتها تجاه دولة الاحتلال في الثالث عشر من نيسان/ إبريل الماضي، وتكرر المشهد فجراً، حيث منع الاحتلال سدنة وحراس المسجد الإبراهيمي وإدارته من الدخول إلى المسجد دون تقديم تفسير مباشر، حسبما صرح مدير المسجد، معتز أبو سنينة.
انتهاكات لا تتوقف
وكان الاحتلال الإسرائيلي يخطط لإغلاق المسجد الإبراهيمي الاثنين المقبل بمناسبة الأعياد اليهودية التي تُحتفل بها في شهر أيلول/ سبتمبر المقبل، مما يتيح للمستوطنين اقتحام المسجد واستباحته بالكامل.
يذكر أن المسجد الإبراهيمي مقسم إلى قسمين، أحدهما تحت سيطرة الاحتلال والآخر تديره وزارة الأوقاف الفلسطينية. ويُعاني الحرم الإبراهيمي من سياسة تهويد إسرائيلية تهدف إلى السيطرة الكاملة عليه.
وبعد المذبحة التي ارتكبها المستوطن المتطرف باروخ غولدشتاين في 25 شباط/ فبراير 1994، قام الاحتلال بتقسيم المسجد، حيث سيطر اليهود على 63% من مساحته وحولوه إلى كنيس، بينما تُركت الـ37% المتبقية للمسلمين، الذين يُحرمون من حق العبادة وتأدية الشعائر الدينية فيه.
ويتعرض المسجد لاقتحامات متكررة، ويُستخدم كملعب للرقص والغناء خلال الأعياد اليهودية.
ومنذ بداية الحرب على غزة، فرض الاحتلال قيوداً مشددة على دخول المسلمين إلى المسجد الإبراهيمي، بما في ذلك التفتيش الدقيق عبر البوابات الإلكترونية والتحقق من البطاقات الشخصية والملابس.
كما يُمنع رفع الأذان أكثر من 630 مرة سنويًا، وتتم تغيير معالم المسجد عبر بناء المصعد الكهربائي وإجراء حفريات تحت الأرض وتغيير النوافذ ورفع الأعلام الإسرائيلية على سطحه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية الاحتلال المسجد الإبراهيمي الخليل الفلسطينيين فلسطين الاحتلال الخليل اغلاق المسجد الإبراهيمي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المسجد الإبراهیمی الحرم الإبراهیمی
إقرأ أيضاً:
إغلاق أكبر مركز إسلامي في إيرلندا بضغط إماراتي.. والمصلون غاضبون
أعلنت إدارة المركز الثقافي الإسلامي في دبلن إغلاق أبواب المسجد والمدرسة التابعة له "حتى إشعار آخر"، بعد تصاعد أزمة داخلية قادتها جهات محسوبة على دولة الإمارات، وسط صدمة وقلق واسع بين المسلمين في أيرلندا.
وجاء قرار الإغلاق، الذي أعلنت عنه إدارة المركز في بيان مقتضب وُضع على بواباته، جاء بعد أيام من اشتباكات كلامية حادة ومشادات داخل المسجد، وأمام المصلين، فيما اعتبر كثيرون أن ما جرى ليس مجرد "خلاف إداري" كما قيل، بل نتيجة مباشرة لمحاولات الهيمنة الإماراتية على مؤسسات الجاليات المسلمة في أوروبا، ومحاولة استخدامها كأدوات أمنية واستخباراتية ناعمة.
وبدأت الأزمة عندما طالبت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الإماراتية – التي تمول المركز – بالحصول على بيانات شخصية تفصيلية لأكثر من ألف طالب وعائلاتهم في المدرسة الإسلامية التابعة للمسجد، في خطوة قوبلت برفض قاطع من القائمين على المدرسة، الذين اعتبروا أن الطلب انتهاك صارخ للخصوصية، وغير قانوني بحسب القوانين الأيرلندية.
ومن جانبها قررت الإدارة التصعيد؛ فمنعت دخول أعضاء مجلس إدارة المدرسة إلى المبنى، وأوقفت بريدهم الإلكتروني، ورفضت التعاون معهم.
ووصل التوتر ذروته مساء الجمعة حين دعي محامٍ باكستاني يُدعى زاهد جميل – يعمل مع الحكومة الإماراتية – للحديث داخل المسجد، ما فجّر حالة من الغضب بين الحضور، الذين اعتبروا الحدث محاولة "تصفية حسابات" داخل بيت من المفترض أن يكون مكانًا للعبادة والتربية، لا ساحة نفوذ سياسي.
????Dublin
Muslims block the footpath to pray.
Ireland has been Christian for longer than Islam has existed.
This behaviour has no place in our country. pic.twitter.com/E87WU1cRWb — MichaeloKeeffe (@Mick_O_Keeffe) January 3, 2025
وفي بيان حمل نبرة حزن وتحذير، قال الشيخ حسين حلاوة، إمام المسجد والشخصية الأبرز في الجالية الإسلامية الأيرلندية: "لقد حز في نفسي ما آل إليه حال مركزنا المبارك، كنا منارة للعلم والدعوة، فإذا بنا اليوم نغلق الأبواب أمام الأطفال والرواد والقلوب الباحثة عن السكينة."
وأضاف من خلال البيان "لقد سعيت - طوال أكثر من ثلاثين عامًا - في خدمة هذا المركز المبارك، ومسلمي أيرلندا دون كلل أو ملل، وكنت دومًا أحنّ إلى منبره، وإلى أبنائي وبناتي من طلاب العلم وحفّاظ كتاب الله، الذين نفتخر جميعًا بتخرجهم من مدرسة هذا المسجد، وبتوليهم إمامة المساجد في العاصمة دبلن، بل وخارجها".
وطالب حلاوة الجميع بتحري في نقل الأخبار قائلا "ولا تنجروا خلف الشائعات، كما أهيب بنفسي وبكم أن نتقي الله في وحدتنا، وأن نتجنب الفرقة والخلاف، فقد علمنا القرآن الكريم أن نقول كلمتنا موحدة، ونقف صفًا واحدًا"
وقال الشيخ الدكتور عمر القادري، إمام مسجد غرب دبلن، إنه يعتقد أن هناك إشكالياتٍ تتعلق بتشغيل المركز، ومع ذلك، قال إن رسالته للجالية هي أنه "لا داعي للقلق" وأن ما يحدث هو "فترة انتقالية".
وعرفت الجالية المسلمة في أيرلندا، باستقلاليتها وانخراطها السلمي في المجتمع، وتعيش اليوم حالة من القلق، وشكاوى قدمت بالفعل إلى مفوض حماية البيانات، ولجنة علاقات العمل الأيرلندية، وسط مطالبات بالكشف عن مصادر التمويل، وضمان عدم تسريب أي معلومات إلى جهات أجنبية.
وفي عام 2023 نشرت مجلة "نيويوركر" الأمريكية، تحقيقا تناول الجهود الإماراتية لاستهداف المؤسسات الإسلامية في أوروبا، عبر شركة "ألب سيرفيسيز"، للاستخبارات والتأثير المثيرة للجدل بأساليبها.