في موقف جاء مفاجئا للكثيرين، أعلن المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، عن اقتراح جديد يتعلق بالتلقيح الاصطناعي، بعد تعهده بضمان تغطية تكاليف هذا الإجراء الطبي، سواء عن طريق الحكومة أو شركات التأمين، في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية.

ويأتي هذا الإعلان في وقت أصبح فيه التلقيح الاصطناعي محور جدل سياسي متصاعد بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، خاصة بعد أن قضت المحكمة العليا بولاية ألاباما، في وقت سابق من هذا العام، بأن الأجنة التي تم إنشاؤها عن طريق التلقيح الاصطناعي تعتبر بشرا، في خطوة دفعت أكبر عيادات الخصوبة في الولاية إلى إيقاف رعاية التلقيح الاصطناعي.

وكان أعضاء في الحزب الديمقراطي قد انتقدوا الجمهوريين بشأن التلقيح الاصطناعي، في الأشهر الأخيرة، معتبرين أن القيود التي يقودها الحزب المنافس على الإجهاض "قد تؤدي إلى فرض قيود على التلقيح الاصطناعي أيضا".

وتظهر استطلاعات رأي أن نحو 6 من كل 10 بالغين أميركيين يدعمون هذا الإجراء الطبي، بما في ذلك أكثر من نصف الجمهوريين، وأن حوالي 1 من كل 10 فقط يعارضونه.

ويشكل نقص التغطية التأمينية الصحية لعلاجات الخصوبة عائقا رئيسياً أمام الراغبين في بدء أو مواصلة العلاجات، وفقا لـ"أسوشيتد برس".

ما هو التلقيح الاصطناعي؟

والتلقيح الاصطناعي المعروف أيضا بالـ"تلقيح خارج الجسم" هو سلسلة معقدة من الإجراءات التي يمكن أن تؤدي إلى الحمل.

ويمثل هذا الإجراء الطبي لعلاج العقم، وهي الحالة التي لا يمكن فيها الحمل بعد محاولات لمدة عام على الأقل بالنسبة لمعظم الأزواج.

ويمكن استخدام التلقيح خارج الجسم كوسيلة لتجنب انتقال المشاكل الوراثية إلى الطفل، بحسب موقع "مايو كلينيك".

وخلال عملية التلقيح خارج الجسم، يتم جمع البويضات الناضجة من المبايض وتخصيبها بالحيوانات المنوية في المختبر، ثم يتم إجراء عملية لوضع واحدة أو أكثر من البويضات المخصبة في الرحم، حيث ينمو الجنين.

وتستغرق دورة كاملة من التلقيح خارج الجسم حوالي 2 إلى 3 أسابيع. وأحيانا يتم تقسيم هذه الخطوات إلى أجزاء مختلفة وقد تستغرق العملية وقتا أطول.

ترامب يتعهد بتوفير "تخصيب اصطناعي مجاني" إذا وصل إلى البيت الأبيض أعلن المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، الخميس، أن الحكومة أو شركات التأمين سوف يتكفلون بدفع تكاليف علاجات الخصوبة عن طريق التلقيح الصناعي، وذلك في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية التي سوف تجري في الخامس من نوفمبر القادم.

ويبقى التلقيح خارج الجسم، وفقا للمصدر ذاته،  أكثر علاجات العقم فعالية، إذ يشمل التعامل مع البويضات أو الأجنة والحيوانات المنوية. وتُسمى هذه المجموعة من العلاجات تقنية المساعدة على الإنجاب.

ويمكن إجراء التلقيح خارج الجسم باستخدام بويضات وحيوانات منوية من الزوجين. أو قد يتضمن بويضات أو حيوانات منوية من متبرع آخر، معروف أو مجهول.

وفي بعض الحالات، قد يتم استخدام أم بديلة، يتم زرع البويضة في رحمها للإنجاب.

وتعتمد فرص إنجاب طفل عن طريق التلقيح الاصطناعي على عوامل كثيرة، مثل العمر وسبب العقم. علاوة على ذلك، يتضمن التلقيح خارج الجسم إجراءات يمكن أن تكون مستهلكة للوقت ومكلفة ماديا.

موقف الحزب الجمهوري

وذكر ترامب، الخميس، أنه يؤيد سداد تكاليف التلقيح الاصطناعي حتى يتمكن الأميركيون من إنجاب "مزيد من الأطفال".

وقال الرئيس السابق في مقابلة مع شبكة "أن بي سي نيوز"، إنه في حال انتخابه، فإن إدارته "لن تحمي حق الحصول على التلقيح الاصطناعي فحسب، بل ستجعل الحكومة أو شركات التأمين تغطي تكلفة الخدمة باهظة الثمن للأميركيات اللاتي يحتجن إليها".

واعتبر تقرير لأسوشيتد برس أن تعهد ترامب الأخير، "يتعارض" مع مواقف الكثير من أعضاء حزبه الجمهوري.

وبحسب المصدر ذاته، يعكس إعلان ترامب المفاجئ إدراكه أن مواقف الحزب الجمهوري من الإجهاض والحقوق الإنجابية قد تشكل عائقا كبيرا أمام فرص عودته إلى البيت الأبيض.

ويحاول الرئيس السابق الترويج لفكرة أن الحزب الجمهوري "رائد" في مجال التلقيح الاصطناعي، لكن الديمقراطيين يرفضون هذا التوصيف ويستغلون القضية كبعد آخر للحقوق الإنجابية التي يقولون إنها "مهددة" من قبل الجمهوريين.

من منافسته.. انتقادات لترامب بعد "موقفه الجديد" بشأن الإجهاض وجهت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، انتقادات حادة لدونالد ترامب، الجمعة، إثر تصريحه بأنه سيصوت برفض مشروع قانون يتعلق بالإجهاض في ولاية فلوريدا. 

وينتقد الديمقراطيون الجمهوريين لادعائهم دعم التلقيح الاصطناعي في حملاتهم الانتخابية، دون دعم ذلك بتصويتهم في الكونغرس.

وقبيل انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في يوليو، أقر الحزب خطة سياسية جديدة  تؤيد فكرة منح الأجنة حقوقا قانونية كاملة، تماما مثل باقي المواطنين الأميركيين. 

ويريد الحزب تحقيق ذلك من خلال تفسير التعديل الرابع عشر للدستور الأميركي، وهو التعديل الذي يضمن المساواة في الحماية القانونية لجميع المواطنين. بهذه الطريقة، يسعى الحزب الجمهوري لمنح الأجنة نفس الحقوق القانونية التي يتمتع بها الأشخاص المولودون.

كما تشجع الخطة على دعم التلقيح الاصطناعي ولكنها لا تشرح كيف يخطط الحزب للقيام بذلك مع تشجيع قوانين الشخصية القانونية للأجنة التي من شأنها أن تجعل العلاج غير قانوني.

وبحسب أسوشيتد برس، يواجه الحزب الجمهوري "تناقضا داخليا" بشأن قضية التلقيح الاصطناعي. فمن جهة، يحاول الحزب تقديم نفسه على المستوى الوطني كداعم لهذه التقنية الطبية، ومن جهة أخرى، يجد العديد من أعضاء الحزب أنفسهم في موقف صعب بسبب تعارض هذا الدعم مع القوانين التي سنّها حزبهم نفسه.

وهذه القوانين، التي تمنح الأجنة حقوقا قانونية كاملة، لا تقتصر على حماية الأجنة داخل الرحم فحسب، بل تمتد لتشمل الأجنة المستخدمة في عمليات التلقيح الاصطناعي. 

وبما أن هذه العمليات غالبا ما تتضمن إتلاف بعض الأجنة الفائضة، فإن هذه القوانين قد تجعل التلقيح الاصطناعي نفسه غير قانوني.

وقالت ماري روث زيغلر، أستاذة القانون في كلية الحقوق بجامعة كاليفورنيا، ديفيس، للوكالة إن "من الصعب على السياسيين الجمهوريين أن يدعموا التلقيح الاصطناعي بشكل واضح. لأنهم إذا فعلوا ذلك، قد يغضبون الكثير من مؤيديهم".

تفاعل الديمقراطيين

وبحسب موقع "أكسيوس"، فقد حوّل الحزب الديمقراطي قضية التلقيح الاصطناعي إلى محور رئيسي في حملته الانتخابية الرئاسية، مستغلا هذا الموضوع كوسيلة فعالة لانتقاد دونالد ترامب والحزب الجمهوري.

ويسعى الديمقراطيون إلى ربط ترامب مباشرة بالقيود المفروضة على الرعاية الإنجابية، عبر تذكير الناخبين بدوره في تعيين قضاة المحكمة العليا الذين ساهموا في إلغاء الحماية الدستورية للإجهاض.

ويتهم "الحزب الأزرق" ترامب بأنه يحاول من خلال تعهده الأخير بشأن التلقيح الاصطناعي "صرف الانتباه عن دوره في المساعدة في إلغاء قضية رو ضد وايد في عام 2022"، وفقا لنيويورك تايمز.

ويصور الديمقراطيون ترامب والجمهوريين كتهديد ليس فقط للحق في الإجهاض، بل لمجموعة واسعة من الخيارات الإنجابية، بما في ذلك التلقيح خارج الجسم.

ورد نائب كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية للرئاسيات، تيم والز، على موقف ترامب الأخير، بسخرية، قائلا "قد نضطر إلى تغيير نقاط حديثنا" في إشارة إلى أن الديمقراطيين قد يحتاجون لتعديل استراتيجيتهم الخطابية بسبب هذا التحول غير المتوقع.

وقال والز في تجمع انتخابي، "انظروا، النساء لا يثقن بهم. هم لا يثقون بالنساء، فلماذا بحق الجحيم ستثق النساء بهم؟ لا أحد يصدق ذلك".

وتحدثت زوجة والز، السيدة الأولى لولاية مينيسوتا، غوين والز، أيضا عن إمكانية الوصول إلى علاجات الخصوبة، قائلة إنه لو كان الأمر بيد ترامب، لما أصبحت أماً أبدا، في إشارة لاستخدامها أيضا لعلاج داخل الرحم، من أجل الإنجاب.

وتصدرت هاريس الجهود المتعلقة بقضية الحقوق الإنجابية، في ظل إدارة بايدن. وتعهدت في بيان، الجمعة، باستعادة الحقوق الإنجابية في حال انتخابها رئيسة للولايات المتحدة.

من جهتها، قالت السناتور إليزابيث وارن، الديمقراطية من ماساتشوستس، متحدثة في لقاء افتراضي نظمته حملة هاريس، إن محاولة  ترامب لاستمالة الناخبات هي "خداع وأوهام".

وأضافت: "يعتقد ترامب أن النساء غبيات وأنه يمكن خداعهن".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: التلقیح الاصطناعی الحزب الجمهوری عن طریق فی حال

إقرأ أيضاً:

تحليل لـCNN: لماذا قد تكون الجولة المقبلة من المحادثات النووية الإيرانية الأمريكية أكثر صعوبة؟

تحليل بقلم نادين إبراهيم من شبكة CNN

(CNN) --   من المقرر أن تبدأ الولايات المتحدة وإيران جولة ثالثة من المحادثات النووية، السبت، لتدخلا ما يصفه الخبراء بمرحلة أكثر صعوبة من المفاوضات الفنية، في الوقت الذي تضع فيه واشنطن شروطها.

وصرح وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، الأربعاء، بأن الولايات المتحدة لا تتصور أن تقوم إيران بتخصيب موادها النووية بنفسها، بل استيراد الوقود النووي (اليورانيوم) اللازم لبرنامج طاقة مدني. 

وأكدت إيران مرارًا وتكرارًا أن حقها في تخصيب اليورانيوم غير قابل للتفاوض.

ووصفت كل من الولايات المتحدة وإيران المحادثات السابقة بأنها "إيجابية"، على الرغم من تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن ضربات عسكرية أمريكية وإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية في حال عدم قبول طهران بالاتفاق.

لكن محادثات السبت قد تكون أكثر تعقيدًا، إذ من المقرر أن تشمل مفاوضات حول تفاصيل البرنامج النووي الإيراني، وهو مجال لا يزال الخلاف فيه حادًا بين طهران وواشنطن.

إليكم ما نعرف، وكيف وصل الجانبان إلى هذه المرحلة؟

تم التوصل إلى اتفاق نووي عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، بما فيها الولايات المتحدة، وافقت بموجبه إيران على الحد من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات التي شلت اقتصادها.

وسمح الاتفاق، المعروف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، لإيران بتخصيب اليورانيوم بمستوى يضمن أن يكون برنامجها النووي سلميًا بحتًا.

وانسحب ترامب من هذا الاتفاق عام 2018 خلال ولايته الرئاسية الأولى. وردت إيران بزيادة تخصيب اليورانيوم إلى نسبة نقاء 60٪، وهي نسبة أقرب إلى نسبة 90٪ تقريبًا اللازمة لصنع قنبلة نووية.

وتصر إيران على أن برنامجها النووي لا يزال سلميًا.

في الشهر الماضي، أرسل ترامب رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي يقترح فيها إجراء مفاوضات بشأن اتفاق نووي جديد، موضحًا أن إيران لديها مهلة شهرين للموافقة على اتفاق جديد، وفقًا لما ذكره مصدر مطلع على محتوى الرسالة لشبكة CNN.

ماذا يريد ترامب.. وما هي القضايا الرئيسية؟

صرح ترامب بأنه يريد اتفاقًا "أقوى" مع إيران من الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 2015 في عهد إدارة باراك أوباما، لكن المسؤولين الأمريكيين تباينت مواقفهم بشأن مطالبهم خلال الشهر الماضي.

في محاولتها لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة تطالب بتفكيك برنامجها النووي بالكامل - بما في ذلك برنامج الطاقة المدنية - أو ما إذا كانت ستسمح بمثل هذا البرنامج إذا تخلت إيران عن تخصيب اليورانيوم محليًا.

وهذا الشهر، صرّح ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى المحادثات الإيرانية، بأنه لا حاجة لإيران لتخصيب اليورانيوم بما يتجاوز ما هو مطلوب لبرنامج للطاقة النووية، ولم يطالب إيران بوقف تخصيب اليورانيوم كليًا أو تفكيك برنامجها النووي.

وتراجع عن موقفه في اليوم التالي في بيان عبر منصة “إكس” (تويتر سابقا) قال فيه إن أي اتفاق نهائي مع إيران سيتطلب منها "وقف برنامجها للتخصيب والتسليح النووي والقضاء عليه".

في غضون ذلك، دعا وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث طهران إلى تفكيك برنامجها النووي بالكامل.

ثم، في مقابلة يوم الأربعاء، قال روبيو إن بإمكان إيران امتلاك برنامج نووي مدني، لكن سيتعين عليها استيراد الوقود النووي اللازم بدلًا من إنتاجه محليًا.

وقال روبيو لموقع "فري برس": "هناك طريق لبرنامج نووي مدني وسلمي إذا أرادوا ذلك لكن إذا أصرّوا على تخصيب اليورانيوم، فسيكونون الدولة الوحيدة في العالم التي لا تمتلك برنامج أسلحة، بل تقوم بالتخصيب لذا، أعتقد أن هذا يُمثل مشكلة".

في حين أن معظم الدول التي تُخصّب اليورانيوم محليًا لديها أيضًا برنامج أسلحة نووية، فإن دولًا أخرى لا تمتلكه.

 وعلى سبيل المثال، تُخصب البرازيل بعض اليورانيوم محليًا لبرنامجها النووي، وفقًا للجمعية النووية العالمية.

 في غضون ذلك، يُشغّل اتحاد الوقود النووي البريطاني الألماني الهولندي "يورينكو" محطات تخصيب في ألمانيا وهولندا، وكلاهما لا يمتلك أسلحة نووية، وهذه الدول، مثل إيران، طرف في معاهدة الأمم المتحدة لمنع انتشار الأسلحة النووية، التي تهدف إلى منع انتشار الأسلحة النووية.

في الأسبوع الماضي، صرّح وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت لصحيفة نيويورك تايمز في السعودية بأن الرياض وواشنطن تسيران على "مسار" للتوصل إلى اتفاق قد يسمح للمملكة بتخصيب اليورانيوم.

وقال: "المسألة هي السيطرة على التكنولوجيا الحساسة. هل هناك حلول لذلك تتضمن التخصيب هنا في المملكة العربية السعودية؟ نعم".

ماذا تقول إيران؟

عززت إيران حقها في تخصيب اليورانيوم، واتهمت إدارة ترامب بإرسال إشارات متضاربة.

ونقلت قناة برس تي في الرسمية عن وزير الخارجية عباس عراقجي الذي يمثل إيران في المحادثات النووية قوله "إن برنامج التخصيب الإيراني هو مسألة حقيقية وصادقة، ونحن مستعدون لبناء الثقة فيما يتعلق بالمخاوف المحتملة، ولكن قضية التخصيب غير قابلة للتفاوض".

وحددت طهران "خطوطها الحمراء" في المحادثات، بما في ذلك "لغة التهديد" من جانب إدارة ترامب و"المطالب المبالغ فيها بشأن البرنامج النووي الإيراني".

 وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن على الولايات المتحدة أيضًا الامتناع عن إثارة قضايا تتعلق بصناعة الدفاع الإيرانية، في إشارة على الأرجح إلى برنامجها الصاروخي الباليستي، الذي يعتبره حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تهديدًا لأمنهم.

وفي غضون ذلك، تعاملت القيادة الإيرانية العليا مع المحادثات بحذر شديد.

 وفي أول تعليق له على هذه القضية، قال خامنئي إن طهران "ليست مفرطة في التفاؤل ولا مفرطة في التشاؤم" بشأن المفاوضات مع الولايات المتحدة.

كما حاولت الجمهورية الإسلامية تصوير أي اتفاق نووي محتمل على أنه مفيد للولايات المتحدة. هذا الأسبوع، أشاد عراقجي بإمكانية اضطلاع شركات أمريكية بدور في برنامج الطاقة النووية الإيراني، واعدًا بـ"عقود محتملة بعشرات المليارات من الدولارات".

ما العقبات الأخرى المحتملة؟

إلى جانب المحادثات رفيعة المستوى بين عراقجي وويتكوف، السبت، ستبدأ الفرق الفنية بصياغة تفاصيل اتفاق محتمل.

وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، يوم الخميس، بأن مايكل أنطون، رئيس تخطيط السياسات في الوزارة، سيرأس الفريق الفني من الجانب الأمريكي.

وقال مصدر مطلع لشبكة CNN إن الفريق سيتألف من حوالي 12 خبيرًا على مستوى العمل من مختلف الوكالات الحكومية الأمريكية، وسيناقش تفاصيل أكثر تفصيلًا حول مسار اتفاق نووي جديد، مثل تخفيف العقوبات المحتمل والقيود المفروضة على البرنامج النووي الإيراني.

وقالت تريتا بارسي، نائبة الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي في واشنطن، إن المحادثات الفنية "صعبة" لأنها ستحاول معالجة القضايا التي لم تُناقش في اتفاق عام 2015، وأضافت أن "هذا يتطلب خبرة فنية لضمان إمكانية تطبيق هذه الأفكار المختلفة".

وإلى جانب مسألة التخصيب، قد تظهر تعقيدات بما في ذلك المطالبة بتفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل "على غرار ليبيا"، كما سعت إسرائيل، على حد قولها.

فككت ليبيا برنامجها النووي 2003 أملاً في بدء عهد جديد من العلاقات مع الولايات المتحدة بعد حظرها النفطي الذي استمر عقدين على نظام معمر القذافي.

وبعد تخلّيها عن برنامجها النووي، انزلقت ليبيا في حرب أهلية عقب انتفاضة في 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي (الناتو) والتي أطاحت بنظام القذافي وأدت إلى مقتله ولطالما حذّر المسؤولون الإيرانيون من رفض أي اتفاق مماثل منذ البداية.

وقالت بارسي إن عقبة أخرى قد تظهر إذا طالبت الولايات المتحدة بأن تكون القيود المفروضة على البرنامج النووي الإيراني "مستمرة".

 وأضافت: "أي أن هذا لن يكون مثل اتفاقيات الحد من الأسلحة العادية، حيث تكون القيود محدودة زمنياً وتنتهي بمرور الوقت".

كان لاتفاق عام 2015 تاريخ انتهاء صلاحية، ينتهي في أكتوبر/ تشرين الأول 2025 ما لم يُقرر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلاف ذلك.

عندما انسحب ترامب من الاتفاق عام 2018، انتقد بشدة مهلة العشر سنوات المحددة في الاتفاق، قائلاً إنه حتى "إذا امتثلت إيران بالكامل، فسيظل النظام على وشك تحقيق اختراق نووي في غضون فترة قصيرة".

وقالت بارسي إنه قد تكون هناك فرصة لتمديد الجدول الزمني "لكن أي شيء يدفع نحو قيود نهائية ودائمة من المرجح جدًا أن يفشل، وربما يكون ذلك عن عمد".

أين تقف إسرائيل؟

لطالما كانت إسرائيل من أشد المؤيدين لتفكيك إيران لبرنامجها النووي بالكامل حتى لا تتمكن أبدًا من امتلاك قنبلة نووية.

وكانت مصادر مطلعة على الأمر قد صرحت لشبكة CNN سابقًا بأن أنباء المحادثات النووية الأمريكية الإيرانية "بالتأكيد لا تروق" لإسرائيل، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان نتنياهو قد أُبلغ مسبقًا بالمفاوضات أو ما إذا كان قد تم التشاور معه.

والصفقة الوحيدة التي قد يعتبرها نتنياهو مقبولة هي صفقة نووية على غرار ليبيا.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأسبوع الماضي أن ترامب منع إسرائيل من ضرب المواقع النووية الإيرانية في موعد أقصاه الشهر المقبل لإتاحة الفرصة للمحادثات مع طهران للاستمرار.

ولم ينفِ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي صحة التقرير، بل أكد أن تصرفات إسرائيل أعاقت البرنامج النووي الإيراني.

وردًا على التقرير، قال ترامب: "لن أقول إنني منعتها"، لكنني "لست مستعجلًا للقيام بذلك لأنني أعتقد أن لدى إيران فرصة لبناء دولة عظيمة والعيش بسعادة دون موت".

أمريكاإسرائيلإيرانليبياالاتفاق النووي الإيرانيالبرنامج النووي الإيرانيالحكومة الإسرائيليةالناتوبنيامين نتنياهودونالد ترامبعلي خامنئيمعمر القذافينشر السبت، 26 ابريل / نيسان 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • تحليل لـCNN: لماذا قد تكون الجولة المقبلة من المحادثات النووية الإيرانية الأمريكية أكثر صعوبة؟
  • مختص يوضح الأسباب التي تدفع الأفراد إلى اللجوء للذكاء الاصطناعي .. فيديو
  • هل يعود الحزب الديمقراطي للحكم مجددًا في أميركا؟
  • لماذا يتوجّس الأوروبيون من الحماسة الأميركية لصفقة السلام بأوكرانيا؟
  • التايمز: لماذا تفضل أوكرانيا القتال على تسليم القرم لروسيا؟
  • وسط خلاف حاد بين القيادات .. أكثر من 300 قتيل بجيش الاحتلال
  • لماذا يثير مقترح ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا مخاوف حلفاء أمريكا؟.. مصادر تكشف لـCNN
  • واشنطن تعلن قائد التفاوض الفني مع إيران.. لماذا مايكل أنتون؟
  • أفضل المشروبات التي تحافظ على ترطيب الجسم
  • سياسات ترامب تربك الشركات التي مولت حفل تنصيبه