نشر موقع مالي ويب Maliweb، أمس الجمعة، مقالا مطولا انتقد فيه بشدة مداخلة الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بنجمعة، الذي تحدث الاثنين 26 غشت، خلال الجلسة المخصصة للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لاعتماد اتفاقية جنيف، حيث عبر بنجمعة عن استيائه من انتهاكات « القوات الخاصة التي تؤجرها بعض الدول ولا تخضع لأي مساءلة ».


كما تحدث عن الطائرات المسيرة التي قصفت « 20 مدنيًا ماليًا »، مطالبًا بتدخل مجلس الأمن والجمعية العامة لإيجاد صيغة تدمج عمل هذه الجهات الفاعلة غير الحكومية ومعاقبتها على انتهاكاتها للقانون الدولي الإنساني.

لكن الصحيفة المالية ردت بأن هذا الخطاب يمكن أن يصدر من أي جهة أخرى إلا من الجزائر، التي تُعتبر نقيضًا لما يُفترض أن تمثله، والتي تتجاهل أن جميع مصائب مالي جاءت من مجموعة مسلحة غير حكومية جزائرية وهي الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي أصبحت تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ثم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى.

واعتبرت الصحيفة أن الجزائر قد استخدمت وتواصل استخدام خدمات القوات الخاصة والجهات الفاعلة غير الحكومية، مثل مجموعة فاغنر. وتذكر المقالات الموثوقة كيف أن الجزائر تدعم ماليًا هذه المجموعة لخدمة مصالحها الإقليمية والسياسية.

كما استشهدت الصحيفة بتقرير هيومن رايتس ووتش لسنة 2023، حول استمرار السلطات الجزائرية في قمع حرية التعبير والصحافة والجمعيات والتجمعات والتنقل، وطرد آلاف المهاجرين بشكل جماعي ودون احترام للإجراءات القانونية. كما تستخدم الجزائر تكتيكات دبلوماسية وعسكرية لمواجهة مالي وتعتبرها جزءًا من استراتيجيتها الإقليمية.

وتظهر الصحيفة أن الجزائر تسعى لتقديم نفسها كمراقب ووسيط محايد في النزاعات الإقليمية، في حين تلعب دورًا مزدوجًا. فهي من جهة تدعو إلى احترام حقوق الإنسان ومحاسبة من ينتهكون القانون الدولي، ومن جهة أخرى فإن الجزائر متهمة باستخدام المجموعات المسلحة لتعزيز مصالحها الجيوسياسية في منطقة الساحل، وخاصة في مالي.

يُشير الكاتب إلى أن السفير الجزائري في الأمم المتحدة، يتلاعب بالروايات المتعلقة بالصراعات في مالي. فهو يتحدث عن قصف « 20 مدنيًا ماليًا » بواسطة طائرات مسيّرة، ويصفهم كضحايا لجيش مالي بالتعاون مع مجموعة فاغنر الروسية. هذه محاولة لتضليل الرأي العام، حيث أن الجزائر نفسها لديها تاريخ طويل من التعامل مع الجهات الفاعلة غير الحكومية وتوظيفها لتحقيق أهدافها في المنطقة.

كما أن الجزائر تخصص مبالغ مالية كبيرة لدعم مشاريع في إفريقيا، ولكن بشروط تتعلق بدعم فاغنر. هذه الحقائق تُظهر أن الجزائر ليست بريئة في استخدامها للجهات الفاعلة غير الحكومية، كما تدعي في خطابها الدبلوماسي.

يتحدث المقال عن الوضع الداخلي في الجزائر، بما في ذلك القمع السياسي والاحتجاجات الشعبية المعارضة للنظام الحاكم. ويُشير إلى الاعتقالات الجماعية وقمع الأصوات المعارضة، مما يعكس نوعًا من عدم الاستقرار السياسي الذي قد يدفع الجزائر إلى محاولة تصدير مشاكلها الداخلية نحو الخارج، عبر التركيز على الأزمات الإقليمية.

ويحث الكاتب الجزائر على مراجعة مواقفها وسياساتها تجاه مالي، والكف عن استخدام الدبلوماسية للتدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها. كما يؤكد على ضرورة احترام سيادة مالي وحقها في محاربة الإرهاب داخل حدودها.

 

 

 

كلمات دلالية الجزائر مالي

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الجزائر مالي أن الجزائر

إقرأ أيضاً:

مسيّرات «الدعم» تهاجم سد مروي مجدداً… وتقدم الجيش في أم درمان

الشرق الأوسط: شنت «قوات الدعم السريع» مجدداً هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت سد مروي بالولاية الشمالية، و«شوهد دخان أسود كثيف يتصاعد في المنطقة». وهو ثاني هجوم كبير بسرب كبير من المسيّرات خلال أيام، استهدف منشآت البنية التحتية للكهرباء، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في عدد من الولايات، ولا تزال عمليات الإصلاح جارية. والاثنين دمرت مسيّرة استراتيجية المخزن الرئيسي للوقود في مطار دنقلا.

وقتل 3 أشخاص وأصيب 10 آخرين الأحد الماضي في ضربات بمسيّرات استهدفت مقر الفرقة العسكرية 73 التابعة للجيش السوداني في مدينة الدبة بالولاية الشمالية.

تقدم في أم درمان
وبدأ الجيش السوداني صباح الثلاثاء عملية عسكرية واسعة النطاق لاستعادة المناطق التي تسيطر عليها «قوات الدعم السريع» في مدينة أم درمان. وأظهر فيديو نشر على منصات التواصل الاجتماعي عناصر من الجيش السوداني وهم داخل معسكر النسور غرب المدينة.

كما أفادت تنسيقية لجان مقاومة كرري (وهي جماعة ناشطة في المدن والأحياء السودانية)، بأن الجيش السوداني والقوات التي تقاتل في صفوفه فرضت سيطرتها على عدد من الحارات السكنية في محلية أمبدة شمال أم درمان، بعد انسحاب «قوات الدعم السريع» من المنطقة والارتكاز بالقرب من سوق قندهار القريبة منها.

وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن اشتباكات عنيفة تدور بين الطرفين في منطقة دار السلام في الريف الجنوبي. ولا تزال «قوات الدعم السريع» تسيطر على معسكري جهاز الأمن وفتاشة القتالي، بجانب انتشار قواتها في ضاحية الصالحة ومناطق الجموعية غرب أم درمان.

إجلاء سكان الفاشر
وفي الفاشر قال تحالف السودان التأسيسي «تأسيس» إن قواته تواصل عمليات إجلاء المدنيين من المدينة ومعسكر زمزم المجاور لها. وقال المتحدث الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين، آدم رجال، في تدوينة على موقع «فيسبوك»: «تعرض المعسكر لقصف مدفعي عنيف من قوات الدعم السريع أسفر عن إصابة 5 نازحين بجروح متفاوتة، وتدمير عدد من المنازل». وأضاف أن مئات النازحين الفارين من الفاشر ومخيماتها وصلوا ظهر أمس إلى منطقة طويلة.

ومن جهة ثانية، طالب حزب الأمة القومي، بفتح الممرات الإنسانية فوراً، لتمكين وصول المساعدات الإغاثية والطبية للمتضررين في الفاشر ومعسكرات المحاصرة بشمال دارفور. وناشد في بيان الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية الإسراع في التدخل وتكثيف جهود الإغاثة لإنقاذ أرواح المدنيين والتخفيف من معاناتهم.  

مقالات مشابهة

  • رسالة لكل الاطراف الفاعلة في الحرب
  • مشهد صادم لسائحة تهاجم شابًا اعتدى على حمار قرب الأهرامات .. فيديو
  • طاردته وضربته.. سائحة تهاجم سائسا في الجيزة والأمن يحقق
  • إيكواس تعلّق على الأزمة بين مالي والجزائر 
  • الدعم السريع تهاجم الفاشر من عدة محاور
  • سؤال وجواب..إضاءة على الأزمة السياسية بين مالي والجزائر
  • صحيفة إماراتية تهاجم السعودية وتتهمها بالفشل والإخفاق الكبير في تدخلها باليمن
  • مسيّرات «الدعم» تهاجم سد مروي مجدداً… وتقدم الجيش في أم درمان
  • الجزائر تعرب عن "امتعاضها" وترد بالمثل بعد استدعاء مالي والنيجر وبوركينا فاسو لسفرائها  
  • الجزائر تمنع الرحلات الجوية من مالي بعد إسقاط طائرة مسيرة