مسؤول بصحة غزة يعلن بدء حملة التلقيح ضد شلل الأطفال
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
أعلن مسؤول لوكالة فرانس برس، السبت، بدء حملة التلقيح ضد شلل الأطفال وسط قطاع غزة، بعد إعلان الأمم المتحدة موافقة إسرائيل على "هدن إنسانية" للسماح بتطعيم الأطفال رغم الحرب المستمرة منذ نحو 11 شهرا.
وقال الطبيب، موسى عابد، مدير عام الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة في قطاع غزة، لوكالة فرانس برس، إن فرق وزارة الصحة بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية بدأت "اليوم بحملة التطعيم ضد شلل الاطفال في المنطقة الوسطى".
وكانت الأمم المتحدة أعلنت البدء في إعطاء لقاحات ضد شلل الأطفال لنحو 640 ألف طفل في مناطق محددة من قطاع غزة، الأحد، في حملة تعتمد على فترات توقف لمدة ثماني ساعات يوميا للقتال بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حركة حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة إرهابية.
وتأتي الحملة المعقدة التي تستهدف الأطفال دون سن العاشرة بعد تأكيد صدر الأسبوع الماضي مفاده أن طفلا أصيب بالشلل بسبب فيروس شلل الأطفال من النمط 2، وهي أول حالة من نوعها في القطاع منذ 25 عاما.
وتقول منظمة الصحة العالمية إنها تحتاج إلى تطعيم ما لا يقل عن 90 بالمئة من الأطفال في غزة مرتين مع وجود فاصل مدته أربعة أسابيع بين الجرعتين حتى تنجح الحملة، لكنها أشارت إلى وجود تحديات هائلة في القطاع الفلسطيني الذي دمرته الحرب المستمرة منذ 11 شهرا تقريبا.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية ريك بيبركورن للصحفيين في جنيف، الجمعة، إن "الوضع ليس مثاليا".
وأضاف قوله: "نعتقد أن التنفيذ ممكن إذا سارت العملية بالشكل السليم".
وقالت المنظمة إن الحملة ستتم على ثلاث مراحل في وسط وجنوب وشمال قطاع غزة.
وستتوقف المعارك لثماني ساعات على الأقل في ثلاثة أيام متتالية في كل مرحلة. وقد يتم تمديد فترات التوقف ليوم رابع في كل مرحلة من المراحل، وهو ما قالت منظمة الصحة العالمية إنه قد يكون ضروريا على الأرجح.
وهذا يعني أن كل جولة من التطعيمات قد تستغرق أقل من أسبوعين.
لكن خريطة اطلعت عليها رويترز، الجمعة، أظهرت أن فترات التوقف فيما يبدو لن تشمل كل منطقة على نحو كامل، وذكر مصدر من الأمم المتحدة أن الخريطة صادرة عن وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية والمسؤولة عن التنسيق مع الفلسطينيين. وتظهر الخريطة على ما يبدو أن التوقف سيجري في حيز أصغر نطاقا داخل كل منطقة.
وأحالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية الأسئلة بشأن الخريطة إلى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو.
ولا تعد فترات التوقف المزمعة جزءا من مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية منذ أشهر في محاولة للتوصل إلى هدنة في غزة واستعادة الرهائن الإسرائيليين والأجانب مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل.
وقالت جويس مسويا، الرئيسة بالوكالة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الخميس "أهم شيء الآن هو توفير الأمن وإمكانية الوصول اللازمين لتنفيذ الحملة بفعالية. ولست بحاجة لأن أخبركم بمدى الكارثة المحتملة إذا لم نتمكن من احتواء هذا المرض الذي يمكن الوقاية منه، وهو مرض لا توقفه الحدود".
وجمعت عينات من مياه الصرف الصحي، في 23 يونيو، وأكدت الاختبارات، في منتصف يوليو، وجود فيروس شلل الأطفال من النمط 2 في ست عينات.
وناشد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في 16 أغسطس الأطراف المتحاربة الالتزام بهدن إنسانية للسماح بتنفيذ حملة اللقاحات.
وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بعد أيام قليلة خلال زيارة لتل أبيب إن واشنطن تعمل مع الحكومة الإسرائيلية على خطة لإعطاء اللقاحات.
وقال، روبرت وود، نائب السفير الأميركي في الأمم المتحدة، الخميس، "الأساس أنه يتعين توفير المساحة والظروف الآمنية للعاملين في المجال الإنساني على الأرض لتوزيع اللقاحات وإعطائها للمعرضين للخطر والقيام بذلك في أمان. حياة الأطفال تتوقف على نجاحهم".
وقالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إن نحو 1.2 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال جرى تسليمها لقطاع غزة بالفعل قبل بدء الحملة وهناك 400 ألف جرعة أخرى في الطريق إلى الأراضي الفلسطينية.
وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الهيئة المكلفة بتطبيق سياسة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، إنها ستنسق وقف القتال ضمن سلسلة من الهدن الإنسانية التي تُنفذ بصورة دورية منذ بدء الحملة الإسرائيلية على غزة في أكتوبر.
ووافقت حماس أيضا على وقف القتال.
ويشارك في تنفيذ الحملة منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وقال بيبركورن إنه سيتوافر نحو 400 مكان يمكن للآباء إحضار أطفالهم إليها لتلقي اللقاح.
وأضاف أنه سيكون هناك أيضا 300 فريق متنقل للوصول إلى الأطفال في الأماكن التي تزداد فيها صعوبة إحضار الأبناء للتطعيم.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمیة الأمم المتحدة شلل الأطفال قطاع غزة ضد شلل
إقرأ أيضاً:
مسؤول بالأمم المتحدة: استجابة مصر لأزمتي السودان وغزة تؤكد التزامها بالدعم المُنقذ للحياة
نشر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، مقالا لإيلينا بانوفا المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر داخل العدد الخامس من إصدارته الدورية «آفاق مستقبلية»، والذي جاء بعنوان «الأمم المتحدة.. ثمانون عامًا من أجل الناس والكوكب وتاريخ جديد لم يُكتب بعد».
وأشارت إيلينا بانوفا إلى أنّ الذكرى السنوية الثمانين لإنشاء الأمم المتحدة تمثل هذا العام فرصة فريدة للنظر في الالتزامات العالمية التي تم التوصل إليها في «قمة المستقبل»، واتخاذ إجراءات ملموسة لترجمة تلك الالتزامات سريعًا إلى واقع على الأرض، مشيرة إلى أنّ قمة المستقبل والتي عُقدت في سبتمبر 2024 كانت بمثابة لحظة فارقة بالنسبة للتعاون الدولي وتعددية الأطراف، عندما اعتمد زعماء العالم «ميثاق المستقبل» والذي يتضمن «الميثاق الرقمي العالمي»، وإعلان الأجيال القادمة، ومثلت هذه الاتفاقات الثلاثة التزام المجتمع الدولي بالتنمية المستدامة، والوصول المتساوي إلى التكنولوجيات الرقمية، ورفاهية الأجيال القادمة.
تنفيذ 56 إجراء في مجالات التنمية المستدامةونصّ «ميثاق المستقبل» على التزام الدول الأعضاء بتنفيذ 56 إجراء في مجالات التنمية المستدامة، وتمويل التنمية، والسلام والأمن الدوليين، والعلم والتكنولوجيا والابتكار، والتعاون الرقمي، والشباب والأجيال المقبلة، وتعزيز الحوكمة العالمية.
وفي مجال السلام والأمن الدوليين تركز الاتفاقات على إصلاح مجلس الأمن ليعكس شكل العالم اليوم، ومعالجة نقص التمثيل التاريخي لإفريقيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ وأمريكا اللاتينية مع إنشاء لجنة بناء سلام أكثر مرونة ومراجعة شاملة لعمليات السلام.
كما تتضمن أول دعم متعدد الأطراف لنزع السلاح النووي منذ أكثر من عقد وتلتزم بمنع سباق التسلح في الفضاء الخارجي وتنظيم الأسلحة الفتاكة المستقلة بجانب تدابير للاستجابة للصدمات العالمية المعقدة وفيما يتعلق بالتنمية المستدامة والمناخ وتمويل التنمية تسعى الاتفاقات إلى إصلاح الهيكل المالي الدولي بمنح الدول النامية صوتًا أقوى وحشد تمويل إضافي من البنوك متعددة الأطراف، ومراجعة هيكلة الديون السيادية.
أما في مجال التعاون الرقمي، فإنّ الميثاق الرقمي العالمي يعد أول اتفاق دولي بشأن الذكاء الاصطناعي ويؤسس منصة أممية تجمع الأطراف كافة مع خارطة طريق لحوكمة الذكاء الاصطناعي وفق حقوق الإنسان والقانون الدولي، وفيما يخص الشباب والأجيال المقبلة يلتزم الإعلان بمنحهم فرصًا حقيقية للمشاركة في القرارات التي تؤثر على حياتهم عالميًّا، وقد أكدت الاتفاقات على إدماج المساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان كعنصر أساسي في جميع مجالات الحياة، وكما وصفها الأمين العام للأمم المتحدة فإن هذه الإصلاحات تجعل المؤسسات أكثر تمثيلًا لعالم اليوم وأكثر قدرة على التصدي للتحديات المعاصر وتوفير شبكة أمان فعالة للدول النامية التي تعاني من الديون وتعجز عن تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
مصر شاركت بشكل فعاَّل في قمة المستقبلوسلَّطت إيلينا بانوفا من خلال المقال الضوء على دور مصر في «قمة المستقبل»، مشيرة إلى أنّ مصر ليست بمنأى عن هذه الجهود فقد شاركت بشكل فعاَّل في قمة المستقبل، وساهمت في صياغة مُخرجاتها وهي تستطيع لعب دور حيوي في دفع الجهود لترجمة تلك النتائج عمليًا بالنظر إلى دورها على المستوى الإقليمي وفي تشكيل الحوكمة العالمية، كما أوضحت الكاتبة أنّه باعتبارها المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر فلن يكون من قبيل المبالغة القول بأنّ «ميثاق المستقبل» تحديدًا هو في جوهره يتلاقى مع رؤية مصر لعالم يقوم على السلام والعدل والشمول تلك المبادئ التي لطالما كانت بمثابة أركان أساسية لسياستها الخارجية.
منظمة الأمم المتحدة في مصر تفخر بشراكتها مع الحكومة المصريةوأكدت أنّ منظمة الأمم المتحدة في مصر تفخر بشراكتها مع الحكومة المصرية تحت قيادة وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في تطوير الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للتمويل؛ تلك الاستراتيجية الرائدة التي تحدد خارطة طريق لتعبئة وتخصيص الموارد لتمويل التنمية المستدامة، كما تضع هذه الاستراتيجية أساسًا قويًّا لمشاركة مصر في مؤتمر التمويل من أجل التنمية والمزمع عقده في إسبانيا منتصف العام الجاري، وسيكون فرصة لإحراز مزيد من التقدم نحو الوصول إلى هيكل تمويل دولي أكثر مساواة وقدرة على الاستجابة للأزمات العالمية الملحة بما في ذلك تغير المناخ والتنمية المستدامة، ويتماشى ذلك مع ما يتضمنه ميثاق المستقبل من دعوة إلى البلدان لإيلاء الأولوية للاستثمار في القضاء على الفقر وتطوير رأس المال البشري والشمول الاجتماعي والاستثمار في الشباب ودمجهم في عملية صنع القرار.
وأشار المقال إلى الاستجابة الإنسانية والعلاقة بين السلام والتنمية، لافتة إلى أنّ التحديات التي نواجهها اليوم تتجاوز التنمية لتشمل جملة من الأزمات الإنسانية، وتجسد استجابة مصر للأزمات المتصاعدة في السودان وغزة التزام القيادة المصرية بتقديم الدعم المُنقذ للحياة وتعزيز الاستقرار الإقليمي، ولقد استنفرت منظمة الأمم المتحدة في مصر قدراتها الكاملة لدعم جهود الحكومة المصرية للاستجابة لتلك الأزمات من خلال حشد الموارد والخبرات اللازمة.
وعلى سبيل المثال، ساهمت الأمم المتحدة في مصر في الاستجابة للأزمة في السودان تحت قيادة الحكومة المصرية مع اضطرار ملايين السودانيين إلى الفرار إلى دول الجوار بما في ذلك مصر التي فتحت أبوابها لآلاف من النازحين التماسًا للأمان، وتنوعت هذه المساهمة لتشمل التنسيق مع السلطات المصرية لضمان تقديم الخدمات الأساسية بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم وتعزيز مرونة المجتمعات المضيفة.
كذلك عبَّرت مصر من خلال دورها المحوري في الاستجابة للأزمة الإنسانية في غزة عن التزامها الثابت بمبادئ الإنسانية والتضامن والذي تجلَّى في استضافتها لمؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة، فمع استمرار تدهور الوضع في القطاع واصلت مصر جهودها من أجل التوصل إلى حل عادل ومستدام للصراع يستند إلى القانون الدولي بالتوازي مع جهودها لتوصيل المساعدات المنقذة للحياة بما في ذلك الغذاء والدواء وغيرهما من المستلزمات الإنسانية عن طريق معبر رفح، وهي الجهود التي عملت الأمم المتحدة في مصر -ولا تزال- على دعمها من خلال تواجد فريق مشترك من وكالات الأمم المتحدة في العريش يعمل تحت قيادة الهلال الأحمر المصري لتنسيق جهود توفير المساعدات وإيصالها إلى من هم في أمس الاحتياج إليها على الجانب الآخر من الحدود.
مصر مركز حيوي للمساعدة الإنسانيةوقد عبَّر الأمين العام للأمم المتحدة عن هذا بوضوح في كلمته إلى المؤتمر، عندما أكد أنه «منذ اليوم الأول، كانت مصر صوتًا رائدًا في السعي إلى حل سلمي لهذا الصراع، ومصر هي أيضًا مركز حيوي للمساعدة الإنسانية، حيث تدعم إيصال الإغاثة التي تشتد الحاجة إليها إلى غزة في هذا الوقت العصيب، وإنني أحث المجتمع الدولي على دعم هذه الجهود وبناء أساس لسلام مستدام في غزة وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط».
إن كل ما سبق الحديث عنه من جهود يأتي من منطلق إدراك عميق للرابطة التي لا تنفصم بين السلام والتنمية لكن مع تبقي ما يقرب من 5 سنوات فقط على الموعد النهائي لأجندة 2030 فإنّ التقدم العالمي الذي أُحرز بشق الأنفس نحو تحقيق التنمية المستدامة عالميًا يقابِل تحديات غير مسبوقة تستلزم عملًا وطموحًا غير مسبوقين كذلك.