المناطق الحرة..ركيزة أساسية في دعم الاقتصاد الوطني
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
تطورت المناطق الحرة في الإمارات خلال العقود الأربعة الماضية، منذ تأسيس "جافزا" في 1985، لتصبح الإمارات اليوم موطنًا لأكثر من 45 منطقة حرة، تقدم تسهيلات ومزايا استثمارية فريدة من نوعها تخدم القطاعات الصناعية واللوجستية والتجارية، والمالية، والخدمية، وغيرها.
وتحولت المناطق الحرة الإماراتية إلى واحدة من أكثر الوجهات جذباً للاستثمار الأجنبي المباشر على مستوى العالم، بفضل تنوعها وشموليتها لمختلف القطاعات والتخصصات، فضلاً عن حصولها على الكثير من الجوائز لإقليمية والعالمية نتيجة للدور البارز الذي تلعبه على أكثر من مستوى.
وتوفر المناطق الحرة في الدولة بفضل بناها التحتية وأنظمتها وتطورها، الحوافز والتسهيلات اللازمة لجذب الشركات العالمية وتشجيعها على الاستثمار والابتكار.
وتعد المنطقة الحرة لجبل علي "جافزا"، أكبر المناطق الجمركية مساحة بالشرق الأوسط، إذ تحتضن اليوم أكثر من 10 آلاف و500 شركة، وتواصل اجتذاب الشركات العالمية الرائدة، بما يسهم في تعزيز أحجام التجارة والتنويع الاقتصادي.
بدورها تحولت مدينة دبي للإنترنيت التي تأسست عام 1999 إلى مركز رئيسي للشركات التكنولوجية في المنطقة، إذ تحتضن مئات الشركات من عمالقة التكنولوجيا العالمية، كما تساهم بشكل كبير في التحول الرقمي في المنطقة، مما يعزز مكانة الإمارات مركز لجذب أهم الاستثمارات في قطاع التكنولوجيا المتطورة من مختلف أنحاء العالم.
وتختص بعض المناطق الحرة بالقطاعات المالية، وفي هذا المجال يبرز مركز دبي المالي العالمي الذي يتميز بامتلاكه قانوناً خاصاً ونظاماً قضائياً مستقلاً، وبورصة مالية عالمية، وبنية قوية وملهمة.
ويمتلك مركز دبي المالي العالمي سجلاً حافلاً بالإنجازات يمتد على مدى 20 عاماً على صعيد تعزيز حركة التجارة والتدفقات الاستثمارية عبر منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، وقد بات يشكل جسراً يربط أسواق المنطقة المتسارعة النمو باقتصادات آسيا وأوروبا والأميركتين عبر دبي.
ويوفّر المركز بيئة عمل مثالية ومتكاملة تجمع بين هيئة تنظيمية عالمية ومستقلة ونظام قضائي فعّال يستند إلى مبادئ القانون العام الإنجليزي، بالإضافة إلى مجتمع أعمال نابض بالحيوية، يفوق تعداد القوى العاملة فيه 39 ألف مهني لدى أكثر من 4900 شركة نشطة ومسجّلة.
ويشكل سوق أبوظبي العالمي منطقة مالية حرة تقع في قلب مدينة أبوظبي، وتوفر بيئة تنظيمية عالية الجودة للشركات المتخصصة بالقطاع المالي، حيث يصنف كواحد من أبرز المراكز المالية الدولية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، كما تم اختياره كأكبر مركز للتكنولوجيا المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتمثل "كيزاد" واحدة من أكبر المناطق الحرة في الشرق الأوسط والمشغل الأكبر للمناطق الاقتصادية المتكاملة، في الدولة، وتوفر منظومة أعمال تنافسية تعزز النمو، ومحركاً استراتيجياً رئيسياً في إطار رؤية إمارة أبوظبي للتنويع الاقتصادي.
وتضم مجموعة كيزاد بنى تحتية حيوية تشمل 12 منطقة اقتصادية في كل من مدينتَي أبوظبي والعين ومنطقة الظفرة، وتمتد على مساحة 550 كيلومتراً مربعاً، كما توفر وصولاً إلى أسواق استراتيجية وتكاليف تشغيلية أقل، إلى جانب سهولة ممارسة الأعمال التجارية لأكثر من 2,000 مستثمر في 17 قطاعاً صناعياً رئيسياً.
ويواصل مركز دبي للسلع المتعددة ريادته بعد حصوله على جائزة "أفضل منطقة حرة في العالم للعام 2023" من “إف دي آي" التي تصدر عن "فاينانشال تايمز" وذلك للعام التاسع على التوالي.
ونجح المركز خلال النصف الأول من العام الحالي في استقطاب أكثر من ألف شركة جديدة ليصل إجمالي الشركات المُسجلة في منطقته الحرة إلى نحو 25 ألف شركة، وقد ارتفعت مساهمة المركز ضمن تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة القادمة لإمارة دبي إلى 15%، مقارنة بـ 11% خلال العام الماضي، هذا بخلاف مساهمته بنحو 7% ضمن الناتج المحلي الإجمالي للإمارة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات المناطق الحرة الشرق الأوسط أکثر من حرة فی
إقرأ أيضاً:
الأزهر يحتفي بالذكرى 1085 على تأسيسه.. الضويني: أخذ على عاتقه مسئولية الدعوة.. شومان: ركيزة أساسية في حماية الأمة.. رئيس الجامعة: حصن الدين وعرين العربية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظم الأزهر الشريف، اليوم الجمعة، احتفالية كبرى بالجامع الأزهر بمناسبة مرور 1085 عامًا هجريًّا على أول صلاة أقيمت في الجامع الأزهر الشريف في السابع من رمضان عام 361هـ، الموافق 21 يونيو عام 972م، وذلك برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
حضر الاحتفالية، الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، وفضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر، وفضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، وفضيلة الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، وفضيلة الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، والدكتور أتى خضر، رئيس قطاع مكتب شيخ الأزهر، والدكتور إسماعيل الحداد، الأمين العام للمجلس الأعلى للأزهر، ولفيف من كبار علماء الأزهر وقياداته وطلابه.
من جانبه؛ قال «الضويني»، إن الأزهر الشـريف أخذ على عاتقه –منذ أكثر من ألف عام- مسئولية الدعوة إلى الإسلام، والدفاع عن سماحته ووسطيته واعتداله، ونشـرها في مختلف دول العالم، من خلال آثاره العلمية والخلقية المباركة التي يتركها في عشـرات الدول التي تدفع بفلذات أكبادها إلى معاهده وجامعته خاشعين في محاريبه، متعلمين من مناهجه، مستفيدين من فعالياته.
وتابع وكيل الأزهر، أن بهذا الزاد الروحي والخلقي والعلمي الذي يحمله الأزاهرة المبتعثون، الذين يؤكدون أينما حلوا أن الإسلام دين المحبة والتعاون والتآخي والتعايش السلمي بين أبناء البشـر، وأنه دين الرحمة والمودة والبعد عن الغلو والتطرف الذى ترفضه أديان السماء، فضلا عن نشر علوم الشريعة التي تصون الحياة.
فيما أكد أكد «شومان»، أن الأزهر الشريف لم يكن مجرد مؤسسة تعليمية فحسب، بل كان على مدار تاريخه ركيزة أساسية في حماية الأمة علميا وفكريا، فدوره لم يقتصر على نشر العلوم الشرعية واللغة العربية، بل امتد إلى الدفاع عن قضايا الأمة، والتصدي لكل محاولات الهيمنة والاستعمار، مشددًا على أن الأزهر سيظل صوتًا للحق، ومنارةً للوسطية، ودرعًا حاميًا لمصر والمسلمين والعالم بأسره.
وفي كلمته، أوضح «داود»، أن الجامع الأزهر بتاريخه العريق يمثل قلعة العلم، وحصن الدين، وعرين العربية، وقد وهبه الله منحةً لمصر وللعالم، ودرعًا للأمة، يرد عنها غوائل الزمان، ونوازل الحدثان، موضحا ن اسم «الجامع» يدل على أنه يجمع شمل الأمة، ويقاوم تفرقها وتشتتها؛ لتعود كما أراد الله تعالى لها في قوله جل وعلا: «إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ».
وأشار رئيس جامعة الأزهر، إلى أن هذه الغاية القرآنية، هي الغايةُ النبيلةُ والسعيُ الموَفَّقُ الدؤوبُ الذي يقوم به فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حفظه الله تعالى، في الحوار الإسلامي-الإسلامي، الذي يسعى إلى نبذ الفرقة والتعصب، والاجتماع على الثوابت والأصول المشتركة التي اتفقت عليها الأمة على اختلاف مذاهبها؛ لأن العالم الإسلامي لم يجنِ من الفرقة إلا الضعف والوهن، ولم تكن الأمة أحوج إلى الاتحاد واجتماع الكلمة ولمِّ الشمل منها الآن بعدما تداعت عليها الأمم.
فيما قال «الجندي»، إن الأزهر هو حصن الوعي الإنساني في العالم كله، فرسالة الأزهر رسالة عالمية، حيث يفد عليه طلاب من ربوع الأرض، من دول آسيا وأفريقيا، يدرسون في الأزهر العلوم الدينية والشرعية الصحيحية، ثم يعودون لبلدانهم وهم فقهاء في الدين والقرآن مفسر في قلوبهم، ولهذا حق علينا أن نحتفي كل عام في هذا اليوم بذكرى الأزهر الشريف السنوية، إيمانا منا بما له من مكانة في قلوبنا وقلوب المسلمين حول العالم.
في السياق ذاته، قال «فؤاد»، المشرف العام على الرواق الأزهري، إن الغرض من الدراسة في أروقة الأزهر الشريف هو مواجهة الأفكار المتطرفة وحماية شبابنا منها، تلك الأفكار التي جاءت من كل فج عميق وغزت بلادنا، وتغولت على عقول شبابنا، مؤكدا أن فضيلة الإمام الأكبر يولي اهتماما كبيرا بالرواق الأزهري وهو حريص على التوسع فيه ليكون ملاذا لأكبر عدد ممكن من الدارسين في كل مكان داخل مصر وخارجها.
يُذكر أن المجلس الأعلى للأزهر قد قرر في مايو 2018، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، اعتبار السابع من رمضان يومًا سنويًّا للاحتفال بذكرى تأسيس الجامع الأزهر.