قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق أننا نعيش في عصر غريب عجيب، فقد الناس فيه المعيار والمقياس الذي يقاس به الحق ويقاس به الباطل، والذي ينكر به المنكر، ويُرد به الخطأ، وخيمت علينا حالة من التيه والتغبيش، فنسينا أن مردنا هو كتاب الله وسنة رسول الله ﷺ.
 

مختار جمعة: الإسلام قائم على مراقبة الله في السر والعلن في آخر جمعة من صفر.

. صيغ للصلاة على النبي لقضاء الحاجة الكتاب الحكيم



وتابع جُمعة عبر صفحته الرسمية على الموقع الإلكتروني فيسبوك أننا أيضًا نسينا أن في هذا الكتاب حكم ما بيننا، نسينا ما ورد عن النبي ﷺ في وصف كتاب الله، حيث قال: «إنها ستكون فتنة، قال: قلت فما المخرج؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى (أو قال العلم) من غيره أضله، هو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي تناهى الجن إذ سمعته حتى قالوا: (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّ‌شْدِ) ، من قال به صدق، ومن عمل به أُجِر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم» (شعب الإيمان).

دساتيرالقرآن 

وأضاف جُمعة أننا نرى فى القرآن دساتير كثيرة تنظم الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بوضع المبادئ والأسس لهذه المناحي من مناحي الحياة، لكنها لا تدخل في التفاصيل الجزئية لمرونتها، وهي التي في هذا المقام يمكن أن نسميها (نسبية جزئية) أي أنها ليست نسبية مطلقة تصل إلى حد اختلاف التضاد، بل هي نسبية جزئية، تشتمل على اختلاف التنوع الذي نقدر معه على تحصيل تلك المرونة.

ولذا أمر الله رسوله بأن يحكم بين الناس بكتابه فقال - تعالى-: (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ).

بل عدَّ ربنا الانحراف عن منهجه والاحتكام لمبادئ ما أنزل الله بها من سلطان جهلاً وجاهليةً، فقال تعالى: (أَفَحُكْمَ الجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ).

فوضى الفتاوى

وأشار جُمعة أن ربنا يحذرنا من أن نأخذ ديننا من غيرنا، وأن الفتوى التي تصدر من العلماء لا بد أن تكون لها بينة، وأن تراعي فيها المبادئ القرآنية والسنن الإلهية والنموذج المعرفي للمسلمين، فلا ينبغي للعالم المجتهد أن يتأثر بمناهج الغير ومبادئهم، وإن كان لا بد فعليه أن يطَّلع على تلك المبادئ ويعرفها ويراعيها، ولكن لا يتأثر بها ويجعلها منطلقاً له أو إطاراً مرجعياً.

وانتهى جمعة إلى أن المسألة تحتاج إلى يقين راسخ، لئلا يختل اليقين فيتحول إلى ظن، فيختل الإيمان بالله وبموعوده، والله جعل الجنة لمن صدَّق بموعوده، يقول النبى ﷺ : «أربعون خصلة أعلاهن مَنِيحَةُ العَنْزِ، ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله بها الجنة» (البخاري). ومنيحة العنز: هي أن تعطي جارك عنزتك يحلبها يوماً أو يومين ثم يردها بحالها إليك فلا تتكلف شيئاً، فما بالك بأدنى تلك الخصال إن كانت هذه أعلاها، إذاً فهو عمل قليل مع صدق في التوجه ويقين بالوعد والموعود، وبه يدخل المسلم جنة ربه بسلام، هكذا أخبرنا الصادق المصدوق ﷺ

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تعالي علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ورد عن النبي مفتي الجمهوري هيئة كبار العلماء الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء الدكتور علي جمعة ج معة كتاب الله الكتاب

إقرأ أيضاً:

علي جمعة يوضح شروط العلاقة بين الشاب والفتاة

القاهرة

كشف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي مصر السابق، إن العلاقة بين الولد والبنت تحتاج إلى أن تكون من خلال شروط كشرط الوضوء للصلاة.

وقال علي جمعة، خلال برنامجه “نور الدين والدنيا”، المذاع أمس الأحد عبر القناة الأولى المصرية وقناة CBC، أنه في الصلاة لابد أن يتم الشخص الوضوء حتى تصح الصلاة، وكذلك لابد أن تتم الشروط في العفاف والعلانية وإدراك الواقع والإشراف من كبار السن.

وأضاف: “إذا كان فيه حاجة فيها حرام مع الالتزام بالضوابط والشروط بقي نسميها “عبط مشلتت”. رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يعلمنا الوضوء وأركانه وأنه من شروط الصلاة. ويأتي شخص ما يغسل الوجه واليد فقط ثم يذهب للصلاة. هل هذا الوضوء صحيح؟ بالطبع لا.. إنه فعل بعض الشرط وليس كل الشرط.. شروط الوضوء يجب أن تكون كاملة، وأي تهاون فيها نطلق عليه كما نقول في البلد “عبط مشلتت”.. إزاي حرام ونفذنا الشروط مثل شروط الوضوء بالضبط؟”.

واستطرد: “الشاب يروح يقول لوالد الفتاة اللي بيحبها أنا عاوزك تشرف عليَّ لأني بصراحة مش قادر مقولهاش، فعاوزك تشرف عليّ في الحكاية دي واعتبرني ابنك”، لافتًا إلى أنه يدعو الآباء من هذا المنطلق للاستماع للشباب، واستيعابهم ليكون هناك ترتيب آخر في ظل وجود الشباب على حد الخطر.

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: الادعاء بأن الكون بلا إله ينافي العقل
  • فعل كان يكثر منه النبي والصحابة في رمضان .. علي جمعة يوضحه
  • المفتي: هذا الأمر دليل قاطع على وجود إله عليم قدير للكون
  • كيف أتعامل مع مرحلة المراهقة؟ علي جمعة يجيب على سؤال أحد الشباب
  • على جمعة: كثرة الوضوء وذكر الله يحافظان على مشاعر المراهقين
  • حكم الصيام بدون صلاة وهل يؤثر ذلك على صحة الصوم؟ علي جمعة يجيب
  • علي جمعة يوضح شروط العلاقة بين الشاب والفتاة
  • مختار جمعة: الصيام وقاية للشباب.. ورمضان شهر الطاعة والبركة
  • مختار جمعة: الصيام حماية من المعاصي وباب من أبواب الخير
  • هل الحب بين الولد والبنت حراما؟ علي جمعة: الحبيب له أجر شهيد