قد يؤدي انفجار مركبة مصنعة من “سبيس إكس” هذا الأسبوع في حال خروجها عن مسارها إلى تأزيم وضعية رائدي الفضاء

التابعين لإدارة الطيران والفضاء الأميركية “ناسا” العالقين في الفضاء، بعد أن وصلا على متن كبسولة “ستارلاينر” التي أنتجتها شركة “بوينغ”.

وكان صاروخ “فالكون 9” قد فشل في الهبوط بنجاح بعد إطلاق الأقمار الصناعية إلى الفضاء، واشتعلت فيه النيران

قبل أن ينقلب على جانبه، لتترك مركبة ستارلاينر المعيبة التابعة لشركة “بوينغ”

رائدي الفضاء عالقين على متن محطة الفضاء الدولية، لمدة 3 أشهر تقريبا.

ويعتبر الأمل الوحيد بالنسبة لهما هو العودة إلى الأرض على متن كبسولة دراغون التابعة لشركة “سبيس إكس”

والتي ستنطلق باستخدام صاروخ “فالكون 9″، ومن المفترض أن تعيدهم إلى الأرض بحلول فبراير 2025.

لكن قبل ذلك سيتعين على إدارة الطيران الفيدرالية أن تبدأ تحقيقا في ما حدث خطأ مع “فالكون 9″

والذي قد يتعارض مع جدول مهمة الإنقاذ الخاصة بـ”سبيس إكس”

حيث تشير المشكلات الفنية الأخيرة إلى أن الإطلاق الناجح في سبتمبر ليس مضمونًا تماما.

تفاصيل الحادث

في 5 يونيو انطلق رواد الفضاء التابعون لوكالة ناسا سوني ويليامز وبوتش ويلمور

نحو محطة الفضاء الدولية على متن مركبة “ستارلاينر” التابعة لشركة بوينغ.

وحسب صحيفة “ديلي ميل” كانت مركبة “ستارلاينر” تعاني من تسرب الهيليوم

ومشاكل في المحركات الدافعة في الأسابيع التي سبقت الإطلاق، وحتى في يوم الإطلاق.

ونقلت المركبة الفضائية ويليامز وويلمور بأمان إلى محطة الفضاء الدولية، ولكن بحلول الوقت الذي وصلت فيه

كانت قد تعرضت لمزيد من تسرب الهيليوم وفشلت 5 من محركاتها الدافعة البالغ عددها 28.

كان من المفترض في الأصل أن يقضي ويليامز وويلمور 8 أيام فقط على متن محطة الفضاء الدولية

لكن المشكلات الفنية التي لحقت بمركبتهما الفضائية جعلتهما عالقين هناك لمدة 3 أشهر تقريبا حتى الآن.

إعادة رائدي الفضاء

وأعلنت “ناسا” إنها ستخفض عدد أفراد طاقم رحلة “سبيس إكس” القادمة لشخصين لتقل رائدي الفضاء العالقين في محطة الفضاء الدولية.

وسيحل رائدا الفضاء التابعان لوكالة ناسا، بوتش ويلمور وسوني ويليامز، وهما طيارا اختبار عسكريان

سابقان انطلقا على متن مركبة ستارلاينر الفضائية في يونيو محل زينا كاردمان وستيفاني ويلسون من مهمة “سبيس إكس”.

وأكد مسؤولون في وكالة “ناسا” الأسبوع الماضي أن مشكلات في نظام الدفع في مركبة “ستارلاينر”

أخطر من أن تسمح بإعادة أول طاقم منها إلى الديار كما كان مخططا، مما وجه ضربة كبيرة لبرنامج الفضاء المتعثر لشركة “بوينغ”.

وأرجأت ناسا موعد مهمة مركبة الفضاء “كرو دراغون” لشركة “سبيس إكس”

التي كان من المقرر في البداية أن تحمل 4 رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية في 18 أغسطس إلى 24 سبتمبر.

وقالت ناسا في بيان، إن كاردمان التي اختيرت في البداية قائدا للمهمة، وويلسون

المتخصصة في المهمة، لا تزالان مؤهلتين لإعادة إرسالهما في مهام في المستقبل.

وسيظل نيك هيغ ورائد الفضاء ألكسندر جوربونوف من وكالة الفضاء الروسية الوطنية (روسكوزموس) ضمن الطاقم ويعودان مع ويلماور ووليامز في فبراير 2025.

وقرار ناسا الاستعانة بسبيس إكس، منافسة بوينغ الرئيسية في مجال الفضاء

بإعادة رواد الفضاء يعد انتكاسة أخرى لشركة صناعة الطائرات الأميركية، ويمثل أحد أهم قرارات ناسا منذ سنوات.

وعلقت بوينج آمالها في مجال الفضاء على نجاح مهمة اختبار ستارلاينر عسى أن تنقذ المهمة البرنامج المتعثر بعد سنوات من تحديات التطوير.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الأرض محطة الفضاء الدولیة رائدی الفضاء سبیس إکس على متن

إقرأ أيضاً:

النيازك في سلطنة عُمان .. كنوز من الفضاء تعزز السياحة الجيولوجية

تُعد النيازك من الظواهر الفلكية المثيرة التي تجذب انتباه العلماء والمستكشفين على حد سواء، وتتمتع سلطنة عُمان بمكانة فريدة في هذا المجال، حيث تسهم طبيعتها الجغرافية وظروفها المناخية في اكتشافات نادرة لنيازك قادمة من الفضاء الخارجي، وفي هذا الإطار، تحدث الدكتور علي بن فرج الكثيري، الخبير الجيولوجي، عن الخصائص الفريدة للنيازك، وأسباب شهرة سلطنة عُمان في هذا المجال، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه البحث عن هذه الكتل السماوية.

طبيعة النيازك

قال الدكتور علي الكثيري: إن النيازك هي كتل صخرية ذات أصل سماوي، تتساقط على الأرض من الفضاء الخارجي، وتتكون هذه النيازك من مجموعة من المعادن، أبرزها الأوليفين، والبايروكسين، والبلاجيوكليس، بالإضافة إلى الحديد (سبيكة من الحديد والنيكل) والتروتايت (كبريتيد الحديد)، ومعظم هذه المعادن نادرة على الأرض، بما في ذلك النيازك الكوندريتية، ونيازك الحديد، والنيازك الحديدية الصخرية، فضلًا عن نيازك القمر والمريخ التي تتشابه مع صخور الأرض النارية مثل البازلت والجابرو.

وأشار الكثيري إلى أن معدل سقوط النيازك على الأرض يُقدَّر بحوالي 36 إلى 116 نيزكًا لكل مليون كيلومتر مربع سنويًا، وفي سلطنة عُمان، يتراوح هذا المعدل بين 11 و36 نيزكًا سنويًا، على مساحتها التي تبلغ 309 آلاف كيلومتر مربع، ويُعرّف الشهاب بأنه النيزك الذي يتوهج أثناء مروره عبر الغلاف الجوي، بينما يُطلق على النيزك اسم "نيازك" عندما يصل إلى سطح الأرض كحجر.

لماذا تشتهر عُمان بالنيازك؟

وحول السؤال عن سبب شهرة سلطنة عُمان في استكشاف النيازك، أوضح الكثيري أن الصحاري المنبسطة ذات اللون الفاتح تُعزز من تباين الألوان بين النيازك الداكنة والبيئة المحيطة، كما أن عدم وجود جبال تحتفظ بالنيازك في مواقع سقوطها لآلاف السنين يُسهّل اكتشافها، وقد كشفت مجلة "ميتيوريتكال بولتين" عن وجود 39 نيزكًا تم العثور عليها في سلطنة عُمان عام 1999، ومنذ ذلك الحين أصبحت سلطنة عُمان مقصدًا للباحثين عن النيازك، حيث ارتفع عدد النيازك المُعلَن عنها إلى 4945 نيزكًا حتى عام 2024، مما يُشكّل حوالي 6.9% من النيازك المكتشفة عالميًا.

وجهة للباحثين عن التراث الجيولوجي

استطرد الكثيري قائلًا: بعد أن أصبحت سلطنة عُمان معروفة بوفرة النيازك المكتشفة، يمكن استغلال هذه الميزة في الترويج السياحي، حيث يمكن اعتبار سلطنة عُمان وجهة للباحثين عن السياحة الجيولوجية، عبر المتاحف المنتشرة في مختلف المحافظات.

التحديات التي تواجه النيازك العُمانية

أما عن التحديات، فقد أشار الكثيري إلى أن هناك صعوبات تواجه النيازك العُمانية، منها البحث غير المرخص وتهريب النيازك، وقد نشر الفريق العُماني السويسري حوالي 1700 نيزك في المجلة، مما يعني أن هناك نحو 3245 نيزكًا مُهرّبًا، كما أن فقدان أرقام التعريف الحقلي وإحداثيات مواقع الاكتشاف يشكّل تحديًا إضافيًا.

القوانين والتشريعات

وفي هذا السياق، أضاف الكثيري: إن النيازك ليست معادن فلزية ذات كميات اقتصادية، وبالتالي لا تنطبق عليها قوانين التعدين، وهي صخور طبيعية تكونت في الأجرام السماوية ولم يتدخل الإنسان في تشكيلها، مما يتطلب وجود تشريعات واضحة حول كيفية التعامل معها، ودعا إلى سن تشريعات مرنة تشجع الأفراد على الإفصاح عن النيازك التي يمتلكونها، مع ضرورة تجنّب تقديم مكافآت قد تشجع الناس على البحث عنها بطرق غير آمنة.

أهمية النيازك العلمية

تكمن أهمية النيازك العُمانية في أنها تأتي من الأجرام والكواكب ضمن المجموعة الشمسية، مما يساعد في فهم الظروف الكونية التي مرّت بها المجموعة الشمسية ونشأة الكون، كما تتيح هذه النيازك للباحثين الحصول على عينات شبه مجانية من الفضاء الخارجي، مقارنة بإرسال مركبات لجلب العينات، وبهذا، تظل سلطنة عُمان نقطة انطلاق مثيرة لاستكشاف أسرار النيازك، مما يعزّز من مكانتها في المجتمع العلمي ويوفّر فرصًا جديدة للبحث والتعليم.

مقالات مشابهة

  • في الذكرى الـ64.. البيت الروسي بالإسكندرية يحتفل بصعود أول رائد فضاء
  • البيت الروسي بالإسكندرية يحتفل بالذكرى الـ64 لصعود أول رائد فضاء
  • «الإمارات للفضاء»: 13 تطبيقاً لمراقبة الأرض
  • «الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك» تبحث التعاون مع «ناسا»
  • أكاديمية الشارقة و«ناسا» تبحثان التعاون في علوم الفضاء
  • مخاوف على العملية التعليمية بعد دخولها منعطف “الصراع الفصائلي” في الجنوب
  • من القطب إلى القطب.. أول رحلة فضائية مأهولة تعبر الأرض عموديا
  • وصول طاقم جديد إلى محطة الفضاء الدولية
  • النيازك في سلطنة عُمان .. كنوز من الفضاء تعزز السياحة الجيولوجية
  • روسكوزموس: مركبة روسية تلتحم بمحطة الفضاء الدولية