أمثال سلك لا يحق لهم الكلام عن السلام فهم شركاء فعليين فى الحرب
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
سلك : الثور في مستودع الخزف..
محاولة المهندس خالد عمر يوسف القيادي فى تقدم الخروج من مأزق تصريحاته وتهديداته الصريحة بالمزيد من القتل والتشريد ، اوقعته فى مصيبة اخرى ، وهو التخندق فى معسكر المليشيا (معسكر السلام) كما اسماه..
محاولة توصيف ما يجرى بانه معسكرين (مع أو ضد الاطارى) وان الأول هو معسكر والثانى هو معسكر الحرب لمجرد رفضه للاطاري يؤكد:
– ان الإتفاق الإطاري خيار صفري وانه صمم للقبول به أو الدخول فى حرب.
– أن مؤيدى الإطاري هم رسل السلام (وهم المليشيا وقحت)..
إن أى المواقف سياسية أخذ وعطاء ومقاربات وحين تتحول إلى طريق واحد فهذه سلطوية ودكتاتورية ابعد ما تكون عن السلام وعن الديمقراطية وهذا هو منطق الإطاري وما زال..
لم يوفر الإطاري والقائمين عليه فسحة وإنما حرس موقفه بالبندقية..
ولم تكن المعركة مع قوى سياسية وانما مؤسسات شريكة فى الإتفاق (الجيش) وشريكة فى الخيار السياسي ، ونازعوها سلطتها وبقاءها ، واستغلوه قوة عسكرية (المليشيا) ذات نزعة للسلطة وغشامة فى تقدير المواقف ودفعوا البلاد للحرب.. والان يتباكون على وطن ضائع وحلم مفقود..
أمثال سلك لا يحق لهم الكلام عن السلام فهم شركاء فعليين فى الحرب..
الشعارات الفارغة لا قيمة لها..
ابراهيم الصديق على
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الوالغون في صحن المليشيا من بوابة حنك النمل
في جامعة الخرطوم (قبل الخراب) لدي صديق يجالس فتاة مثقفة جدا مهتمة بالفكر النسوي، ذات أفق واسع وعقل مفتوح، تناقشت معها كثيرا أثناء لقاءاتنا المشتركة في جذور مفهوم التحرر و (الإنطلاقة) التي تعيشها، كانت تميل لي أكثر من صديقي، لكني – وبكل أسف- أستهدفت عقلها ولا شئ غيره، لذلك مَلّت الحديث معي، أما صديقي فلا زال مستمرا في الحفاظ على علاقته بها، رغم عداءها الغير مبرر للمجتمع المحافظ الذي ينتمي له كلانا أنا وصديقي ..
قابلتها بعد فترة ، أقتربت منها، وجدتها قاطعت صديقي، وصارت ترافق كل يوم شخصا مختلفا وتأتي بسيارة مختلفة، كل علاقاتها فوضوية وغير (ملتزمة) ، ذات مساء قابلتها في كافيه بصحبة (شوقر دادي مريب)، فسألتها سؤالا صريحاً، هل أنتِ مثقفة متحررة أم (ش*شة) ؟؟ فردت وهي غارقة في اللامبالاة : إن الطريق نحو ال## يبدأ من العقل ..
هذه الفتاة تشبه إلى حد بعيد الزميلين خالد نور وعبد الحفيظ مريود ، كلا الشخصين كوز سابق ومهمش، خالد كان ناشطا بقطاع طلاب الحركة الإسلامية لكن التنظيم همشه، فهو شخص سطحي محدود القدرات وضعيف الإمكانات التحليلية والتبريرية، كما همش مريود كذلك وهو المثقف والكاتب والسيناريست المتميز، كما أن شخصيته تجمع بين التصوف والتشيع والفلسفة والوجودية، مع سيطرة كبيرة لأفكار الهامش والمركز على طرائق كتابته ..
كلا الشخصين مختلف عن الآخر في إمكاناته وقدراته ، وكلاهما كان غارقاً في المسغبة للدرجة التي لا تتحمل فيها ظروفه الإقامة في فندق أو قطع تذكرة طيران لحضور منشط وطني أو غير وطني خارج السودان ، لكن ما يربط نور ومريود هو نهاية الطريق الذي وصلا إليه ..
حنك النمل هو أفضل طريق يمكن أن يسلكه الناشط المثقف للوصول لحالة الجنجويد الكامل ، فالجنجدة تبدأ من العقل كما أثبتت لنا المفكرة النسوية أعلى المقال، فالمثقف الغارق من المسغبة يعيش نظرية التطور الداروينية، يبدأ فيها مشككا ضعيفا ثم مخذلا صغيرا، ثم متهما أحد الأطراف (تلاويحا وتلاميح) ثم داعية سلام ومحايداً ثم يتحول لجنجويد كامل بكدمول ولغة جنجويدية متماهية مع خطاب القوني وجزلانه ..
هذه العملية لا يسلكها الأرزقية العاديين، فشخص مثل صلاح سندالة أو أحمد كسلا أو منعم الربيع، لن يجتهد كثيرا في تغيير موقفه، فيمكن أن يغير موقفه في اليوم مرتين ولا أحد يشعر بالصدمة حيال هذا التغيير، أو يستنكر عليه الفعل، لأن هؤلاء وطنوا متابعيهم على حقيقتهم وهي أنهم (أرزقية) محترفون ، لا يخجلون ولا يشعرون بالحرج من أحد وليست على وجوههم مزعة لحم يخشون عليها ..
لكن المعضلة أن مريود مثلا قدم نفسه مفكرا ومثقفا منحازاً لكثير من القيم الإيجابية والدينية، وكذلك لديه تجربة وتاريخ وسبق في تنظيم الحركة الإسلامية، فهو يورد القصة والإستشهاد في مقاله كالآتي : (مرة كنا مع الشيخ علي عثمان ومعنا المرحوم فلان والمرحوم فلان وشخصي الضعيف) فقد كان أقرب من غيره ل على عثمان ونافع وكرتي وأسامة عبد الله من كثير من حاملي السلاح ضد الجنجويد اليوم، والذين يدعي وهو وشلته الجديدة أنهم مليشيا كرتي وأسامة عبد الله ..
أنا لا أعرف خالد نور جيدا، لكني كنت أحترم مريود جدا، وأثق في رأيه، لكنه أصبح لا يستحي، وكلما زاد عدد الأشياء التي يستحي منها الإنسان كلما كان أقرب للكمال، والإنتماء للجنجويد هو أمر جدير بالخجل منه والتبرؤ، لكن المكتولة ما بتسمع الصايحة ..
يوسف عمارة أبوسن.