عربي21:
2025-04-01@06:05:25 GMT

الخوارزميات ومؤامرة الأرقام العربية!

تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT

تحولت "الخوارزميات" إلى سلاح في أيدي مواقع التواصل الاجتماعي لقمع ومنع المحتوى الداعم للقضية الفلسطينية وفضح والتنديد بالعدوان الإسرائيلي خاصة في حرب الإبادة التي يقوم بها الكيان الصهيوني في غزة منذ ما يقارب 11 شهرا.

والمفارقة أن "الخوارزميات" هي نسبة لأبي عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي، أحد أبرز علماء الرياضيات في الحضارة العربية الإسلامية، والذي تعتبر إنجازاته مثل "علم الجبر"، أيضا ((Algebra مراجعا للنهضة الأوروبية، ولتطور العلم والتكنولوجيا عالميا بعدها.



ومن ابتكارات الخوارزمي كذلك الأرقام العربية، المستعملة عالميا حاليا، والتي لعبت دورا مفصليا كذلك في النهضة الأوروبية.

وفي القرن التاسع الميلادي (الثالث الهجري)، وخلال الحكم العباسي في بغداد، استلهم الخوارزمي الأرقام العربية (0، 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8، 9) من الأرقام الهندية، (١ و٢ و٣ و٤ و٥ و٦ و٧ و٨ و٩). وتكمن عبقرية الخوارزمي بتصميم تلك الأرقام العربية على أساس عدد الزوايا (الحادة أو القائمة) التي يضمها كل رقم، فالرقم واحد (1) يتضمن زاوية واحدة، ورقم اثنان (2) يتضمن زاويتين، والرقم ثلاثة (3) يتضمن ثلاث زوايا.. وهكذا دواليك. وقد شهدت هذه الأرقام العربية تطورا في الشكل في المغرب الإسلامي والأندلس، حيث شهدت انتشارا كبيرا بخلاف المشرق، حيث تم الاحتفاظ باستعمال الأرقام الهندية، والمفارقة أنه يتم اعتبار الأخيرة بأنها أرقام عربية، بينما الأرقام العربية حقا، تعتبر غربية!

كان هناك توجس كبير في البداية في أوروبا وبمنطلقات دينية مسيحية من هذه "الأرقام العربية الإسلامية!"، قبل أن يتم في الأخير احتضانها، وتلعب دورا كبيرا في النهضة والتطور العلمي والتكنولوجي الذي عرفته أوروبا بعدها.وقد سميت الأرقام العربية في المغرب الإسلامي بالأرقام الغُبارية، لأنها كانت تكتب في بادئ الأمر بالإصبع أو بقلم من البوص على لوح أو منضدة مغطاة بطبقة رقيقة من التراب.

وكان الشاب الإيطالي ليوناردو فيبوناتشي (1170م - 1250م)، اكتشف الأرقام العربية خلال دراسته وإقامته في مدينة بجاية (الأمازيغية) الجزائرية، حيث كانت تلك الأرقام مستعملة بشكل شائع في المعاملات والمحاسبات. وكان ليوناردو، الذي سيصبح واحدا من أبرز علماء الرياضيات لاحقا، ابن غوغلييلمو فيبوناتشي، التاجر الغني، والذي كان بمثابة سفير "جمهورية بيزا" (Pisa) في بجاية، حينها. وكان يصطحب ابنه معه لبجاية واختار له التعلم هناك لفترة، ومرافقته في تنقلاته كذلك في المنطقة.

ومن خلال ملاحظاته سرعان ما أدرك ليوناردو فيبوناتشي المزايا العديدة التي تقدمها الأرقام العربية على عكس الأرقام الرومانية المعقدة (I, II, III, IV, V...) المستخدمة في ذلك الوقت، مما يسهل العمليات الحسابية. وبناء على ذلك نشر فيبوناتشي في عام 1202، كتاب Liber Abaci (كتاب العداد أو كتاب الحساب)، الذي نشر الأرقام العربية في أوروبا، وظل لقرون مرجعا في القارة.

واللافت أنه كان هناك توجس كبير في البداية في أوروبا وبمنطلقات دينية مسيحية من هذه "الأرقام العربية الإسلامية!"، قبل أن يتم في الأخير احتضانها، وتلعب دورا كبيرا في النهضة والتطور العلمي والتكنولوجي الذي عرفته أوروبا بعدها.

والمفارقة أنه في استمرار لمزيج الجهل والتعصب ومعاداة العرب والمسلمين في الغرب أن الكثير من الغربيين العنصريين لا يعرفون أن هذه الأرقام المستعملة والنظريات الأساسية للرياضيات هي من الحضارة العربية الإسلامية.

ومن المثير للسخرية في السياق أنه في 2019 أظهر استطلاع للرأي أن أكثر من نصف الأمريكيين يعتقدون أن "الأرقام العربية" لا ينبغي تدريسها في المدارس، حيث قال 56% من الأشخاص أن هذه الأرقام لا ينبغي أن تكون جزءًا من المنهج الدراسي للتلاميذ الأمريكيين.

وقد سألت دراسة أجرتها شركة Civic Science، وهي شركة أمريكية لأبحاث السوق، 3624 مشاركًا: "هل يجب على المدارس في أمريكا تدريس الأرقام العربية كجزء من مناهجها الدراسية؟" ولم يوضح الاستطلاع معنى مصطلح "الأرقام العربية".

وأجاب حوالي 2020 شخصًا بـ "لا". وقال 29% من المشاركين في الاستطلاع إنه ينبغي تدريس الأرقام في المدارس الأمريكية، ولم يكن لدى 15% أي رأي.

وقال 72% من المستطلعين المؤيدين للجمهوريين إن الأرقام العربية لا ينبغي أن تكون في المناهج الدراسية، مقارنة بـ 40% من الديمقراطيين. وكان هذا على الرغم من عدم وجود اختلاف كبير في التعليم بين المجموعتين.

وقال جون ديك، الرئيس التنفيذي لشركة Civic Science، إن النتائج كانت "الشهادة الأكثر حزناً وإضحاكاً على التعصب الأمريكي التي رأيناها على الإطلاق في استطلاعاتنا"!.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الخوارزميات العربية رأي إبداع عرب رأي خوارزميات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة صحافة اقتصاد سياسة صحافة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العربیة الإسلامیة الأرقام العربیة

إقرأ أيضاً:

ليفاندوفسكي يواصل مسلسل تحطيم الأرقام في «الليجا»

علي معالي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة «أدنوك للمحترفين» يحتل المركز 52 عالمياً في «البطاقات الملونة»! بعد «معادلة» رونالدو.. مبابي على بُعد 5 أهداف من تحقيق «رقم تاريخي»

بعد رباعية برشلونة في مرمى جيرونا في الجولة 29 من الدوري الاسباني، وتسجيل روبرت ليفاندوفسكي لهدفين، رفع البولندي رصيده إلى 25 هدفاً في صدارة ترتيب هدافي «الليجا»، ليحطم بذلك رقمه القياسي والشخصي السابق (23 هدفاً) في موسم 2022-2023.
وانفرد ليفاندوفسكي بالمرتبة الـ 20 في قائمة أفضل هدافي نادي برشلونة عبر التاريخ، حيث وصل إلى الهدف رقم 96 في 136 مباراة لعبها حتى الآن، وما زال أمامه عدد من المباريات يستطيع من خلالها اللاعب، الذي يبلغ من العمر 36 عاماً لتحطيم أرقام أخرى في مشواره الكروي المثير.
وما يخطط له المهاجم البولندي، خلال الفترة المقبلة، من الدوري هو كيفية تخطي الرقم 34، حيث كان الأرجنتيني ليونيل ميسي قد نال جائزة هداف «الليجا» بهذا الرقم من الأهداف في مناسبتين موسمي 2009-2010 و2017-2018، وسجل البرازيلي رونالدو نازاريو دا ليما نفس الرقم موسم 1996-1997 وكذلك المكسيكي هوجو سانشيز في موسم 1986-1987، لذلك إذا نجح «ليفا» في كسر الرقم 34، فسوف يدخل التاريخ من أبواب أخرى نحو المجد مع برشلونة والدوري الاسباني.
ويظل ميسي صاحب الرقم الذي يمكن وصفه بـ «الإعجاز» في الدوري الإسباني، عندما سجل 50 هدفاً في موسم 2011-2012، ليضع كل المهاجمين في هذا الدوري من بعده في إشكالية كبيرة، حيث حاول البرتغالي رونالدو الوصول، لكنه توقف عند 48 هدفاً موسم 2014-2015.
وبوصول المهاجم البولندي أيضاً إلى الهدف رقم 23 في موسم واحد فوق سن الـ36، يكون قد حطم رقم الأسطورة المجرية فيرنيك بوشكاش الذي سجل 21 هدفاً في موسم واحد بـ«الليجا» بعد هذا العمر، وحجز ليفاندوفسكي مكانه ضمن أفضل 11 هدافاً أجنبياً لبرشلونة، باحتلاله في المرتبة الـ11 بين الهدافين الأجانب، غير أن تسجيله 12 هدفاً آخر في كل المسابقات سيجعله في المركز الثامن، ذلك أنه سيتخطى البرازيليين نيمار وإيفاريستو برصيد 105 أهداف لكل منها، والباراجواياني إيلوجيو مارتينيز، الذي يملك 106 أهداف.

مقالات مشابهة

  • لطيفة تنعي إيناس النجار «اخر مره شوفتك امبارح وكان عندي أمل»
  • باحث ألماني: تعلّمت العربية لأنني أردت الهروب من ضيق الأفق في أوروبا
  • الخرطوم هي العاصمة العربية التي هزمت أعتى مؤامرة
  • ليفاندوفسكي يواصل مسلسل تحطيم الأرقام في «الليجا»
  • من أوكرانيا إلى فلسطين.. العدالة التي تغيب تحت عباءة السياسة العربية
  • أحمد حسن: جوزيه مدرب عنيد.. وكان المحرك الرئيسي للقرارات داخل الأهلي
  • «العنابي».. الأرقام المتطابقة بـ«الفوز العاشر»
  • الدول العربية التي أعلنت غدًا الأحد أول أيام عيد الفطر 2025
  • ما هي الدول العربية التي أعلنت الأحد أول أيام عيد الفطر المبارك؟
  • ارتفاع حصيلة قتلى زلزال ميانمار