عربي21:
2024-09-14@19:00:30 GMT

الخوارزميات ومؤامرة الأرقام العربية!

تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT

تحولت "الخوارزميات" إلى سلاح في أيدي مواقع التواصل الاجتماعي لقمع ومنع المحتوى الداعم للقضية الفلسطينية وفضح والتنديد بالعدوان الإسرائيلي خاصة في حرب الإبادة التي يقوم بها الكيان الصهيوني في غزة منذ ما يقارب 11 شهرا.

والمفارقة أن "الخوارزميات" هي نسبة لأبي عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي، أحد أبرز علماء الرياضيات في الحضارة العربية الإسلامية، والذي تعتبر إنجازاته مثل "علم الجبر"، أيضا ((Algebra مراجعا للنهضة الأوروبية، ولتطور العلم والتكنولوجيا عالميا بعدها.



ومن ابتكارات الخوارزمي كذلك الأرقام العربية، المستعملة عالميا حاليا، والتي لعبت دورا مفصليا كذلك في النهضة الأوروبية.

وفي القرن التاسع الميلادي (الثالث الهجري)، وخلال الحكم العباسي في بغداد، استلهم الخوارزمي الأرقام العربية (0، 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8، 9) من الأرقام الهندية، (١ و٢ و٣ و٤ و٥ و٦ و٧ و٨ و٩). وتكمن عبقرية الخوارزمي بتصميم تلك الأرقام العربية على أساس عدد الزوايا (الحادة أو القائمة) التي يضمها كل رقم، فالرقم واحد (1) يتضمن زاوية واحدة، ورقم اثنان (2) يتضمن زاويتين، والرقم ثلاثة (3) يتضمن ثلاث زوايا.. وهكذا دواليك. وقد شهدت هذه الأرقام العربية تطورا في الشكل في المغرب الإسلامي والأندلس، حيث شهدت انتشارا كبيرا بخلاف المشرق، حيث تم الاحتفاظ باستعمال الأرقام الهندية، والمفارقة أنه يتم اعتبار الأخيرة بأنها أرقام عربية، بينما الأرقام العربية حقا، تعتبر غربية!

كان هناك توجس كبير في البداية في أوروبا وبمنطلقات دينية مسيحية من هذه "الأرقام العربية الإسلامية!"، قبل أن يتم في الأخير احتضانها، وتلعب دورا كبيرا في النهضة والتطور العلمي والتكنولوجي الذي عرفته أوروبا بعدها.وقد سميت الأرقام العربية في المغرب الإسلامي بالأرقام الغُبارية، لأنها كانت تكتب في بادئ الأمر بالإصبع أو بقلم من البوص على لوح أو منضدة مغطاة بطبقة رقيقة من التراب.

وكان الشاب الإيطالي ليوناردو فيبوناتشي (1170م - 1250م)، اكتشف الأرقام العربية خلال دراسته وإقامته في مدينة بجاية (الأمازيغية) الجزائرية، حيث كانت تلك الأرقام مستعملة بشكل شائع في المعاملات والمحاسبات. وكان ليوناردو، الذي سيصبح واحدا من أبرز علماء الرياضيات لاحقا، ابن غوغلييلمو فيبوناتشي، التاجر الغني، والذي كان بمثابة سفير "جمهورية بيزا" (Pisa) في بجاية، حينها. وكان يصطحب ابنه معه لبجاية واختار له التعلم هناك لفترة، ومرافقته في تنقلاته كذلك في المنطقة.

ومن خلال ملاحظاته سرعان ما أدرك ليوناردو فيبوناتشي المزايا العديدة التي تقدمها الأرقام العربية على عكس الأرقام الرومانية المعقدة (I, II, III, IV, V...) المستخدمة في ذلك الوقت، مما يسهل العمليات الحسابية. وبناء على ذلك نشر فيبوناتشي في عام 1202، كتاب Liber Abaci (كتاب العداد أو كتاب الحساب)، الذي نشر الأرقام العربية في أوروبا، وظل لقرون مرجعا في القارة.

واللافت أنه كان هناك توجس كبير في البداية في أوروبا وبمنطلقات دينية مسيحية من هذه "الأرقام العربية الإسلامية!"، قبل أن يتم في الأخير احتضانها، وتلعب دورا كبيرا في النهضة والتطور العلمي والتكنولوجي الذي عرفته أوروبا بعدها.

والمفارقة أنه في استمرار لمزيج الجهل والتعصب ومعاداة العرب والمسلمين في الغرب أن الكثير من الغربيين العنصريين لا يعرفون أن هذه الأرقام المستعملة والنظريات الأساسية للرياضيات هي من الحضارة العربية الإسلامية.

ومن المثير للسخرية في السياق أنه في 2019 أظهر استطلاع للرأي أن أكثر من نصف الأمريكيين يعتقدون أن "الأرقام العربية" لا ينبغي تدريسها في المدارس، حيث قال 56% من الأشخاص أن هذه الأرقام لا ينبغي أن تكون جزءًا من المنهج الدراسي للتلاميذ الأمريكيين.

وقد سألت دراسة أجرتها شركة Civic Science، وهي شركة أمريكية لأبحاث السوق، 3624 مشاركًا: "هل يجب على المدارس في أمريكا تدريس الأرقام العربية كجزء من مناهجها الدراسية؟" ولم يوضح الاستطلاع معنى مصطلح "الأرقام العربية".

وأجاب حوالي 2020 شخصًا بـ "لا". وقال 29% من المشاركين في الاستطلاع إنه ينبغي تدريس الأرقام في المدارس الأمريكية، ولم يكن لدى 15% أي رأي.

وقال 72% من المستطلعين المؤيدين للجمهوريين إن الأرقام العربية لا ينبغي أن تكون في المناهج الدراسية، مقارنة بـ 40% من الديمقراطيين. وكان هذا على الرغم من عدم وجود اختلاف كبير في التعليم بين المجموعتين.

وقال جون ديك، الرئيس التنفيذي لشركة Civic Science، إن النتائج كانت "الشهادة الأكثر حزناً وإضحاكاً على التعصب الأمريكي التي رأيناها على الإطلاق في استطلاعاتنا"!.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الخوارزميات العربية رأي إبداع عرب رأي خوارزميات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة صحافة اقتصاد سياسة صحافة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العربیة الإسلامیة الأرقام العربیة

إقرأ أيضاً:

عدد المستفيدين من الدعم الاجتماعي المباشر في ارتفاع متواصل والحكومة تكشف عن آخر الأرقام الرسمية

أكد الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، اليوم الخميس، أنه تم تسجيل استفادة أكثر من 431 ألف أرملة من الدعم الاجتماعي المباشر، تعيل 158 ألف طفل في الوسطين الحضري والقروي.

وأبرز  بايتاس، خلال لقاء صحافي عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، أن تفعيل هذا البرنامج الملكي مكن الأرملة، سواء حاضنة أو غير حاضنة، من الاستفادة من الدعم الاجتماعي المباشر، الذي حدد في 500 درهم كحد أدنى، موضحا أن هذه التعويضات سترتفع بشكل تدريجي سنويا، من أجل الوصول إلى 400 درهم كتعويض عن كل طفل في أفق سنة 2026.

وأضاف أن الحكومة عملت على توحيد مسطرة الاستفادة من الدعم الاجتماعي المباشر في السجل الاجتماعي الموحد، وذلك لتمكين الأرامل غير الحاضنات من الاستفادة خلافا للنظام السابق.

وفي السياق نفسه، سجل الوزير أن هذا الدعم يتراوح بين 500 درهم كحد أدنى و1158 درهما، مقارنة مع النظام السابق الذي كان يتراوح الدعم فيه بين 350 و1050 درهما بالنسبة للأسر التي لديها 3 أطفال متمدرسين.

وأوضح أن هذا الدعم سيرتفع بشكل تدريجي كل سنة، حيث سيصل إلى 1233 درهم حسب عدد الأطفال في أفق 2025، وفي سنة 2026 من المتوقع أن يصل إلى 1308 دراهم.

وسجل  بايتاس أن عدد الأرامل المستفيدات من الدعم يبلغ 431 ألف أرملة، منهن 260 ألف أرملة في الوسط القروي، مقابل 171 ألف أرملة في الوسط الحضري، حيث يبلغ عدد المستفيدات بدون أطفال 346 ألف أرملة، منهن 124 ألفا في المجال الحضري، و222 ألفا في المجال القروي، واللاتي تتوفرن على طفل واحد يبلغ عددهن 20 ألفا في المجال الحضري، و17 ألفا في المجال القروي.

وأضاف أن عدد الأرامل المستفيدات اللاتي تتوفرن على طفلين يبلغ 16 ألفا في المجال الحضري، و14 ألفا في المجال القروي، أما اللاتي تتوفرن على 3 أطفال وأكثر فيبلغ عددهن 11 ألفا في المجال الحضري، و7 آلاف في المجال القروي.

وذكر الوزير أن الدعم الاجتماعي المباشر يشكل سياسة عمومية جديدة أقرها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مبرزا أن الحكومة تعمل، في هذا الإطار، على تفعيل هذا الورش الملكي عبر المصادقة على مجموعة من النصوص القانونية، لا سيما في الشق المتعلق بالحماية الاجتماعية والتغطية الصحية.

وشدد على أن الحكومة قامت بإحداث قفزة نوعية من أجل دعم الأسر لمواكبة متطلبات الحياة العامة، وتكريس مبادئ الدولة الاجتماعية، خاصة رفع الدعم المخصص للأطفال المتمدرسين لمحاربة الهدر المدرسي.

مقالات مشابهة

  • شوجن الياباني يحطم الأرقام القياسية في ترشيحات جوائز إيمي
  • وزارة الطاقة الروسية: إجمالي إمدادات الغاز التي تقدمها شركة غازبروم إلى أوروبا عبر أوكرانيا 42.4 مليون متر مكعب عبر "سودجا"
  • ما هي الدولة الأوروبية التي تتمتع بأفضل توازن بين العمل والنوم؟
  • رئيس الأهلي‬⁩: الأرقام التي ذكرتها صحيحة بخصوص ميزانية النادي.. فيديو
  • عدد المستفيدين من الدعم الاجتماعي المباشر في ارتفاع متواصل والحكومة تكشف عن آخر الأرقام الرسمية
  • شعب الجزائر يكرّر رفضه لحكم العسكر
  • بين الأرقام والواقع: انخفاض الهجرة غير القانونية إلى أوروبا رغم تصاعد الخطاب السياسي والعنف
  • عيساوي: لغة الأرقام
  • رونالدو يقترب من مليار متابع.. ماذا فعل وكيف تفاعلت المنصات؟
  • تايلور سويفت تحطم الأرقام القياسية في “MTV VMAs”