بعد اعتقاله في مطار لوبورجيه في باريس فور وصوله من باكو عاصمة أذربيجان، ضجت عناوين الأخبار بقضية الروسي بافل دوروف مؤسس تطبيق "تلغرام" ومديره.

فمن هو المواطن الروسي الفرنسي الإماراتي بافل دوروف؟

ولد بافل دوروف في 10 أكتوبر 1984 بمدينة لينينغراد (بطرسبورغ الحالية)، ويحمل والده فاليري دوروف درجة الدكتوراه في اللغة الروسية ورئيس قسم فقه اللغة الكلاسيكية بكلية اللغات بجامعة بطرسبورغ.

وتعمل الأم مدرسا بنفس الجامعة.

عندما كان بافل في الرابعة من عمره انتقلت الأسرة للمعيشة في إيطاليا، حينما دعي الأب لتدريس اللغة الروسية هناك. ولمدة عامين درس دوروف في المدرسة بمدينة تورينو. عادت العائلة إلى بطرسبورغ، وواصل بافل دراسته في مدرسة تتعمق في دراسة اللغة الإنجليزية، ثم انتقل للمرحلة الثانوية مع دراسة متعمقة للغة الروسية والرياضيات.

في عام 2006 تخرج بمرتبة الشرف من كلية فقه اللغة بجامعة بطرسبورغ، وحصل على شهادة في فقه اللغة الإنجليزية والترجمة. أثناء دراسته كان يشارك دوروف في مسابقات اللغات، ويعرف سبع لغات أجنبية هي الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والإيطالية واللاتينية والفارسية.

بدأ بافل العمل على التطورات الأولى لنظام مبسط لتبادل المعلومات والرسائل خلال سنوات دراسته، وأنشأ مكتبة يمكن من خلالها العثور على مواد وملخصات مهمة، وأطلق على الموقع اسمه durov.com، وأصبح المشرف الفني ومنشئ أكبر منتدى لطلاب جامعة بطرسبورغ.

كان الهدف من كلا المشروعين هو التواصل بين طلاب جامعة بطرسبورغ وتبادل المعلومات الضرورية، ولم يكن هناك أي أساس أو غرض تجاري منهما.

جاءت فكرة إنشاء شبكة "فكونتاكتي" بعد التواصل مع صديقه فياتشيسلاف ميريلاشفيلي، الذي كان يدرس في الولايات المتحدة الأمريكية. شاركهما في ذلك نيكولاي شقيق بافل وكانت الشبكة مغلقة في البداية ولا يمكن الوصول إليها سوى عن طريق دعوة، ثم تم تسجيل اسم الشبكة "فكونتاكتي" وأصبحت الشبكة نفسها متاحة على العنوان في 10 أكتوبر 2006، وأصبح بافل المدير العام للشبكة.

في 24 يناير باع بافل حصته (12%) إلى الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات الروسية "ميغافون" ثم اشترتها فيما بعد مجموعة mail.ru، ووفقا لـ com.store كان لدى الشبكة عام 2014 أكثر من 92 مليون مستخدم في جميع أنحاء العالم.

تم تطوير برنامج المراسلات "تلغرام" بشكل مشترك بين الأخوين بافل ونيكولاي، وأصبح متاحا على متجر التطبيقات في أغسطس 2013، وفي يوليو 2024 بلغ جمهور "تلغرام" الشهري 950 مليون مستخدم، وفي مارس 2024 قال بافل دوروف إن المستثمرين قدروا قيمة المنصة بأكثر من 30 مليار دولار.

في أبريل 2024، وخلال مقابلة مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون، قال دوروف إن "تلغرام" يحظى، على وجه الخصوص، باهتمام متزايد من أجهزة الاستخبارات الأمريكية، التي أرادت الوصول إلى أنظمة وقواعد بيانات التطبيق.

في الوقت نفسه وفي حديثه مع الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون، وصف دوروف الادعاءات التي تشير إلى سيطرة السلطات الروسية على "تلغرام" بأنها كاذبة وبعيدة كل البعد عن الحقيقة. وأشار إلى أنه شرع في إنشاء "تلغرام" بعد أن باع شبكة التواصل الاجتماعي "فكونتاكتي"، عقب رفضه الكشف عن البيانات الشخصية لمنظمي الاحتجاجات في أوكرانيا بناء على طلب السلطات الروسية، على حد قوله.

وتابع دوروف أنه يواجه أكبر قدر من الضغط ليس من الحكومات وإنما من شركتي "آبل" و"غوغل" القادرتين على فرض رقابة على كل ما يمكن الوصول إليه عبر الهواتف المحمولة. وقال إن الشركتين الأمريكيتين أوضحتا له أنه سيتم استبعاد "تلغرام" من متاجر التطبيقات إذا لم يلتزم بالقواعد التي حددتها.

وتوقع بافل دوروف أن يتجاوز عدد مستخدمي التطبيق المليار مستخدم خلال عام.

من 16 أبريل 2018 وحتى 18 يونيو 2020 تم حظر "تلغرام" في روسيا، وبدأت هيئة الرقابة في هذا الحظر بسبب رفض الخدمة نقل مفاتيح التشفير إلى جهاز الأمن الفيدرالي، وكان دوروف قد أعلن، أبريل 2014 مغادرته روسيا إلى دبي، حيث افتتح مكتبا للتطبيق بدولة الإمارات العربية المتحدة، وفي عام 2021 حصل على الجنسية الفرنسية.

بافل دوروف غير متزوج، ووفقا لتقارير وسائل الإعلام لديه خمسة أطفال تم تأكيدهم في روسيا، وفي يوليو 2024، أعلن أن لديه أكثر من 100 طفل بيولوجي في 12 دولة، ولدوا بفضل تبرعه بالمادة الحيوية.

ويحتل دوروف في تصنيف "فوربس" للمليارديرات الروس المرتبة الثامنة (2024).

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: بافل دوروف دوروف فی

إقرأ أيضاً:

نجاح وتقليد وسرقة.. لماذا أثار "عمر أفندي" ضجة واسعة؟

قبل أقل من شهر انطلق عرض مسلسل "عمر أفندي"، الذي قام ببطولته أحمد حاتم وآية سماحة ورانيا يوسف وميران عبد الوارث ومصطفى أبو سريع، ودارت أحداثه في 15 حلقة انتهى عرض الأخيرة منها قبل أسبوع، لكن الجدل المصاحب للمسلسل لا يزال يتطور حتى الساعات الأخيرة.. فماذا حدث؟.

البداية: نجاح وانتشار

بمجرد عرض الحلقات الأولى من المسلسل الذي قدّم خلاله أحمد حاتم بطولته الدرامية الأولى، حدث تفاعل واسع من الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأت علامات النجاح المبكرة تلوح في الأفق أمام الجميع، فعقب كل حلقة تزداد النقاشات والتساؤلات حول الأحداث، وتتحوّل بعض الجمل الحوارية إلى "كوميكس" ومواد ساخرة رائجة بين المتابعين.
وبمرور الحلقات ازداد الزخم المصاحب للعمل، فكثر متابعوه، وأصبحت أحداث حلقاته مواد للمتابعة شبه اليومية في المواقع الإلكترونية، مع تصاعد الإشادات بفريق العمل، وبفكرة العودة للماضي التي تناولها المسلسل بشكل بسيط وفانتازي ودرامي في الوقت ذاته.

فقصة المسلسل تدور بين حقبتين؛ الأولى المعاصرة، والثانية هي مطلع الأربعينيات، حيث الاحتلال الإنجليزي لمصر، وبدايات العديد من الفنون الاستعراضية، والحياة ذات الإيقاع البطيء المتزن، والتي كانت سبباً في جذب قطاع عريض لمتابعة المسلسل، الذي كتبه مصطفى حمدي وأخرجه عبد الرحمن أبو غزالة.
أما بطل القصة فهو "علي"، الشاب الذي وقع في حب فتاة من عائلة شديدة الثراء، فتزوجها في النهاية، لكنه اضطر للعمل مع والدها وتوقيع شيكات لإثبات عدم طمعه بأموالها، ورغم مساهماته لإنجاح شركتهم يراه والد زوجته وصولياً بدرجة أقل اجتماعياً ويسيء معاملته، لكن "علي" يتحمل لأجل زوجته وابنته. 

ولم يكن والد الفتاة هو الوحيد الرافض لهذه الزيجة، بل اعترض عليها أيضاً "تهامي" والد "علي"، نظراً لعدم التكافؤ المادي بينهما. وأمام إصرار ابنه يقاطع كل منهما الآخر لسنوات.
غير أن كل شيء ينقلب رأساً على عقب فور وفاة والد البطل، حيث يكتشف "علي" سرداباً أسفل منزل أبيه يقوده إلى عام 1943، وهناك يتعرّف إلى "زينات" الفنانة الاستعراضية وأمها "دلال" الراقصة المعتزلة زوجة أبيه، و"دياسطي" البوسطجي الذي يحلم أن يكون فدائياً لوطنه، و"شلهوب" اليهودي البخيل الذي يخشى الألمان ويحاول التخفّى منهم، إضافة إلى شخصيات أخرى.

تقليد أم تشابه؟
نجاح المسلسل، والإشادات المتصاعدة بأبطاله، وحالة الحنين التي صنعها تجاه حقبة الأربعينيات، حيث الحياة الهادئة البعيدة عن التكنولوجيا واعتكاف البشر خلف شاشات هواتفهم، كل ذلك لم يمنع ظهور أصوات تشير إلى وجود تشابه بين "عمر أفندي" ومسلسل 11.22.63 الذي عُرض في فبراير 2016 عبر منصة Hulu.

ففي مسلسل 11.22.63 المقتبس من رواية تحمل نفس الاسم، يفترض مؤلفها ستيفن كينج أنه إذا أنقذ الرئيس الأمريكي جون إف كينيدي من الاغتيال في عام 1963، فإن ذلك سيؤثر على الحاضر الذي نعيشه الآن. لذلك زجّ ببطله إلى بوابة زمنية (سرداب مخبأ خلف خزانة ملابس) تفضي به إلى عام 1957، أي قبل حوالي 5 أعوام من مقتل الرئيس ليكون مطلعاً على معلومات واسعة حول عملية الاغتيال.
وبالنسبة لمسلسل "عمر أفندي"، فكان السرداب الذي دخله البطل بالصدفة يخرجه في فترة الأربعينيات، وعند سفره عبر الزمن غيّر اسمه من "علي" إلى "عمر"، وهذا ما حدث في مسلسل 11.22.63، إذ غيّر بطل المسلسل اسمه عند انتقاله لعام 1960، لكي يتمكن من تنفيذ مهمته.
أيضاً وقع البطل جيك بينج (جسّده جيمس فرانكو) في حب فتاة خلال وجوده في فترة الستينيات، وعرض عليها الزواج، وهذا ما حدث في مسلسل "عمر أفندي"، حينما وقع "علي" في حب "زينات". الفارق الوحيد أن "علي" كان متزوجاً، بينما جيك إيبنج كان منفصلاً.

اتهامات بالسرقة
بعد أسبوع من انتهاء عرض المسلسل، عاد الجدل بشأنه إلى الواجهة مجدداً بسبب الفنان علي الطيب، الذي اتهم صناع "عمر أفندي" بسرقة جملة "حاجة 13 خالص" التي اشتهر بها في مسلسل "أهو ده اللي صار"، المعروض في عام 2019.

وسرعان ما حذف "الطيب" المنشور الذي اتهم صناع المسلسل فيه بالسرقة، عبر صفحته على فيس بوك، ليبرر الأمر بأنه "ربما يكون قد عبّر عن وجه نظره بشكل أغضب زملائه"، مضيفاً: "لكنهم ضايقوني بأنهم لم يذكروا في أي برنامج أو لقاء أنهم اقتبسوه من شخصية (وديع السنباطي) التي قدمتها في مسلسل (أهو ده اللي صار)".
وأضاف: "نعم هي مصطلح موجود في مصر زمان بالفعل، لم أخترع الجملة من نفسي، لكن كل ممثل يبذل مجهوداً من أجل الشخصية التي يقدمها، وهذا كان جزءاً من مجهودي للتحضير للشخصية، فهي لها أصل قديم نعم، لكن أنا من أضفتها للحوار بعد مراجعة المؤلف والمخرج".

اتهام علي الطيب لصناع "عمر أفندي" بالسرقة، والذي تحوّل إلى "عتاب" خلال ساعات، أكد خلاله أنه اعتبر عدم الإشارة إليه من صناع العمل، ولو بتصريح واحد، هو "تجاهل متعمّد".
لكنه برّر حذف منشور الاتهام برغبته في عدم تصعيد الأمور في وسائل الإعلام لدرجة قد تسبّب أزمة وخلاف بينه وبين زملائه أبطال المسلسل. وهو ما لم تتضح ملامحه بعد، ففريق العمل لم يرد حتى الآن، بينما الجمهور يترقّب ويتساءل: هل انتهى "عمر أفندي" بنجاح المسلسل فنياً أم بنجاحه في إثارة الجدل؟!

مقالات مشابهة

  • رئيس جمهورية التشيك يهنئ الرئيس تبون 
  • من هو الشخص الذي أثار غضب الشارع اليمني على الفنان الكبير ”أيوب طارش” وما علاقة المليشيات؟
  • صحة غزة تناشد الكشف عن مصير كوادرها المعتقلين
  • استشهاد مسعف فلسطيني من قطاع غزة في سجون الاحتلال (صورة)
  • هل قال مؤسس تيليغرام إن واتساب يسمح بالتجسس على الهواتف حتى لو كانت مغلقة؟
  • لماذا أثار برج إيفل جدلا سياسيا في فرنسا؟
  • فيديو مزيف يزعم توتر العلاقات بين الإمارات وفرنسا.. ما علاقة روسيا؟
  • في يوم ميلاده.. كيف تحدث خالد النبوي اللغة الروسية بطلاقة في فيلم "الديلر"؟(تقرير)
  • علي الطيب يوضح موقفه بعد حذف بوست أثار جدلًا حول "عمر أفندي"
  • نجاح وتقليد وسرقة.. لماذا أثار "عمر أفندي" ضجة واسعة؟