تستقطبُ دولةُ الإمارات كثيراً من المُختصينَ في مجالِ الذكاءِ الاصطناعيِّ لتَحتلَ المَرتبةَ الثالثةَ عَالميَّاً مُقارنةً بحجمِ السُكانِ، صُعوداً من المرتبةِ السَادسةِ في العامِ ألفينِ واثنينِ وعشرين  2022، وفقاً لتقريرِ العامِ ألفينِ وثلاثةٍ وعشرين  2023 الصادرِ عن منصةِ "لينكد إن" العالميةِ بالتَعاونِ مع جَامعةِ ستانفورد، إذ ارتفعَ عَددُ العَاملينَ في الدَولةِ بمَجالِ الذكاءِ الاصطناعيِّ بينَ عاميْ ألفينِ وواحدٍ وعشرين وألفينِ وثلاثةٍ وعشرين  2021 و2023 أربعةَ أضعافٍ ليصلَ إلى مئةٍ وعشرينَ  120 ألفَ شَخصٍ، في حينِ بلغَت نسبةُ المُوظفينَ الذينَ يَستخدمونَ أدواتِ الذَكاءِ الاصطناعيِّ مرةً أسبوعياً على الأقلِ اثنينِ وثمانينَ في المئة  82% مقارنةً بالمتوسطِ العالميِّ البالغِ سبعةً وخمسينَ في المئة  57%.


ووفقَ تَقديراتِ شركةِ "بي دبليو سي"، فإنهُ من المُتوقَّعِ أن يُسهِمَ الذكاءُ الاصطناعيُ في الاقتصادِ الإماراتيِّ بمُعدَّلٍ يتجاوزُ ثلاثةً وثلاثينَ في المئة  33% سنوياً بنحوِ ستةٍ وتسعينَ  96 مليارَ دولارٍ بحلولِ عامِ ألفينِ وثلاثينَ  2030، أي ما يعادلُ نحوَ أربعةَ عشرَ في المئة  14% من الناتجِ المَحليِّ الإجماليِّ.

أخبار ذات صلة "شبكة أبوظبي للإعلام" تقدم تغطية متميزة لمعرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية «القوس والسهم» يوقع اتفاقية تعاون مع كوريا

وقد صعَدت الإماراتُ إلى المرتبةِ الخامسةَ عشرةَ  15 عالمياً من حيثُ امتلاكِ العاملينَ فيهَا مهاراتِ الذكاءِ الاصطناعيِّ، ما يُظهِرُ حجمَ التَقدُمِ والزخَمِ المُتنامي لتكنولوجيا الذكاءِ الاصطناعيِّ فيهَا، لتصبحَ في مُقدمةِ الدولِ التي تَقودُ موجةَ التَحولِ الرَقميِّ عالمياً.
وأسهمت المبادراتُ العَمليةُ والشراكاتُ الهادفةُ التي أطلقتها حكومةُ الإمارات، لتمكينِ كفاءاتٍ مُؤهلةٍ في مُختلَفِ قطاعاتِ الذكاءِ الاصطناعيِّ، مثلَ "التحدي الدوليِّ للذكاءِ الاصطناعيِّ" الذي استضافتهُ دبي في أبريل ألفينِ وأربعةٍ وعشرين 2024، ومبادرةِ "مليونِ خبيرٍ لأوامرِ الذكاءِ الاصطناعيِّ"، لتَعزيزِ تَبنِّي الذكاءِ الاصطناعيِّ في القِطاعاتِ والمَجالاتِ كافةً، إضافةً إلى "خُطةِ دبي السنويةِ لتسريعِ تبنّي استخداماتِ وتطبيقاتِ الذكاءِ الاصطناعيِّ"، التي تجعلُ من دبي مَركزاً عالمياً لتطويرِ وجَذبِ وتَمكينِ مَواهِبِ الذكاءِ الاصطناعيِّ على مُستَوى المنطقةِ والعالم.
كما تعمل الحكومة على تعزيز الوعي بأهمية واستخدامات حلول الذكاء الاصطناعي في العمل الحكومي، من خلال بناء قدرات الكوادر الوطنية وقد تم تأهيل نحو ثلاثمئةٍ 300 منهم ليقودوا جهود نشر المعرفة في جهاتهم بما يسهم في دعم جهود بناء المهارات والقدرات على أسس مستدامة، إضافة إلى توفير منصة لتدريب وتطوير مهارات أكثر من ألفٍ 1000 من المواهب الإماراتية في مجال الذكاء الاصطناعي، دعماً لريادة دولة الإمارات في تسريع تبنّي تطبيقاته واستخدامات الذكاء الاصطناعي، تماشياً مع مستهدفات استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، وخطط وأهداف التوطين في الدولة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی فی المئة من الم

إقرأ أيضاً:

هل ينجح الذكاء الاصطناعي في توقّع الزلازل؟

شمسان بوست / متابعات:

عندما ضرب زلزال بقوة 4.4 درجة مدينة لوس أنجليس في الثالث عشر من أغسطس (آب)، لم يكن الأمر مفاجأة للجميع. فقد تلقّى نحو مليون شخص من سكان كاليفورنيا تنبيهاً مبكراً على هواتفهم بأن زلزالاً وشيكاً قد يحدث.

كيف حدث ذلك؟ كان ذلك بفضل تطبيق «MyShake» الذي طُوّر حديثاً، والذي أنشأه باحثون في جامعة «كاليفورنيا بيركلي»، بالشراكة مع «مكتب خدمات الطوارئ» التابع لحاكم ولاية كاليفورنيا.

ويعتمد التطبيق على «بيانات دقيقة جداً عن حركة الهواتف عبر الساحل الغربي؛ من كاليفورنيا إلى ولاية واشنطن»، فحين يستشعر حركة متشابهة للهواتف بمواقع مختلفة في الوقت نفسه فإنه يرسل تنبيهات إلى الهواتف في المواقع المعنية باحتمالية وقوع زلزال فيها.



ونقلت صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية عن مدير «مختبر الزلازل» بجامعة «كاليفورنيا بيركلي» الذي ساعد في تطوير التطبيق، الدكتور ريتشارد ألين، قوله: «يُرسل التحذير قبل وقوع الزلزال بعشرات الثواني. قد يبدو الأمر وكأنه لا شيء، فما الفارق الذي يمكن أن تحدثه هذه الثواني حقاً للأشخاص؟ ولكن في مجال التنبّؤ بالزلازل، قد يكون الأمر مدهشاً مثله مثل اختراع الهاتف على سبيل المثال».

هل يمكن حقاً توقّع الزلازل بدقة؟
لسنوات عديدة، كانت فكرة القدرة على التنبّؤ بالزلزال أمراً مستبعداً. وكما كتبت عالمة الزلازل آلي هاتشيسون في مجلة «إم آي تي تكنولوجي ريفيو»، فإن فكرة التنبؤ بالزلزال «كانت تُعدّ غير جادة حتى عام 2013، وكان يُنظر إليها على أنها ضرب من ضروب الخيال».

ولا يزال عديد من العلماء البارزين يعتقدون أن الأمر شبه مستحيل. ويقول عالم الجيوفيزياء في معهد «كاليفورنيا للتكنولوجيا»، توم هيتون: «لقد درست الزلازل لأكثر من 50 عاماً، ورأيت عديداً من الدراسات التي أجراها علماء أبلغوا عن ظواهر سابقة للزلازل الكبيرة. ووفقاً لخبرتي، لم يطور أحد نظاماً للتنبّؤ بالزلازل. هذا مجال مهم من الفيزياء غير مألوف في الغالب لعلماء الأرض».



وتاريخياً، كان علم التنبّؤ بالزلازل يُنظر إليه على أنه مزيج من الشعوذة والدجل.

وحتى اليابان، التي تُعد واحدة من أكثر مناطق العالم نشاطاً في مجال الزلازل، إلا أنها حذرة من المبالغة في الوعود بشأن توقّع هذه الزلازل.

فعندما ضرب زلزال بقوة 7.1 درجة الجزر الجنوبية للبلاد في وقت سابق من هذا الشهر، أصدرت «وكالة الأرصاد الجوية اليابانية» أول «تحذير من زلزال هائل» على الإطلاق، مشيرة إلى وجود احتمال «أعلى من المعتاد» لحدوث زلزال ثانٍ أقوى. لكن الوكالة أوضحت على موقعها على الإنترنت أن التحذير لا يعني اليقين. وجاء في البيان: «المعلومات التي تتنبّأ بالزلازل من خلال تحديد التاريخ والوقت والمكان هي خدعة».



لكن بعض العلماء يقولون إن هذا الرأي يجب أن يتغيّر مع تطور العلم. ويقول الباحث في علوم الأرض بجامعة «كوت دازور» في نيس بفرنسا، كوينتين بليتري: «كان هناك نقاش لسنوات عديدة في مجتمع علم الزلازل حول ما إذا كانت الزلازل ظاهرة فوضوية أم محددة (غير عشوائية)». وأضاف: «إذا كانت الزلازل ظاهرة فوضوية، فبغض النظر عن التكنولوجيا، فلن نتمكن أبداً من التنبّؤ بها. ولكن إذا كانت الزلازل ظاهرة محددة تسبقها بعض الظواهر الأخرى التي يمكن ملاحظتها، فعندها سيصبح التنبؤ بالزلزال ممكناً».

ويحاول علماء الزلازل القيام بذلك تماماً باستخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، والبحث عن أنماط وبيانات مخفية بطرق لم يتم تجربتها من قبل. وهذا ما يحدث مع تطبيق «MyShake» ومع أدوات أخرى يحاول العلماء بمختلف الدول تطويرها.



تجربة الصين
ويقول عالم الجيولوجيا في جامعة تكساس في أوستن الذي قاد تجربة التنبّؤ بالزلزال لمدة سبعة أشهر في الصين العام الماضي، الدكتور سيرغي فوميل: «ركزت معظم المحاولات السابقة على الفيزياء المعقدة للغاية للزلازل. في نهجنا، يجري الجمع بين الفيزياء وتحليل البيانات الإحصائية باستخدام أدوات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي الجديدة. نستخرج السمات الفيزيائية من البيانات المسجلة لدمجها إحصائياً للحصول على أفضل تنبؤ».

وقد تجاوزت النتائج التي نُشرت في نشرة «جمعية الزلازل الأميركية» في سبتمبر (أيلول) الماضي، توقعاتهم. فقد تنبّأت خوارزمية الذكاء الاصطناعي التي دُرّبت على اكتشاف بعض البيانات الزلزالية الدقيقة في الوقت الفعلي بشكل صحيح بنسبة 70 في المائة من الزلازل (أربعة عشر في المجموع) قبل أسبوع على الأقل وفي غضون 200 ميل من مراكزها. (أخطأت الخوارزمية زلزالاً واحداً، وتنبّأت بثمانية زلازل لم تحدث قط).



ويقول فوميل: «كانت نسبة النجاح في تجربة الصين مذهلة. ونظراً إلى تعقيد المشكلة والتاريخ الطويل من الإخفاقات السابقة، لم يتوقع أحد مثل هذه النتيجة».



«ريكاست»
وفي جامعة «كاليفورنيا» في بيركلي، يعمل الباحثون على تطوير نموذج جديد، أطلقوا عليه اسم «ريكاست» (RECAST) -وهو اختصار لـ«Recurrent Earthquake foreCAST»- الذي يستخدم التعلم العميق للتنبؤ بالزلازل.



ويعمل هذا النموذج بشكل مشابه لنموذج اللغة، الذي «يستخدم كمّاً كبيراً من النص المكتوب لإنشاء أفضل تخمين لما قد تكون الكلمة التالية»، كما يقول الباحث في جامعة «كاليفورنيا» في بيركلي الذي قاد الدراسة، كيليان داشر كوزينو.

وأضاف كوزينو أن «ريكاست» يستخدم بيانات سابقة وصوراً متعددة للزلازل لإنشاء أفضل تخمين لتوقيت الزلزال التالي.



وقد يكون هذا النهج القائم على البيانات والذكاء الاصطناعي هو مستقبل علم الزلازل، ويستكشف العلماء حالياً كل الطرق الممكنة التي يمكن أن تتمكّن بها تقنية التعلم الآلي من التنبؤ بالزلازل بشكل صحيح بنسبة 100 في المائة.

مقالات مشابهة

  • مستعينا بالذكاء الاصطناعي.. أحمد الفيشاوي لـ والده: «سعيد لأنني أؤمن بأنك في الجنة»
  • أدوبي تعلن عن نموذج Firefly لتعزيز تحرير الفيديو بالذكاء الاصطناعي
  • هل ينجح الذكاء الاصطناعي في توقّع الزلازل؟
  • المدير التنفيذي للمدن الذكية في “سدايا”: أكثر من 5 مدن سعودية مصنفة ضمن المئة الأذكى في العالم
  • أدوبي تعرض أدوات الفيديو العاملة بالذكاء الاصطناعي
  • مؤسسات محلية ودولية: الإمارات وجهة عالمية لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي
  • Z Fold 6.. تجربة الهاتف الذكي المستقبلية المزود بالذكاء الاصطناعي
  • 19.2 مليار درهم حجم سوق الذكاء الاصطناعي في الإمارات
  • “ماغناتي”: 19.2 مليار درهم حجم سوق الذكاء الاصطناعي في الإمارات
  • “إنفيجن 2024” يجمع القيادات العالمية برعاية “Oracle” و”هواوي” لمناقشة دور الذكاء الاصطناعي في التحول الرقمي بالإمارات العربية المتحدة