بقلم : د. سمير عبيد ..

أولا:-نحنُ نكتب رأينا هنا ليس بدافع الكراهية لإيران ونظامها على الأطلاق .فإيران دولة محورية مسلمة ومهمة في المنطقة والإقليم ،والشعب الإيراني شعب حضاري ضارب في القدم والتاريخ.وليس بدافع قومي او طائفي أو نفسي.بل نكتبه بدافع تحليلي مهني بحت للسياسات الإيرانية غير العقلانية وهي التي لا تختلف عن سياسات الدول الاستعمارية .

وهنا نتكلم عن النظام الإيراني وسلوكه وسياساته.فلقد ثَبُتَ ان النظام الإيراني نظاماً قومياً يبحث عن بث الروح بهدف احياء الإمبراطورية الإيرانية مستغلاً الغطاء الديني الشيعي المذهبي وشعارات الولاء لأهل البيت عليهم السلام والسبب:
*السبب الاول :لأن النظام الإيراني يصعب عليه جداً عبوره للضفة العربية بحالته القوميةوالتاريخية.فأستغل الدين و التشيّع وقضية فلسطين والولاء لأهل البيت عليهم السلام جسراً للعبور ونجح في ذلك كثيرا في ” العراق ولبنان واليمن .. الخ)لأنه أصلا الشيعة في تلك البلدان تبحث عن سند وأب روحي بسبب أضطهادها وقمعها واهمالها من الأنظمة السنية في تلك الدول !
*السبب الثاني:لأن قيادة النظام الإيراني في الحقب الأخيرة هي قيادة ليست فارسية صرفه ( وهناك حقد وحنق من الفرس في الداخل الإيراني ضد معظم قيادات النظام الإيراني الحالي وضد المرشد أيضا) لان القيادات الاهم وعلى رأسها المرشد السيد الخامنئي هي من قوميات آذرية وعربية وأخرى .وبالتالي فالغطاء الشيعي العام والغلو بأهل البيت هو غطاء لكسب القوميات وحصار القومية الفارسية التي تعتقد هي الاولى بالحكم والقيادة، وبالفعل حوصرت وشبه اندثرت .ولكي تعبر للضفة العربية مارست ذلك مثلما اسلفنا ( لأن كان الاولى بها الذهاب باتجاه أذربيجان اي باتجاه قوميتها لانها آذرية ! اليس كذلك ؟
ثانيا:-وهناك نقطة مهمة لا يجب القفز عليها وهي أن النظام الإيراني الذي يرفع شعارات التشيّع فالتشيّع هنا “منتج إيراني” وليس التشيّع الأصلي وهو التشيّع العلوي الذي تأسس في العراق حيث النجف وعبر إلى إيران نحو أصفهان . ولهذا آمن النظام الإيراني باستراتيجية الكسب والتبشير والإغراء والانتماء للتشيع بنسخته الإيرانية .وهذا ينافي ثقافة وسلوك وتاريخ التشيّع العلوي العربي الذي منبعه النجف الأشرف في العراق والذي لا يؤمن بالتبشير ولا بالتصدير ولا بالكسب ولا بالإغراء ولا يتدخل في شؤون الشعوب والدول وانظمتها . والسبب لانه تشيع وسطي ينهل من مدرسة الرسول محمد واهل البيت الذين يؤمنون بالوحدة الإسلامية بلا مذهبية وهو “التشيّع الممتد لمدرسة أهل البيت عليهم السلام” .وهذا الموضوع عليه جدل كبير. لأن جميع سياسات وتعاطي وتعامل النظام الإيراني مع الدول العربية والإسلامية يثبت انه نظام قومي مصبوغ بلون التشيّع والدين لكي يكون تصديره سهلا إلى الدول التي يتواجد فيها الشيعة المضطهدين أصلا من الأنظمة السنية الحاكمة.( اي استغلال الشيعة في هذه الدول لتكون جسرا للمشروع القومي الإيراني)والأغلبية المطلقة من شيعة المنطقة وشيعة العراق كانوا يعتقدون ان إيران هي السند وهي العون وهي الاب الديني . ولكن ما أن سقط نظام صدام حسين من قبل التحالف الدولي بقيادة أمريكا وبريطانيا وبمساعدة الإيرانيين بشهادة الرئيس الإيراني الأسبق احمدي نجاد . وكذلك بشهادة نائب الرئيس الأسبق محمد خاتمي وهو السيد محمد علي ابطحي والاثنان قالا( لو المساعدة من إيران للولايات المتحدة لِما سقطَ نظام طالبان في افغانستان ونظام صدام حسين في العراق ) عُرفت براغماتية النظام الإيراني وعُرفَ انه نظام قومي يبحث عن احياء امبراطورية ايران وتجسد هذا من خلال السياسات الإيرانية في العراق ولبنان وسوريا واليمن والطموحات الإيرانية نحو الأردن ومصر وابعد من ذلك !
ثالثا :-ثم جاءت المفاجأة وهي تحالف إيران مع الصين “البوذية والطاوية واللادينية ” الشيوعية ،ومع روسيا الارثودوكسية القومية،ومع كوريا الشمالية”البوذية والكنفوشيوسية والشمانية الكورية” الشيوعية . ولكنها لا تطيق التحالف مع القومية العربية ولا تطيق التشيع العربي وهذه حقيقة وليست فرية من الكاتب . والانتماء لهذا المحور الصاعد مخاطره لأن إيران رأس الحربة فيه لمقارعة المحور الغربي الاميركي ( وبما انها رضت بهذا الدور فعليها تحمل النتائج )أوَ يعقل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكندا واسرائيل والدول الاخرى ستقول لها تفضلي يا ايران مَهّدي الطريق للصين وروسيا ؟وبالتالي تريد ايران اقحام العراق ولبنان واليمن وسوريا بهذه المعركة وهذا التحدي .وتلك الدول ليس لها ناقة ولا جميل بمعركة المحاور !
رابعا:-ماهو الحل الانجع؟
1-بالنسبة للعراق ليس له غير الولايات المتحدة والتحالف الغربي ليلوذ بهما بعد تكسير أضلاعه وأطرافه من قبل إيران والطبقة السياسية الحاكمة التي أوغلت بتدمير العراق بدعم إيراني . وبعد ان تخلت أمريكا عن دورها الاخلاقي والإنساني والقانوني في العراق وتركته لايران وحلفاءها ومن ثم إلى التنظيمات الأرهابية . وهكذا أصبح قدر العراق لان خروج الولايات المتحدة وحلفاءها من العراق يعني تقديم العراق على طبق من ذهب إلى ايران وروسيا والصين أي إلى ( التحالف الصيني الروسي) وهذا لا يقبله 90٪؜ من العراقيين ولا يقبله المنطق. وعلى أمريكا واجب اخلاقي ان توقف تدمير الدولة العراقية وبسرعة لانه هي السبب لِما حصل للعراق والعراقيين من نكبات وضياع ودمار !
2-فالحرب ليس حلا ضد ايران ” ونحن على المستوى الشخصي نرفض الحرب ضد إيران والشعب الايراني” لأنها سوف تتدمر كدولة وهي شبه قارة ،وسوف تغرق المنطقة بالأزمات والحروب الاهلية والقومية ، وسوف تهاجر الملايين من الشعب الإيراني نحو الخارج ودول الجوار . فالحل هو (بنظام اقليمي جديد) كفيل بتطويق ايران وإجبارها على التنازل او الانكفاء والعناية بنفسها وشعبها وهي ماشاء الله ” شبه قارة ” وغنية بكل شيء. وان الشيعة في المنطقة واولهم العراقيين عرفوا السياسات الإيرانية جيدا وبالتالي يرفضون رفضا قاطعا استمرار التدخل الإيراني والهيمنة الإيرانية ويرفضون استمرار حكم حلفاء إيران في العراق لانهم دمروا البلد والمجتمع .
3- فتأمين “الكتلة الجغرافية الذهبية” بوجه المحور الصيني الروسي الكوري من خلال ايقاف التمدد الإيراني وإخراجه منها هو الحل ( والكتلة الجغرافية الذهبية هي التي تمتد من خليج عُمان والخليج وبحر العرب والبحر الأحمر ومصر فسوريا ولبنان والعراق نزولا للكويت لدول الخليج) .ولن يحدث هذا إلا بتغيير النظام في العراق لانه نظام عمل ويعمل بتوجيهات ايران وإرشادات ايران .وبدلا ان يكون العراق بشكل عام والشيعة العراقيين بشكل خاص مدللين لدى إيران ولدى هذا الوضع ذهبت إيران لتحول العراق إلى اقليم إيراني وتعامل العراقيين بسياسة العبد والاحتقار من خلال ادواتها في العراق .. وهذا هو المشروع الانجع والأقل خسائر من الحرب ( وبالمناسبه من جعل العراقيين يتمسكون بامريكا وبريطانيا والغرب هي ايران وسياساتها الفاشله في العراق وحلفاءها العراقيين الذين دمروا العراق ونفذوا جميع طموحات واماني إسرائيل في العراق ) فعلى من تضحكون ؟
سمير عبيد
31 اب 2024

سمير عبيد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات النظام الإیرانی فی العراق التشی ع

إقرأ أيضاً:

أسباب ظهور السيلوليت وطرق علاجها

السيلوليت هو تجمع الدهون تحت الجلد بطريقة غير متساوية، مما يؤدي إلى ظهور تموجات أو تجاعيد على سطح الجلد، ويحدث بسبب عدة عوامل، منها:

العوامل الوراثية: الجينات تلعب دورًا في تحديد كيفية توزيع الدهون في الجسم.
الهرمونات – التغيرات الهرمونية، خاصة عند النساء (الإستروجين والبروجستيرون)، تؤثر على توزيع الدهون واحتباس السوائل.
النظام الغذائي – تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، السكريات، والكربوهيدرات المكررة يساهم في تراكم الدهون تحت الجلد.
قلة النشاط البدني  يؤدي إلى ضعف العضلات وزيادة الدهون، مما يزيد من وضوح السيلوليت.
احتباس السوائل وسوء الدورة الدموية  قلة شرب الماء واستهلاك الصوديوم بكثرة قد يسببان احتباس السوائل وتفاقم مظهر السيلوليت.
التدخين والتوتر – يقللان من إنتاج الكولاجين ويؤثران على مرونة الجلد، مما يزيد من ظهور السيلوليت.
ارتداء الملابس الضيقة – قد يؤثر على الدورة الدموية ويزيد من احتباس السوائل.

طرق علاج السيلوليت

1. العلاجات الطبيعية والتغييرات في نمط الحياة

شرب الماء بكثرة لتحسين مرونة الجلد والتخلص من السموم.
اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضروات، الفواكه، البروتينات، والدهون الصحية.
ممارسة الرياضة بانتظام، خاصة التمارين التي تستهدف مناطق الدهون مثل تمارين المقاومة والكارديو.
التدليك الجاف بالفرشاة لتحفيز الدورة الدموية والتصريف اللمفاوي.

2. العلاجات التجميلية والطبية

التقشير الجلدي والعلاج بالليزر لتحسين نسيج الجلد وتقليل الدهون تحت الجلد.
الموجات فوق الصوتية (Ultrasound Therapy) لتفتيت الخلايا الدهنية.
العلاج بالترددات الراديوية (Radiofrequency Therapy) لشد الجلد وتحفيز إنتاج الكولاجين.
الميزوثيرابي (حقن مواد تساعد على تفكيك الدهون).
العلاج بالكريمات الموضعية المحتوية على الكافيين أو الريتينول، والتي قد تحسن مظهر الجلد عند استخدامها بانتظام.

3. الخيارات الجراحية (للأحوال الشديدة)

شفط الدهون بالليزر لتحسين ملمس الجلد.
تقنية "سيلفينا" (Cellfina) وهي إجراء طبي يعمل على تحرير الأنسجة الليفية المسببة للسيلوليت.

السيلوليت مشكلة شائعة، لكنه غير ضار صحيًا. يمكن تحسين مظهره من خلال اتباع نمط حياة صحي، إلى جانب بعض العلاجات الموضعية أو التجميلية.

مقالات مشابهة

  • السليمانية.. الإطاحة بقاتلين أحدهما قام بتصفية زوجته وهرب الى ايران
  • السلطات الإيرانية تسلم العراق قاتلا قطّع زوجته 13 قطعة في السليمانية
  • شهرود وسمنان.. إيران تسارع سرّا نحو السلاح النووي
  • مستشار للرئيس الأمريكي: ترامب بصدد وضع حد للنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط
  • أسباب ظهور السيلوليت وطرق علاجها
  • أسباب علامات تمدد الجلد وطرق علاجها
  • إيران: مستعدون لنقل الخبرات في الحكومة الذكية والأمن السيبراني للعراق
  • بعد تكدس المحلية.. البصرة تشدد رقابتها على الطماطم الإيرانية (فيديو)
  • نائب جمهوري:حكومة السوداني تدعم إيران بـ(10) مليارات دولار سنوياً بعنوان شراء الكهرباء!
  • المانيا:النفوذ الإيراني وراء عدم نجاح العراق على المستوى الوطني والعالمي