الجيوش العربية بين المطرقة والسندان
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
31 أغسطس، 2024
بغداد/المسلة الحدث:
محمد حسن الساعدي
بالرغم من انفاق الحكومات العربية الاموال الطائلة من أجل تسليح جيوشها، الا إنها لم تنفع في تلميع سمعة هذه الجيوش، وباتت تشكّل عقبة امام أي خطوة باتجاه الانفتاح على الوضع العربي او الاسلامي، أو اتخاذ المواقف الشجاعة ضد الكيان الاسرائيلي الذي يستهدف الامة العربية والاسلامية في كل حين، فعلى طول تاريخها فقد تعرضت هذه الجيوش الى الاذلال مراراً وتكراراً في سيرتها وحروبها مع إسرائيل، وهذه التجارب أثبت عدم فاعلية هذه الجيوش وعلى الرغم من نشر بعض الدول العربية لفرقتين عسكرتين خلال حرب الخليج 1991 ولكن سرعان ما قامت أمريكا بتهميشها عندما شاركت بالحرب ولم تشارك دول اخرى الا بعدد قليل من القوات القتالية.
كما هو الحال وعلى الرغم من الدعم العسكري الاميركي الكبير لبعض الجيوش العربية في المنطقة الا انها هي الاخرى لم تحقق أي انتصار يذكر،وباتت هذه الجيوش اداة وقتية يريدها الغرب وقت يشاء، وكما هو الحال بالنسبة لبعض الدول العربية التي تعد من اكبر الدول المتلقية للمساعدات العسكرية الاميركية حيث يحصل بعضها على حوالي 1.7 مليار دولار سنوياً، ولم تستثمر هذه الدول هذا الدعم من اجل تدعيم جيوشها من أجل السيطرة على الوضع الامني في المنطقة، كما هو الحال لقطر التي قامت مؤخراً بشراء سبع سفن جديدة من إيطاليا وسوف تحتاج الى 660 بحاراً لتشغيلها أي ما يعادل 25% من أفراد البحرية القطرية الحالية.
دول الخليج هي الاخرى تنفق المليارات على شراء الطائرات المقاتلة بالإضافة الى ان حجم مشترياتها لا يتناسب وحجم أو نوع التهديد الذي تتعرض لها هذه الدول، وعلى الرغم من اعتمادها على الطبيعة البحرية في ازدهارها الاقتصادي الا إنها لا تولي اهتماماً بقواتها البحرية، وأفتقار عموم القوات العربية الى أجهزة الرصد والمراقبة للصواريخ العابرة والانذار المبكر وغيرها من أجهزة متطورة تواكب الاحداث في المنطقة وتجعلها في حالة الانذار، عكس الجيش الاسرائيلي الذي أستطاع من السيطرة على الجو والبحر والبر في حربه الاخيرة على غزة، دون أي مقاومة تذكر باستثناء الضربات القوية التي يتعرض لها من الجيش اليمني وبعض التعرضات العسكرية من المقاومة العراقية او اللبنانية.
المشكلة ليست في نقص الاموال او الاجهزة إذ يصل الانفاق العسكري المشترك في دول التعاون الخليجي بالإضافة الى مصر والاردن الى ما يزيد عن 120 مليار سنوياً فيما انفاق اعضاء الناتو 380 مليار دولار في عام 2023، والامر الاكثر اهمية هو ان الجيوش العربية تعكس عموماً حالة الفزع الاستبدادي لدى الحكام العرب،لكون الخبرات العسكرية لهذه الجيوش غالباً ما تكون مستوردة وأن عملها يعتمد بالدرجة الاساس على الاستشارات الاجنبية ومعظمهم من الضباط الغربيين السابقين.
من الضروري ان يكون هناك اهتمام بعقيدة الجندي العربي،وإيلاء هذا الامر اهمية خاصة خصوصاً وان الازمات بدأت تخرج الى العلن في المنطقة عموماً، وان الانظمة العربية باتت غير قادرة على الوقوف بوجه التمدد الاسرائيلي الذي يعتمد على نفوذه وتأثيره على تلك الدول وحكوماتها وان يصار الى بناء منظومة عسكرية موحدة لجيوش العرب والمسلمين تكون رادعاً لأي اعتداء محتمل سواءً من الغرب او من الكيان الاسرائيلي، والاكتفاء من شراء الاسلحة بكميات كبيرة من أجل منفعة الغرب الذي يزيد ماله من اجل دعم الكيان الاسرائيلي بالمال العربي، والاهتمام بالتكنولوجيا العسكرية المتقدمة، بما في ذلك مراكز ابحاث الذكاء الاصطناعي والذي بالتأكيد سيكون عنصر فاعل في تحسين سمعتهم العسكرية المقبلة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: فی المنطقة هذه الجیوش
إقرأ أيضاً:
الدول العربية تشيد بنجاح مبادرة المملكة "الأسبوع العربي في اليونسكو"
أكّدت المجموعة العربية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، نجاح مبادرة المملكة العربية السعودية ممثلة في اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، "الأسبوع العربي في اليونسكو"، الذي انعقد في مقر المنظمة في باريس خلال الفترة 4 - 5 نوفمبر الحالي، بتنظيم من المجموعة العربية لدى اليونسكو.
وقدمت المجموعة العربية لدى اليونسكو في البيان الختامي لـ"الأسبوع العربي في اليونسكو"، شكرها للمملكة العربية السعودية على إطلاق المبادرة، مثمنة الجهود التي تبذلها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وحرصهما على تعزيز الجهود في مجالات التربية والثقافة والعلوم.
وعبّرت المجموعة العربية لدى اليونسكو عن شكرها لصاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، على ما حظي به الأسبوع العربي في اليونسكو من دعم لامحدود من قبل اللجنة، التي تكفلت بتمويل المبادرة وبذلت جهودًا مشكورة في تنفيذها على أتم وجه، مما عكس قصة نجاح أول تجمع عربي تقوده المملكة العربية السعودية في اليونسكو.
كما قدمت المجموعة العربية لدى اليونسكو شكرها وتقديرها للدول العربية على مشاركاتها الفاعلة، وما بذلته من جهود رفيعة المستوى في تعزيز التنسيق خلال رحلة العمل لإنجاح الأسبوع العربي في اليونسكو، الذي سيشكل على المدى البعيد بوابة مثالية للازدهار الثقافي بين العرب والعالم، عبر بناء جسور حضارية أكثر متانة.
وأوضحت المجموعة العربية لدى اليونسكو أن صدور هذا البيان يأتي إيمانًا بأهمية هذه المبادرة، وأن تكون قاعدة أساسية ورائدة تهدف إلى استمرار تحقيق التكامل، وتعظيم الأثر الإيجابي الذي تحقق من خلال عقد هذه المبادرة.
وذكر البيان الختامي أن مبادرة الأسبوع العربي لدى اليونسكو تأسست لتصبح منصة مستدامة تقام سنويًا في مقر "اليونسكو"، للاحتفاء بالثقافة العربية وتسليط الضوء على تراثها وثراء حضارتها، وتعزيز الحوار بين الثقافات، والإسهام في تحقيق أهداف التنمية الثقافية المستدامة للدول العربية، وبناء جسور التواصل مع العالم.
وأشار البيان الختامي إلى الأسبوع العربي في اليونسكو يعد الأول في تاريخ عمل الدول العربية في منظمة "اليونسكو"، منذ أكثر من 70 عاماً، ويعكس حجم الثقة والاحترام المتبادل بين الدول العربية، والرغبة الحقيقية لديها في أن تنمو وتزدهر مثل هذه المبادرات الحضارية الكبرى.
وأفاد البيان الختامي أن 22 دولة عربية استعرضت خلال فعاليات "الأسبوع العربي في اليونسكو"، جوانب متعددة من ثقافتها وتراثها المادي وغير المادي، فيما شهد الحدث انعقاد ندوات أثرت الحضور، وتحدث فيها مسؤولون وخبراء من دول عدة حول موضوعات حيوية تتصل بالثقافة، فضلًا عن إقامة 4 معارض عن الثقافة والخط العربي والمواقع التراثية العربية والمنتجات العربية.