المسلة:
2024-09-14@18:42:34 GMT

الجيوش العربية بين المطرقة والسندان

تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT

الجيوش العربية بين المطرقة والسندان

31 أغسطس، 2024

بغداد/المسلة الحدث:

محمد حسن الساعدي

بالرغم من انفاق الحكومات العربية الاموال الطائلة من أجل تسليح جيوشها، الا إنها لم تنفع في تلميع سمعة هذه الجيوش، وباتت تشكّل عقبة امام أي خطوة باتجاه الانفتاح على الوضع العربي او الاسلامي، أو اتخاذ المواقف الشجاعة ضد الكيان الاسرائيلي الذي يستهدف الامة العربية والاسلامية في كل حين، فعلى طول تاريخها فقد تعرضت هذه الجيوش الى الاذلال مراراً وتكراراً في سيرتها وحروبها مع إسرائيل، وهذه التجارب أثبت عدم فاعلية هذه الجيوش وعلى الرغم من نشر بعض الدول العربية لفرقتين عسكرتين خلال حرب الخليج 1991 ولكن سرعان ما قامت أمريكا بتهميشها عندما شاركت بالحرب ولم تشارك دول اخرى الا بعدد قليل من القوات القتالية.

كما هو الحال وعلى الرغم من الدعم العسكري الاميركي الكبير لبعض الجيوش العربية في المنطقة الا انها هي الاخرى لم تحقق أي انتصار يذكر،وباتت هذه الجيوش اداة وقتية يريدها الغرب وقت يشاء، وكما هو الحال بالنسبة لبعض الدول العربية التي تعد من اكبر الدول المتلقية للمساعدات العسكرية الاميركية حيث يحصل بعضها على حوالي 1.7 مليار دولار سنوياً، ولم تستثمر هذه الدول هذا الدعم من اجل تدعيم جيوشها من أجل السيطرة على الوضع الامني في المنطقة، كما هو الحال لقطر التي قامت مؤخراً بشراء سبع سفن جديدة من إيطاليا وسوف تحتاج الى 660 بحاراً لتشغيلها أي ما يعادل 25% من أفراد البحرية القطرية الحالية.

دول الخليج هي الاخرى تنفق المليارات على شراء الطائرات المقاتلة بالإضافة الى ان حجم مشترياتها لا يتناسب وحجم أو نوع التهديد الذي تتعرض لها هذه الدول، وعلى الرغم من اعتمادها على الطبيعة البحرية في ازدهارها الاقتصادي الا إنها لا تولي اهتماماً بقواتها البحرية، وأفتقار عموم القوات العربية الى أجهزة الرصد والمراقبة للصواريخ العابرة والانذار المبكر وغيرها من أجهزة متطورة تواكب الاحداث في المنطقة وتجعلها في حالة الانذار، عكس الجيش الاسرائيلي الذي أستطاع من السيطرة على الجو والبحر والبر في حربه الاخيرة على غزة، دون أي مقاومة تذكر باستثناء الضربات القوية التي يتعرض لها من الجيش اليمني وبعض التعرضات العسكرية من المقاومة العراقية او اللبنانية.

المشكلة ليست في نقص الاموال او الاجهزة إذ يصل الانفاق العسكري المشترك في دول التعاون الخليجي بالإضافة الى مصر والاردن الى ما يزيد عن 120 مليار سنوياً فيما انفاق اعضاء الناتو 380 مليار دولار في عام 2023، والامر الاكثر اهمية هو ان الجيوش العربية تعكس عموماً حالة الفزع الاستبدادي لدى الحكام العرب،لكون الخبرات العسكرية لهذه الجيوش غالباً ما تكون مستوردة وأن عملها يعتمد بالدرجة الاساس على الاستشارات الاجنبية ومعظمهم من الضباط الغربيين السابقين.

من الضروري ان يكون هناك اهتمام بعقيدة الجندي العربي،وإيلاء هذا الامر اهمية خاصة خصوصاً وان الازمات بدأت تخرج الى العلن في المنطقة عموماً، وان الانظمة العربية باتت غير قادرة على الوقوف بوجه التمدد الاسرائيلي الذي يعتمد على نفوذه وتأثيره على تلك الدول وحكوماتها وان يصار الى بناء منظومة عسكرية موحدة لجيوش العرب والمسلمين تكون رادعاً لأي اعتداء محتمل سواءً من الغرب او من الكيان الاسرائيلي، والاكتفاء من شراء الاسلحة بكميات كبيرة من أجل منفعة الغرب الذي يزيد ماله من اجل دعم الكيان الاسرائيلي بالمال العربي، والاهتمام بالتكنولوجيا العسكرية المتقدمة، بما في ذلك مراكز ابحاث الذكاء الاصطناعي والذي بالتأكيد سيكون عنصر فاعل في تحسين سمعتهم العسكرية المقبلة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: فی المنطقة هذه الجیوش

إقرأ أيضاً:

جامعة الدول العربية تتصدى لإنهاء معاناة اللاجئين الفلسطينيين وتواصل حشد الدعم الدولي

تلعب جامعة الدول العربية دورا محوريا في دعم القضية الفلسطينية ومساندة اللاجئين الفلسطينيين الذين يعانون من ويلات الاحتلال الإسرائيلي. في هذا الصدد، يكثف الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، جهوده على المستوى الدولي من أجل تعبئة الدعم والتأييد لتخفيف معاناة اللاجئين الفلسطينيين.

انطلاق أعمال الدورة الـ162 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين اجتماع تنسيقي بين السفير خالد منزلاوي و المندوب الدائم للجمهورية اليمنية لدى جامعة الدول العربية

وأبرز ما جاء في لقاء أبو الغيط مع المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، هو التأكيد على ضرورة مواصلة الدول المانحة في الوفاء بالتزاماتها تجاه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل. كما شدد أبو الغيط على دعم الجامعة العربية الكامل لمهمة الأونروا وما تقوم به من جهود لمساندة اللاجئين في مناطق عملياتها الخمس.

وتعد التحركات المكثفة لأبو الغيط على المستوى الدولي تأتي في إطار جهود جامعة الدول العربية لإبقاء القضية الفلسطينية على رأس أولويات المجتمع الدولي، والضغط من أجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتحقيق آماله في نيل الحرية والاستقلال. ويعكس هذا الدور الريادي للجامعة العربية التزامها الراسخ بدعم الحقوق المشروعة للفلسطينيين في مواجهة الممارسات الاستعمارية الإسرائيلية.

ومن جهته يبحث مجلس جامعة الدول العربية دعم عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة، واجتمع المجلس على مستوى المندوبين الدائمين مع عدد من سفراء وممثلي دول أمريكا اللاتينية والكاريبي المعتمدين لدى مصر، و ترأس الاجتماع السفير رياض العكبري، المندوب الدائم لليمن لدى جامعة الدول العربية 

وأكدا الجانبان  على أهمية تفعيل قرار الجمعية العامة الصادر في مايو 2024 والذي يقر بأحقية وأهلية فلسطين للعضوية الكاملة. وشدد السفير  د. خالد منزلاوي، الأمين العام المساعد للشؤون السياسية الدولية بالجامعة العربية،  أن القضية الفلسطينية ليست قضية عربية فحسب، بل هي قضية إنسانية وحق مشروع لشعب يناضل من أجل العدالة والحرية والاستقلال. وأشاد بالمواقف المشرفة والثابتة لدول أمريكا اللاتينية والكاريبي في الدفاع عن القضايا العادلة.

وأكد الجانبان على دعمهما لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقه في تقرير المصير والعودة، وتجسيد استقلال دولة فلسطين كاملة السيادة على حدود 1967، وفقًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. 

كما شددا على التمسك بالسلام كخيار استراتيجي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وحل الصراع العربي الإسرائيلي.

 

مقالات مشابهة

  • دبلوماسي أميركي يحذر هذه الدول العربية من نوايا اسرائيل لاحتلالها
  • مصطفى بكري: هناك مؤامرات تهدف لتدمير الدول العربية عبر الإرهاب الأسود (فيديو)
  • من هم الأطفال الأكثر رفاهية في الدول العربية؟
  • أول حالة إصابة بجدري القردة في الدول العربية
  • عالية المخاطر.. ما هي الدول العربية الأكثر تعرّضا للكوارث الطبيعية؟
  • الخارجية: مجلس جامعة الدول العربية أدان الاعتداءات الاسرائيلية المتزايدة على لبنان
  • جامعة الدول العربية تتصدى لإنهاء معاناة اللاجئين الفلسطينيين وتواصل حشد الدعم الدولي
  • ما سر اهتمام الجامعة العربية بتركيا من جديد؟
  • أبو الغيط يؤكد دعم الجامعة العربية لـ"الأونروا"
  • جامعة الدول العربية تؤكد دعمها الكامل للأونروا