نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليّة تقريرين جديدين كشفت فيهما عن واقع منطقة الشمال المحاذية للبنان على الصعيدين العسكري والإجتماعي، وذلك بفعل الحرب المستمرة بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي منذ نحو 11 شهراً.   عسكرياً، تقول "يديعوت أحرونوت" في تقرير ترجمهُ "لبنان24" إنَّ "حزب الله" كان يعمل على إتلاف بطاريات سلاح المدفعية التابعة للجيش الإسرائيلي في منطقة الشمال المحاذية للبنان، مشيرة إلى أنّ أمهات المُقاتلين لا يعرفنَ مكان أبنائهنّ وأين تنتشر المدفعية.

  كذلك، تلفت الصحيفة إلى أنَّ "حزب الله" يُطلق طائرات من دون طيار لضرب بطاريات المدفعية، فيما يتدرّب المقاتلون باستمرار على كيفية عملهم تحت هجوم بواسطة طائرات مُسيرة أو نيران المدفعية المُضادة.   بالتوازي مع ذلك، تقول الصحيفة إنّ السلطات الإسرائيلية "تخلّت عن منطقة الشمال المحاذية للبنان"، مشيرة إلى أنّه بعد عامٍ كامل تقريباً من الحرب، بات يرى الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من منازلهم والذين بقوا في مساكنهم، بأن أصواتهم لا تُؤخذ بعين الاعتبار على طاولة صُناع القرار.   وتحدّثت الصحيفة مع سكان من منطقة الجليل، حيث أعربوا عن إحباطهم واستيائهم من روتين الحياة الذي لا يُطاق بفعل الحرب المستمرة مع "حزب الله".   وفي السياق، تقول إيلات أوهيون، من سكان مستوطنة كريات شمونة إنه "جاءت إلى المستوطنة من بئر السبع حينما كان عمرها 19 عاماً"، مشيرة إلى أنها أحبت كريات شمونة وسكانها، وأردفت: "حتى بعد طلاقي قررت البقاء في المدينة. كل شيء حولها أخضر في الأيام الهادئة، وهي أفضل مكان لتربية الأطفال".   وأكملت: "اعتباراً من 20 تشرين الأول الماضي، تم إجلائي من منزلي. حينها، مكثت في فندق أجاميم في إيلات لمدة شهرين. من الصعب جداً رؤية مدينتك في حالتها الحالية، حيث كل شيء مدمر فيما الجبال لم تعد خضراء بسبب الحرائق".   وتابعت: "أود العودة إلى كريات شمونة، إذا بقي منزلي سليماً، لأنه بهذا المعدل من التوتر لن تبقى العديد من المنازل. مع هذا، فإننا لا نتحدث عن المستقبل، وهذا أمرٌ محبط للغاية".   بدوره، تحدّث فيني أزولاي من سكان كريات شمونة عن مصنعه المخصص لحفاضات الأطفال والذي تأثر بشدّة بسبب الحرب.   أزولاي قال إنه "منذ بداية الحرب تم تجنيد حوالى 20% من العمال، معظمهم في مناصب رئيسية، فيما تم إجلاء حوالى 50% من العمال الآخرين بمساعدتنا إلى كل أنواع الأماكن في مختلف أنحاء البلاد".   وتابع: "من المؤكد أن جميع موظفينا يخشون القدوم إلى المصنع. نحن مصنع أساسي وفي أوقات الحرب يجب أن يُسلم المنتجات إلى الجبهة الداخلية. جميع الموظفين يعرفون حجم المهمة وأنه يجب علينا الاستمرار في خدمة عملائنا في ذلك المستشفيات".   يلفت أزولاي إلى أن اللحظات الصعبة تكون حينما يعمد "حزب الله" إلى إطلاق وابل من الصواريخ، مشيراً إلى أنه "لا يمكن التطلع الآن نحو المستقبل كما أنه لا يمكن رؤية الأفق"، وأضاف: "بشكلٍ عام، فإننا نشعر أننا لوحدنا.. برأيي، فإن البلاد تخلت بطريقة ما عن منطقة الشمال. آمل حقاً أن تعود البلاد إلى رشدها وتُدرك أن الشمال بحاجة إلى رعاية، وإلا فإن الكثير من الناس لن يعودوا إلى هنا بعد الحرب".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: منطقة الشمال کریات شمونة حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

مستوطنون يهاجمون قرية فلسطينية وجيش الاحتلال يكمل المهمة

بمحاذاة الخط الأخضر، في آخر نقطة أقصى جنوب مدينة الخليل (جنوبي الضفة الغربية)، يقبض على الجمر نحو 250 مواطنا فلسطينيا من خِربة "جنِبا" بمسافر يطّا ببقائهم في نقطة باتت هدفا للمستوطنين وجيش الاحتلال، وآخر ذلك كان هجوما دمويا وقع اليوم الجمعة.

فعلى حين غفلة، هاجم عدد من المستوطنين فلسطينيا وابنه عندما كانا يرعيان الأغنام على أطراف الخربة (قرية صغيرة) حتى أغرقوهما في الدماء، فسارع مواطنو القرية إلى نقلهما من الخربة النائية إلى أقرب نقطة إسعاف، سالكين طرقا خطرة ووعرة.

وتقع القرية في المنطقة المصنفة "ج" من أراضي الضفة التي تشكل نحو 61% من مساحتها وفق اتفاق أوسلو2 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، ويعني ذلك أنها خاضعة بالكامل لسيطرة الاحتلال الذي يلوّح بضمها لإسرائيل.

بداية الهجوم على قرية جنبا كانت بالاعتداء على راعيي أغنام وإصابتهما بجروح خطيرة (مواقع التواصل) إصابات خطيرة

يوضح رئيس مجلس محلي قرى "مسافِر يطا" نضال يونس للجزيرة نت أن البداية كانت بالاعتداء على راعيي الأغنام وإصابتهما بجروح خطيرة، ولم يكتف المستوطنون بذلك بل واصلوا هجومهم ومن عدة بؤر استيطانية على القرية، فاعتدوا على سكانها بالعصي والهراوات مخلفين 6 إصابات، في حين أكمل جيش الاحتلال المهمة باعتقال 22 شابا.

وأضاف أن "اثنتين من الإصابات في حالة خطرة نتيجة ضرب شديد على الرأس وكسور في عظام الجمجمة ونزيف داخلي، وهناك إصابتان في حالة الخطر لكنهما مستقرتان، والباقي إصابات بكسور ورضوض في أنحاء متفرقة والأطراف".

ويشير رئيس المجلس المحلي إلى اتصال السكان بشرطة وجيش الاحتلال لمنع هجوم المستوطنين، لكن حضور الجيش تأخر، وعندما وصل انحاز إلى المهاجمين المعتدين.

إعلان

وتابع أن المستوطنين هاجموا أول بيت واجههم للمواطن عزيز العمور، واعتدوا على كل من فيه، فأصيب هو واثنان من أبنائه، وفي وجود الجيش.

وأشار يونس إلى أن السكان حاولوا الدفاع عن أنفسهم وصد هجوم المستوطنين، لكن الجيش تدخل وشن حملة مداهمات واعتقال في الخربة، مع أنها الواقعة تحت الهجوم، "فاعتقل 22 شابا وداهم المساكن وأطلق داخلها قنابل صوتية".

قوات الاحتلال تعتقل 22 فلسطينيا بعد اقتحامها خربة جنبا في مسافر يطا#الجزيرة #فيديو pic.twitter.com/l8BAwtjYqZ

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) March 28, 2025

تحذير الجيش

لم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ يضيف رئيس المجلس المحلي إن ضباط الاحتلال حذروا السكان من التعرض للمستوطنين خلال الهجوم، وطلبوا منهم الدخول إلى منازلهم وإغلاق الأبواب على أنفسهم وعدم التعرض للمستوطنين بأي شكل من الأشكال.

وفي الخلاصة، يرى يونس أن الهدف هو الضغط على سكان التجمع، وهم مزارعون ورعاة أغنام، لترحيلهم من أملاكهم، وإفساح المجال للبؤر الاستيطانية "ضمن سياسة تهجير واضحة وممنهجة".

ويكشف المسؤول المحلي عن أن "مستوطنين شاركوا في الهجوم على القرية عادوا لاحقا إلى التجمع بزي جيش الاحتلال في تكامل واضح للأدوار".

من جهتها، قالت منظمة "كسر الصمت" الإسرائيلية على حسابها بمنصة "إكس" إن قرية جنبا شهدت "هجومًا عنيفًا وشديدًا من المستوطنين الذين هاجموا راعيًا فلسطينيًا في مسافر يطا، ثم واصلوا هجومهم إلى القرية".

ووفق المنظمة، فإنه "كما حدث في مراتٍ عديدة سابقة، لم يفعل الجيش والشرطة شيئًا لمنع الهجوم أو اعتقال المهاجمين، بل إن الجيش ألقى حتى الآن قنابل صوتية على منازل القرية وانضم إلى الهجوم".

"اختطفه الجنود وهو مصاب ينزف"..
حمدان بلال، مخرج الفيلم الفلسطيني "لا أرض الأخرى" الحائز على الأوسكار، يتعرض لاعتداء عنيف من عشرات المستوطنين أثناء هجومهم على قريته في مسافر يطا جنوب الضفة الغربية المحتلة، ثم اعتقله جنود الاحتلال من داخل سيارة إسعاف. pic.twitter.com/Qx9u9fq0VA

— AJ+ عربي (@ajplusarabi) March 25, 2025

إعلان تهجير وإفراغ

بدورها، دانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية الهجوم، وقالت في بيان إن هجمات المستوطنين تتم "بحماية وإشراف جيش الاحتلال الإسرائيلي".

وأضافت أن "هذه الاعتداءات تهدف إلى تهجير وإفراغ قرية مسافر برمتها من الفلسطينيين، في أبشع أشكال جريمة التطهير العرقي ضد الوجود الفلسطيني في عموم المناطق المسماة "ج" التي تشكّل غالبية مساحة الضفة عن طريق ضمها كمخزون إستراتيجي لتوسع الاستيطان الاستعماري، وضرب فرصة تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض".

ويأتي الهجوم على قرية جنبا بعد أيام من هجوم آخر على قرية سوسيا (جنوب شرق بلدة يطّا)، حيث هاجم مستوطنون التجمع واعتدوا على السكان وممتلكاتهم وأصابوا عددا منهم، في حين اعتقل الجيش 3 شبان -رغم تعرضهم للضرب من قبل المستوطنين- بينهم حمدان بلال، وهو أحد مخرجي الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" الذي فاز بجائزة أوسكار في 2 مارس/آذار الجاري.

ووفق منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية، فإن أكثر من 30 قرية فلسطينية جنوب الخليل تقع في مناطق "ج" وتخضع للسيطرة الإسرائيلية التامة، وفيها يعيش آلاف الفلسطينيين ويعمل أغلبهم في استصلاح أراضيهم ورعي الماشية.

مقالات مشابهة

  • في حُب وإحترام أهل الشمالية
  • السعودية.. مقيم ينهى حياة زوجته بمادة حارقة ويحاول التخلص من نفسه
  • تأثيرات "طويلة الأمد" للحرب على الجنود الإسرائيليين.. ما هي؟
  • تأثيرات "طويلة الأمد" للحرب على الجنود الإسرائيليين.. ما هي؟
  • الجيش السوداني يعلن السيطرة على سوق كبيرة في منطقة الخرطوم  
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين .. استئناف الحرب سيؤدي إلى قتل باقي المختطفين
  • فيديو.. مستوطنون يوسعون فلسطينيا وابنه ضربا في مسافر يطا
  • مستوطنون يهاجمون قرية فلسطينية وجيش الاحتلال يكمل المهمة
  • قيادي كبير بحزب الله يعلق للجزيرة على صواريخ كريات شمونة
  • (حزب الله): لا علاقة لنا بإطلاق الصواريخ صوب كريات شكونة