إلى متى نسكت على ألاعيب البرهان؟!
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
مناظير السبت 31 أغسطس، 2024
زهير السراج
manazzeer@yahoo.com
* رغم كثرة المحاولات والمبادرات التي قامت بها الكثير من الدول وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية، بالإضافة الى مطالبة الغالبية المطلقة من السودانيين بايقاف الحرب لانقاذ الوطن والشعب والاجيال القادمة من المستقبل المظلم الذي ينتظرهم، إلا أن الجيش الذي يتحكم فيه تجار الدين وقادة النظام البائد ظل يرفض لاسباب واهية كل المبادرات والدعوات والمناشدات للتفاوض، بل ظل قائده العام ونوابه يتحدثون عن استعدادهم للحرب لمدة مائة عام بدون ادنى احساس بالمعاناة الفظيعة للشعب السوداني وما يتكبده من تضحيات جسيمة!
* لو كان لهؤلاء القادة أدنى ذرة من الوطنية والمهنية العسكرية والاحساس بالمسؤولية الاخلاقية تجاه الوطن والشعب لما ترددوا لحظة واحدة في وقف الحرب وإيقاف القتل والتدمير اولا، ثم الجلوس مع الآخرين للتفاوض بهدوء حول ما يريدون خاصة أنهم ينتمون لوطن واحد وشعب واحد، بل ولدوا من رحم واحد كما كانوا يرددون ــ ولكن لأنهم عديمو الوطنية والاخلاق والتربية والمهنية، وموغلون في الأنانية والجشع والنهب واكل المال الحرام، ويعلمون علم اليقين بأن الحرب لن تمسهم واسرهم ومصالحهم ومستقبل ابنائهم بسوء أشعلوا الحرب وتعاهدوا على تدمير السودان وهلاك الشعب السوداني، ففي تركيا وغير تركيا وطن ومقر ومستقر لهم ولاسرهم ولمصالحهم، بينما يُقتل الشعب ويتشرد ويكابد الحرمان والعذاب والهوان في الملاجئ ويضيع مستقبل ابنائه وبناته واجياله القادمة !
* لقد ظل الجيش الذي يسيطر عليه تجار الدين يرفض التفاوض وينسحب من المفاوضات متحججا بعدم إلتزام الطرف الآخر باعلان جده (مايو 2023 ) واخلاء مساكن المدنيين والمناطق الحضرية، وهى حجة واهية القصد منها تعطيل المفاوضات وإطالة أمد الحرب الى حين تحقيق رغبة تجار الدين وقادة النظام البائد في إستعادة حكم السودان أو إيجاد موطئ قدم لهم في المعادلة السياسية بعد انتهاء الحرب، بالإضافة الى تحقيق أكبر قدر من المنافع الشخصية خلال فترة الحرب لهم ولحلفائهم من كبار الضباط والحركات المسلحة بتهريب الذهب وبيعه في الخارج، فإخلاء منازل المدنيين فكل ما جاء في اعلان جده من إلتزامات لا ينسحب على قوات الدعم السريع فقط، كما يحاول البرهان ونوابه إيهام الناس البسطاء، وإنما ينسحب على الطرفين، الجيش والدعم السريع، وحتى لو كان ينسحب على قوات الدعم السريع فقط، فكيف يمكن تنفيذ بنود الاعلان بدون وجود آليات تنفيذية ورقابية فعالة لم يأت لها ذكر في الاعلان (وهو اعلان مبادئ في الاساس)، ولهذا السبب ــ كما أوضح المبعوث الأمريكي ــ كان لا بد من جولة مفاوضات جديدة (في جنيف أو غيرها) لتحديد الآليات والاتفاق على التفاصيل التي تنقل اتفاق جده من الورق الى واقع على الارض، ولكن سارع الجيش بالانسحاب بإيعاز من المتحكمين في قراره، حتى لا يدخل في آليات ورقابة دولية وإلتزامات أخرى، بما في ذلك قوات دولية وغيرها ــ لن يتمكن من التنصل منها لاحقا ــ قبل أن تتحقق لتجار الدين وقادة النظام البائد رغبتهم في العودة للحكم أو وجودهم في المشهد السياسي بعد انتهاء الحرب، كما يخططون !
* بعودة سريعة للمبادرات السابقة وألاعيب البرهان في التعامل معها بدون أدنى إحترام للجهات التي قامت بها، نجد الآتي: 1- انتهاك اعلان جده وعدم التقيد بالإلتزامات والهدنة التي تم الاتفاق عليها في 11 مايو، 2023.
* كل هذه الألاعيب والاستهتار بمعاناة الشعب لاجل ضمان عودة النظام البائد للحكم، ولو على اشلاء السودان والسودانيين، فهل نسكت على ذلك وإلى متى ؟!
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع النظام البائد
إقرأ أيضاً:
القوة المشتركة: قواتنا دمرت أكثر من 20 عربة قتالية واستولت على 10 آليات عسكرية من قوات الدعم السريع بشمال دارفور
قالت القوة المشتركة بأن قواتنا دمرت أكثر من 20 عربة قتالية واستولت على 10 آليات عسكرية من قوات الدعم السريع بشمال دارفور.الجزيرة – السودانإنضم لقناة النيلين على واتساب