الأسبوع:
2025-04-26@08:10:34 GMT

سنشد عضدك بأخيك

تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT

سنشد عضدك بأخيك

سنشد عضدك بأخيك، سنشد: سنقويك ونعينك.. عضدك: العضد هو ما بين المرفق إلى الكتف كما أن العضد هو الناصر والمعين، شد العضد: كناية عن التقوية له، لأن اليد تشتد وتقوى، بشدة العضد وقوته.

لم يختر الله من الأقارب لشد العضد إلا الأخ، لن تجد بالدنيا شخص يشد عضدك مثل أخيك، الأخ هو سند المرء في حياته كلها، في صغره وهو يلعب، وإلى مدرسته وهو يذهب، وعند كبره حين يتعب، الأخ هبة رب العالمين، وقوة بعد الله على أعباء الدنيا به نستعين، فالغالب أن يقضي المرء وقتًا أطول في صحبة أخيه من صحبة والده، لذا تجده يعرف عنه الكثير، فيكون مستودع أسراره، ورفيق ذكرياته، وعونه في النكبات.

قيل في حب الأخ: هو ذلك الجبل الذي أسند عليـه نفسي عند الشدائد، وكيف لا أُحبه وربُّ الكون قال فيه: «سَنشدُّ عضدك بأخيك».

في اليابان، أثناء الحرب كان هناك ولد يحمل أخاه الميّت على ظهره ليدفنه، لاحظه جندي وطلب منه أن يرمي هذا الطّفل الميّت حتّى لا يتعب، ردّ عليه: هو ليس ثقيلا، هذا أخي، فهم الجندي وأجهش بالبكاء، منذ ذلك الوقت أصبحت هذه الصّورة رمز الوحدة في اليابان، ليته يصبح شعارنا: «ليس ثقيلا إنّه أخي.. .إنّها أختي»، إذا وقع ارفعْه، وإذا تعِب اساعدْه، وإذا ضعُف أسندْه، وإذا أخطأ أسامحه، وإذا تخلى العالم عنه أحمله فوق ظهري فهو ليس ثقيلًا إنه أخي.

ولكن في الآونة الأخيرة بدأت ظاهرة اجتماعية في الظهور على السطح بشكل مقلق وهي «تأزم العلاقات بين الإخوان والأخوات».

الأخوة ليست علاقات صداقة تنهيها حين يغدر بك الصديق ويخون، بل هي دم يجري في عروقك، فمن يقيسون عطاء الأخوة بقانون الأخذ والعطاء لن يحصدوا سوى جفاف المشاعر وتصخر الأحاسيس وتباعد المسافات، إن زرتني زرتك، وإن أعطيتني أعطيتك، وإن أحسنت إلي أحسنت إليك.

من الضروري أن تضع خطوطاً حمراء لكل من يحاول قطع رحمك والبعد عنهم، لأنك سترى المشهد نفسه يتكرر بين أبنائك والقطيعة تدب بينهم وأنت تتحسر عليهم، روعة الأخوة أن تشعر أختك أو أخاك بقيمته في حياتك باشتياقك له، بأن أمره وهمومه ومشكلاته تعنيك، بأن دموعه تنحدر من عينيك قبل عينيه، أن تسنده قبل أن يسقط، أن تكون عكازه قبل أن يطلب منك ذلك.

الأخوة ليست أسماء مرصوصة في بطاقة رسمية، ولا أوراقاً مرسومة في شجرة العائلة، ولا أرقاماً هاتفية مسجلة في هاتفك، أنتم إخوة، حملكم نفس الرحم، وأرضعتكم نفس الأم، وعشتم في البيت نفسه، وأكلتم من الصحن نفسه، وشربتم من الكأس نفسه، واحتفظتم بالذكريات نفسها، ولذلك لن تستطيع أن تمحو كل ذلك، وحتى لو حاولت ستشعر في نهاية كل يوم بتأنيب الضمير فالدم الذي يسري في عروقك سيشعرك بالحنين لإخوة يقاسمونك كريات دمك نفسها.

إياك ثم إياك أن تفرط بأخوتك من أجل أي شئ في هذه الدنيا فكل شيئ يمكن تعويضه.. الزوج يأتي بداله زوج آخر وكذلك الزوجة، والأبناء يأتي غيرهم من الأبناء، المال ياتي غيره مال ولكن إخوتك إن ذهبوا فلن يأتي غيرهم، فإن جميع الديانات تهتم بقوة الروابط بين الأخوة فهنيئاً لكل واصل رحم.

أيها الآباء! الزموا العدل والقسط بين الأبناء، وأحرصوا على تقريب القلوب بين الأبناء، وربوا أبناءكم على أن يفرح الأخ لنجاح وسعادة شقيقه، وأن ينعكس نجاح أحد الأبناء بالسعادة والسرور على باقي الأسرة، تشجيعاً للمقصر لينجح، ودفعاً للمفرط للتفوق، واحذروا اللوم الكثير، فإنها أساليب قد تضر أكثر مما تنفع. ويحرص الشقيق على شقيقه، فلا تزيد الأيام العلاقة بينهما إلا قوة، ولا تنفصم الرابطة الإيمانية والأسرية بينهما لأسباب تافهة، كأن تفرق بينهما امرأة (زوجة أحدهما مثلاً)، أو دنيا زائلة، أو وشاية مغرضة، أو خبر كاذب.. .إلخ.

تمسكوا بإخوانكم وأخواتكم اهتموا بهم فلا يوجد اجمل من الإخوة والأخوات بعد الوالدين، أسأل الله أن يبارك لنا في الأهل والولد والمال، وأن يصلح لنا ذريتنا، إنه سميع مجيب.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مقالات الاسبوع سنشد عضدك بأخيك

إقرأ أيضاً:

السفير المغربي في نواكشوط: “أسبوع المغرب” بموريتانيا تجسيد لروابط الأخوة وفرصة لشراكات واعدة

زنقة20| علي التومي

افتُتحت، اليوم الخميس 24 أبريل الجاري بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، فعاليات الدورة الثانية من تظاهرة “أسبوع المغرب”، بحضور رسمي وديبلوماسي رفيع المستوى، يتقدمه سفير المملكة المغربية بموريتانيا، الذي أكد في كلمته بالمناسبة أن هذا الحدث يمثل منصة استراتيجية لتعزيز العلاقات المغربية-الموريتانية في أبعادها الثقافية والاقتصادية والاجتماعية.

وقال السفير المغربي إن “أسبوع المغرب” ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل هو امتداد لعلاقات تاريخية ضاربة في القدم، تقوم على التلاقي الثقافي والتجاري والإنساني بين الشعبين، مذكّرا بالدور الذي لعبته القوافل التجارية والرحلات العلمية والدينية في صقل هذه العلاقة وتعميق جذورها.

وأوضح الدبلوماسي المغربي حميد شبار، أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين عرفت تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغت المبادلات التجارية الثنائية سنة 2024 ما مجموعه 350 مليون دولار، مسجلة نمواً بنسبة 10% مقارنة مع السنة السابقة، كما أن المغرب يحتل المرتبة الأولى على صعيد الدول الأفريقية الموردة للسوق الموريتانية.

وسلط السفير الضوء على مؤهلات المغرب الاقتصادية، مشيراً إلى أن صادرات المملكة بلغت سنة 2024 نحو 45 مليار دولار، بفضل تنوع اقتصادي يشمل قطاعات السيارات، الطيران، الإلكترونيات، الفلاحة، والصناعات الكيماوية، فضلاً عن قطاعات السياحة والخدمات التي تشهد نمواً غير مسبوق.

كما نوه بالعلاقات المتميزة بين الفاعلين الاقتصاديين في البلدين، وبالأهمية المتزايدة التي يكتسيها التعاون في مجالات استراتيجية كالفلاحة والطاقات المتجددة والنقل والموانئ والبنيات التحتية.

وأكد السفير أن زيارة كاتب الدولة المغربي المكلف بالتجارة الخارجية لنواكشوط، تندرج في إطار دينامية تطوير الشراكة الثنائية، وتشمل مراجعة الإطار القانوني المنظم للتبادلات التجارية، معبّراً عن تفاؤله بمخرجات هذه الزيارة، خاصة فيما يتعلق بتيسير ولوج الصادرات الموريتانية إلى السوق المغربية، لا سيما في قطاعات الخضر والفواكه والمنتجات البحرية.

وختم السفير المغربي، كلمته بتجديد الترحيب بجميع ضيوف التظاهرة، معرباً عن أمله في أن يشكل “أسبوع المغرب” مناسبة لتعزيز الروابط وتمتين جسور التعاون بين المملكتين الشقيقتين.

مقالات مشابهة

  • وداعًا بابا فرنسيس.. المدافع عن لبنان وفلسطين
  • في ذكري وفاة الأخ والصديق الدكتور / يسلم بن حبتور
  • جلسة حوارية حول تربية الأبناء على السمت العُماني بمعرض مسقط الدولي للكتاب
  • د. ميادة ثروت تكتب: وداعًا قداسة البابا فرنسيس رجل الإنسانية والسلام
  • طريقة ذكية تساعد الأهل على اكتشاف تعرّض الأبناء للتنمر الإلكتروني
  • السفير المغربي في نواكشوط: “أسبوع المغرب” بموريتانيا تجسيد لروابط الأخوة وفرصة لشراكات واعدة
  • الرئيس السيسي يؤكد اعتزازه بعلاقات الأخوة مع أمير الكويت ويشيد بالروابط المتينة بين البلدين
  • محمد عبدالسلام يكتب: فرنسيس الإنسان.. زعيم روحي تجاوز الحواجز وبنى جسور الأخوة والحوار
  • جحود الأبناء.. قصة رجل ضحى بعمره من أجل أولاده فطردوه من المنزل
  • يا أيها الزلزال حنانيك