سودانايل:
2024-09-14@18:25:54 GMT

البرهان: نازحات القرير وبسوس السواحل

تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT

عندما صرخت البسوس بنت منقذ مستنجدةً بابن اختها جساس بن مرة اشتعلت حرباً ضروساً استمرت أربعين عاماً بين قبيلتين من قبائل العرب في جزيرتهم، كانت حرب داحس الغبراء، أو حرب البسوس صاحبة الناقة التي قتلها كليب بن تغلب أحد قادة القبيلة.
صرخة امرأة شقَّ القلوب، وفجَّرت الحروب، حقباً طوال، مات من مات وقتها أو بعدها بسبب الحرب أو بغيرها، لكنها ظلت جرحاً غائراً ذاكرة التاريخ، وصارت عنواناً للجهل عند قومٍ، وعنواناً للفراسة لدى قومٍ آخرين، وما بين العنوانين سالت دماء، وأهدرت كرامة، وسبيت نساء!.


وللحرب عناوين كثيرة؛ بسمون بعضها كبرياء، وبعضها حماقات، و لكل حربٍ أكثر من بسوس، و في كل حربٍ أحمق من جساس، وأكثر من حكايات وزوايا للنظر والعبرة والاعتبار.
بالطبع ليس كل النساء بسوس، ومثلما للحرب أكثر من راويةـ فكذلك للسلم أكثر من حكاية، وللنساء مواقف باذخة، فهنَّ الخصوبة والعطاء، وبهنَّ تتجمل السيرة و تحلو المسيرة، لأنهن هن أكثر من يدفع ثمن الحروب، فإن وقفت الجليلة بنت مرة مترددة ما بين نصرة زوجها الحبيب، وشقيقها المعتد، فقدت بنتها وابنها وقومها وورثت الفجيعة والهزيمة؛ فثمة نساء يقفن إلى جانب السلم.
في عام ٢٠١٤ عندما كانت حرب الأشقاء في جنوب السودان مشتعلةً دعت مجموعة من النساء كن ينشطن من أجل السلام إلى تنفيذ إضراب عبر الامتناع عن ممارسة الجنس مع أزواجهن لإرغام المتحاربين على وقف المعارك، وبينهم معسكرا الرئيس سلفاكير ميارديت، ونائبه رياك مشار، اللذان كانا يتقاتلان وقتها لمدة عشرة أشهر.
اجتمعت النساء في العاصمة جوبا. وبين المواضيع الرئيسية: "إقناع كل النساء في جنوب السودان بحجب الحقوق الزوجية عن أزواجهن إلى أن يعود السلام.
وفي السودان انتشر يوم أمس تسجيل فيديو يظهر فيه الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وبعضٌ من قادة جيشه، خلال زيارة لقرية قوز ود هندي، بمنقطة القرير بالولاية الشمالية، كان البرهان يتفقد ضحايا كوارث السيول والأمطار، إلا أن مجموعةً من النساء أكدن أنهن ضمير الشعب المنكوي بالحرب العبثية، قطعن الطريق وذهبن نحو الجنرال وفي حلقوهن غصة، وفي أعينهن دموع، وفي ذاكرتهن دماء وفجائع، طالبن البرهان بوقف الحرب، أعلن لا للحرب، أكدنَّ أن دعوة السلام ليست دعوة حزبية، أو دعوةً تنطلق من أجل تحقيق أجندة سياسية على حساب الناس والوطن؟
لقد فقدن كل شيء، وصرن هائمات في العراء، ليس لديهن غير كرامتهن وعزهن وشموخهن، لذلك هتفن رغم كيد المتربصين، وغالبيتهم من عناصر الإسلاميين، الذين يريدون إراقة كل الدماء، إلا دماء أسرهم، حيث استبقوا الحرب بترتيب أوضاع الأسر، وابعادها إلى تركيا ومصر بعيداً عن حمى النيران ودوي المدافع، هاجرت نساؤهم وتركوا النساء الفقيرات اللائي لا حيلة لهن، لا يملكن غير الضمير!
ومع ذلك لن يكف دعاة الحرب عن عزف ألحانهم المشروخة، وعن الرقص النشاز على إيقاع مارشات العسكر، سوف يستمرون في تلويث الفضاء العام، توزيع الثلاث ورقات، تجريم الجميع؛ لن يستثنون حتى نساء حادثة قوز ود هندي، نعم سيفعلون ذلك، وأياديهم تكون ممدودة لاستلام أموال ذهبٍ ملوث بالدماء ، بل أتخيلهم كيف يجلسون خلف شاشات كمبيوراتهم، أو يمسكون هواتفهم الغالية الثمن، يريقون حبر الحياء، يوزعون بطاقات الخيانة والعمالة لمن يشاؤون من غير حساب ، ثم يتمدد الفرد منهم/ن فوق لحافه الوثير، ويجذب بطانيته الدافئة كي يغطي جسده المقرور ببرودة التكييف، ينوم ضميره قبل أن تغمض العيون!
هل سمع البرهان، صيحات النساء المكلومات التائهات المشردات؟ هل أبصرت عيناه الأحزان في عيون النسوة الصادقات؟ أم يزوغ بصره، في غفلةٍ حتى يكشف الله عنه غطاءه ويكون بصره ذاك اليوم حديد؟ هل يرق القلب لآهات مكلومات؟ أم يلهيه عن ذلك تكبير المنافقين من الإسلاميين، ويغريه هتاف نائحات مستأجرات؛ يأتين إلى السواحل نزهة يصرخن خلالها برهةً في أذن البرهان بصرخة البسوس، ثم يعدن من حيث أتين من مدنٍ بعيدة تنوم وتصحى على مخدات الطرب؟!

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: أکثر من

إقرأ أيضاً:

مسؤولة أممية: النساء والفتيات في السودان جردن من ضرورياتهن الأساسية

المسؤولة الأممية أطلعت الصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك عبر الفيديو من عمان السبت، على ما شهدته خلال زيارتها قبل أيام إلى السودان و”الوضع المأساوي” هناك، حيث قالت إن النساء والفتيات جُردن من كل ضرورياتهن الأساسية.

التغيير: وكالات

قالت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية، ليلى بكر، إن الوضع في السودان هو من أبشع الأوضاع التي شهدَتها خلال مسيرتها المهنية في الأمم المتحدة الممتدة على مدار 30 عاما.

وأطلعت بكر الصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك عبر الفيديو من عمان الجمعة، على ما شهدته خلال زيارتها قبل أيام إلى السودان و”الوضع المأساوي” هناك، حيث قالت إن النساء والفتيات جُردن من كل ضرورياتهن الأساسية.

وأضافت: “تخيلوا الآلاف من النساء مكتظات في ملجأ حيث ليس لديهن مياه نظيفة، ولا نظافة، ولا طعام كافٍ لوجبتهن التالية، ولا رعاية طبية لهؤلاء النساء النازحات”.

وأفادت المسؤولة الأممية بأنها زارت أحد ملاجئ النساء في منطقة ديم عرب في مدينة بورتسودان والذي كان من المفترض أن يستوعب بضع مئات من الأشخاص، لكنه يؤوي الآن أكثر من 2000 نازحة، مضيفة أن “هذه بيئة مزدحمة للغاية”.

وأكدت أنه رغم ذلك الاكتظاظ، فإن النساء والفتيات هناك شعرن بسعادة لمجرد وجودهن بين نساء أخريات حيث يمكنهن التجمع، والوصول إلى الخدمات، والتحدث بحرية لأول مرة، بعد أن نزحن عدة مرات.

قصة زينب

وتحدثت المسؤولة الأممية عن لحظة معينة أثرت فيها كثيرا أثناء وجودها في بورتسودان عندما كانت تجلس على الأرض مع بعض النساء، وكن يروين لها قصصهن، حيث كانت هناك شابة خجولة “روت لي ما حدث وهي تهمس في أذني بلطف شديد، أنها تعرضت للاغتصاب”.

وقالت بكر بصوت متهدج إن الشابة النازحة زينب “تعرضت للاغتصاب أثناء فرارها من منزلها في الخرطوم، حيث فقدت كل شيء. كانت هي المعيلة الوحيدة لأسرتها، وهذه امرأة تبلغ من العمر 20 عاما وكان ينبغي أن تكون في أوج نشاطها وحياتها”.

وأضافت بكر: “لقد عانت (زينب) 15 شهرا من الصمت والألم حتى أتت إلى ذلك المركز. وهناك تمكنت من الحصول على المشورة النفسية الاجتماعية. وتمكنت من مقابلة نساء أخريات كن في نفس الموقف، ومن البدء في إعادة بناء حياتها”.

خطر المجاعة

وأشارت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية إلى خطر المجاعة الذي يهدد أكثر من 26 مليون شخص في السودان، “وهو ما يعادل تقريبا عدد سكان أستراليا”. وقالت بكر: “بالنسبة لستمائة ألف امرأة حامل، من المرجح أن تموت 18 ألفا نتيجة لهذه المجاعة. وهن لا يعرفن من أين ستأتي وجبتهن التالية”.

وأوضحت أنه بالنظر إلى تعقيدات الصراع والخسارة المادية والبشرية والدمار الناجم عن النزوح وفقدان الأحباء، فضلا عن انتشار العنف الجنسي على نطاق واسع، “يمكنك أن تفهم أننا نشعر بقلق بالغ، كصندوق الأمم المتحدة للسكان، بشأن العواقب، سواء الفورية أو طويلة الأجل، بالنسبة للنساء والفتيات في السودان”.

وشددت بكر على الحاجة إلى “وصول إنساني دون عوائق أو عراقيل، وهو أمر يمثل مشكلة حقيقية بالنسبة لنا”. وأكدت المسؤولة الأممية أنه من خلال لقاءاتها مع النساء في السودان وما استمعت إليه منهن مباشرة، “فإن ما يرغبن فيه أكثر من أي شيء آخر – أكثر من الماء، وأكثر من الطعام – هو الحماية الفورية من الحرب المستعرة”.

وأضافت: “إنهن يردن السلام والاستقرار. إنهن يردن ألا يعشن هذه التجربة مرارا وتكرارا”.

الوسومآثار الحرب في السودان أوضاع النازحين الأمم المتحدة العنف ضد النساء والفتيات مراكز الإيواء

مقالات مشابهة

  • يواجهون ظروفًا قاسية.. البرهان يتفقد النازحين في عطبرة
  • أكثر من «85» كياناً يطلقون حملة لتسليط الضوء على المجاعة في السودان
  • مسؤولة أممية: النساء والفتيات في السودان جردن من ضرورياتهن الأساسية
  • بعد أن وصل الحد البرهان رئيسا حتى اللحد
  • ???? الجنرال البرهان .. ليس امامك سوى هذا الحل!!
  • الفئات الأكثر تضررا من الحرب في السودان
  • أبحاث: حقن التنحيف فعالة أكثر مع النساء
  • نائب البرهان يعلن موعد إنتهاء حرب السودان ويوجه دعوة للمجتمع الدولي
  • الفريق العطا الجنرال والوصاية الجبرية!!
  • أسرار حديث الجنرال ياسر العطا