اهمية ربط خطوط سكك الحديد العراقية مع دول المنطقة
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
31 أغسطس، 2024
بغداد/المسلة:
حمزة جورجى
موجز: في الوقت الحالي، يعاني العراق، الذي يضم نحو 2000 كيلومتر من خطوط السكك الحديدية، من ضعف البنية التحتية الدولية للنقل بالسكك الحديدية مع الدول المجاورة والمنطقة، مما حرمه من فوائدها، بما في ذلك تنمية التجارة والسياحة مع هذه الدول.
*
في يومنا هذا، يعد النقل بالسكك الحديدية أحد المؤشرات الرئيسية لتطور البلدان، وفي كل بلد، يعد مقدار الخطوط المتاحة بالنسبة لعدد سكانها أحد العوامل التي يتم أخذها في عين الاعتبار في تصنيف البلدان.
ويحظى هذا الموضوع أيضاً باهتمام كبير في منطقة غرب آسيا، حيث تحاول بعض الدول، بما في ذلك تركيا وإيران ودول الخليج الفارسي، تطوير خطوط السكك الحديدية الخاصة بها حتى مع دول خارج المنطقة، بما في ذلك الصين والهند. تحاول دول المنطقة أيضا أن تقف في طريق الممرات التي تمر عبر المنطقة. وكما تحاول دول المنطقة أن تكون على طريق الممرات التي تمر بالمنطقة. على سبيل المثال، تحاول إيران وتركيا تطوير خطوط السكك الحديدية الخاصة بهما والتواصل مع الدول الأخرى لتكون على طريق الممرات الدولية بين الشرق والغرب والشمال والجنوب والاستفادة من مصالحهما الجيوسياسية والجيو اقتصادية. كما تحاول الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن دخول أوروبا من خلال تطوير البنية التحتية للسكك الحديدية في الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا بهدف ربط الهند بأوروبا. تمتلك تركيا حالياً أكثر من 10400 كيلومتر وإيران لديها أكثر من 15000 كيلومتر من خطوط السكك الحديدية. كما ترتبط إيران بشكل مباشر وغير مباشر بدول آسيا الوسطى والقوقاز وروسيا وباكستان، إلى جانب اتصال السكك الحديدية بتركيا. تمتلك تركيا أيضا خطوط سكك حديدية مباشرة وغير مباشرة مع جورجيا وإيران وبلغاريا واليونان وباكستان وأذربيجان.
ومع ذلك، فإن العراق لديه حاليا 2000 كيلومتر فقط من خطوط السكك الحديدية المحلية، مع مرور 4 إلى 6 قطارات فقط يومياً بسبب الدمار الذي تسبب فيه الغزو الأمريكي. ولذلك، تفتقر شبكة السكك الحديدية العراقية إلى اتصالات مناسبة ومستقرة مع الجيران والدول في المنطقة. وفي غضون ذلك، فإنّ إحدى الفرص المهمة والمنخفضة التكلفة لربط السكك الحديدية العراقية بدول المنطقة هو ربط خط سكة حديد البصرة- بشلامجة في إيران، والذي سيربط العراق أولاً بإيران ثم باكستان، وكذلك دول آسيا الوسطى والقوقاز. وبما أن هذه البلدان تعتبر هي أيضاً مصادر مهمة للسياحة الدينية في العراق، فإن ربط السكك الحديدية بهذه البلدان يمكن أن تزيد من دخول السياح الدينيين من خلال تقليل التكلفة والوقت و زيادة أمان السفر إلى العراق وبالتالي الإيرادات. كما أن ربط خطوط السكك الحديدية العراقية ببلدان المنطقة سيسرّع من تطوير الخطوط المحلية ويزيد من معاييرها بسبب التبادلات الدولية. وستؤدي النتيجة إلى التنمية الاقتصادية، وزيادة الوضع الجيوسياسي، وتطوير البنية التحتية للنقل في العراق.
وعلى الرغم من مرور نحو عقدين على اقتراح مشروع خط سكة حديد البصرة-شلامجة بين حكومتي العراق وإيران، إلا أنّ هذا الخط لم يبدأ العمل بعد. يتطلب خط السكة الحديد 32 كيلومترا فقط من بناء السكك الحديدية، وبناء جسر مفتوح فوق شط العرب، بالإضافة إلى تعدين 16 كيلومترا الأولى من الطريق، والذي يواجه عقبات سياسية وتقنية. وتعدّ الضغوط السياسية من بعض الدول الأجنبية المعارضة لتطوير العلاقات الإيرانية العراقية، وكذلك جماعات الضغط المحلية، هي من أهم العقبات التي تحول دون إطلاق الخط الحديدي هذا. فإنّ هذه الضغوط، بالإضافة إلى منع تطور العلاقات بين العراق ودول المنطقة، تمنع أيضا تطوير البنية التحتية للسكك الحديدية في البلاد. لذلك من الضروري أن تسرع الحكومة العراقية جهودها لإطلاق خط السكة الحديد هذا، مع مراعاة المصالح الوطنية للعراق.
مصادر:
1. databank.worldbank.org/metadataglossary/world-development-indicators/series/IS.RRS.TOTL.KM
2. https://dlca.logcluster.org/turkiye-24-railway-assessment
3. inancialtribune.com/articles/domestic-economy/117603/iran-s-railroad-network-exceeded-15000km-by-fiscal-2022-23-end
4. researchgate.net/publication/338686137_Improving_the_Mass_Public_Transportation_in_Iraqالمسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: خطوط السکک الحدیدیة بالسکک الحدیدیة البنیة التحتیة دول المنطقة
إقرأ أيضاً:
بين الانقسامات والإرهاب.. الإيكواس تطلق خطتها الأمنية الجديدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (الإيكواس)، عزمها تفعيل قوتها الاحتياطية، في ظل التوسع المستمر للأنشطة الإرهابية المنطلقة من أراضي بوركينا فاسو ومالي والنيجر.
وجاء هذا الإعلان على هامش اجتماع عقدته الإيكواس، صرح فيه وزير الدفاع النيجيري السيد محمد بدار وأبوبكر، أن الخطة الجديدة تهدف إلى تعبئة حوالي 5.000 جندي من قوة الإيكواس الاحتياطية، إلى جانب موارد أخرى يتم توزيعها في أنحاء المنطقة، التي أصبحت مسرحًا لأعمال عنف تقودها جماعات إرهابية. وستعمل هذه القوة على التصدي للإرهاب، ومكافحة جرائم قطع الطرق، والتطرف العنيف، والجريمة المنظمة العابرة للحدود، بالإضافة إلى مواجهة عدم الاستقرار السياسي. ومع ذلك، لم يتم حتى الآن تحديد موعد أو موقع أول انتشار لتلك القوة.
وفي مقابلة له مع إذاعة "صوت أمريكا"، أكد أبوبكر أن تفعيل هذه القوة يُظهر التزام الجميع بمواجهة انتشار الإرهاب والتدهور الأمني، قائلًا: "يؤكد تفعيل هذه القوة أننا جميعًا عازمون على التصدي لزحف الإرهاب وانعدام الأمن، وتوفير الأمن والأمان لمواطنينا".
وقد لقي هذا الإعلان ترحيبًا من قبل المحلل الأمني كابيرو أدامو، إلا أنه عبر عن بعض المخاوف بشأن فعالية التنفيذ.
الإيكواس تطلق خطتها الأمنية الجديدةوقال في حديثه لـ "صوت أمريكا": "آخر ما وصلنا إليه، وقد يتغير ذلك، هو أن القوة سيكون لها قاعدتا عمليات في المنطقة الفرعية، وعلينا أن ندرك أن حشد 5.000 جندي ليس مهمة سهلة، خاصة وأن ثلاثًا من الدول التي كانت قد وافقت في السابق على المشاركة قد انسحبت من عضوية الإيكواس. وبالتالي، ستحتاج الإيكواس إلى التشاور مع الدول الأعضاء المتبقية لمعرفة من منها سيكون مستعدًا لسد هذه الفجوة".
وكانت كل من بوركينا فاسو ومالي والنيجر قد أعلنت انسحابها من المنظمة الإقليمية في 29 يناير، وشكلت تحالفًا جديدًا يعرف باسم "تحالف دول الساحل".
ومع ذلك، أوضح رئيس الإيكواس، عمر عليو توراي، أن الكتلة الإقليمية ما تزال تأمل في التعاون مع هذه الدول، حتى بعد مغادرتها، من أجل التصدي المشترك لخطر الإرهاب والتحديات الأمنية الأخرى.
من جانبه، شدد أدامو على أهمية الحفاظ على قنوات التعاون بين الإيكواس وتحالف دول الساحل، حيث قال: "في ظل الأوضاع التي تعاني منها القوات العسكرية في معظم بلدان المنطقة، سيكون من الصعب جدًا تلبية المتطلبات التي تتيح انتشارًا سريعًا وفعالًا. ومع ذلك، فإن التعاون الدفاعي والأمني بين الطرفين لا يزال قائمًا على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف.
مركز الديمقراطية والتنمية الاجتماعية والاقتصاديةوفي هذا السياق، ذكر مركز الديمقراطية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية أن الإيكواس واجهت في السنوات الأخيرة سلسلة من التحديات المتزايدة، مثل عدم الاستقرار السياسي الإقليمي، والخلافات الداخلية بين أعضائها، فضلًا عن تضارب المصالح الوطنية.
ولطالما كانت فعالية قوة الإيكواس الاحتياطية موضع جدل بين المسئولين والخبراء.
ففي ندوة نُظمت في سبتمبر 2024 بكلية أبوجا للفكر الاجتماعي والسياسي في نيجيريا، عبر اللواء المتقاعد نيكولاس روجرز عن انتقاداته للمشروع، مشيرًا إلى أن القوة تعاني من مشكلات تتعلق بنقص التمويل، وعدم الاستقرار، والحواجز اللغوية بين الدول الأعضاء.
وبحسب ما نشرته صحيفة "بيبلز جازيت" النيجيرية، أوضح روجرز أن النجاح الحقيقي للقوة الاحتياطية لا يمكن أن يتحقق إلا إذا توافرت لدى الدول المشاركة رؤية موحدة، وقدرات تكنولوجية مناسبة، وظروف أمنية مستقرة نسبيًا. وأشار إلى تجربته السابقة، قائلًا: "يصعب على منطقة فقيرة أن تمتلك قوة احتياطية فعالة؛ لأن الأمر لا يقتصر على الخطط الورقية، بل يحتاج إلى معدات عسكرية، وتكنولوجيا، وجنود مدرَّبين، ورواتب مجزية، ودعم طبي، وإسناد جوي. فتشكيل قوة احتياطية يتطلب موارد حقيقية ومتكاملة".
في المقابل، يرى رئيس غانا السابق، السيد نانا أكوفو أدو، أن هذه القوة يمكن أن تشكّل دعامة أساسية لأمن واستقرار المنطقة.