سودانايل:
2024-09-14@18:18:39 GMT

مذكرات مغترب في دول الخليج العربي (٢)

تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT

تمَّ التَّخرُّج الذي كُنَّا والأهلُ نَتلّهَّفُ لِقُدُومِه مِثْلَ تَلهُّفِ الأطفالِ للعيدِ ومَلابسِ العِيد وحَلوِياتِ العيدْ ، خاصَّةً وأنَّه لا بُدَّ مُرتَبطٌ بِهِجَرةٍ ، تمَّ في ٢٠ / ٥ / ۱۹۸۲ فِعْلِيَّاٌ حِين اسْتَلمْنا شَهادةَ "البكالوريوس " مُوَقَعَّةً بِهذا التَّاريخ بِتوقِيعِ العَمِيدِ ومُسَجِّل الكُليَّة ومَخْتُومةً بِخَتمِ الكُليَّة وجامعةِ الخُرْطُوم .

ظَلَلنا في انتظارِ لَجْنة التَعاقُد السَّعَودية وإعلانِ ضَربةِ البداية لإجْرَاءِ المُعايَنات . وقد كُنَّا مُطمَئنينَ للتَّعْيين وتَبقَى المُشكِلةُ الوَحيدةُ هي الجِهة أو المِنطَقة التَّعليميَّة التي يُوجِّهُونكَ إليها . وقد نَفحَنا السَّابِقونَ من الإخْوَةِ المُعَلِّمِين
بِأخْبارِ المَناطِق وأيُّها أفْضلُ وما تِلك التي هي أنْكَى وأشَدُّّ شِدَّةً وبَداوةً من مَناطِق الشِّدة عندنا آنذاك .
وأذْكُرُ أنَّ مَنْ أجَرى لنا المُقابَلات مِن الفَريق السَّعُودي كانَ شَيخاً يُدعَى حمد الصليفيح - عليه رحمة الله - وقد سألني عندما جاءَ دَوْري عن انتمائي فقلتُ له لا أنتمي لِجِهةٍ مُعَيَّنة . فقالَ لي باللَّهْجةِ السُّودانِية : " قاعِد ساكِت؟" قلتُ له : " نعم " ! فقال لي : " سوفَ أوَزِّعُك إلى مِنطقةٍ تُسْكِتُك سُكُوتاً شَدِيداً " ... هكذا !!!! فأوْجسَ في نَفسِه خِيفةً الشَّريف !!! وفعلاً كان ما قد وعَدَ به . تمَّ تَوزِيعي إلى مِنطقة بِيشة التَّعليمية وهي تقعُ جنوبَ المَمْلكةِ ومُعْظَمُها صَحْراوي وقُراها في تلك الحِقَبةِ حَدِّث ولا حَرَج ! وسأتعرضُ لهذا في حِينه . ونحنُ - مَعْشرَ السُّودانيين - سَمِعنا عنْ بيشة ونَعرِفها في المَقُولةِ المَعرُوفة " بيشة الما وراها عِيشة " ، ونَعرِفُها في أُغْنِية الكابلي " أسَد بِيشة المِكرْمِت قَمْزاتُه مُطَّابقات يرْضَع في ضَرَايع العُنَّز الشَّارداتْ " .
لا بُدَّ مِن الإشارة إلى أنَّ مَقرَ لَجنةِ التَّعاقُد كانَ في حي الصَّحَافة في فيلا ضخمة فخمة ذاتِ فناءٍ فَسيحٍ مُسَوَّرٍ ومُشَجَّرٍ ومُنَجَّلٍ ومُهَيَّا للجُلُوس والانْتِظار .
خُلاصةُ الأمْرِ أنَّ إجْرَاءاتِ تَعَاقُدِنا قدْ اكتمَلتْ واسْتَلمْنَا تَذاكِر السَّفَر وقدْ تَحَدَّد بِها تارٍيخُه ومطارُ الوُصُولٍ الأقَربُ لِكلِّ مُتعَاقِد مِن خِريجي كُليَّةِ التَّربية ۱۹۸۲ ومِنْطَقتُه التَّعلِيميَّة المُوَجَّه إليها . ولم يَبقَ مِمَّن لم يَتَعاقدْ إلا قِلَّةٌ تًعَدُّ على أصَابِع اليَدينْ .
----------------------
محمد عمر الشريف عبد الوهاب

m.omeralshrif114@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

خبراء: أميركا تضغط لمنع إصدار الجنائية مذكرات اعتقال لنتنياهو وتؤخّر المساءلة

اتفق خبراء على وجود ضغوط من جانب أميركا وإسرائيل على المحكمة الجنائية الدولية فيما يتعلق بطلب الاستعجال في إصدار مذكرات اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، مشيرين إلى أن تل أبيب تحاول تجنّب المساءلة، وتتهم المحكمة بمعاداة السامية.

وقال الخبير في شؤون الأمم المتحدة الدكتور عبد الحميد صيام إن هناك 3 قاضيات هن المخولات بإصدار مذكرات الاعتقال بالمحكمة، منبها إلى أنهن يمكن أن يخضعن للضغط الذي يمكن أن تتعرض له حكوماتهن، كما أشار إلى أن تهديد أميركا للمحكمة سبق أن عطل إجراء ضد جرائم إسرائيل عام 2014 بدأته رئيسة المحكمة السابقة فاتو بن سودا.

واتفق الكاتب والباحث في الشؤون الدولية حسام شاكر مع رأي صيام، مشيرا إلى أن انزعاج إسرائيل من المذكرات وردها باتهام المحكمة بمعاداة السامية وترهيب العدالة الدولية هو سلوك إسرائيلي متواصل، موضحا أنها تحاول دفع الاتهامات عنها بالدعاية وليس بالسلوك الذي يعزز براءتها.

وأكد شاكر أن سلوك إسرائيل يثبت أن لديها ما تخشاه أمام العدالة الدولية والمحكمة الجنائية والقانون الدولي، ولكنها تظل رغم ذلك مصرة على المواصلة في نهجها الإجرامي وغير مستعدة للتراجع عنه.

وبحسب صيام، فإن الاستعجال في إصدار مذكرات التوقيف قبل جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة وخطاب نتنياهو فيها، يحمل وزنا معنويا -لو أصدرت المذكرات- مشيرا إلى عدم تأكده من ذلك يعود إلى التاريخ الطويل بين المحكمة الجنائية وإسرائيل بهذا الخصوص، والذي لا يشير إلى أن المحكمة متحمسة للتدخل في حل القضية الفلسطينية.

خشية نتنياهو

وأرجع الخبير الأممي تجاهل حكومة نتنياهو لنصيحة قانونية بأن تقوم بتشكيل لجنة تحقيق داخلية تبحث قائمة الاتهام الموجهة من المحكمة لإسرائيل إلى أن نتنياهو يخشى أن يعتبر ذلك قبولا منه بأن يتم التحقيق معه شخصيا، لافتا إلى أنه لا يزال يعول على أميركا أن تحول دون إصدار مذكرات اعتقال بحقه أو أحد من مسؤولي حكومته.

وانتقد صيام مذكرات الاعتقال التي أصدرتها المحكمة واصفا إياها بـ"غير متوازنة"، وطرح سؤالا حول السبب في عدم إصدار مذكرة بحق رئيس الأركان الإسرائيلي الذي يمارس القتل بمحاور غزة، والاكتفاء بمذكرتين لاعتقال نتنياهو وغالانت فقط، كما تساءل عن معقولية إصدار مذكرة اعتقال بحق الشهيد رئيس المكتب السياسي لحركة المقامة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، الذي أكد أنه لم يشارك في القرار العسكري، وكان موجودا خارج غزة.

ولفت إلى أن محكمة العدل الدولية تعتبر أكثر استقلالا من المحكمة الجنائية من ناحية التوزيع الجغرافي للدول التي ينتمي لها القضاة الـ15، موضحا أنهم يصدرون "رأيا قانونيا" يفترض أن يكون ملزما، ولكنه لا يطبق لأن المحكمة ليس لديها قوة لتنفيذ هذا الرأي القانوني.

وبالمقابل أوضح أن الوضع في المحكمة الجنائية مختلف، لأنها تصدر إجراءات عقابية ومذكرات اعتقال تنفذ بالتعاون مع الدول الأعضاء بالمحكمة.

ونوه شاكر إلى أن إسرائيل تعاني من هواجس وجودية عميقة "من الخروج من التاريخ"، وهذه يمكن أن تبدأ بالملاحقة الجنائية الدولية، رغم ما وصفه بـ"الحصانة المزيفة" التي يوفرها حلفاء الاحتلال الغربيين للتهرب من جرائمه.

الضغط الأخلاقي

ورغم ادعاءات المحكمة الجدية بإصدار المذكرات، عبّر شاكر عن قلقه بشأن تباطؤ المحكمة في الأداء، وضعف ما صدر منها حتى الآن فيما يتعلق بموضوع الإبادة الجماعية في غزة.

ولفت الكاتب والباحث إلى ضغوطات كبيرة تمارسها إسرائيل وأميركا على توجهات المحكمة الجنائية، لكنه أوضح أن ذلك يقابله "ضغط أخلاقي" يجعل المحكمة تواجه السؤال حول دورها إذا لم تقم بواجبها في إدانة أكبر عمليات الإبادة الجماعية المرئية التي حدثت في تاريخ العالم بغزة.

وحول التوقيت المتوقع لإصدار المذكرات، قال شاكر إن ذلك يمكن أن يحدث في أي لحظة، لكنه نبه إلى أن صدور المذكرات لا يعني تنفيذها إذا أخذنا في الحسبان أن بعض المتهمين يتمتعون بحصانة أحيانا.

وأشار الكاتب والباحث في الشؤون الدولية إلى أن أميركا لديها موقف مناهض لتأسيس المحكمة الجنائية، وحاولت الضغط على الدول الموقعة على ميثاق روما، خوفا من ملاحقتها في جرائم ارتكبها الجيش الأميركي بالعراق أو أفغانستان.

وكان المقرر الأممي السابق لحقوق الإنسان في فلسطين مايك لينك أكد، أمس الثلاثاء، أن طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار أوامر اعتقال عاجلة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت هو بسبب جرائم الحرب المستمرة والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب داخل قطاع غزة، ووصف هذا "الإلحاح" من قِبل المدعي العام بأنه تطور مهم جدا.

مقالات مشابهة

  • تركيا تعتزم طلب مذكرات اعتقال دولية عقب مقتل عائشة
  • أحمد أمين يشارك بـ«مذكرات نشال» في الماراثون الرمضاني 2025
  • ما وراء طلب المدعي العام للجنائية الدولية الاستعجال بإصدار مذكرات الاعتقال؟
  • مذكرات التفاهم الـ 14 بين العراق وإيران.. هل تحتاج إلى مصادقة البرلمان؟
  • مذكرات التفاهم الـ 14 بين العراق وإيران.. هل تحتاج إلى مصادقة البرلمان؟ - عاجل
  • بعد مقتل عائشة بالضفة.. تركيا تعتزم طلب مذكرات اعتقال دولية
  • هل يمكن منع مذكرات الاعتقال الدولية بحق نتنياهو وغالانت؟
  • نتنياهو يحاول عرقلة اصدار مذكرات اعتقال دولية ضده
  • خبراء: أميركا تضغط لمنع إصدار الجنائية مذكرات اعتقال لنتنياهو وتؤخّر المساءلة
  • نتنياهو يحاول منع إصدار مذكرات اعتقال دولية ضده