هجوم أوكرانيا على كورسك..مقامرة مدفوعة باليأس
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
يبدو أن المواقف اليائسة تؤدي في بعض الأحيان إلى أفعال يائسة، مثل توغل أوكرانيا في 6 أغسطس(آب) في منطقة كورسك الروسية في خطوة جريئة، ولكن يائسة، فاجأت روسيا وربما العالم أيضاً.
وقال الكاتب أستاذ العلوم السياسية في كلية الحكومة والسياسة العامة في جامعة أريزونا، جون بات ويلرتون، في تقرير بمجلة "ناشونال إنتريست" إن دخول أوكرانيا منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة وبلا أهمية استراتيجية، نجح في تجميع قوة قتالية أوكرانية جيدة التدريب والتجهيز تتألف ربما من 15 ألف جندي.Ukraine’s Kursk Gamble: Audacity Born Out of Desperation https://t.co/OhEV92r5qS via @TheNatlInterest
— Nino Brodin (@Orgetorix) August 30, 2024 مقامرة مفاجئةوحسب ويلترون، لم تواجه أوكرانيا مقاومة تذكر من حرس الحدود الروس، ولم تظهر مقاومة روسية جادة إلا بعد أيام، وبعد وصول القوات الروسية للجبهة، وفي غضون أسبوع واحد، توقفت المبادرة الأوكرانية. وكافحت كييف لتبرير تحركها المفاجئ.
ويرى الكاتب أنه لو نجحت أوكرانيا في الاستيلاء على محطة كورسك للطاقة النووية، وهو ما تكهن به العديد من المراقبين باعتباره هدفاً مقصوداً، لربما كانت مخاطر التوغل مبررة. ولكن القوات الأوكرانية لم تقترب من المحطة، ووفقاً للأخبار الحالية، كانت القوات الأوكرانية غارقة في قتال عنيف.
وفي حين تجعل العمليات العسكرية من الصعب تقييم كيفية سير الأمور، فإن الأدلة تتزايد على أن أوكرانيا تتكبد خسائر كبيرة في المعدات والذخيرة، والأهم من ذلك في الجنود.
Zelensky’s Kursk gamble unravels as a barrage of criticism mounts.Z bet big with the Kursk incursion, hoping to draw off Russian troops from the AFU hard pressed by Russian forces on the Donbas frontline. But if that was plan, it failed. Now he is facing a barrage of criticism…
— Katrina vandenHeuvel (@KatrinaNation) August 30, 2024وأشارت "ناشونال إنتريست"، إلى زيادة عدد القوات الروسية للقتال في كورسك بشكل كبير، مع غياب دليل على أن هذه القوات سُحبت بعيداً عن جبهات القتال الشرقية. وعلى النقيض من روسيا عززت أوكرانيا أفضل احتياطياتها المخصصة لعملية كورسك بقوات سحبتها من الشرق.
بشكل عام، يتسبب القتال العنيف في خسائر فادحة للجانبين في كورسك، أما في دونباس، فتسرع القوات الروسية تقدمها الزاحف.
“Ukraine knew that it was the only actor that could change the status quo in the war. The surprise attack into Kursk, with its political, strategic and military objectives, is the result.” @EngelsbergIdeas https://t.co/oYv4muPeQi
— Mick Ryan, AM (@WarintheFuture) August 29, 2024 نجاح روسي في دونباسوتتأرجح المدن المحصنة المهمة مثل بوكروسك، وتوريتسك على هاوية السقوط في أيدي القوات الروسية. وتتحرك روسيا نحو تحقيق نجاح حاسم في دونباس إذا لم تتمكن أوكرانيا من الحفاظ على مقاومتها.
ودخلت أوكرانيا "مقامرة عالية" المخاطر، حيث وضعت الكثير من الموارد الثمينة في عملية كورسك، وكان النجاح سيغير واقع القتال المطول في الشرق والذي كان يؤدي ببطء إلى مكاسب إقليمية روسية.
ولكن حتى الآن، لم يحصل أي تغيير جذري في منطق القتال المكثف في الشرق، حيث لا تملك أوكرانيا ببساطة القوات الكافية لمضاهاة العملاق العسكري الروسي المتنامي.
ويكمل ويلرتون، أنه في ظل الوضع الحالي، لا يبدو أن مبادرة كورسك الجريئة كانت فكرة جيدة، حيث يبدو أن المبادرة ستفشل في نهاية المطاف.
وفي الواقع يعتقد كثيرون أن هجوم كورسك لا يخدم القضية الأوكرانية، حيث ترسل أعداد كبيرة من الجنود والمعدات العسكرية على جبهة أخرى، في حين أن الموقف الأوكراني على الجبهات الشرقية أصبح بالفعل متوتراً إلى حد كبير.
وأضاف، كانت أوكرانيا تتطلع إلى التراجع طويل الأجل مع تدهور وضعها في المعركة إلى جانب تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد، ناهيك عن الدعم المتراجع من الأصدقاء الغربيين.
ميزة روسيةويشير العديد من المراقبين إلى أن لروسيا ميزة مدفعية تبلغ نحو 10 إلى 1 وحتى قائد قوات الطائرات دون طيار في أوكرانيا اعترف بأن روسيا تتمتع بميزة 6 إلى 1 في هذه الطائرات. وبما أن الكثير من القتال، يرجع إلى تقنية القتال عن بعد في الوقت الراهن، فإن هذه المزايا العددية حاسمة على أرض المعركة.
وتختم "ناشونال إنتريست" بأن أوكرانيا لا تستطيع شن هجوم فعال ضد روسيا. وفي مرحلة ما قريباً، ستستولي روسيا على دونباس، وستكون على نهر دنيبر. وسيتعين على دول حلف شمال الأطلسي أن تقرر إذا كانت على استعداد لاتخاذ خطوات إضافية للدفاع عن أوكرانيا.
وتشير التحليلات إلى أن الدخول المباشر لقوات الحلف في الحرب يمكن أن يوقف هزيمة أوكرانيا في نهاية المطاف. فهل يتخذ الحلف مثل هذه الخطوة؟.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية القتال العنيف الحرب الأوكرانية روسيا القوات الروسیة
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تعلن أسر 909 جنود روس في كورسك
قالت أوكرانيا، الخميس، إنها أسرت أكثر من 900 جندي روسي خلال 6 أشهر من القتال في منطقة كورسك في غرب روسيا.
وتقول كييف إن الهدف الرئيسي لعمليتها المتعثرة، التي بدأتها في أغسطس (آب) الماضي عبر حدودها مع روسيا، هو جمع أكبر عدد من الجنود الروس لمبادلتهم بأسرى حرب أوكرانيين.وقال الجيش الأوكراني في بيان: "خلال العملية، أسرت القوات الأوكرانية 909 جنود روس، ما يجعل من الممكن إعادة مئات الأوكرانيين الذين كانوا محتجزين في السجون الروسية إلى وطنهم".
وما زالت كييف وموسكو تتعاونان في مجال تبادل الأسرى، رغم أنهما في حالة حرب منذ حوالى 3 سنوات. أوكرانيا: انسحاب الجنود الكوريين الشماليين من كورسك - موقع 24قال الجيش الأوكراني، اليوم الجمعة، إنه استهدف بالصواريخ والمدفعية موقع قيادة للجيش الروسي في منطقة كورسك، في إطار جهوده لتعطيل عمليات القوات الروسية والخدمات اللوجستية. وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالقوات التي تقاتل في منطقة كورسك، معلناً رصد مكافآت لوحدات عدة.
وقال: "ينبغي إلحاق الهزيمة بالمحتل على أرضه"، مركزاً مجدداً على مبدأ "السلام عبر القوة" الذي تبنته كييف منذ انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة.
والعام الماضي، قال الجيش الأوكراني إن قواته أسرت أكثر من 700 جندي روسي، خلال عمليات في منطقة كورسك.
وبعدما شنت هجومها المباغت، وهو الأكبر الذي يشنه جيش أجنبي في روسيا منذ الحرب العالمية الثانية، بدأت القوات الأوكرانية تخسر مساحات شاسعة من الأراضي الروسية، التي سيطرت عليها في البداية.
وتقول كييف إن الأراضي التي تسيطر عليها في كورسك ستكون ورقة مساومة مهمة في أي مفاوضات سلام مقبلة مع روسيا، التي تواصل قواتها تحقيق مكاسب عند خط الجبهة في شرق أوكرانيا.