مدينة طوباس.. النجم المضيء المقاوم للاحتلال
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
مدينة فلسطينية تقع شمال شرق الضفة الغربية، وتبلغ مساحتها حوالي 500 كيلومتر مربع، وهي مركز محافظة طوباس. تتميز بتاريخها العريق، إذ يعود أصل تسميتها إلى الكنعانيين، وورد ذكرها في العصر الروماني، قبل أن تتحول لاسمها الحالي عقب الفتح الإسلامي.
لعبت طوباس دورا مهما في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، إذ كانت من أوائل المدن التي أسهمت في إشعال الثورة الفلسطينية عام 1965، كما شهدت ظهور "كتيبة طوباس" عام 2022، والتي شاركت في مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.
تقع مدينة طوباس في الضفة الغربية، في الجنوب الشرقي من مدينة جنين والشمال الشرقي من مدينة نابلس. وهي مركز محافظة طوباس، وتبلغ مساحتها نحو 500 كيلو متر مربع.
مشهد من داخل مدينة طوباس في الضفة الغربية (الصحافة الفلسطينية) الجغرافيةأرض المدينة تتميز بسطحها المنبسط مع وجود بعض المرتفعات والتلال، وتتكون من مجموعة من القرى، وترتفع المدينة عن سطح البحر من 300 متر إلى 600 متر.
مناخ المدينة معتدل، حار وجاف في الصيف، بينما يشهد الشتاء هطول كميات كبيرة من الأمطار. ويبلغ متوسط درجة الحرارة في المدينة 21 درجة مئوية.
أصل التسميةيعود أصل تسمية طوباس إلى الكلمة الكنعانية القديمة "توبا سيوس"، والتي تعني "النجم المضيء"، كما ورد ذكرها في العصر الروماني باسم "ثيباس" إلى أن أطلق عليها العرب اسمها الحالي بعد الفتح الإسلامي.
أحد شوارع مدينة طوباس في الضفة الغربية (الصحافة الفلسطينية) السكانقدر عدد سكان المدينة حتى عام 2021 بما يزيد عن 23 ألف نسمة حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وتتألف التركيبة السكانية من عشائر "الدراغمة" و"الصوافطة" و"الفقهاء"، التي تضم مجموعة من العائلات.
ويجمع هذه العشائر "مجلس عشائر طوباس"، الذي يهدف لتنمية روح التكافل الاجتماعي والتعاون المشترك والترابط بينها.
وتعتبر العشائر في العادات الاجتماعية هي "الآمرة الناهية"، إذ تتدخل في أمور الزواج والطلاق، ومعاملات الميراث وغيرها.
ويسمى الزي الطوباسي بـ"المردن"، وهو مستوحى من اللباس التقليدي للأكراد، ويحتوي الزي النسائي على ثوب أسود فضفاض من الحرير، دون أي نقوش وتطريزات يدوية، على عكس غالبية الأثواب الفلسطينية، وعباءة بيضاء، وغطاء للرأس من قطعتين بيضاء وخضراء، ويربط الخصر بواسطة قطعة من الكوفية الفلسطينية.
تاريخ المقاومة
خطت مدينة طوباس باكرا طريقا على خريطة النضال الفلسطيني، إذ شكلت أحد أعمدة الثورة الفلسطينية عام 1965 وأسهمت في إشعال المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وبحكم موقعها الحدودي مع الأردن، فقد مهدت للثوار طريقهم للعبور ولتهريب الذخيرة وسلاح المقاومة، غير أن الاحتلال سارع في نشر النقاط العسكرية الكثيرة والقريبة، مما أدى لخفض قوة المقاومة لفترة من الزمن.
ومع حراك المقاومة المتواصل شهدت المدينة ظهور كتيبة من المقاومين تواجه قوات الاحتلال الإسرائيلي تحت مسمى "كتيبة طوباس"، تتبع لسرايا القدس – الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي – وأعلنت عن إطلاقها منتصف يوليو/تموز 2022.
وفي أوائل 2024 وقعت اشتباكات مسلحة بين الكتيبة وجيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام الاحتلال المدينة الواقعة بالضفة الغربية، واستخدمت الكتيبة العبوات الناسفة المحلية الصنع لمواجهة الاحتلال، مما أدى لتدمير عدد من آلياته وتحقيق إصابات مباشرة في صفوف القوات الإسرائيلية.
وقد سقط العديد من الشهداء المقاومين، أبرزهم قائد "كتيبة طوباس"، أحمد دراغمة، الذي استشهد في 27 فبراير/شباط 2024 خلال اقتحام جيش الاحتلال المدينة، ومحمد رسول دراغمة أحد قادة الكتيبة الذي اغتيل في 12 أبريل/نيسان2024، كما جرت اشتباكات بين عناصر الكتيبة وقوى الأمن الفلسطينية.
الاقتصاديعتمد أهالي المدينة في اقتصادهم على الزراعة، إذ يملكون مساحات واسعة من الأراضي الزراعية التي ينتجون منها الخضراوات والزيتون والبصل وأشجار اللوزيات، كما يعمل بعضهم في تربية الماشية مثل الماعز والأبقار.
وقد ازدهرت المدينة بتجارة المواد الاستهلاكية والسيارات والمفروشات والملابس والإلكترونيات، وتعد الصناعة قليلة في المدينة، إذ يصنعون مواد البناء والمواد الغذائية، خصوصا تعليب المخللات بكافة أنواعها، وصناعة الصابون والفخار.
ويوجد في المدينة عدد من المحلات التجارية والمؤسسات الخدمية والعديد من ورش الحرف اليدوية المنزلية التي توفر ظروفا معيشية ملائمة لأهالي المدينة.
وتأثر متوسط دخل الأسرة في طوباس بشكل كبير عقب الانتفاضة الفلسطينية الثانية، إذ انخفض دخل الأسرة بنسبة 40% خلال 4 سنوات فقط.
معالم المدينة تل الردغةيتكون التل من أنقاض وآثار جدران مبنية بالحجارة وبقايا معاصر من البازلت -صخور بركانية- وتوجد إلى غرب التل مقبرة رومانية وبوابة مبنية بالحجارة.
قرية جباريسترتفع القرية عن سطح البحر بنحو 300 متر، ويوجد بها جدران أبراج متهدمة وأساسات وأعمدة وعتبات أبواب عليا ومدافن محفورة في الصخر.
قرية عينونيوجد بها أنقاض قرية وجدران من عقود وصهاريج وأحواض وصخور منحوتة ونقر في الصخور.
أبرز أعلام المدينة سعيد النمرأحد أبرز رواد الطب في فلسطين، تخرج عام 1914 إبان فترة الدولة العثمانية، وعمل ضابطا في الخدمات الطبية.
التحق عقب عمله بالجيش العثماني بصفوف الثورة العربية الكبرى في 1916، واستقر عقب الثورة في مدينة جنين إذ فتح عيادته الخاصة. وهو من أوائل الفلسطينيين الذين درسوا الطب ومارسوه.
ابنه عصام سعيد النمر أحد علماء وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، ولد في مدينة جنين، وكان ضمن العلماء الذين يعطون الإشارة النهائية لإطلاق مركبات الفضاء في الوكالة.
أحمد عاطف دراغمةلاعب كرة قدم، ولد وتربى في طوباس، ودرس الابتدائي والثانوي فيها قبل أن يلتحق بكلية التربية الرياضية بجامعة القدس المفتوحة، وعمل مع والده في مصنع للتمور عقب تخرجه.
ينتمي لعائلة فلسطينية مناضلة، فوالده عاطف دراغمة أمضى 15 عاما في سجون الاحتلال، كما اعتقل عمه عمار دراغمة مرتين وقضى 8 سنوات في السجن. وأخوه أدهم دراغمة سجنه الاحتلال عام 2021.
اشتهر أحمد بشغفه بكرة القدم، إذ لعب في "نادي طوباس" وانتقل لاحقا إلى "نادي ثقافي طولكرم" وشارك في الموسم الرياضي عام 2022 وسجل 6 أهداف قبل أن يستشهد برصاص قناص إسرائيلي في مدينة نابلس في العام نفسه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الاحتلال الإسرائیلی الضفة الغربیة مدینة طوباس
إقرأ أيضاً:
استشهاد 11 فلسطينيا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة
استشهد 11 فلسطينيا وأصيب آخرون في قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي ومدفعيته، محافظة غزة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» اليوم الثلاثاء باستشهاد 6 مواطنين بينهم نساء وأطفال، وإصابة آخرين، جراء قصف الاحتلال منزلا قرب مسجد الرحمة بمنطقة الزرقا في حي التفاح شمال شرق مدينة غزة.
واستشهد مواطنان فلسطينيان وأصيب آخرون في قصف مدفعية الاحتلال شارع كشكو في منطقة الأبرار شرق حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، كما استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف طائرات الاحتلال تجمعا للمواطنين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وفي وسط القطاع، استشهد فلسطيني بقصف من طائرات الاحتلال المسيّرة شمال مخيم البريج، ولم تتمكن طواقم الإسعاف من انتشاله لخطورة المكان بسبب القصف والاستهداف المتواصل من الاحتلال.
وفي جنوب القطاع، فتحت آليات الاحتلال العسكرية أسلحتها الرشاشة على المناطق الشمالية الغربية في مواصي رفح.
وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 44 ألفا و235 فلسطينيا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 104 آلاف و638 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
اقرأ أيضاًاستشهاد 7 فلسطينيين في قصف الاحتلال لمناطق بغزة
الأونروا: 91% من سكان قطاع غزة يواجهون مستويات عالية لانعدام الأمن الغذائي