الجزيرة:
2024-11-12@20:18:44 GMT

مدينة طوباس.. النجم المضيء المقاوم للاحتلال

تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT

مدينة طوباس.. النجم المضيء المقاوم للاحتلال

مدينة فلسطينية تقع شمال شرق الضفة الغربية، وتبلغ مساحتها حوالي 500 كيلومتر مربع، وهي مركز محافظة طوباس. تتميز بتاريخها العريق، إذ يعود أصل تسميتها إلى الكنعانيين، وورد ذكرها في العصر الروماني، قبل أن تتحول لاسمها الحالي عقب الفتح الإسلامي.

لعبت طوباس دورا مهما في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، إذ كانت من أوائل المدن التي أسهمت في إشعال الثورة الفلسطينية عام 1965، كما شهدت ظهور "كتيبة طوباس" عام 2022، والتي شاركت في مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.

الموقع

تقع مدينة طوباس في الضفة الغربية، في الجنوب الشرقي من مدينة جنين والشمال الشرقي من مدينة نابلس. وهي مركز محافظة طوباس، وتبلغ مساحتها نحو 500 كيلو متر مربع.

مشهد من داخل مدينة طوباس في الضفة الغربية (الصحافة الفلسطينية) الجغرافية

أرض المدينة تتميز بسطحها المنبسط مع وجود بعض المرتفعات والتلال، وتتكون من مجموعة من القرى، وترتفع المدينة عن سطح البحر من 300 متر إلى 600 متر.

مناخ المدينة معتدل، حار وجاف في الصيف، بينما يشهد الشتاء هطول كميات كبيرة من الأمطار. ويبلغ متوسط درجة الحرارة في المدينة 21 درجة مئوية.

أصل التسمية

يعود أصل تسمية طوباس إلى الكلمة الكنعانية القديمة "توبا سيوس"، والتي تعني "النجم المضيء"، كما ورد ذكرها في العصر الروماني باسم "ثيباس" إلى أن أطلق عليها العرب اسمها الحالي بعد الفتح الإسلامي.

أحد شوارع مدينة طوباس في الضفة الغربية (الصحافة الفلسطينية) السكان

قدر عدد سكان المدينة حتى عام 2021 بما يزيد عن 23 ألف نسمة حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وتتألف التركيبة السكانية من عشائر "الدراغمة" و"الصوافطة" و"الفقهاء"، التي تضم مجموعة من العائلات.

ويجمع هذه العشائر "مجلس عشائر طوباس"، الذي يهدف لتنمية روح التكافل الاجتماعي والتعاون المشترك والترابط بينها.

وتعتبر العشائر في العادات الاجتماعية هي "الآمرة الناهية"، إذ تتدخل في أمور الزواج والطلاق، ومعاملات الميراث وغيرها.

ويسمى الزي الطوباسي بـ"المردن"، وهو مستوحى من اللباس التقليدي للأكراد، ويحتوي الزي النسائي على ثوب أسود فضفاض من الحرير، دون أي نقوش وتطريزات يدوية، على عكس غالبية الأثواب الفلسطينية، وعباءة بيضاء، وغطاء للرأس من قطعتين بيضاء وخضراء، ويربط الخصر بواسطة قطعة من الكوفية الفلسطينية.

تاريخ المقاومة

خطت مدينة طوباس باكرا طريقا على خريطة النضال الفلسطيني، إذ شكلت أحد أعمدة الثورة الفلسطينية عام 1965 وأسهمت في إشعال المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وبحكم موقعها الحدودي مع الأردن، فقد مهدت للثوار طريقهم للعبور ولتهريب الذخيرة وسلاح المقاومة، غير أن الاحتلال سارع في نشر النقاط العسكرية الكثيرة والقريبة، مما أدى لخفض قوة المقاومة لفترة من الزمن.

ومع حراك المقاومة المتواصل شهدت المدينة ظهور كتيبة من المقاومين تواجه قوات الاحتلال الإسرائيلي تحت مسمى "كتيبة طوباس"، تتبع لسرايا القدس – الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي – وأعلنت عن إطلاقها منتصف يوليو/تموز 2022.

وفي أوائل 2024 وقعت اشتباكات مسلحة بين الكتيبة وجيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام الاحتلال المدينة الواقعة بالضفة الغربية، واستخدمت الكتيبة العبوات الناسفة المحلية الصنع لمواجهة الاحتلال، مما أدى لتدمير عدد من آلياته وتحقيق إصابات مباشرة في صفوف القوات الإسرائيلية.

وقد سقط العديد من الشهداء المقاومين، أبرزهم قائد "كتيبة طوباس"، أحمد دراغمة، الذي استشهد في 27 فبراير/شباط 2024 خلال اقتحام جيش الاحتلال المدينة، ومحمد رسول دراغمة أحد قادة الكتيبة الذي اغتيل في 12 أبريل/نيسان2024، كما جرت اشتباكات بين عناصر الكتيبة وقوى الأمن الفلسطينية.

الاقتصاد

يعتمد أهالي المدينة في اقتصادهم على الزراعة، إذ يملكون مساحات واسعة من الأراضي الزراعية التي ينتجون منها الخضراوات والزيتون والبصل وأشجار اللوزيات، كما يعمل بعضهم في تربية الماشية مثل الماعز والأبقار.

وقد ازدهرت المدينة بتجارة المواد الاستهلاكية والسيارات والمفروشات والملابس والإلكترونيات، وتعد الصناعة قليلة في المدينة، إذ يصنعون مواد البناء والمواد الغذائية، خصوصا تعليب المخللات بكافة أنواعها، وصناعة الصابون والفخار.

ويوجد في المدينة عدد من المحلات التجارية والمؤسسات الخدمية والعديد من ورش الحرف اليدوية المنزلية التي توفر ظروفا معيشية ملائمة لأهالي المدينة.

وتأثر متوسط دخل الأسرة في طوباس بشكل كبير عقب الانتفاضة الفلسطينية الثانية، إذ انخفض دخل الأسرة بنسبة 40% خلال 4 سنوات فقط.

معالم المدينة تل الردغة

يتكون التل من أنقاض وآثار جدران مبنية بالحجارة وبقايا معاصر من البازلت -صخور بركانية- وتوجد إلى غرب التل مقبرة رومانية وبوابة مبنية بالحجارة.

قرية جباريس

ترتفع القرية عن سطح البحر بنحو 300 متر، ويوجد بها جدران أبراج متهدمة وأساسات وأعمدة وعتبات أبواب عليا ومدافن محفورة في الصخر.

قرية عينون

يوجد بها أنقاض قرية وجدران من عقود وصهاريج وأحواض وصخور منحوتة ونقر في الصخور.

أبرز أعلام المدينة سعيد النمر

أحد أبرز رواد الطب في فلسطين، تخرج عام 1914 إبان فترة الدولة العثمانية، وعمل ضابطا في الخدمات الطبية.

التحق عقب عمله بالجيش العثماني بصفوف الثورة العربية الكبرى في 1916، واستقر عقب الثورة في مدينة جنين إذ فتح عيادته الخاصة. وهو من أوائل الفلسطينيين الذين درسوا الطب ومارسوه.

ابنه عصام سعيد النمر أحد علماء وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، ولد في مدينة جنين، وكان ضمن العلماء الذين يعطون الإشارة النهائية لإطلاق مركبات الفضاء في الوكالة.

أحمد عاطف دراغمة

لاعب كرة قدم، ولد وتربى في طوباس، ودرس الابتدائي والثانوي فيها قبل أن يلتحق بكلية التربية الرياضية بجامعة القدس المفتوحة، وعمل مع والده في مصنع للتمور عقب تخرجه.

ينتمي لعائلة فلسطينية مناضلة، فوالده عاطف دراغمة أمضى 15 عاما في سجون الاحتلال، كما اعتقل عمه عمار دراغمة مرتين وقضى 8 سنوات في السجن. وأخوه أدهم دراغمة سجنه الاحتلال عام 2021.

اشتهر أحمد بشغفه بكرة القدم، إذ لعب في "نادي طوباس" وانتقل لاحقا إلى "نادي ثقافي طولكرم" وشارك في الموسم الرياضي عام 2022 وسجل 6 أهداف قبل أن يستشهد برصاص قناص إسرائيلي في مدينة نابلس في العام نفسه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الاحتلال الإسرائیلی الضفة الغربیة مدینة طوباس

إقرأ أيضاً:

هذا ما نعرفه عن جرافات D9.. سلاح مدمر للاحتلال في الحرب على غزة

جمدت الولايات المتحدة تزويد جيش الاحتلال الإسرائيلي بشحنة جرافات كبيرة من طراز "دي9"، على خلفية استخدامها في هدم المنازل في قطاع غزة، خلال حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من عام، بحسب ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية.

 ويلقي هذا القرار الضوء على أحد الأسلحة المدمرة التي يستخدمها جيش الاحتلال في قطاع غزة، والتي تسببت في وابل غير مسبوق من الدمار، وفق ما تحدث به خبراء الإسكان في الأمم المتحدة.

وفي وقت سابق، ذكر محقق الأمم المتحدة المستقل المعني بالحق في السكن الملائم بالاكريشنان راغاغوبال، أن وحشية الدمار في غزة لم تظهر في الصراعات في سوريا وأوكرانيا.

وأشار راغاغوبال إلى أنه بحلول كانون الثاني/ يناير 2024، كان قد تم تدمير ما يتراوح بين 60 بالمئة و70 بالمئة من جميع المنازل في قطاع غزة، منوها إلى أنه في شمال القطاع كانت النسبة 82 بالمئة من المنازل.



وقال راغاغوبال إن تقريرا صدر في الآونة الأخيرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قدر أنه في شهر أيار/ مايو كان هناك أكثر من 39 مليون طن من الحطام في غزة، مؤكدا أن الركام مختلط بذخائر غير منفجرة ونفايات سامة والأسبستوس من المباني المنهارة ومواد أخرى.

وبالعودة إلى جرافات "دي9" والتي استخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي لأغراض عسكرية بحتة في عدوانه على قطاع غزة، تتناول "عربي21" في التقرير الآتي، المهام التي تمتلكها والمواصفات التي حولتها كسلاح مدمر.

هدم وتدمير
وتعد شركة "كاتربيلار" الأمريكية أحد أهم الموردين للجيش الإسرائيلي، وتوفر له نماذج متعددة من الآلات الثقيلة من حفارات وجرافات مدرعة متطورة، ويستخدمها الاحتلال في اقتحاماته وحروبه البرية، لهدم المنازل وتدمير البنية التحتية وبناء المستوطنات.

ولجرافة "دي9" مسمى آخر يطلق عليه "تيدي بير"، ومن أبرز مهامها تطهير الطرق أمام القوات البرية، والكشف عن العبوات المتفجرة وغيرها من العوائق، إلى جانب توفير الحماية للجنود الذين يسيرون وراءها.

ويصل وزن هذه الجرافات 62 طنا ويبلغ ارتفاعها أربعة أمتار وعرضها وطولها 8 أمتار، ويضم طاقمها شخصين، ويشرف عليها سلاح الهندسة القتالي في الجيش الإسرائيلي والمعروف باسم "تزاما".



وفي ظل استهداف المقاومة الفلسطينية لهذه الجرافات بالأسلحة المدرعة والقذائف الموجهة، عمل جيش الاحتلال على تحسين حمايتها عبر وضع مجموعة دروع تحمي الأنظمة الميكانيكية ومقصورة القيادة.

تطويرات وتحسينات
وأضاف الاحتلال على الجرافات تطويرات وتحسينات، وزودها بدروع معروفة باسم "الأقفاص"، لضمان حمايتها منا لقذائف الصاروخية "آر بي جي"، إلى جانب تزويدها بالزجاج المضاد للرصاص لحماية طاقم قيادتها.

وتحتوي الجرافات على محرك ديزل بسعة 19 لترا مزود بشاحنة توربيني بقوة 575 حصانا بخاريا، وتبلغ قوة جرها 71.6 طنا، وتبلغ سرعتها القصوى 15 كيلومترا في الساعة.

وتجاوزت تكلفة هذه الجرافة مليونا و200 ألف دولار بعد إضافة التعديلات عليها، إذ استحدث فيها باب خلفي ليكون مخرجا للطوارئ، إضافة إلى فتحة سقف للمراقبة.



وهذه الجرافات مزودة بمدافع رشاشة وأجهزة نشر الدخان وقاذفات يدوية، ويمتلك جيش الاحتلال الإسرائيلي منها نحو 100 قطعة، واستخدمها في حربه على غزة عامي 2008 و2009، وشاركت أيضا في الاجتياح البري وحرب الإبادة المستمرة على القطاع منذ تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2023.

ويوجد نسخة محدثة لهذه الجرافات تسمى "جرافة باندا"، وكان أول إصدار لها عام 2018، وهي نظام آلي مدرع يتميز بإمكانية التحكم به عن بُعد، ويستخدم لإزالة التهديدات المتفجرة من الطريق دون المخاطرة بحياة الجنود في ساحة الحرب، ومزودة بعدة كاميرات.

وتم تصميم هذه النسخة لدعم قوات المشاحة وفتح محاور القتال أمامها، واستخدمها جيش الاحتلال للمرة الأولى في حربه البرية الحالية على قطاع غزة.

وإلى جانب جرافات شركة "كاتربيلار" الأمريكية، يمتلك جيش الاحتلال الإسرائيلي أنواعا أخرى، منها "سي إكس1"، و"إتش إم إي إي".

مقالات مشابهة

  • شهداء ومصابون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على مدينتي غزة وخان يونس
  • شهيد وجرحى بقصف للاحتلال على مدينة خان يونس
  • شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة
  • الخارجية الفلسطينية تدين الدعوات الإسرائيلية لضم الضفة الغربية
  • الخارجية الفلسطينية تدين دعوات الاحتلال بشأن تطبيق «السيادة» على الضفة الغربية
  • الكيان الصهيوني يعتقل شابًا جنوب طوباس مساء اليوم
  • هذا ما نعرفه عن جرافات D9.. سلاح مدمر للاحتلال في الحرب على غزة
  • «شؤون الأسرى الفلسطينية»: إسرائيل تعتقل 10 مواطنين بالضفة الغربية
  • المقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون مركز قيادة للاحتلال الإسرائيلي شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة
  • اشتباكات بنابلس وقوات الاحتلال تقتحم عدة بلدات بالضفة