تخبط عسكري في أوكرانيا بعد تحطم طائرة التنين «إف 16»
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
تحطمت طائرة من طراز «إف 16» الأمريكية الشهيرة في سماء العاصمة الأوكرانية كييف، وقُتل قائدها، بعد أشهر من انتظار وصولها من الولايات المتحدة الأمريكية للمساعدة في الحرب الروسية الأوكرانية، ما أدى إلى تخبط عسكري كبير في الداخل الأوكراني.. فماذا حدث؟
بداية التخبط في أزمة تحطم وانفجار طائرة إف 16 كان تصريح جاء على لسان مصدر بوزارة الدفاع الأوكرانية لشبكة «CNN» الأمريكية، وهو أن خطًأ فرديًا كان وراء الحادث، لكن قوات الدفاع الأمريكية، نفت ذلك.
وبعد الحادثة المثيرة بـ48 ساعة تقريبًا، أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسيكي إقالة قائد القوات الجوية الأوكرانية ميكولا أوليشوك، قائلًا في خطاب ألقاه: «نحن بحاجة إلى حماية الناس. وحماية الأفراد والاعتناء بجميع جنودنا»، مضيفًا أن أوكرانيا بحاجة إلى تعزيز جيشها على مستوى القيادة، الأمر الذي دفع وسائل الإعلام للربط بين الإقالة والحادث.
لم تنته الأزمةلم تتوقف الأزمة بشأن طائرة «إف 16» عن هذا فقط، بل خرج وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف، ونفى أن تكون إقالة قائد القوات الجوية مرتبط بتحطم الطائرة ووفاة قائدها، بحسب شبكة «CNN» الأمريكية.
وأكد «عمروف»، أن القضيتين منفصلتين، مشيرًا إلى أن الحادث كان مؤسفًا وكييف تحقق في الأمر: «نحن نحلل ما حدث، وفتحنا هذا الملف أيضًا لشركائنا (يقصد الولايات المتحدة) حتى يتمكنوا أيضًا من تحليله والتحقيق فيه معنا».
انتقادات للقوات الجوية الأوكرانيةووجهت الحكومة الأوكرانية انتقادات لاذعة إلى ماريانا بيزوهلا، نائب رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الأوكراني، وذلك بسبب مزاعم بأن طائرة «إف - 16» أسقطت بواسطة نظام دفاع جوي من طراز «باتريوت» عن طريق الخطأ، واستشهدت بمصادر لم تسمها في ادعائها وطالبت بمعاقبة المسؤولين عن هذا الخطأ، واتهمها «أوليشوك» - قبل إقالته - بتشويه سمعة القوات الجوية وتشويه سمعة شركات تصنيع الأسلحة الأمريكية، وقال إنه يأمل أن تواجه عواقب قانونية بسبب مزاعمها.
ضربة موجعة لأوكرانياوقتل الطيار الأوكراني أوليكسي ميس، في حادث تحطم الطائرة أثناء صد أكبر هجوم جوي تتعرض له كييف على الإطلاق من جانب روسيا، وشكَّل تحطم الطائرة الشهيرة ومصرع الطيار ضربة موجعة لأوكرانيا، فقد وصلت أولى طائرات إف - 16 إلى كييف خلال أغسطس الجاري، وكان الطيار «أوليكسي» أحد الطيارين القلائل في أوكرانيا المدربين على قيادة هذه الطائرات.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مقاتلات إف 16 إف 16 أوكرانيا الولايات المتحدة روسيا الحرب الروسية الأوكرانية الجيش الأوكراني القوات الجوية الأوكرانية القوات الجویة
إقرأ أيضاً:
الجارديان: أوكرانيا تواجه أزمة نقص حاد في القوات على الخطوط الأمامية
ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن القوات الأوكرانية تواجه معضلة في حربها مع روسيا، التي تقترب من ثلاث سنوات، وهي النقص الحاد في الأفراد على الخطوط الأمامية لجبهة القتال، "إذ يتكون الجيش المنهك والمستنزف بشكل متزايد من رجال أكبر سنا".
موسكو: الجيش الروسي يواصل تقدمه في "كورسك" ويكبد القوات الأوكرانية خسائر جسيمة روسيا: القوات الأوكرانية تواصل هجومها على مدينة ريلسك في كورسك الروسيةوأضافت الصحيفة - في سياق مقال تحليلي نشرته اليوم السبت أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قاوم الدعوات العامة من الإدارة الأمريكية لخفض سن تعبئة الجنود من 25 عاما إلى 18 عاما.. مشيرا إلى حساسية إرسال رجال أصغر سنا للقتال في مجتمع يواجه بالفعل أزمة ديموجرافية، ولكن مع استمرار روسيا في العثور على مجندين جدد، يكافح الجيش الأوكراني للعثور على عدد كاف من الأشخاص لملء الفجوات في الجبهة.
وأشارت الصحيفة إلى سلسلة من المقابلات مع ضباط أوكرانيين - رفضوا الكشف عن هويتهم - أظهرت صورة مقلقة لوضع القوات الأوكرانية في حربها مع روسيا.. حيث قال جندي يخدم حاليا في لواء الدفاع الإقليمي 114 في أوكرانيا والذي كان متمركزا في نقاط ساخنة مختلفة على مدى العامين الماضيين "الأشخاص الذين ينضمون إلينا الآن ليسوا مثل الأشخاص الذين كانوا متواجدين في بداية الحرب، مؤخرا استقبلنا 90 شخصا، لكن 24 منهم فقط كانوا مستعدين للانتقال إلى المواقع، أما الباقون كانوا من كبار السن أو المرضى أو مدمنين على الكحول، يجلسون في خندق ولا يستطيعون حمل سلاح.
وقال مصدران في وحدات الدفاع الجوي الأوكرانية لصحيفة (الجارديان)، إن العجز في الجبهة أصبح حادا لدرجة أن هيئة الأركان العامة أمرت وحدات الدفاع الجوي المستنفدة بالفعل بإرسال المزيد من الرجال إلى الجبهة كقوات مشاة.
وقال أحد المصادر "لقد وصل الأمر إلى مستوى حرج حيث لا يمكننا ضمان أن يعمل الدفاع الجوي بشكل صحيح"، معربا عن خوفه من أن الوضع يشكل خطرا على أمن أوكرانيا.
وأوضح المصدر أن "هؤلاء الأفراد يعرفون كيف يعمل الدفاع الجوي، وقد تدرب بعضهم في الغرب ولديهم مهارات حقيقية، ولكن الآن يتم إرسالهم إلى الجبهة للقتال وهو ما لم يتلقوا تدريبا عليه".
كما لفت المصدر إلى أن قادة القوات الأوكرانية يمكنهم إصدار الأوامر لإرسال جنود لا يحبونهم إلى الجبهة كعقاب، ولكن هناك مخاوف من أن هؤلاء الجنود - الذين لديهم معلومات حساسة حول مواقع وتكتيكات الدفاع الجوي الأوكرانية - معرضون لخطر التخلي عن معلومات مهمة إذا وقعوا في قبضة الروس على الجبهة.
في الشهر الماضي، قالت البرلمانية الأوكرانية ماريانا بيزوهلا، في منشور على تيليجرام، "إن قوات الدفاع الجوي يتم نقلها إلى وحدات المشاة، مما يؤدي إلى انخفاض معدلات نجاح أوكرانيا في إسقاط الطائرات بدون طيار الروسية"، ورد عليها يوري إهنات المتحدث باسم قوات الدفاع الجوي بأن "عمليات النقل جارية بالفعل لكنها لا تؤثر على معدلات إسقاط الطائرات بدون طيار".
إلا أن الأفراد الذين أدلوا بتصريحاتهم للـ"الجارديان" قالوا إن المطالب المتزايدة بالتحويلات تجعل من الصعب إدارة وحدات الدفاع الجوي بشكل صحيح.
وأفاد ضابط آخر يعمل في الدفاع الجوي بأن "عملية الانتقالات هذه استمرت لمدة عام ولكن الوضع يزداد سوءا فقد انخفضت القوة بالفعل إلى أقل من النصف".
وعلى الرغم من أن الأشهر الأولى من العملية العسكرية الروسية التي بدأت في فبراير 2022 كانت قد شهدت طوابير من الأوكرانيين المستعدين للتطوع، وذهب مئات الآلاف من الأفراد طواعية إلى الجبهة، إلا أن التعبئة أصبحت تمثل تحديا كبيرا لكييف على مدار العام الماضي، حيث تجولت فرق من ضباط التجنيد في الشوارع لتوزيع أوراق الاستدعاء، ومُنع الرجال في سن التجنيد من مغادرة البلاد، بحسب "الجارديان".
وفي إشارة واضحة إلى تغير المواقف في البلاد، وجد استطلاع للرأي أجراه مركز (رازومكوف) ومقره كييف أن 46 بالمائة من المستجيبين وافقوا على أنه "لا عيب في التهرب من الخدمة العسكرية"، بينما عارض ذلك 29 بالمائة فقط.
ورأت الصحيفة أن نقص الأفراد أدى إلى توتر العلاقات بين كييف وواشنطن خلال الأشهر الأخيرة، إذ شعر المسؤولون في الإدارة الأمريكية بالانزعاج من أن زيلينسكي وحكومته يطالبون بشكل متكرر بزيادة الأسلحة، لكنهم لم يتمكنوا من حشد المزيد من القوات.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض شون سافيت، في بيان الشهر الماضي، "إن القوة البشرية هي الحاجة الأكثر حيوية لدى أوكرانيا في الوقت الحالي، ونحن مستعدون لزيادة قدرتنا التدريبية إذا اتخذوا الخطوات المناسبة لملء صفوفهم".
ويشعر المسؤولون الأوكرانيون أن الدعوات العامة من جانب الولايات المتحدة لخفض سن التعبئة إلى 18 عاما غير مناسبة، إذ وسعت أوكرانيا حملتها للتعبئة في أبريل وخفضت سن الاستدعاء من 27 عاما إلى 25 عاما، لكن غالبية الأوكرانيين يحذرون من خفضها أكثر، مشيرين إلى الحاجة إلى حماية الجيل الأصغر سنا.. في حين يقول العديد من الجنود إن الطريقة لتعزيز معدلات التعبئة ليست بخفض سن الاستدعاء ولكن من خلال تقديم حوافز أفضل والمزيد من التدريب.