تقرير لـThe Hill يكشف: الحرب بين حزب الله وإسرائيل أمر لا مفر منه
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
ذكرت صحيفة "The Hill" الأميركية أنه "بعد أسابيع من توقع ارتفاع حدة التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، تشير الأحداث الأخيرة إلى أن أياً من الطرفين لا يندفع إلى الحرب في أي وقت قريب. لقد استبقت إسرائيل هجوم حزب الله بضربة محدودة إلى حد ما، متجنبة ضرب أهداف استراتيجية. ورغم فشل حزب الله في تنفيذ خطته، فقد قدم صورة النصر لجمهوره، مما يشير إلى أن هذا الفصل قد انتهى.
وبحسب الصحيفة، "مع ذلك، فإن التصعيد بين حزب الله وإسرائيل لم ينته بعد. وتشير كل الدلائل إلى أنه سيزداد حدة بدلاً من أن يهدأ، وهو اتجاه واضح يتعين على صناع القرار في واشنطن الاستعداد له. لقد مر ما يقرب من 11 شهرًا منذ شن حزب الله هجومه الأول ضد إسرائيل، بعد يوم واحد من هجوم حماس في 7 تشرين الأول. في ذلك الوقت، أطلق حزب الله مئات المسيّرات المتفجرة وآلاف الصواريخ والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات ضد الشمال الإسرائيلي. لقد قررت الحكومة الإسرائيلية في بداية الحرب إخلاء عشرات الآلاف من المدنيين من الشمال، تحسباً لهجوم آخر شبيه بهجوم حماس، وهو القرار الذي يبدو اليوم وكأنه كان متسرعاً".
وتابعت الصحيفة، "الحقيقة المرّة هي أن الحكومة لا تملك حلاً قابلاً للتطبيق لحماية هذه المجتمعات في حين يستمر القتال. وحتى إذا توقف القتال، فإن العديد من هؤلاء النازحين غير راغبين في العودة ما لم يتم إزالة التهديد الذي يشكله حزب الله. ويأمل البعض أن يؤدي اتفاق الرهائن مع حماس إلى وقف القتال في غزة، مما يؤدي إلى توقف حزب الله لهجماته في الشمال، وتمكين الأسر من العودة إلى ديارها. ولكن المفاوضات متوقفة حالياً، ولا يبدو أن هناك أي تقدم في الأفق، وهذا يعني أن حزب الله قد يستمر في شن الهجمات".
وأضافت الصحيفة، "إن المسألة الأكثر أهمية، والتي يغفل عنها العديد من المعلقين، هي أنه حتى لو تم التوصل إلى صفقة الرهائن بأعجوبة وأوقف حزب الله كل هجماته، فإن الإسرائيليين أصبحوا الآن على دراية كاملة بالتهديد الذي يشكله الحزب على الحدود الشمالية، وهم غير مستعدين للعودة والعيش في ظل مثل هذا التهديد. وفي استطلاع رأي أجراه مؤخرا مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي الرائد، أجاب أكثر من 40% من الإسرائيليين على سؤال "ما الذي يتعين على إسرائيل أن تفعله ردا على هجوم حزب الله" بأن إسرائيل لابد أن تبدأ عملية عسكرية واسعة النطاق ضد الحزب حتى لو أدى ذلك إلى خطر اندلاع حرب إقليمية.
في الواقع، لا ينبغي لهذه النتيجة أن تصدم أحدا. فقد أظهرت استطلاعات الرأي المتتالية في الأشهر الأخيرة أن العديد من الإسرائيليين يؤيدون شن حرب ضد حزب الله".
وبحسب الصحيفة، "لقد أوضحت الهجمات المستمرة التي يشنها حزب الله ضد الإسرائيليين منذ الثامن من تشرين الأول لكثير من الإسرائيليين مدى القوة التي يتمتع بها حزب الله في لبنان، كما أظهرت لهم أن استراتيجية إسرائيل المتمثلة في محاولة منع الحزب من بناء قدراته العسكرية مع تجنب الحرب لم تنجح. ولكن ماذا عن الدبلوماسية؟ لقد حاولت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً في الأشهر الأخيرة التفاوض بين إسرائيل وحزب الله، للتوصل إلى صيغة من شأنها وقف القتال وإزالة بعض قوات الحزب المقاتلة من منطقة الحدود، ولكن للأسف لم يتم تحقيق أي تقدم كبير".
وتابعت الصحيفة، "علاوة على ذلك، بعد الفشل التام لقرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية والذي كان من المفترض أن يضمن عدم إعادة تسليح حزب الله في جنوب لبنان،فقد العديد من الإسرائيليين كل ثقتهم بفعالية الدبلوماسية في وقف حزب الله. والحقيقة المؤلمة هي أن الحرب بين حزب الله وإسرائيل أمر لا مفر منه، حتى ولو لم تحدث هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل، أو حتى في الأشهر القليلة المقبلة. فقد أثبت حزب الله للإسرائيليين وصناع القرار الإسرائيليين أنه يشكل تهديداً كبيراً لا يمكن التعامل معه بمجرد محاولة وقف إعادة تسليحه. إذاً، سوف يحتاج صناع القرار في إسرائيل إلى تعريف ما يمكن اعتباره انتصاراً بطريقة أفضل كثيراً من غزة، ولكن القضاء على القدرات الاستراتيجية لحزب الله ودفع قواته بعيداً عن الحدود سوف يكون بداية جيدة".
وختمت الصحيفة، "سواء حدثت هذه الحرب في عهد هذه الإدارة أو الإدارة القادمة، يجب على واشنطن أن تتعامل مع هذا السيناريو باعتباره الأكثر احتمالا، وتفكر في سبل الحد من تأثير مثل هذه الحرب على المنطقة بأكملها، وتضع آليات فعالة لإنهاء مثل هذه الحرب". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: بین حزب الله وإسرائیل من الإسرائیلیین العدید من الله فی
إقرأ أيضاً:
بعد تدميرها القطاع هل تستطيع إسرائيل تهجير الغزيين؟
اعتمدت إسرائيل في حربها غير المسبوقة على قطاع غزة سياسة التدمير الممنهج لمختلف مدنه وبلداته وبنيته التحتية، وهو ما يرى محللون أنه يتخطى مفهوم تدمير كافة مقومات الحياة في القطاع المحاصر إلى التهجير.
ويقول المحاضر في العلوم السياسية مهند مصطفى إن هدف الحرب القادمة بالنسبة لإسرائيل هو تحويل غزة إلى مكان غير صالح للسكن بشكل أكبر مما هو عليه الوضع حاليا، مما يعني عمليا المضي قدما بتهجير الغزيين.
وأشار مصطفى إلى أن التدمير الذي أحدثته إسرائيل في القطاع ممنهج باعتراف جنود وضباط إسرائيليين، مؤكدا أنه يندرج في إطار تحويل غزة إلى مكان غير صالح للسكن.
بدوره، استبعد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أحمد الحيلة أن يكون خطر التهجير القسري لا يزال ماثلا بمعناه الدقيق، لكنه أقر بوجود طرق بديلة لتحقيق ذلك من وجهة النظر الإسرائيلية.
ووفق الحيلة، فإن إسرائيل قد تتحكم بعملية خروج وعودة الفلسطينيين من وإلى القطاع، إذ قد لا تسمح بعودة من خرج منه بالعودة إليه لاحقا.
ولفت مصطفى إلى وجود تصور إسرائيلي يتم تداوله حاليا يربط إعادة الإعمار في قطاع غزة بالجانب السياسي، مما يعني الربط عمليا بين الشأنين الإنساني والسياسي، في إشارة إلى تحكمها بعملية إعادة الإعمار.
إعلانوتعتبر إسرائيل -حسب مصطفى- إدخال المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار القطاع بمثابة موارد سلطوية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تستطيع أن تستعملها لإعادة بناء ذاتها سياسيا، واصفا ذلك بأنه ابتزاز إسرائيلي للفلسطينيين فيما يتعلق بمستقبل قطاع غزة.
وتحولت أحياء بأكملها في غزة إلى أنقاض، مما جعل مئات الآلاف من الغزيين يعتمدون على المساعدات الإنسانية من أجل المأوى والبقاء على قيد الحياة، فضلا عن تدمير البنية التحتية، وهو ما يسلط الضوء على التحديات الهائلة التي تواجهها غزة في إعادة البناء.
وأعرب مصطفى عن قناعته بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، والانتقال إلى مفاوضات المرحلة الثانية، لكنه يفكر أيضا بإمكانية فرض حل سياسي على الفلسطينيين من خلال التعاون مع الولايات المتحدة.
وأظهرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوادر تشجع إسرائيل في تحقيق أهداف الحرب، مثل إلغاء العقوبات على المستوطنين، مؤكدا أن إنهاء حكم حماس في غزة يمثل مفهوم الانتصار عند إسرائيل.
أما الحيلة فشدد على أن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة لا يمنح إسرائيل السيادة على معبر رفح، لكنها تريد سلب الفلسطينيين أحد المظاهر السيادية على القطاع، والتحكم بكل من يدخل ويخرج منه.
وخلص الحيلة إلى أنه "ليس بالضرورة أن كل ما يريده الاحتلال يمكن أن ينجح ويتحقق"، مستدلا بسحب إسرائيل قطاعاتها العسكرية من غزة دون أن تحقق أهداف الحرب.
وبحسب آخر تقييم للأضرار أجراه مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات)، فإنه حتى الأول من ديسمبر/كانون الأول 2024 تضرر أو دمر ما يقارب 69% من مباني القطاع، أي ما مجموعه 170 ألفا و812 مبنى.