قتلى بقصف لـالدعم السريع غربي الخرطوم.. والبرهان يدعو لردع حميدتي
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
أعلنت السلطات السودانية مساء الجمعة، أن قصفًا مدفعيًا مكثفًا نفذته قوات الدعم السريع على مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، أسفر عن مقتل 7 مدنيين وإصابة 25 آخرين.
وأوضحت وزارة الصحة بولاية الخرطوم في بيان، أن القصف استهدف سوق بئر حماد في منطقة "أمبدة" المكتظة بالسكان، وسوق "بانت بأم درمان"، والمستشفى الصيني، وعدة أحياء في الثورة، مما أدى إلى سقوط الضحايا، بينهم 3 نساء وطفلة.
???? وصل | السودان: آثار من تعدي ميليشيا الدعم السريع على المصاحف والكتب الدينية في المكتبة الشعبية الكُبرى بالسوق الشعبي أم درمان. pic.twitter.com/127fvCOpLn — وصل (@waslnew) August 30, 2024
البرهان: أوقفوا حميدتي
والخميس الماضي دعا رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، الأمم المتحدة، إلى ممارسة ضغوط على قوات الدعم السريع للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب في السودان.
وجاءت هذه الدعوة خلال اجتماع عقده البرهان في بورتسودان مع نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، بحضور المبعوث الأممي رمطان لعمامرة ووزير الخارجية السوداني حسين عوض، وفقًا لبيان صادر عن مجلس السيادة.
وأطلع البرهان نائبة الأمين العام على "الوضع الراهن في البلاد والجهود الحكومية لفتح الممرات الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية للمواطنين"، مضيفًا أن "الحكومة السودانية قد تعاونت بشكل كبير مع الأمم المتحدة لتمكين وصول المساعدات عبر فتح العديد من المعابر".
وحث البرهان الأمم المتحدة على "مضاعفة الجهود والضغط على قوات الدعم السريع التي تعرقل وصول المساعدات وتستولي على قوافل الإغاثة".
من جانبها، أكدت أمينة محمد أن "زيارتها للسودان تهدف إلى تقييم الأوضاع الإنسانية"، مشيدةً بتعاون الحكومة السودانية في تسهيل إيصال المساعدات للمحتاجين.
وشددت على أن "التحديات الإنسانية تتطلب تعاون جميع الجهات المعنية لإنقاذ السودانيين المحاصرين في مناطق النزاع".
في سياق متصل، أكد عضو مجلس السيادة، إبراهيم جابر، خلال لقائه مع أمينة محمد، استعداد الحكومة "لتقديم كافة التسهيلات لوكالات الأمم المتحدة والعاملين في الشأن الإنساني لضمان وصول المساعدات للمتضررين داخل السودان وخارجه".
وفي بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة، فقد وصلا رمطان وأمينة إلى بورتسودان للقاء قادة مجلس السيادة ومسؤولين آخرين لبحث تعزيز الجهود الإنسانية في السودان.
كما ستتوجه أمينة إلى مدينة أدري في تشاد لتسليط الضوء على التحديات الإقليمية والمخاطر التي تواجه تشاد، والتواصل مع السلطات المحلية وممثلي اللاجئين والمجتمعات المضيفة.
ومنذ 15 آب/ أغسطس الحالي قرر السودان فتح معبر أدري الحدودي مع تشاد لمدة 3 أشهر للسماح بدخول المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب.
يأتي هذا في ظل الحرب المستمرة منذ منتصف نيسان/أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان حميدتي، والتي أدت إلى مقتل أكثر من 18 ألفا 800 شخص وتشريد نحو 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
ومع تصاعد القتال في 13 ولاية من أصل 18، تزداد الدعوات الدولية والأممية لوقف الصراع لتفادي كارثة إنسانية تهدد السودان بمجاعة ونقص حاد في الغذاء.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية السودانية الخرطوم البرهان حميدتي السودان الخرطوم حميدتي البرهان المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمم المتحدة الدعم السریع مجلس السیادة
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع يدمر حاضر السودانيين وقادة الجيش والإسلاميون يدمرون مستقبلهم
منذ ١٧ شهراً، يعيش السودان في صراع مستمر، حيث يجد السودانيون والسودانيات أنفسهم في مواجهة تدمير آني لحاضرهم ومستقبلهم بواسطة أولئك المناط بهم حماية مصالحهم ومن يدعون ذلك.
قوات الدعم السريع والحرب على حاضر السودان
تُعتبر قوات الدعم السريع رمزاً للدمار وعدم الاستقرار في حياة السودانيين. نشأت هذه القوات في إطار نظام الإسلاميين كقوة غير نظامية لها نفوذ واسع، وبدأت عملياتها بتدخلات مدمرة في دارفور، وامتدت تأثيراتها لاحقاً إلى مناطق أخرى، مخلفةً وراءها آثاراً كارثية على حياة الناس ومؤسسات الدولة والمجتمع.
لم تقتصر هجمات قوات الدعم السريع على الاشتباكات المسلحة فقط، بل طالت أيضاً حياة المدنيين وممتلكاتهم، والأنظمة الاجتماعية، والخدمات الأساسية، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية وتشتيت السكان ونهب الموارد. وفي ظل سيطرتهم، أصبح من الصعب على المواطنين العيش بأمان أو السعي لكسب العيش، فقد قتلت الناس وهتكت عروضهم ونهبت أموالهم ودمرت سبل حياة الناس بالكامل. هذا الدمار الذي يطال الحاضر لن يختفي بسهولة، إذ أن آثاره الاجتماعية والنفسية والاقتصادية ستستمر لتؤثر على الأجيال القادمة، تاركةً وراءها جروحاً يصعب التئامها.
قيادة الجيش والإسلاميون وظلالهم على مستقبل السودان
بينما تدمر قوات الدعم السريع الحاضر، يُعَرِّض قادة الجيش والإسلاميون مستقبل السودانيين للخطر. فبدلاً عن بناء جيش وطني موحد، تعتمد قيادة القوات المسلحة والإسلاميون على تعزيز شبكات من الميليشيات القبلية والمناطقية كقوة موازية للدعم السريع، وبعض هذه المليشيات لها امتدادات قبلية مع دول جارة. المفارقة هنا أن هذا النهج ذاته تسبب في معضلة الدعم السريع، الذي يتمتع بعلاقات خارجية مستقلة وموارد مالية وقوانين خاصة.
تشكل هذه التحالفات بين قيادة الجيش والاسلاميين والميليشيات الجديدة هذه والقديمة تهديداً للاستقرار الوطني. فعندما تعتمد المؤسسة العسكرية الأولى في البلاد على الميليشيات، فإن ذلك يقضي على أي فرصة لبناء دولة قوية متماسكة. والأدهى من ذلك، يساهم هذا الأسلوب في تحويل السودان إلى مجتمع مليء بالانقسامات والصراعات الداخلية.
ومن منظور سياسي، فإن استراتيجيات قادة الجيش والإسلاميين تلقي بظلالها على الحكم في البلاد، إذ يركزون على تأمين سلطتهم من خلال تقوية نفوذ الميليشيات بدلاً من السعي لتأسيس نظام ديمقراطي أو حتى نظام عسكري متماسك داخلياً. نتيجةً لذلك، يصبح الانتقال إلى الاستقرار في السودان أكثر صعوبة، ويظل السودان محصوراً في دائرة مغلقة من الانقسامات، مما يعطل أي محاولة جادة لإقامة دولة قائمة على الوحدة وذات استقرار نسبي.
تأثيرات مزدوجة على المجتمع السوداني
وفي ظل هذا الواقع، يجد المواطنون السودانيون أنفسهم في وضع مأساوي. بينما تسلب قوات الدعم السريع الاستقرار من الحاضر، تضمن قيادة الجيش والإسلاميون مستقبلاً مليئاً بالتشظي والانقسامات. هذا الصراع المتبادل يهدد المجتمع السوداني بأكمله، ويمنع أي تقدم حقيقي نحو بناء دولة تحترم مواطنيها وتسعى لتحقيق تطلعاتهم. وبدلاً من أن يكون الجيل الجديد حاملاً لراية النهوض بالوطن، يجد نفسه ضحية لصراع لم يختاره، مما يدفعه إلى الهجرة أو الانخراط في نزاعات لا دخل له فيها. في ظل هذا الوضع، يتم تهميش قطاعات التعليم والرعاية الصحية والتنمية الاقتصادية، فتُترك الأجيال القادمة دون أي أساس قوي لبناء سودان مستقر وربما لا وجود للسودان الذي نعرفه حاليا.
ما يواجهه السودان اليوم هو أزمة وجودية تتطلب تدخلات حاسمة من أجل إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس قومية موحدة، بعيداً عن النزعات القبلية والتحالفات المؤقتة. الحلول قد تكون بعيدة المنال حالياً، لكنها تبدأ بوعي المجتمع السوداني بمخاطر هذه السياسات والسعي للوحدة الوطنية، إضافة إلى ضغط المجتمع الدولي لدعم السودان في سعيه لتحقيق السلام والاستقرار.
mkaawadalla@yahoo.com
محمد خالد