ماذا يجري بين إسرائيل وحزب الله؟
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
إذا لم تكن المناوشات الصاروخية بين إسرائيل و"حزب الله" على جانبي الحدود المتقابلة وفي عمق يُقدَّر بنحو عشرة كيلومترات جنوبًا لبنانيًا وشمالًا اسرائيليًا حربًا حقيقية يسقط فيها ضحايا، وتُدّمر منازل وتُحرق بساتين وحقول وأحراج، ويهجّر أهالي القرى المتاخمة للحدود في الجنوب اللبناني، وينزح مستوطنون إسرائيليون نحو الجنوب الإسرائيلي، فما هي طبيعة تلك المناوشات إذًا؟
الذين يتسنّى لهم تفقد القرى الجنوبية التي تتعرّض لقصف إسرائيلي ممنهج ويومي يلاحظون أن ثمة سياسة معينة تعتمدها تل أبيب في قصفها تلك القرى بهذه الطريقة التي تُعرف بـ "الأرض المحروقة".
ولكن مقابل هذه المعادلة النظرية يُلاحَظ في الجهة المقابلة للحدود اللبنانية الجنوبية أن الحياة في المستوطنات الشمالية شبه معدومة ولا حركة تُرصد فيها، وهي خالية من مستوطنيها، بعدما تمكّن "حزب الله" من السيطرة بالنار على مساحة توازي بحجمها العمقي المساحة التي تتعرّض للقصف اليومي في القرى الجنوبية الحدودية. وهذا يعني أيضًا أن "حزب الله" استطاع أن يفرض معادلة رعب أو ردع من نوع آخر من ضمن "لعبة" موازين القوى.
ولا يستبعد المراقبون أن يكون "حزب الله" قد تورّط من حيث لا يريد في حرب من النوع الذي نشهده يوميًا من خلال اعتماده أساسًا معيار "وحدة الساحات" حين ربط الجنوب اللبناني بالحرب التدميرية الدائرة في غزة. وبذلك يكون قد انجرّ في مخطّط قد يكون أكبر من قدرة لبنان على تحمّل نتائجه، وإن كان البعض ينظر إلى ما يجري بين إسرائيل و"حزب الله" في الجهتين المقابلتين جنوبًا من ناحية لبنان، وشمالًا من ناحية إسرائيل هو توافق ضمني، وإن غير منسّق بين "حارة حريك" وتل أبيب، على تطبيق مضمون القرار 1701 بطريقة مختلفة وغير رسمية، أي بمعنى أن تكون المنطقة الواقعة على مسافة عشرة كيلومترات من جانبي الحدود خالية من الوجود المسلّح بعد زوال أسباب الحرب، وبعد أن تفرّغ المنطقة من سكانها، التي سيعودون إليها لإعادة بناء ما تهدّم في ظل حماية دولية ممثلة بقوات "اليونيفيل" بعد التجديد لها، وبوجود الجيش كقوة وحيدة من الجانب اللبناني بعد زيادة عديده، وبعد إيجاد صيغة دائمة ومستدامة تمنع أي اعتداء إسرائيلي ضد لبنان وأراضيه، جوًّا وبرًّا وبحرًا.
وبالتوازي مع ما يجري على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وما يمكن التوصل إليه في شأن وقف نار مستدام في قطاع غزة، فإن أنظار العالم تتطلع إلى ما سيكون عليه الردّ الإيراني على اغتيال إسماعيل هنية في عقر دارها، والذي تأخر كثيرًا، وقد سبقه ردّ "حزب الله"، الذي لم يغيّر من واقع الأمر الشيء الكثير. ويسأل السائلون عن مدى انخراط طهران في مشروع كبير يطال المنطقة بأسرها، ومن ضمنها لبنان، الذي لا يزال يتلهى برصد يوميات العمليات المتبادلة، غارات وقصفاً بين إسرائيل و"حزب الله" كأنها جولات حرب بديلة من حرب شاملة لا يقوى عليها أيّ منهما ولا تسمح بنشوبها حسابات في عمق الأعماق البعيدة عن الأنظار، وقد يكون من بين مشاهدها ما يجري بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران من مفاوضات تحت الطاولة.
وما يزيد من قلق المراقبين هذا "التناغم" غير المنسق بين كل من إسرائيل و"حزب الله" بالنسبة إلى تهدئة الوضع الميداني عقب "الردّ الأربعيني". ولا يستبعد هؤلاء أن تكون هذه التهدئة مقدمة لتوسيع "الشريط الحدودي" في مرحلة لاحقة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: بین إسرائیل حزب الله
إقرأ أيضاً:
مصدر : سبعة من عناصر حزب الله في قبضة إسرائيل
قال مصدر مقرب من حزب الله اللبناني اليوم الاثنين إن جيش الاحتلال الإسرائيلي احتجز سبعة مقاتلين من الجماعة قبل وقف إطلاق النار في نوفمبر، وفق ما أوردت وسائل إعلام متفرقة.
وذكر المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته أنه "تم أسر سبعة مقاتلين من حزب الله" من قبل إسرائيل قبل أن تدخل الهدنة في 27 نوفمبر حيز التنفيذ.
وأضاف المصدر أن أربعة أشخاص آخرين اعتقلوا من قبل الجيش الإسرائيلي يوم الأحد في قرى حدودية جنوب لبنان، دون تحديد هويتهم كمقاتلين.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، كان من المقرر أن ينتشر الجيش اللبناني إلى جانب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الجنوب مع انسحاب الجيش الإسرائيلي خلال فترة 60 يومًا انتهت يوم الأحد.
ويحاول مئات الأشخاص منذ هذا الوقت العودة إلى ديارهم على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي، الذي بدأ في سبتمبر عمليات برية في لبنان، لم ينسحب بالكامل.
وقال البيت الأبيض الأحد إن الاتفاق تم تمديده حتى 18 فبراير، وقال رئيس الوزراء المؤقت نجيب ميقاتي إن لبنان سيحترم التمديد.
وينص الاتفاق أيضًا على أن يسحب حزب الله قواته شمال نهر الليطاني - على بعد حوالي 30 كيلومترًا (20 ميلًا) من الحدود - وتفكيك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب.
وقال ميقاتي إنه بناءً على "طلب الحكومة اللبنانية، ستبدأ الولايات المتحدة مفاوضات لإعادة السجناء اللبنانيين في السجون الإسرائيلية الذين اعتقلتهم إسرائيل بعد 7 أكتوبر".
وفي 15 أكتوبر، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته في جنوب لبنان أسرت ثلاثة مقاتلين من حزب الله، بعد أيام من إعلانه عن أسر مقاتل آخر من نفق تحت الأرض.
وبعد أسبوع، اعترف متحدث باسم حزب الله بأن بعض مقاتلي المجموعة تم أسرهم، دون تقديم أرقام.