عربي21:
2025-02-23@06:17:16 GMT

استمرار المقاومة الفلسطينية في الميزان الإسرائيلي

تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT

مرّ نحو إحدى عشر شهراً على بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ولم تحقق حكومة نتنياهو أي هدف من أهدافها المعلنة وغير المعلنة. وبين فترة وأخرى تعلن إسرائيل عن نصر وهمي، جنباً إلى جنب مع استمرار عمليات الإبادة الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين العزل في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، والتي أدت إلى سقوط أكثر من (41) ألف شهيد، و(100) ألف فلسطيني بين جريح وأسير ومغيب فلسطيني، جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ؛ في مقابل ذلك كان لعملية "طوفان الأقصى": واستمرار المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية  تداعيات وآثار متشعبة على إسرائيل .



تداعيات المقاومة

 رغم انحياز غالبية الإسرائيليين لتوجهات حكومة نتنياهو في استمرار جرائم الحرب وعمليات الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني واعتبار ذلك بمثابة نصر نوعي، إلا أن استمرار عمليات المقاومة الفلسطينية ألحقت بالجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة بالعتاد والضباط والجنود؛ يبدو أن الخسائر الحقيقية التي ألحقها طوفان الأقصى بالجيش الإسرائيلي تتجاوز كثيرا الخسائر الأولى التي تم إحصاؤها في أول أيام الطوفان.

وبحسب الأرقام الرسمية الإسرائيلية فإن خسائر الجيش الإسرائيلي تواصلت مع تواصل الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة منذ نحو إحدى عشر شهراً، ولم تتوقف هذه الخسائر على آلاف القتلى والجرحى من الجنود الذين قتلوا وأصيبوا بأرض المعارك،ناهيك عن تدمير عشرات الدبابات والآليات العسكرية، تلك الخسائر أدت بدورها إلى طلب مئات الضباط والجنود التسريح من الخدمة العسكرية ورفض مئات المجندات مواصلة الخدمة في الجيش وانتحار عدد آخر من الجنود، هذا عدا عن الخسارة التي لحقت بصورة الجيش والأزمات السياسية غير المسبوقة التي تسبب بها طوفان الأقصى بين الجيش والقوى السياسية المختلفة في إسرائيل.

رغم انحياز غالبية الإسرائيليين لتوجهات حكومة نتنياهو في استمرار جرائم الحرب وعمليات الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني واعتبار ذلك بمثابة نصر نوعي، إلا أن استمرار عمليات المقاومة الفلسطينية ألحقت بالجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة بالعتاد والضباط والجنود؛ يبدو أن الخسائر الحقيقية التي ألحقها طوفان الأقصى بالجيش الإسرائيلي تتجاوز كثيرا الخسائر الأولى التي تم إحصاؤها في أول أيام الطوفان.كما ألحقت المقاومة الفلسطينية أضرارا جسيمة باقتصاد إسرائيل، وكبدت مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية والأسواق وفروع العمل خسائر مالية فادحة، بسبب الإجراءات الاقتصادية المختلفة وسياسات حكومة بنيامين نتنياهو منذ تشرين الأول / أكتوبرالماضي؛ وتسببت الحرب في إجلاء ما يقارب 300 ألف إسرائيلي من منازلهم من الجنوب والشمال، حوالي (40) في المائة منهم لم يعودوا إلى منازلهم حتى اللحظة، حيث تم إيواؤهم في (438) فندقا ومنشأة ، وهو ما كلف الوزارات الحكومية نحو ملياري دولار أمريكي.

ويعتقد محللون اقتصاديون في إسرائيل، أن تركيبة العجز المتفاقم في الموازنة، الذي وصل إلى أكثر من (6) في المائة، من الناتج المحلي الإجمالي، يتوقع أن يتجاوز الـ (7) وستة أعشار في المائة في نهاية 2024.

لقد تعطل الاقتصاد الإسرائيلي وتكبد خسائر فادحة منظورة، منذ تشرين الأول /أوكتوبر الماضي بلغت أكثر من (75)  مليار دولار حتى  أب /أغسطس الماضي، وستصل قيمة الخسائر التراكمية إلى (90) مليار دولار في نهاية العام الجاري 2024، جنباً إلى جنب مع استمرار ارتفاع فاتورة الديون والعجز في الموازنة وإغلاق  المئات من المنشئات الاقتصادية الإسرائيلية، وهذا يعتبر بحد ذاته  خسارة إسرائيلية إستراتيجية للمجتمع والاقتصاد الإسرائيلي، ولايمكن تعويضها بأي شكل من الأشكال عبر المساعدات الأمريكية السنوية اللوجستية، التي تصل إلى ثلاثة مليارات وثلاثمائة مليون دولار، لكن الخسائر الإستراتيجية بالنسبة لإسرائيل تتمثل بفرار عشرات الآلاف من اليهود الإسرائيليين الشباب إلى دول الغرب، وثمة اعتقاد بعدم عودتهم  

تجريم إستراتيجي

إضافة إلى الخسارة التراكمية التي تكبدها الجيش ولاقتصاد الإسرائيلي وارتفاع منسوب الهجرية اليهودية المعاكسة بفعل المقاومة الفلسطينية، تغيرت صورة إسرائيل النمطية وخاصة بين شعوب العالم، على أنها واحة ديمقراطية في الشرق الأوسط؛ ولأول مرة منذ إنشاء إسرائيل قبل أكثر من ستة وسبعين عاماً، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أخيراً مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" ووزير العدوان الإسرائيلي "يوآف غالانت" بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، ما يعتبر خطوة هامة وتجريم استراتيجي لإسرائيل؛ يبنى عليه لجهة الطلب في جر مجرمي الحرب الإسرائيليين إلى العدالة الدولية باليات ووسائل متسارعة لنيل عقابهم، فهل ستكون قرارات محكمتي الجنائية والعدل الدوليتين نقطة البداية؟

ومع استمرار رفع دعاوى على إسرائيل للمنظمات الدولية من قبل عدد من دول العالم لارتكابها عمليات إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، يزداد الهلع الإسرائيلي، خاصة وان عدد من دول العالم، وفي مقدمتها مملكة النرويج لوحت باعتقال قادة إسرائيليين على خلفية إدانتهم من قبل منظمات دولية والمطالبة باعتقالهم، في وقت غاب فيه أي فعل عربي وإسلامي شعبي ورسمي حقيقي لنصرة الشعب الفلسطيني.

*كاتب فلسطيني مقيم بهولندا

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العدوان الفلسطينيين المقاومة احتلال فلسطين مقاومة عدوان رأي مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد سياسة صحافة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقاومة الفلسطینیة بحق الشعب الفلسطینی بالجیش الإسرائیلی الجیش الإسرائیلی طوفان الأقصى قطاع غزة أکثر من

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي سلمتها حماس لا تعود لأي رهينة

قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة 21 فبراير 2025، إن إحدى الجثث التي سلمتها حركة حماس لا تعود لأي من الرهائن المحتجزين في قطاع غزة ، واتهم الحركة بانتهاك وقف إطلاق النار الهش بالفعل.

وذكر الجيش أنه تم التأكد من أن جثتين تعودان للرضيع كفير بيباس وشقيقه البالغ من العمر أربع سنوات أرييل، بينما لم يتم التعرف على جثة ثالثة كان من المفترض أن تكون لوالدتهما شيري.

وأضاف أن الجثة لا تخص أي رهينة آخر ولا تزال مجهولة.

وقال الجيش في بيان “هذا انتهاك شديد الخطورة من جانب منظمة حماس (..) التي من المفترض بموجب الاتفاق أن تعيد أربعة رهائن متوفين”، وطالب بإعادة شيري وجميع الرهائن.

وقالت عائلة الرهينة عوديد ليفشيتس في بيان إنه تم التعرف رسميا على جثته التي جرى تسليمها يوم الخميس أيضا.

ولم يصدر أي تعليق من حماس على الفور.

وقال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إن الطفلين أرييل وكفير بيباس اللذين كانا محتجزين رهينتين لدى حركة حماس في قطاع غزة،، قُتلا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 بأيدي الحركة وليس بقصف إسرائيلي، خلافا لما تقوله حماس.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنّ “أرييل وكفير بيباس قُتلا بوحشية في الأسر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 على أيدي (..) فلسطينيين”.

وتوعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالانتقام من (حماس) بعدما سلمت الحركة ما قالت إنها جثث أربعة رهائن إسرائيليين، من بينها جثتا الرضيع كفير وأرييل وهما أصغر رهينتين احتجزتهما حماس في هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول.

وفي سياق متصل، أعلن رئيس معهد الطب العدلي الإسرائيلي خان كوجل، الخميس، أن إحدى جثث الأسرى التي سلمتها حركة حماس في وقت سابق اليوم، تعود للأسير عوديد ليفشيتس.

وقال كوجل إن “إحدى الجثث التي فحصها معهد الطب العدلي اليوم تعود للمحتجز عوديد ليفشيتس، وهو ما يتوافق مع إعلان أحد أسماء الجثث الأربع التي سلمتها حماس”.

وذكر رئيس المعهد، في مؤتمر صحافي بثته قناة “كان” الإسرائيلية الرسمية، أن الفحوص تشير إلى أن ليفشيتس قُتل منذ أكثر من عام.

ولم يحدد كوجل كيفية مقتل ليفشيتس، لكن “سرايا القدس ” الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي” أكدت، في بيان الأربعاء، أنه كان محتجزا لديها، قبل أن يلقى حتفه بغارات جوية إسرائيلية خلال حرب الإبادة على غزة، التي تواصلت لقرابة 16 شهرا.

وسبق أن حذرت حركة حماس أكثر من مرة تعمد الجيش الإسرائيلي قصف أماكن احتجاز الأسرى، في إطار سعي نتنياهو إلى التخلص منهم كي لا يتم استخدامهم ورقة تفاوضية ضده.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية قصف إسرائيلي يستهدف مواقع بين سوريا ولبنان محمد الضيف أخّر إطلاق هجوم 7 أكتوبر حتى التأكد من هذه الخطوة بالصور: تفجير حافلات بات يام – نتنياهو سيوعز بشن عملية هجومية بالضفة الأكثر قراءة سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الجمعة 14 فبراير أحوال طقس فلسطين اليوم الجمعة 14 فبراير وزير الخارجية الأميركي: سنمنح البلدان العربية فرصة لتقديم خطة حول غزة الأونروا: الاحتلال استخدم أحد مرافقنا لاحتجاز فلسطينيين قُرب بيت لحم عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي: حماس أذلت “إسرائيل” عسكريا وأفشلت قطار التطبيع 
  • باحثة من غزة: المقاومة الفلسطينية توجه رسائل قوية للاحتلال الإسرائيلي
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي سلمتها حماس لا تعود لأي رهينة
  • خبير استراتيجي: حماس لديها 7 كتائب مقاومة تجعلها قادرة على إحداث الخسائر في الحرب مع إسرائيل
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي تسلمتها إسرائيل من حماس ليست للرهينة شيري بيباس
  • ويتكوف: إسرائيل ترفض استمرار سيطرة حماس على قطاع غزة.. وهذا خط أحمر
  • سلام ترأس اجتماعا خصص للاطلاع على مشروع تقرير مسح الاضرار الناجمة عن الحرب الإسرائيلية
  • الكشف عن عدد الجثامين التي تحتجزها إسرائيل
  • ما نوع القنابل التي عرضتها المقاومة خلال تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين؟
  • حماس محذرة نتنياهو: أي محاولة لاستعادة الأسرى بالقوة لن تسفر إلا عن مزيد من الخسائر