عربي21:
2024-09-14@17:27:28 GMT

استمرار المقاومة الفلسطينية في الميزان الإسرائيلي

تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT

مرّ نحو إحدى عشر شهراً على بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ولم تحقق حكومة نتنياهو أي هدف من أهدافها المعلنة وغير المعلنة. وبين فترة وأخرى تعلن إسرائيل عن نصر وهمي، جنباً إلى جنب مع استمرار عمليات الإبادة الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين العزل في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، والتي أدت إلى سقوط أكثر من (41) ألف شهيد، و(100) ألف فلسطيني بين جريح وأسير ومغيب فلسطيني، جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ؛ في مقابل ذلك كان لعملية "طوفان الأقصى": واستمرار المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية  تداعيات وآثار متشعبة على إسرائيل .



تداعيات المقاومة

 رغم انحياز غالبية الإسرائيليين لتوجهات حكومة نتنياهو في استمرار جرائم الحرب وعمليات الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني واعتبار ذلك بمثابة نصر نوعي، إلا أن استمرار عمليات المقاومة الفلسطينية ألحقت بالجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة بالعتاد والضباط والجنود؛ يبدو أن الخسائر الحقيقية التي ألحقها طوفان الأقصى بالجيش الإسرائيلي تتجاوز كثيرا الخسائر الأولى التي تم إحصاؤها في أول أيام الطوفان.

وبحسب الأرقام الرسمية الإسرائيلية فإن خسائر الجيش الإسرائيلي تواصلت مع تواصل الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة منذ نحو إحدى عشر شهراً، ولم تتوقف هذه الخسائر على آلاف القتلى والجرحى من الجنود الذين قتلوا وأصيبوا بأرض المعارك،ناهيك عن تدمير عشرات الدبابات والآليات العسكرية، تلك الخسائر أدت بدورها إلى طلب مئات الضباط والجنود التسريح من الخدمة العسكرية ورفض مئات المجندات مواصلة الخدمة في الجيش وانتحار عدد آخر من الجنود، هذا عدا عن الخسارة التي لحقت بصورة الجيش والأزمات السياسية غير المسبوقة التي تسبب بها طوفان الأقصى بين الجيش والقوى السياسية المختلفة في إسرائيل.

رغم انحياز غالبية الإسرائيليين لتوجهات حكومة نتنياهو في استمرار جرائم الحرب وعمليات الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني واعتبار ذلك بمثابة نصر نوعي، إلا أن استمرار عمليات المقاومة الفلسطينية ألحقت بالجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة بالعتاد والضباط والجنود؛ يبدو أن الخسائر الحقيقية التي ألحقها طوفان الأقصى بالجيش الإسرائيلي تتجاوز كثيرا الخسائر الأولى التي تم إحصاؤها في أول أيام الطوفان.كما ألحقت المقاومة الفلسطينية أضرارا جسيمة باقتصاد إسرائيل، وكبدت مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية والأسواق وفروع العمل خسائر مالية فادحة، بسبب الإجراءات الاقتصادية المختلفة وسياسات حكومة بنيامين نتنياهو منذ تشرين الأول / أكتوبرالماضي؛ وتسببت الحرب في إجلاء ما يقارب 300 ألف إسرائيلي من منازلهم من الجنوب والشمال، حوالي (40) في المائة منهم لم يعودوا إلى منازلهم حتى اللحظة، حيث تم إيواؤهم في (438) فندقا ومنشأة ، وهو ما كلف الوزارات الحكومية نحو ملياري دولار أمريكي.

ويعتقد محللون اقتصاديون في إسرائيل، أن تركيبة العجز المتفاقم في الموازنة، الذي وصل إلى أكثر من (6) في المائة، من الناتج المحلي الإجمالي، يتوقع أن يتجاوز الـ (7) وستة أعشار في المائة في نهاية 2024.

لقد تعطل الاقتصاد الإسرائيلي وتكبد خسائر فادحة منظورة، منذ تشرين الأول /أوكتوبر الماضي بلغت أكثر من (75)  مليار دولار حتى  أب /أغسطس الماضي، وستصل قيمة الخسائر التراكمية إلى (90) مليار دولار في نهاية العام الجاري 2024، جنباً إلى جنب مع استمرار ارتفاع فاتورة الديون والعجز في الموازنة وإغلاق  المئات من المنشئات الاقتصادية الإسرائيلية، وهذا يعتبر بحد ذاته  خسارة إسرائيلية إستراتيجية للمجتمع والاقتصاد الإسرائيلي، ولايمكن تعويضها بأي شكل من الأشكال عبر المساعدات الأمريكية السنوية اللوجستية، التي تصل إلى ثلاثة مليارات وثلاثمائة مليون دولار، لكن الخسائر الإستراتيجية بالنسبة لإسرائيل تتمثل بفرار عشرات الآلاف من اليهود الإسرائيليين الشباب إلى دول الغرب، وثمة اعتقاد بعدم عودتهم  

تجريم إستراتيجي

إضافة إلى الخسارة التراكمية التي تكبدها الجيش ولاقتصاد الإسرائيلي وارتفاع منسوب الهجرية اليهودية المعاكسة بفعل المقاومة الفلسطينية، تغيرت صورة إسرائيل النمطية وخاصة بين شعوب العالم، على أنها واحة ديمقراطية في الشرق الأوسط؛ ولأول مرة منذ إنشاء إسرائيل قبل أكثر من ستة وسبعين عاماً، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أخيراً مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" ووزير العدوان الإسرائيلي "يوآف غالانت" بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، ما يعتبر خطوة هامة وتجريم استراتيجي لإسرائيل؛ يبنى عليه لجهة الطلب في جر مجرمي الحرب الإسرائيليين إلى العدالة الدولية باليات ووسائل متسارعة لنيل عقابهم، فهل ستكون قرارات محكمتي الجنائية والعدل الدوليتين نقطة البداية؟

ومع استمرار رفع دعاوى على إسرائيل للمنظمات الدولية من قبل عدد من دول العالم لارتكابها عمليات إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، يزداد الهلع الإسرائيلي، خاصة وان عدد من دول العالم، وفي مقدمتها مملكة النرويج لوحت باعتقال قادة إسرائيليين على خلفية إدانتهم من قبل منظمات دولية والمطالبة باعتقالهم، في وقت غاب فيه أي فعل عربي وإسلامي شعبي ورسمي حقيقي لنصرة الشعب الفلسطيني.

*كاتب فلسطيني مقيم بهولندا

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العدوان الفلسطينيين المقاومة احتلال فلسطين مقاومة عدوان رأي مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد سياسة صحافة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقاومة الفلسطینیة بحق الشعب الفلسطینی بالجیش الإسرائیلی الجیش الإسرائیلی طوفان الأقصى قطاع غزة أکثر من

إقرأ أيضاً:

رغم استمرار الحرب .. تطعيم أكثر من 560 ألف طفل بغزة

سرايا - أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، تطعيم أكثر من 560 ألف طفل فلسطيني ضمن المرحلة الأولى من "حملة التطعيم ضد شلل الأطفال" في غزة، رغم "الواقع المأساوي للحياة اليومية" بالقطاع.

والخميس، انتهت المرحلة الأولى من "حملة التطعيم ضد شلل الأطفال" في غزة، والتي بدأت في 1 سبتمبر/ أيلول الجاري.

وأشار غيبريسوس، في منشور عبر منصة إكس، الجمعة، إلى تطعيم أكثر من 560 ألف طفل دون سن العاشرة في غزة.

وأعرب عن امتنانه لجميع الطواقم الطبية التي نفذت هذه العملية "المعقدة".

وقال إن هذه الحملة تمثل نجاحاً كبيراً وسط الواقع المأساوي للحياة اليومية في غزة.

وأكد غيبريسوس، أنهم شهدوا ما يمكن تحقيقه من خلال تنفيذ وقف إطلاق النار في المناطق التي تم فيها التطعيم.

في 31 أغسطس/ آب الماضي، أعلنت وزارة الصحة في غزة ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ومنظمتا الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، خلال مؤتمر صحفي في مستشفى "ناصر" جنوبي قطاع غزة، إطلاق حملة تطعيم ضد شلل الأطفال لمن دون 10 أعوام.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في 16 أغسطس الماضي، إلى هدنة إنسانية لـ7 أيام، من أجل تنفيذ حملة لمكافحة شلل الأطفال تشمل 640 ألف طفل، أيّدتها مباشرة وكالة الأونروا آنذاك.

وجاءت هذه الدعوة عقب إعلان وزارة الصحة الفلسطينية، تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس شلل الأطفال في قطاع غزة لطفل عمره 10 شهور.

وعلى مدى أشهر الحرب، حذرت منظمات صحية وحقوقية من انتشار وتفشي الأمراض والأوبئة في القطاع جراء نقص الأدوية والتطعيمات، والظروف الصحية والمعيشية الصعبة التي يمر بها النازحون.


مقالات مشابهة

  • مصطفى تمبور: نحن مع استمرار الحرب حتى تنتهي ميليشيا الدعم السريع إلى الأبد
  • رغم استمرار الحرب .. تطعيم أكثر من 560 ألف طفل بغزة
  • الفوعاني: لبنان يشكل عنوان المقاومة للمشروع الإسرائيلي
  • تظاهرات في عدة مدن محتلة تطالب بإبرام صفقة تبادل أسرى مع المقاومة الفلسطينية
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يدعي القضاء على كتائب القسام في رفح الفلسطينية
  • العراق يدين استهداف إسرائيل لمخيم نازحين في خان يونس الفلسطينية
  • مصر تستنكر استمرار إسرائيل في قصف مدارس ومنشآت الأونروا بقطاع غزة
  • مصر تستنكر الاستمرار الإسرائيلي في قصف مدارس ومنشآت الأونروا بقطاع غزة
  • الخارجية الفلسطينية تدين بأشد العبارات المجازر المتواصلة التي ترتكبها قوات الاحتلال
  • إسرائيل تنشر تفاصيل رسالة الخسائر من قائد لواء خان يونس إلى السنوار