هشام الشواني: (تقدميون نحو الانحطاط)
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
أكبر جماعة تآمرية نشطت في تاريخ السودان الحديث هي المجموعة التي تسمى اليوم (تقدم) قوى الحرية والتغيير سابقا، هم ليسوا حزبا بالمعنى المعروف وليسوا إئتلافا أو تكتلا سياسيا. هم أشبه بالنادي الخاص أو بالأخويات العقدية أو تجمعات غرباء الأطوار، شيء لا قواعد له ولا يمكنك أن تفهمه بسهولة، لكنهم موجودون في الإعلام والدعاية ولهم أموال وتسهيلات حركة غير معلنة المصادر.
إذا تمعنت جيدا في طبيعة هذا النادي فلن تعثر على شيء واضح يمكنك تصنيفه طبقيا أو فكريا، لكنك ستجد شتاتا منبتا فقد الارتباط بالشكل القديم، فالاتحادي هناك شيء غير تاريخ الاتحاديين، واليساري هناك مسخ مشوه من أفكار اليسار، وحزب الأمة هناك كائن غريب بلا تأدب ولا ذوق، والناشطون صفيقون رخيصون يمتلئون حقدا وكسلا، حتى من حالفهم من المؤتمر الشعبي كانوا أكثر المجموعات انحطاطا.
هذه الحالة لم تهبط من السماء بل يجب فهمها على ضوء التاريخ، وشخصيات مثل علاء نقد ونصرالدين وحمدوك وناشطون آخرون هم ظاهرة مركبة ويمثلون النموذج المثادي لنادي التقدميين. كيف نعرف هذه الظاهرة؟ وما هو تعريف هذا التقدمي؟
أولا:
هو شخص يقوم بنشاط سياسي على أساس كره وحب، عداوة وتشجيع، رفض ومناصرة وليس على أساس معقولية ومسؤولية وفكر.
ثانيا:
هو شخص يبني حبه وتشجيعه ومناصرته على ما يريده الغرب، بمعنى أنه مستقبل أصيل للدعاية الغربية ومردد لها لكنه ليس مستقبلا سلبيا بل هو مشجعا ومرسلا إيجابيا وفعالا لها. الديمقراطية عنده ليست محل تساؤل، والعلمانية كذلك أما الدين والإسلام والوطنية فهي من المتحف التاريخي. لن تجده مثلا يتساءل كجمال محمد أحمد الأفندي السوداني عن الديمقراطية في أفريقيا لأنه تقدمي لا يقرأ، لكنك ستجده يناصر ويشجع ويهتف بالشعارات والقشور، هو مستهلك للمنتجات ومقلد لكنه داعية نشط وصاحب رسالة يتفوق بها على أسيادها وهذه نسخة متقدمة من المخبرين المحليين أولئك الذين كانوا مقدمة وفود المستعمر وهم من أبناء البلد.
ثالثا: هو شخص كاره للسودان المعروف، والمعروف هو ما عرف بين الناس كبلد وأهل ومجتمع وتقاليد وغيرها. والمعروف يبقى لكنه يتطور ويتغير ويتحسن ولكن أن تكره الوطن المعروف القائم كل هذه الكراهية وأن تنبت عنه وتنقطع عنه وتصبح غريبا عنه، فهذه عين حالة هؤلاء التقدميين.
رابعا: هم أشخاص قد يمتلكون شهادات متعلمين لكنهم لا يقرأون ولا يبنون موقفهم السياسي على فكر، لديهم ثقة عمياء وديماغوغية بمستعرضات ملخصات ورش منظمات المجتمع المدني، بالنسبة لهم هي المصدر المعرفي المطلق ومنها يكتبون البيانات ويصدرون الوثائق. ماتت عندهم الأفكار هم ليسوا ليبراليين بالمعنى القديم ولا ماركسيين ولا قوميين ولا محافظين ولا إسلاميين. هم كائنات من ورش مجتمع مدني، تغذت على نفايات ليبرالية جديدة لهم ثقة مطلقة في هذا الهراء وإيمان عقدي صلب فيه.
هذا هو النادي السياسي الذي يمثل أكبر حركة تآمرية مرت بالبلاد وصاروا مهيئين لأداء هذا الدور التاريخي ليكونوا كاثوليكيين أكثر من البابا واستعماريين أكثر من المستعمر وأمريكان أكثر من بايدن ومعادين للسودان المعروف أكثر من الإسرائليين. والتاريخ لا يفسر كلية بالمؤامرة لذلك هم أساسا نتاج هذه اللحظة التاريخية المريضة والواجب علاج سياقات الانحطاط التي أنتجتهم.
هشام الشواني
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: أکثر من
إقرأ أيضاً:
هشام ماجد يوجه رسالة لأبطال فيلم الهوى سلطان
حقق فيلم "الهوي سلطان" بطولة منة شلبي وأحمد داود نجاحا كبيرا بعدما تجاوزت إيراداته حاجز الـ 40 مليون جنيها في 15 يوما من عرضه.
هشام ماجد يوجه رسالة لأبطال فيلم الهوى سلطانووجه الفنان هشام ماجد عبر حسابه علي موقع انستجرام لأبطال فيلم الهوى سلطان رسالة، قائلا: «فيلم كل حاجة فيه حلوة، مبروك لصحابي الجامدين».
أبطال فيلم الهوى سلطانيضم فيلم الهوى سلطان، في بطولته عدد من نجوم الفن المصري أبرزهم: «منة شلبي، أحمد داود، أحمد خالد صالح، سوسن بدر، وجيهان الشماشرجي»، والفيلم من تأليف وإخراج هبة يسري، وإنتاج شركة سي سينما لـ أحمد فهمي وهاني نجيب
أحداث فيلم الهوى سلطانوتدور قصة فيلم الهوى سلطان في إطار رومانسي اجتماعي لايت، حول شاب وشابة تربطهما علاقة صداقة قوية منذ الطفولة، وكيف أنها تتحول بسبب الهوى إلى علاقة حب بين «سارة»، التي تعمل في مصلحة حكومية، و«علي»، شاب محب للحياة والحب بشكل عام.
أحدث أعمال هشام ماجدومن ناحية اخري، يشارك هشام ماجد في رمضان 2025 بالجزء الثاني من مسلسل أشغال شقة، الذي يشاركه في بطولته كلا من: أسماء جلال، شيرين، مصطفى غريب، سلوى محمد علي، حازم إيهاب، محمد محمود، إنتصار، إيمان السيد، وآخرين من النجوم، والعمل من تأليف كلًا من خالد دياب وشيرين دياب، والإخراج لـ خالد دياب.
اخر اعمال هشام ماجدوكان اخر اعمال هشام ماجد هو فيلم إكس مراتي، ويشاركه البطولة: محمد ممدوح، أمينة خليل، بجانب عدد من ضيوف الشرف، وهو فكرة وإخراج معتز التوني، ومن تأليف كريم سامي وأحمد عبدالوهاب، والفيلم برعاية الهيئة العامة للترفيه برئاسة المستشار تركي آل الشيخ، تدور قصته في إطار اجتماعي كوميدي، يظهر هشام ماجد خلاله بشخصية دكتور نفسي ومتزوج من أمينة خليل ويقع في العديد من المواقف الاجتماعية الكوميدية.
كما شارك في مسرحية على وضع الطيران، الذي تدور احداثها في إطار اجتماعي كوميدي، حول طائرة ركاب عادية تتجه من القاهرة إلى إسطنبول وتحمل على متنها شخصيات مختلفة، حيث يسافر كل شخص منهم لسبب مختلف عن الآخر وتكون الرحلة طبيعية، قبل أن يظهر خاطف للطائرة من بين الركاب، ويمرون سويًا بأزمات ومواقف كوميدية عديدة.