كيف يؤثر شرب الكحول على شيخوخة الأبناء؟
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
كشفت دراسة حديثة عن تأثير تعاطي الوالدين "المزمن" للكحول على أبنائهم من خلال التسبب في شيخوخة نسلهم بشكل أسرع ويصبحون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وفق ما نشره موقع "Theconversation".
وعلى الرغم من أن الباحثين قد أدركوا منذ فترة طويلة أن تعاطي الأب للكحول يؤثر سلبا على الصحة العقلية لأطفاله ونموهم الاجتماعي، لكن لم يكن من الواضح تسبب ذلك في أي آثار بيولوجية دائمة على الصحة الجسدية لنسله، وفق موقع "ساينس أليرت".
ومتلازمة الكحول الجنينية حالة تظهر بين الأطفال، وتنتج عن التعرض للكحول أثناء حمل الأم، وتسبب تلف المخ ومشاكل بالنمو، وفق موقع "مايو كلينك".
ووفقا لـ"المعاهد الوطنية للصحة"، فإن ما يقرب من 11 بالمئة من البالغين في الولايات المتحدة يعانون من اضطراب تعاطي الكحول.
ويسبب شرب الخمر مشاكل صحية متعددة، بما في ذلك أمراض الكبد ومشاكل القلب وانخفاض الوظيفة الإدراكية وتسارع الشيخوخة.
وقد ينقل الآباء هذه المشاكل الصحية إلى أطفالهم، حيث تشير اضطرابات طيف الكحول الجنيني إلى مجموعة واسعة من حالات العجز الجسدي والتنموي والسلوكي المرتبطة بالكحول والتي تؤثر على ما يصل إلى 1 من كل 20 تلميذا في الولايات المتحدة.
ويعاني الأطفال الذين يعانون من اضطرابات طيف الكحول الجنيني من ظهور مبكر لأمراض البالغين، بما في ذلك مرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب.
وتظهر أمراض القلب والأوعية الدموية لأول مرة خلال فترة المراهقة للأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات.
والأطفال الذين يعانون من اضطرابات طيف الكحول الجنيني هم أيضا أكثر عرضة لدخول المستشفى ويكون عمرهم أقصر بنسبة 40 بالمئة من نظرائهم الذين لا يعانون من هذه الحالات.
ومع ذلك، لم يكن من الواضح ما إذا كانت هذه المشاكل الصحية ناجمة عن ظروف الحياة، فالأشخاص الذين يعانون من متلازمة الكحول الجنينية، لديهم معدلات عالية من الاضطرابات النفسية، والتي تسبب التوتر الذي يجعلهم أكثر عرضة للشيخوخة والمرض.
تأثير تعاطي كلا الوالدين الكحولفي الدراسة الحديثة تم استخدام فئران لقياس تأثيرات تعاطي الكحول من قبل الأم أو الأب أو كلا الوالدين في وقت قريب من الحمل على شيخوخة نسلهم والأمراض المزمنة.
ووجدت الدراسة أن شرب الأب والأم يسببان تغيرات ضارة في "الميتوكوندريا" لدى ذريتهما.
والميتوكوندريا الموجودة داخل خلايا الجسم هي المسؤولة عن إنتاج معظم طاقة الجسم، وتتحكم في العديد من جوانب الشيخوخة والصحة، وفق موقع "مايو كلينك".
وتتدهور "الميتوكوندريا" بمرور الوقت وتتسبب في فقدان الخلايا لقدرتها على إصلاح الضرر والتحكم في عملية التمثيل الغذائي.
وكشفت التجارب على الفئران أن شرب الأب يسبب خللا في وظيفة "الميتوكوندريا" والذي يظهر لأول مرة أثناء نمو الجنين ويستمر حتى البلوغ، مما يتسبب في شيخوخة النسل بشكل أسرع.
وعندما يشرب كلا الوالدين الكحول، كانت التأثيرات على نسلهما أسوأ مما كانت عليه عندما يشرب أحد الوالدين فقط، وفق الدراسة.
ويواجه الأشخاص المصابون بمتلازمة الكحول الجنينية تحديات مدى الحياة، بما في ذلك مشاكل التنسيق بين اليد والعين وصعوبات في الذاكرة والانتباه.
وفي الوقت نفسه، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان شرب الأب يؤثر على نمو الجنين البشري، على الرغم من أن الدراسات الناشئة بدأت تشير إلى ذلك.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الذین یعانون من
إقرأ أيضاً:
«الأعلى للأمومة والطفولة» يناقش دور الأسرة في تنمية عقول الأبناء
أبوظبي (وام)
أخبار ذات صلةتحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، نظم المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، أمس، مائدة مستديرة بعنوان «دور الأسرة في تنمية العقول.. التنشئة السليمة من أجل سلامة الصحة النفسية».
ويأتي تنظيم الفعالية في إطار البرنامج المستمر لمنتدى فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة، الذي يسعى إلى إرساء حوار شامل حول قضايا الصحة النفسية المرتبطة بالأم والطفل في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويمثل منصة لتبادل الخبرات ومناقشة السياسات وتعزيز التعاون بين الجهات المعنية؛ لتعزيز الوعي حول الصحة النفسية وتوفير الدعم وطرح الحلول الفعّالة للقضايا المرتبطة بهذا المجال.
وأكدت الريم بنت عبدالله الفلاسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، في كلمتها في افتتاح الفعالية، أن دولة الإمارات تضع الإنسان، بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة، على رأس أولوياتها، وتنظر إليه على أنه محور الجهود كافة، والمبادرات والمشاريع على تنوعها واختلافها، وتسخر كل المقدرات لتوفير أفضل مستويات الحياة له، والارتقاء بسبل عيشه وتطويع الظروف لجعل شعبها الأسعد بين شعوب العالم كله.
وقالت: «إن هذه المبادرة تأتي ضمن مساعي المجلس الدؤوبة، للوصول إلى أفضل الممارسات في مجال التوعية حول سبل تربية الأبناء وتنشئتهم، والارتقاء بمستوى رفاههم النفسي والثقافي والاجتماعي، وحمايتهم من كل ما قد يؤثر على بناء شخصياتهم بشكل سوي، وتوفير البيئة المثلى لبناء جيل متمكن وقادر على التفاعل إيجابا مع محيطه والإسهام بشكل فاعل في بناء وطنه وخدمة مجتمعه».
ونقلت الفلاسي تحيات سمو «أم الإمارات»، إلى المشاركين في الفعالية، وتمنياتها لهم بالتوفيق والنجاح في مساعيهم لتعزيز دور الأسرة وتطوير البرامج والآليات التي تعزز ترابطها وترتقي بدورها في تخريج أجيال سوية وبالتالي بناء مجتمع صحي ومترابط.
وتسعى المائدة المستديرة إلى تعزيز دور الأسرة وتدعيم قدراتها في مجال بناء صحة نفسية قوية للأجيال الحالية والمستقبلية، باعتبارها الحاضنة الأولى لتنشئة الأبناء، وتمكين الآباء والأمهات ومقدمي الرعاية، عبر برامج دعم الوالدية، من خلق بيئات رعاية مثالية تسهم في تمكينهم من تلبية احتياجات أطفالهم العاطفية، ما يتيح لهم الازدهار والنمو الصحي على المستويين النفسي والعاطفي.
وتناول المحور الأول من محاور المائدة المستديرة التي تعقد في مقر المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في أبوظبي، واختتمت أمس، موضوع «تعزيز التفاعل الإيجابي بين الآباء والأبناء»، وتحدث فيه كل من الدكتورة بسمة بنت فخري آل سعيد، رئيسة مؤسسة عيادة همسات السكون والاستشارية في الصحة النفسية والإرشاد النفسي، والدكتور خالد المنيف، خبير التنمية البشرية، تحت عنوان «تحليل الاحتياجات وتحديد الأولويات»، وتناولا أثر التناغم بين الأب والأم في جودة ورفاه الأطفال النفسي والثقافي، وأساليب بناء علاقة إيجابية مع الأبناء وتعزيز الثقة المتبادلة، وأهمية التواصل والاستماع الفعّال بين الآباء والأبناء.