يتناول كتاب "جامعة الدول العربية وحركات التحرر في المغرب العربي 1952 ـ 1962 ـ (الجزائر أنموذجاً)" لمؤلفه رشيد ولد بوسيافة، دور جامعة الدول العربية في دعم حركات التحرر من الاستعمار في المغرب العربي. في هذه الحلقة الثانية سنعرض دور الجامعة في دعم هذه الحركات في كل من تونس والمغرب والجزائر.

الجامعة العربية والقضية التونسية

كانت تونس تابعة للخلافة العثمانية عندما احتلتها فرنسا عام 1881، وهي سبقت أن احتلت الجزائر.



لم يتأخر التونسيون في مقاومة الاحتلال الفرنسي. لكن أول حركة سياسية منظمة لمقاومة الاستعمار أسست عام 1907 ، بقيادة علي باش حنبا والشيخ عبد العزيز الثعالبي، هي حركة "تونس الفتاة". وأسست صحيفة بالفرنسية وساهمت في استقطاب الشباب.

تأخر اهتمام الجامعة العربية بالقضية التونسية، فبعد إعلان استقلال ليبيا، تحول اهتمام الجامعة إلى قضيتي تونس والمغرب. وكانت الوفود الممثلة للحركة الوطنية التونسية في القاهرة، تحظى برعاية الجامعة العربية. وفي عام 1947، كلّ مكتب المغرب العربي زعيم الحزب الدستوري الجديد الحبيب بورقيبة بالسفر إلى أميركا لجس نبض قادتها تجاه استقلال المغرب العربي.

منذ عام 1952، بدأت القضية التونسية تحظى شيئاً فشيئاً باهتمام في المحافل الدولية وبخاصة في اجتماعات الأمم المتحدة. وفي 16 نوفمبر من العام نفسه، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة إدراج القضية التونسية وإحالتها إلى اللجنة السياسية الخاصة، المختصة بتصفية الاستعمار.

وكانت جهود الجامعة العربية في التواصل مع المجموعة الأفريقية ـ الآسيوية وعدد من دول أميركا الجنوبية لاستصدار قرار أممي يعيد الحقوق إلى الشعب التونسي. واستغرق النظر في القضية التونسية 10 جلسات أمام اللجنة السياسية الخاصة التابعة للأمم المتحدة، انتهت إلى قرار لا يحقق وجهة النظر التونسية، لكن الجامعة العربية اعتبرته في حينه كسباً سياسياً في منظمة دولية، حيث نجحت الجامعة في تدويل القضية التونسية.

في الفترة الممتدة بين عامي 1952 و1954، قامت فرنسا بأعمال قمع وحشي فضحتها الصحافة العالمية والفرنسية، في أعقاب حالة النفير العام التي أعلنها التونسيون لاستعادة سيادتهم منذ ديسمبر 1952.

تأخر اهتمام الجامعة العربية بالقضية التونسية، فبعد إعلان استقلال ليبيا، تحول اهتمام الجامعة إلى قضيتي تونس والمغرب. وكانت الوفود الممثلة للحركة الوطنية التونسية في القاهرة، تحظى برعاية الجامعة العربية. وفي عام 1947، كلّ مكتب المغرب العربي زعيم الحزب الدستوري الجديد الحبيب بورقيبة بالسفر إلى أميركا لجس نبض قادتها تجاه استقلال المغرب العربي.في 31 مارس 1954، وجّه التونسيون مذكرة مطولة إلى الجامعة العربية بمناسبة انعقاد دورتها الحادية والعشرين، رفضوا فيها حكومة محمد صالح مزالي التي شكلتها فرنسا في تونس حيث أضربت البلاد ونُظمت التظاهرات وحدثت اشتباكات بين المتظاهرين وشرطة الاحتلال الفرنسي سقط خلالها عدد من الشهداء التونسيين. وبعد تلقيها المذكرة، أقرت اللجنة السياسية في الجامعة العربية بإنشاء صندوق لتلقي مساهمات الحكومات العربية والحكومات الصديقة وغيرها بقصد مؤازرة الشعب التونسي.

في الأمم المتحدة، تعاونت الكتلة الأفريقية ـ الآسيوية بوضوح عند طرح قضيتي تونس والمغرب على الجمعية العامة، إذ تضافرت الجهود للظفر بقرارات تتمشى ورغبة التونسيين والمغاربة بالحرية والاستقلال. ففي 9 يوليو 1953، تقدم الممثلون الدائمون لدى الأمم المتحدة، بخطاب إلى الأمين العام للأمم المتحدة طالبين إدراج مسألة تونس في جدول أعمال الدورة الثامنة للجمعية العامة. وفي 17 سبتمبر 1953، قررت الجمعية العامة إدراجها في جدول أعمالها. وفي 22 أكتوبر، صوتت الأمم المتحدة على مشروع قرار بشأن استقلال تونس، نال تأييد 29 صوتاً في مقابل 22 صوتاً ضده وامتناع خمس دول عن التصويت. وأوصت للجنة الأولى في الأمم المتحدة بأنه من الضروري اتخاذ الخطوات اللازمة لتأكيد حقوق التونسيين في السيادة التامة والاستقلال.

مرحلة الصدام بين القادة التونسيين

شُكلت في أغسطس 1954 حكومة تونسية برئاسة الطاهر بن عمار، من 10 وزراء تونسيين وخمسة وزراء فرنسيين، فنالت تأييد الحزب الدستوري الجديد بزعامة بورقيبة، الذي أطلقت فرنسا سراحه مع 150 من التونسيين بعد مفاوضات بين الطرفين.

وفي 24 سبتمبر، أرسل الحزب الدستوري التونسي القديم رسالة شديدة اللهجة إلى الجامعة العربية موقعة من أحد قادة الحزب، محمد الحبيب شلبي، يندد فيها بخرق بعض الأحزاب في المغرب العربي المواثيق الموقعة، التي تربط أية مفاوضات مع المستعمر بمبدأ تحقيق الاستقلال التام، وذلك بسبب فتح بعض الأحزاب مفاوضات مع المستعمر بشأن الاعتراف بحضوره الدائم في نطاق النظام السياسي الاستعماري، على أن تُمنح البلاد استقلالاً داخلياً بالتدريج. واتهمت رسالة الحزب الجامعة العربية بالسكوت عن هذه الحالة الخطيرة ومجاراتها والموافقة عليها.

جامعة الدول العربية والقضية المغربية

فرضت فرنسا سيطرتها على المغرب في بدايات القرن العشرين منذ العام 1911، بذريعة مساندة السلطان المغربي ضد القبائل المغربية، وذلك بعد تقاسمها النفوذ مع بريطانيا وألمانيا على بعض البلدان الأفريقية. وفي 30 مارس 1913، وقعت معاهدة الحماية بين المغرب وفرنسا، لتبدأ فصول المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي الذي سيطر على جميع بلدان المغرب العربي باستثناء ليبيا.

وكانت قد انطلقت من عمق الريف المغربي مقاومة شرسة ضد الاحتلال الإسباني، وسطع نجم عبد الكريم الخطابي الذي حقق انتصارات عظيمة، حيث اضطر الإسبان إلى عقد هدنة معه وإطلاق سراح الأسرى.

فرضت فرنسا سيطرتها على المغرب في بدايات القرن العشرين منذ العام 1911، بذريعة مساندة السلطان المغربي ضد القبائل المغربية، وذلك بعد تقاسمها النفوذ مع بريطانيا وألمانيا على بعض البلدان الأفريقية. وفي 30 مارس 1913، وقعت معاهدة الحماية بين المغرب وفرنسا، لتبدأ فصول المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي الذي سيطر على جميع بلدان المغرب العربي باستثناء ليبيا.كان لتأسيس جامعة الدول العربية أثر كبير في الدعم المعنوي للوطنيين المغاربة في كفاحهم ضد الهيمنة الفرنسية. وفي 11 أبريل 1944، قدمت الحركة الوطنية المغربية مذكرة المطالبة بالاستقلال إلى الملك والإقامة الفرنسية الدائمة، وقد ساند الملك هذه المذكرة. لكن المقيم الفرنسي اعتقل المطالبين بالاستقلال من زعماء الحركة الوطنية وقدمهم إلى المحاكمة العسكرية، وقمع التظاهرات المطالبة بالاستقلال، وحاصر المدن وقطع عنها الماء والغذاء والكهرباء ومنعت حركة المرور.

تحول موقف الملك المغربي وصار معارضاً للحماية الفرنسية وأوضح ذلك خلال زيارتيه إلى فرنسا عامي 1946 و1950، وقدم مذكرة إلى الرئيس الفرنسي طالب بوجوب تغيير نظام الحماية لكن لم ترد عليها الحكومة الفرنسية.

وفي أبريل 1947، في خطاب حماسي له في طنجة، دان الملك محمد الخامس مبدأ الحماية وأعلن رغبته في أن يصبح المغرب عضواً في جامعة الدول العربية. وقد ساهمت الجامعة في التصدي للمناورات الفرنسية لزعزعة مكانة الملك لدى المغاربة. يرى بوسيافة أن نضال المغاربة ضد الاحتلال كان أعنف وأعمق مقارنة بنضال التونسيين، كما كانت القضية المغربية أكثر حضوراً في اجتماعات الجامعة. وكانت تقارير الأمين العام للجامعة لا تكاد تخلو من قضية المغرب. وفي أكتوبر 1951، قدم المندوبون الدائمون العرب أمام الأمم المتحدة طلباً لإدراج القضية المغربية في جدول أعمال المنظمة الدولية. وفي موازاة الجهود الدبلوماسية في الأمم المتحدة، دعت الجامعة العربية إلى إنشاء صندوق مالي لدعم حركات المقاومة في المغرب وشمال إفريقيا.

في 2 مارس 1954 تكللت المفاوضات الفرنسية المغربية بالنجاح واعترفت فرنسا باستقلال المغرب. وسارعت الدول العربية الأعضاء في الجامعة العربية بالاعتراف بالمغرب دولة مستقلة ذات سيادة. وانضم المغرب في عام 1958 إلى الجامعة.

الجامعة العربية والقضية الجزائرية

في الفصل الثالث، "جامعة الدول العربية والقضية الجزائرية"، يتناول الباحث بوسيافة مسألة الجامعة العربية والقضية الجزائرية. إذ يعود اهتمام الجامعة بالقضية الجزائرية منذ تأسيسها، بل إن أول نشاط قام به أمينها العام عبد الرحمن عزام باشا كان يتعلق بمجازر مايو 1945، إذ قام بمراسلة ممثلي الدول الغربية محملاً دولهم مسؤولية ما حدث. كما طالب حزب الشعب الجزائري بمذكرة موجهة إلى الجامعة العربية بوقفة للمشرق العربي مع كفاح الجزائر المستميت.

ما إن انتهى النصف الأول من القرن العشرين، حتى نضجت فكرة الاستقلال لدى المناضلين الجزائريين، وظهر جيل جديد منهم يؤمن بأن الطريق الوحيد لنيل الحرية هو الكفاح المسلح. وابتداء من نوفمبر 1954 انطلقت عهد جديد من النضال بالقوة المسلحة لطرد الاحتلال الفرنسي.

ويرى المؤلف أن اهتمام جامعة الدول العربية بالقضيتين التونسية والمغربية خلال عامي 1953 و1954 كان أكبر من اهتمامها بالقضية الجزائرية، وذلك بسبب انقسام الحركة الوطنية والتخلي شبه المعلن عن الكفاح المسلح. لذلك لم يكن للقضية الجزائرية مكان في اجتماعات جامعة الدول العربية وتقاريها إلا بعد تفجر الثورة التحريرية في الأول من نوفمبر 1954، حيث أضحت القضية الأولى للجامعة. وبادرت الجامعة في 13 نوفمبر 1954 إلى إذاعة بيان عن موقف الجامعة العربية من الثورة الجزائرية، بررت فيه باستحياء لجوء الجزائريين إلى الكفاح المسلح، إذ لم تشأ الجامعة أن تقدم نفسها أمام العالم بأنها عراب للكفاح المسلح، باعتبارها منظمة إقليمية تدفع باتجاه الاستقرار والسلم في العالم، بحسب بوسيافة.

لكن ما ساعد الجامعة العربية في أداء دورها في نصرة القضية الجزائرية هو أن الأمر أصبح قضية رأي عام عربي، وباتت الثورة الجزائرية على كل لسان، إذ تحركت النقابات والمنظمات والأحزاب في العالم العربي بأسره، مطالبة بنصرة الشعب الجزائري بكفاحه المسلح ضد الاستعمار الفرنسي. وتلقت الجامعة وبعض الزعماء العرب، وعلى رأسهم الرئيس المصري جمال عبد الناصر، عشرات الرسائل والبرقيات والمذكرات بهذا الشأن. وقد تجاوبت الجامعة العربية مع نداءات الأحزاب والمنظمات الجماهيرية العربية، وباتت القضية الجزائرية على رأس اهتماماتها.

في 18 مايو 1956، عقدت اللجنة السياسية للجامعة العربية اجتماعاً في دمشق، حضره ممثلو جبهة التحرير الوطني الجزائرية الذين عرضوا الحالة الجزائرية. وقد أسفر اللقاء عن القرارات التالية: الطلب من الوفود العربية بطلب عرض قضية الجزائر على مجلس الأمن الدولي، السعي لدى فرنسا بوقف إجراءاتها العسكرية والاعتراف بحق الجزائر في الاستقلال، دراسة الجامعة لمقاطعة فرنسا سياسياً واقتصادياً وثقافياً. لكن مسألة مقاطعة فرنسا بقيت حبراً على ورق إذ تملصت الحكومات العربية عن تشكيل لجنة مخصصة لذلك، بينما لا يمكن إنكار جهود الجامعة العربية على صعيد الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

يشير المؤلف إلى قضية اختطاف فرنسا لطائرات قادة المقاومة الجزائرية الخمسة الذين استدعاهم السلطان محمد الخامس للاجتماع به وبرئيس الحكومة التونسية في تونس، أملاً بإيجاد حل سلمي لقضية الجزائر، حيث أدت إلى انقسام عربي حيث كان عبد الناصر يخشى من تورط حكومتي المغرب وتونس بعملية الاختطاف، التي أثارت ضجة كبيرة في العالم، إذ عقدت الجامعة العربية في اليوم التالي جلسة خاصة لدراسة القضية حيث قامت بتحركات سياسية ودبلوماسية على مستوى عربي وأممي ودولي لإطلاق سراح القادة وضمان سلامتهم.

يقول بوسيافة: "إن أهم ما يُسجل في تعامل الجامعة العربية مع القضية الجزائرية، خلال السنتين الأوليين من الثورة التحريرية، التصاعد التدريجي لاهتمام الجامعة العربية بالقضية؛ فكان كلما تأججت الثورة التحريرية، ازدادت حماسة الجامعة العربية لكفاح الشعب الجزائري، مع العلم أن خطابات الأمين العام وتقاريره قبيل اندلاع الثورة الجزائرية وفي أثنائها، لم تكن مع الكفاح المسلح صراحة في بداية الأمر، لكن هذا الخطاب "المسالم" سرعان ما تلاشى، وحل محله خطاب حادّ، يعتمد الكفاح المسلح لتحقيق استقلال أقطار المغرب العربي".

دعم الجامعة العربية للقضية الجزائرية

في الفترة بين عامي 1957 و1959، أدّت جامعة الدول العربية دوراً كبيراً في دعم القضية الجزائرية التي باتت تحتل الأولوية في المحافل الدولية نتيجة الكفاح المسلح وخاصة بعد هجمات الشمال القسنطيني في 20 أغسطس 1955، ثم مؤتمر الصمام في اليوم نفسه، وبعده حادث اختطاف طائرة قادة الثورة في الخارج، ثم وقوع اليخت "أتوس" الذي كان يحمل أسلحة في قبضة الفرنسيين. وهكذا صارت الجامعة العربية تفتتح جلساتها بالقضية الجزائرية، إلى درجة أضحت تقدم على القضية الفلسطينية. بل إن العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 كان وثيق الصلة بقضية الجزائر، وفقاً للأمين العام للجامعة العربية. وعبّر مسؤولون فرنسيون حينها أن فرنسا كانت تأمل من القضاء على مصر ـ عبر العدوان الثلاثي ـ تسهيل مهمتها في القضاء على الثورة في الجزائر.

أخذت الجامعة بجدية كبيرة موضوع تطوع المقاتلين للمشاركة في الكفاح المسلح الجزائري، بعد الطلبات التي تقدمت بها الحكومة الجزائرية المؤقتة بهذا الصدد. وبدأ كثير من الدول العربية والأفريقية بتدريب المتطوعين وإرسالهم إلى الجزائر. وكان دور الأردن بارزاً في هذا المجال من حيث فتح البلاد لعبور المقاتلين أو تطوع آلاف الأردنيين.أعطت التطورات الداخلية في الجزائر الثورة زخماً حيث تم تشكيل أول حكومة جزائرية موقتة في 19 سبتمبر 1958، ونالت اعتراف الدول العربية، وهو ما اعتبتره الجامعة العربية مكسباً مهماً على طريق تحرير الجزائر. وأمام الزخم الكبير الذي حظيت به الثورة الجزائرية عربياً ودولياً، رأت الجامعة العربية أن تضاعف عنايتها بالقضية الجزائرية في هذه المرحلة التاريخية الحاسمة، من خلال تقرير ميزانية ثابتة لدعمها بمساهمة الدول الأعضاء، الأمر الذي أقر في أبريل 1958 وحددت مساهمة كل دولة.

تعدد ضغوط الجامعة العربية وجهودها في دعم القضية الجزائرية، وطالت جوانب عديدة بينها الجانب الاقتصادي حيث أوصلت لجنة خبراء البترول بمقاطعة الشركات النفطية الأجنبية التي تتعاون مع السلطات الفرنسية.

كما أخذت الجامعة بجدية كبيرة موضوع تطوع المقاتلين للمشاركة في الكفاح المسلح الجزائري، بعد الطلبات التي تقدمت بها الحكومة الجزائرية المؤقتة بهذا الصدد. وبدأ كثير من الدول العربية والأفريقية بتدريب المتطوعين وإرسالهم إلى الجزائر. وكان دور الأردن بارزاً في هذا المجال من حيث فتح البلاد لعبور المقاتلين أو تطوع آلاف الأردنيين.

الجامعة العربية والملفات الجزائرية الكبرى

في الفصل الرابع والأخير، المعنون "جامعة الدول العربية والملفات الكبرى في القضية الجزائرية"، يتناول بوسيافة ثلاثة ملفات كبرى هي: الأول، تقارير الأمين العامة للجامعة العربية، والدور الكبير الذي قامت به الجامعة في الملف الإنساني في الثورة التحريرية، سواء بشأن أعمال القمع والتعذيب والإعدام التي كان الجيش الفرنسي يقوم بها، أو أوضاع اللاجئين الجزائريين في تونس والمغرب، والأوضاع في مراكز الاعتقال التي أقامتها فرنسا داخل الجزائر.

أما الملف الثاني، فهو ملف تدويل القضية الجزائرية في المحافل الدولية، ولا سيما في الأمم المتحدة، فقد أدت جامعة الدول العربية أدواراً كبرى في طرح القضية الجزائرية والمرافعة عنها في جلسات الأمم المتحدة من خلال دولها الأعضاء.

الملف الثالث، هو ملف المفاوضات الجزائرية الفرنسية والتي تابعتها الجامعة العربية. وكان موقف الجامعة من اتفاق إيفيان الذي قضى باستقلال الجزائر وإنهاء الاستعمار الفرنسي، لافتاً. إذ أدلى الأمين العام للجامعة عبد الخالق حسونة بتصريح جاء فيه: "إن يوم 18 [آذار/] مارس 1962 من الأيام المشهودة في كفاح الشعب الجزائري الباسل، وإن جامعة الدول العربية لَتُحيي أبطال الجزائر وشهداءها الأبرار ورجال حكومتها المخلصين، فقد ضربوا لنا أروع الأمثلة في النضال الوطني، وفي الميدان السياسي، واعتزت بهم قضايا الحرية في العالم أجمع".

*باحث وأستاذ جامعي لبناني

إقرأ أيضا: جامعة الدول العربية وحركات التحرر في المغرب العربي.. قراءة في كتاب (1 من2)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب كتاب عرض قطر كتاب عرض نشر كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جامعة الدول العربیة الثورة الجزائریة الثورة التحریریة القضیة الجزائریة الاحتلال الفرنسی فی المغرب العربی فی الأمم المتحدة الجامعة العربیة القضیة التونسیة العربیة والقضیة اللجنة السیاسیة اهتمام الجامعة الشعب الجزائری الحزب الدستوری الکفاح المسلح قضیة الجزائر الأمین العام تونس والمغرب قضیة المغرب ضد الاحتلال إلى الجامعة العربیة فی الجامعة فی فی العالم فی دعم

إقرأ أيضاً:

الجامعة العربية: مؤتمر الصادرات الزراعية فرصة لتقليل الاعتماد على الخارج

أكدت جامعة الدول العربية على الحق الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعلى رفض كافة أشكال الاعتداء من الكيان المحتل، واستنكارها لعدوان الكيان الصهيوني على الأراضي اللبنانية، ونؤكد على جميع القرارات الصادرة عن القمم العربية في هذا الشأن.

جاء ذلك خلال السفير على بن إبراهيم المالكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية في أعمال المؤتمر العربي الأول لتنمية الصادرات الزراعية في ظل المزايا الممنوحة في إطار منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، الذي تنظمه الأمانة العامة لجامعة الدول العربية قطاع الشؤون الاقتصادية بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية، على مدار يومي 1-2ديسمبر في القاهرة، بحضور البروفيسور إبراهيم آدم الدخيري مدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية ، ووزير الزراعة السوداني أبو بكر البشري.

وقال السفير المالكي، إن المنطقة العربية تمر حاليا بوضع سياسي واقتصادي يتطلب الدعم والمساندة من المجتمع الدولي حيث تصل أثاره إلى العالم وليس المنطقة العربية فحسب، ولعل أزمة العدوان على قطاع غزه والأراضي اللبنانية خير دليل، على أن الجسد العربي جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّى، فقد انعكس هذا الصراع على كافة مناحي الحياة في المنطقة العربية، ومن أهمها حركة التجارة العربية، وأغتنم هذه الفرصة لأؤكد على دعم الجامعة العربية.

وشدد السفير المالكي على أهمية المؤتمر "العربي الأول لتنمية الصادرات الزراعية" والذي يعد تعبيراً جليا لأهمية قطاع الزراعة في تحقيق التنمية الاقتصادية للدول العربية، خاصة في ظل تنامي الفجوة الغذائية التي تعاني منها المنطقة العربية في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن المؤتمر فرصة مواتية لفتح آفاق جديدة للتعاون العربي في مجال زيادة الصادرات خاصة في المنتجات الزراعية وتقليل الاعتماد على الخارج في تحقيق الأمن الغذائي العربي.

وأضاف السفير المالكي أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في خضم تغيرات غير المسبوقة على خارطة التجارة العالمية، في وقت أصبحت معظم الدول العربية تسعى لتعزيز النمو الاحتوائي وتنويع النشاط الاقتصادي بهدف تحقيق التنمية الاقتصادية، مشيدا بجهود الدول العربية بالنهوض باقتصادها والتي تختلف عن سابقاتها في كونها تأتى على أسس مدروسة تتواكب مع المستجدات العالمية، وذلك من خلال بلورة رؤى واستراتيجيات مستقبلية تتميز بالتفاعل بين الحكومات والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني بما يخدم في النهاية تطلع الدول لتحسين اقتصادها.

وأشار إلى العلاقة القوية بين حجم الصادرات والنمو الاقتصادي، حيث أن الزيادة أو التوسع في الصادرات تعزز تأصيل مبدأ التخصص في إنتاج سلع الصادرات، وهذا بدوره يؤدي إلى تحسين مستوى الإنتاجية ورفع المستوى العام للمهارات الإنتاجية في قطاع الصادرات، وبالتالي إعادة تخصيص الموارد من القطاعات غير التجارية ذات الكفاءة المتدنية إلى قطاعات صادرات تتمتع بكفاءة إنتاجية عالية، أي أن الصادرات بمثابة آلة النمو التي تحرك وتدفع عجلة النمو في كافة القطاعات الاقتصادية.

وشدد على أن موضوع تطوير الصادرات الزراعية أصبح ضرورة في هذه الظروف الدقيقة التي تمرّ بها أمّتنا العربيّة، لأن هذا القطاع أحد أهم ركائز الاقتصاد، فلا تقف أهمية تنمية القطاع الزراعي على حجم أثره على المجالات الاقتصاديّة والاجتماعيّة، بل أنه يتخطى إلى كونه وسيلة للاستفادة من مقومات الطبيعية من أراضي وموارد مائية وسبيل لتوفير الأمن الغذائي للدولة، لذا تُعتبر الزراعة جزءاً لا يتجزأ من مكونات النسيج الوطنيّ والموروث الثقافيّ في المنطقة العربية.

مقالات مشابهة

  • الجامعة العربية : ندعم حقوق مصر المائية ونعمل معها في هذا الإطار
  • سيد علي: سقوط سوريا ستدفع ثمنه الدول العربية المتواطئة والصامتة
  • الجامعة العربية "تتضامن" مع فلسطين ولازاريني يدعو الأعضاء للضغط على إسرائيل لرفع الحظر عن الأونروا
  • إطلاق الشبكة العربية للهيدروجين الأخضر خلال المجلس الوزاري العربي
  • جامعة الجزائر 1 : تأسيس 50 شركة ناشئة من طرف الطلبة منذ 2022
  • الجامعة العربية: إسرائيل أصبحت عاملا لانهيار المنظومة الدولية
  • الجامعة العربية: 14% من مساحة منطقتنا قابلة للزراعة وعلينا استغلالها
  • الجامعة العربية: مؤتمر الصادرات الزراعية فرصة لتقليل الاعتماد على الخارج
  • العربية للتنمية تؤكد ضرورة تسهيل التجارة الزراعية ودعم التكامل الزراعي العربي
  • جامعة الدول العربية ترفض الهجوم على حلب