المنطقة العازلة بضمان ال 1701 بعد تعديله
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
كتب طوني عيسى في" الجمهورية": منذ العام 2006 ، يعتبر الأميركيون أنفسهم حراس القرار 1701 ،في اعتباره الوصفة المناسبة لضمان "حسن الجوار" بين لبنان وإسرائيل، بضمان قوات "اليونيفيل" التي تم توسيع صلاحياتهابهذا القرار، لكي تتولى أمن المنطقة الحدودية، بالتنسيق مع الجيش اللبناني. وطوال 17 عاماً مضت، أي حتى اندلاع الحربفي غزة والجنوب، تجنبت إسرائيل توجيه أي ضربة ل "حزب الله" في لبنان.
ل "الحزب" وإيرانداخل الأراضي السورية، التزاماً منها بالتفاهم مع واشنطن.فلبنان في هذا المعنى بقي "خصوصية أميركية" ليس مسموحاً المسّ بها، حتى من جانب الحليف الأقرب إسرائيل .
هذا "الستاتيكو" خدم إسرائيل لأنه أراحها طويلاً على الجبهة الشمالية، لكنه وفر للبنان أيضاً حماية طويلة الأمد. وفي ظله،جرت المفاوضات التي أدت إلى ترسيم الحدود البحرية في العام2022 ، وتقاسم ثروات النفط والغاز في المياه بين لبنان وإسرائيل.
وكانت الاستعدادات جارية لإطلاق المفاوضات الرامية إلى ترسيم الحدود البرية، لكن الحرب جمدت المساعي السياسية، مرحلياً على الأقل. بعد عملية "طوفان الأقصى"، قال الإسرائيليون: لن نرتكب الخطأ إياه على حدود لبنان. لن نمنح "حزب الله" فرصة تكرار مافعلته "حماس" في غزة. وهذه المرة، لن نقبل إلا بتثبيت المنطقة العازلة داخل الأراضي اللبنانية، بعمق كافٍ من أجل طمأنتنا.وهذا الطلب لن نتراجع عنه، بل لا مجال للنقاش حوله وسنعمل لتحقيقه بالديبلوماسية أولاً، وبالقوة إذا فشلت المحاولة . أخذ الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين على عاتقه تعطيل أي مفاجأة سيئة بين لبنان وإسرائيل. فقد أقنع إسرائيل بأن واشنطن ستضمن عدم تجاوز "حزب الله" قواعد الاشتباك السائدة وأقنع لبنان بأن واشنطن ستضمن منع إسرائيل من تنفيذ أي مغامرةكبرى، أي الاجتياح البري للجنوب أو توسيع الحرب لتشمل أهدافاً حيوية في الداخل اللبناني. وارتأى هوكشتاين أن المخرج الأنسب من المأزق هو إقناع "الحزب" بوقف حرب "المساندة"، والتزام القرار1701 . لكنه، عندما فشل في ذلك، خفض سقف طموحاته.فبدلاً من وقف الحرب، بات يعمل لإبقاء حدود الاشتباك مظبوطة.وبدلاً من مطالبة "الحزب" بسحب سلاحه إلى ما وراء الليطاني،طالب بالانسحاب بضعة كيلومترات فقط عن الخط الأزرق. ولكن،على رغم هذه "التنزيلات"، أصر "حزب الله" على القتال ما دامتحرب غزة مستمرة ورفض أي انسحاب لمقاتليه. عملياً، هوكشتاين"سحب يده" من الوساطة في الفترة الأخيرة. وفي العادة، عند انسحاب الوسيط، تصبح الدفة في يد الطرف الأقوى. وفوق ذلك،بات الأميركيون اليوم أكثر إلحاحاً، كما إسرائيل، على
إنشاء منطقة عازلة في لبنان، بضمانات قوية، بحيث لا تتكرر عملية "طوفان الأقصى" على الحدود الشمالية، لا اليوم ولا في المستقبل. ولكن، حتى الآن، يرفض الأميركيون منح إسرائيل ضوءاً اخضر لتنفيذ عملية عسكرية واسعة في لبنان.
الصورة اليوم هي الآتية: إدارة جو بايدن متحمسة أكثر من أي يوممضى لمساعدة إسرائيل على تأمين الهدوء في الحدود مع لبنان وضمان ذلك بإنشاء المنطقة العازلة، أي التنفيذ الدقيق لبنود القرار1701. وهذا الحرص ظهر في التجديد قبل أيام ل"اليونيفيل" عاماً آخر. لكن التطور في موقف واشنطن هو أنها ربما تتساهل مع أي عمل عسكري تقرر إسرائيل تنفيذه، تحت شعار إنهاء حرب الاستنزاف وضمان أمن الشمال وفرض المنطقة العازلة في جنوب لبنان. وثمة من يعتقد أن الأميركيين باتوا قريبين جداً من الموقف الإسرائيلي، في ما يتعلق بالوضع مع لبنان.ولذلك، هم سيدعمون إحياء القرار 1701 ، وبصيغة جديدة متشددة، بحيث تنشأ المنطقة العازلة بدعم دولي شامل، وضمان "اليونيفيل"، علماً أن القرار 1701 في صيغته الحالية يمنح هذه القوات هوامش عمل واسعة، لم تستفد منها طوال الأعوام السابقة. يعني ذلك أن المرحلة المقبلة ستشهد ضغطاً إسرائيلياً وأميركياًودولياً عالياً على لبنان، ليسير في التسويات التي يجري تحضيرها، بمعزل عما سيتجه إليه الملف الفلسطيني، في غزة والضفة الغربية. وإذا رفض لبنان الاستجابة للمطالب الدولية، فمن المرجح أن يشهد مرحلة ساخنة جداً ولا أفق واضحاً لها.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: المنطقة العازلة حزب الله
إقرأ أيضاً:
لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله تعقد اجتماعها الثاني اليوم
أفاد إعلام لبناني، بأن لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله تعقد اجتماعها الثاني اليوم.
وأعلنت إسرائيل، موافقتها رسميًا على الخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة الأمريكية، لوقف إطلاق النار بين حزب الله وتل أبيب والذي دخل حيز التنفيذ في الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء بتوقيت العاصمة اللبنانية بيروت.
وفي وقت سابق، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملية برية محدودة في جنوب لبنان تستهدف البني التحتية لحزب الله، وسط تحليق مكثف للطيران وقصف مكثف بالمدرعات والدبابات على مناطق الجنوب.
وقد شهدت لبنان حادثة مؤلمة بعد انفجار المئات من أجهزة الاتصال "البيجر" المستخدمة من قبل عناصر حزب الله، ما أسفر عن مقتل 11 أشخاص وإصابة نحو 3000 آخرين.
هذه الحادثة أثارت اهتمامًا دوليًا واسعًا، حيث كانت الأجهزة المنفجرة تُستخدم للتواصل بين عناصر الحزب.