فتح جبهة الجنوب تحوّل دخيل على القرار 1701
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
كتب نقولا ناصيف في" الاخبار": الاجماع الدولي على القرار 1701 اضحى غير كاف لديمومته في ظل احداث تجاوزت لحظته الأم عندما صادق عليه مجلس الامن قبل 18 عاماً:
1 ـ لحزب الله شرطاه لاعادة الروح اليه. اولهما التوقيت الذي حدده هو له وهو وقف النار النهائي في غزة، وثانيهما الضمانات التي يريدها من الوسيط الاميركي حيال تنفيذ القرار لكن كذلك بازاء ما هو ابعد منه.
2 ـ اوجد فتح جبهة الجنوب واقعاً طارئاً دخيلاً على القرار 1701 لم يرعه وضعه عام 2006. كان نجم حينذاك عن حرب تموز ودخول اسرائيل اراضي لبنانية وانسحابها منها من ثم في مقابل ثمن كان على حزب الله التسليم به: خروج مقاتليه من جنوب نهر الليطاني الى شماله كي تحل محله القوة الدولية المعززة والجيش اللبناني. ما طرأ في حرب غزة ان حزب الله لم يعد كما في حرب تموز يدافع عن نفسه، بل اضحى في موقع الهجوم الى داخل الدولة العبرية بترسانة اسلحته ومسيّراته. ادخل شمال اسرائيل للمرة الاولى في تاريخها في لعبة المساومة على استقرارها وامنها ما ان تسبب بتهجير آلاف المستوطنين. ساوى بذلك بين امن الداخل اللبناني وامن الداخل الاسرائيلي. هي المعضلة الجديدة غير المسبوقة تواجهها الدولة العبرية بأن بات عليها الدفاع عن نفسها من «الاعتداء» عليها لا الاكتفاء بالاعتداء على لبنان وتاريخياً على الدول العربية المجاورة لها. افضى الامر الواقع الحالي الى الحؤول دون ما اعتادت اسرائيل استسهاله وهو مهاجمة لبنان ودخول اراضيه. ذلك مغزى ان الحرب الواسعة إما يتهيبانها لكلفتها عليهما معاً دونما ان تكون متساوية، وإما لأنهما لا يريدان الذهاب الى ابعد مما يجري الآن. بفضل «طوفان الاقصى» وتداعياته الاولى بفتح جبهة الجنوب، بات على القرار 1701 استيعاب التحولات الجديدة في نزاع حزب الله ـ اسرائيل. فيه قليل من التوازن ويفتقر الى كثير من التكافؤ بينهما، لكنه ليس قليل التأثير على كليهما.
3 ـ بينما عزا حزب الله في حرب تموز انتصاره الى صموده ومنع تدميره، وهو ما لم يوافقه على اجتهاده هذا افرقاء لبنانيون، يخرج من حرب غزة ما ان تضع اوزارها يوماً ما على انه يثبّت معادلة انه صار قوة اقليمية قبالة اسرائيل يُحسَب لها حساب. لم يعد الهدف الواقعي تصفيته والغاءه على نحو ما كان قبلاً، مقدار ابعاده الى اقصى مسافة من الحدود اللبنانية ـ الاسرائيلية وتجنيب تعريضه شمال اسرائيل للفوضى وعدم الاستقرار. ما انتهت اليه دروس حرب الجنوب انه بات يملك مبادرة إلحاق الضرر بسكان الشمال وتهديدهم في اي وقت بمنعهم من البقاء حيث هم. ليست قليلة خسائره البشرية ولا استهداف بناه العسكرية وترسانته. مع ذلك، كما في حرب تموز، يتصرّف في نهاية المطاف على انه انتصر وكرّس امراً واقعاً جديداً حيال اسرائيل.
4 ـ سواء جلس الى طاولة الكبار من خلال ايران او لم يجلس في أوان تسوية حرب غزة، بات جزءاً لا يتجزأ من هذه. مع ان حماس هي الطرف المفترض انها المعني بالتسوية، الا ان المرجعية التي صار يمثلها حزب الله لديها والتصاقها به ودور الإشغال المكلف الذي يضطلع به، يجعل منه معنياً ـ كما هي ـ بما بعد وقف النار في القطاع. ابسط الظن ان حماس لن توافق على ما لا يقبل به لها، وهو لن يجاري ما يعتقد انها سترفضه. في سبيل ذلك، مكرّساً شراكته معها، رفض اطفاء جبهة الجنوب مع كل الدمار والتهجير الذي يواجهه والكلفة البشرية الموازية الى ما بعد اطفاء نيران غزة. ليس خافياً انه يواجه كقوة اقليمية بظهير ايراني. ما يصلح وصف حزب الله به انه ـ بتعبير جبل لبنان القديم ـ صار اخيراً «مدير ناحية» المنطقة نيابة عن الجمهورية الاسلامية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: على القرار 1701 جبهة الجنوب حزب الله حرب تموز فی حرب
إقرأ أيضاً:
سلام يزور جنوب لبنان.. الجيش هو الوحيد المخول بالدفاع عن البلاد
أجرى رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، الجمعة، زيارة إلى جنوب البلاد برفقة عدد من الوزراء، هي الأولى له منذ نيل حكومته الثقة.
والأربعاء، نالت الحكومة اللبنانية برئاسة نواف سلام، ثقة مجلس النواب بتصويت 95 نائبا لصالحها من أصل 128.
وقال سلام بمنشور على منصة "إكس": "توجهت اليوم إلى الجنوب مع زملائي الوزراء (الطاقة والمياه جوزيف) الصدي و(البيئة تمارا) زين و(الأشغال العامة فايز) رساميني".
وأضاف أن محطتهم الأولى كانت في ثكنة بنوا بركات في مدينة صور، حيث وجّه كلمة إلى أبناء الجيش وقوات اليونيفيل الأممية.
وقال في كلمته إن "الجيش اللبناني يقوم اليوم بواجباته بشكل كامل، ويعزز انتشاره بكل إصرار وحزم من أجل ترسيخ الاستقرار في الجنوب وعودة أهالينا إلى قراهم وبيوتهم".
وأكد أن حكومته ستعمل على تمكين الجيش اللبناني من خلال زيادة عديدة وتجهيزه وتدريبه وتحسين أوضاعه مما يعزّز قُدراته من أجل الدفاع عن لبنان".
وخلال تجواله في الشوارع المحيطة بالسوق التجارية في النبطية، وجه العديد من المواطنين صرخات ومطالب للرئيس سلام الذي وقف مستمعا اليهم ، لا سيما مطالب اعادة الاعمار ، والاشادة بالمقاومة التي " لولاها لما كنا هنا"، وبالدعوات لحفظ " وصايا ودماء الشهداء" التي واجهت العدو" ، بحسب الوكالة الإعلامية اللبنانية الرسمية.
كما التقى سلام بالمواطنين في بلدة الخيام الذين أكدوا على تمسكهم بتحرير أرض الجنوب بالكامل، وتمسكهم بخيار المقاومة وتحرير الأرض من أي ظهور للجيش الإسرائيلي.
فيما أكد سلام أن "الجيش اللبناني يقوم بواجباته على أكمل وجه، وهو الوحيد المخول بحماية الوطن والدفاع عنه".
كما التقى سلام وفدا من أهالي بلدة الضهيرة الحدودية، الذين نفذوا وقفة احتجاجية أمام الثكنة استنكاراً للممارسات الإسرائيلية ضد المواطنين الراغبين بالعودة إلى بلدتهم.
وقال: "أنا وزملائي نشاركهم (المحتجين) آلامهم ونضع في رأس أولويات الحكومة العمل على إعادة إعمار منازلهم وقراهم المدمرة وتأمين عودتهم الكريمة إليها"، مؤكدا أن "ذلك ليس وعدا بل التزاما مني شخصيا ومن الحكومة".
وفي 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 أنهى اتفاق لوقف إطلاق النار قصفا متبادلا بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" بدأ في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، ما خلّف 4 آلاف و114 شهيدا و16 ألفا و903 جرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
وفي 18 شباط/ فبراير الجاري، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية بانسحاب الجيش الإسرائيلي من القرى والبلدات التي كان يحتلها جنوب البلاد، باستثناء 5 نقاط رئيسية على طول الحدود.
ورغم انقضاء المهلة، واصلت "إسرائيل" المماطلة بالإبقاء على وجودها في 5 تلال داخل الأراضي اللبنانية على طول الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب "إسرائيل" من لبنان عام 2000)، دون أن تعلن حتى الساعة موعدا رسميا للانسحاب منها.