الوطن:
2025-04-29@04:53:21 GMT

عبير فتحي تكتب: التقارب المصري - التركي إلى أين؟

تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT

عبير فتحي تكتب: التقارب المصري - التركي إلى أين؟

تشكل زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى تركيا خلال هذا الأسبوع علامة فارقة فى تاريخ العلاقات بين البلدين، خاصة بعد أن مضى عقد من الزمان شهدت خلاله العلاقات توتراً مع قيام ثورات الربيع العربى، حتى وصل الأمر إلى سحب السفراء ولكن انتهى التوتر بالزيارة التى قام بها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى مصر فى مطلع العام الحالى، ولذلك فإن زيارة الرئيس السيسى تشكل المرحلة الثانية لتوطيد العلاقات بين البلدين بعد زيارة أردوغان للقاهرة، والتى تعتبر الأولى بعد أن أصبح رئيساً للجمهورية وكان قد زار القاهرة من قبل وهو رئيس للوزراء.

يأتى لقاء الزعيمين فى وقت تشهد فيه المنطقة أحداثاً مأساوية صعبة واعتداءات وحشية على الفلسطينيين، الأمر الذى يؤكد أن هذه الزيارة سوف يكون لها تأثيرات إقليمية واسعة على الجانب السياسى والعسكرى، بالإضافة إلى الجوانب الاقتصادية الهامة المنتظرة من هذه الزيارة وتوقيع عقود واتفاقيات تعاون اقتصادى تصل إلى المليارات من الدولارات، أما عن التوقعات للنتائج المنتظرة لهذا اللقاء فتجدر الإشارة هنا إلى أن إسرائيل التى شعرت بالرعب من إيران وحزب الله بدأت تتنفس الصعداء بعد الرد المتواضع الأخير من حزب الله فى عملية لم تؤثر إطلاقاً على إسرائيل بل شعرت بأن كابوس الحزب قد انتهى، ومع كثرة التصريحات الانفعالية الإيرانية الجوفاء التى لا فائدة من ورائها اطمأنت إسرائيل، وبعد أن أخرجت لسانها للعالم فى مذابح وحشية فى غزة بدأت بمذابح أخرى أكثر وحشية فى الضفة الغربية وبأول عملية عسكرية واسعة بالضفة منذ أكثر من 20 عاماً وما كانت لتفعل ذلك إلا بعد أن اطمأنت إلى «خلو الجو» لها، وهنا ظهرت قوتان إقليميتان جديدتان تتعاونان معاً من أجل كبح جماح الغرور الإسرائيلى، فتركيا معروفة بمواقفها القوية ضد إسرائيل، ومصر متمسكة بانسحاب إسرائيلى كامل من معبر رفح وحتى شريط فيلادلفيا، لذلك ينتظر العالم بأكمله، خاصة إسرائيل ما سوف يسفر عنه لقاء الزعيمين المصرى والتركى من إجراءات سوف يتخذانها.

ويعتقد الكثير من الخبراء العسكريين أن التنسيق والتعاون بين البلدين سوف يغير خريطة الوضع العسكرى فى الشرق الأوسط تماماً، ويقلب الطاولة على إسرائيل وينهى سيطرتها العسكرية التى استمرت لعقود جعلتها تنظر بسخرية شديدة لنداءت المجتمع الدولى وقرارات الأمم المتحدة وتمارس الإرهاب وذبح الأطفال والنساء بدماء باردة.

أما عن الجانب الاقتصادى فإن التبادل التجارى بين البلدين ليس على المستوى اللائق بحجم الدولتين، إذ تبلغ قيمة التبادل التجارى وفق آخر إحصائيات 6.6 مليار دولار، وكانت هناك تصريحات للرئيس أردوغان فى زيارته الأخيرة لمصر بأنه سيعمل على رفع هذه الصادرات إلى 15 مليار دولار سنوياً.

وصدرت مصر لتركيا خلال عام 2023 «وقود وزيوت معدنية ومنتجات تقطيرها بقيمة 831.6 مليون دولار، ولدائن ومصنوعاتها بقيمة 373.7 مليون دولار، وأسمدة بقيمة 357.4 مليون دولار، وحديد وصلب بقيمة 363.5 مليون دولار، وملابس جاهزة بقيمة 243 مليون دولار، وآلات وأجهزة كهربائية بقيمة 188 مليون دولار».

أما أهم مجموعات سلعية استوردتها مصر من تركيا خلال عام 2023 فهى «حديد وصلب بقيمة 551.2 مليون دولار، وآلات وأجهزة كهربائية بقيمة 640 مليون دولار، ووقود وزيوت معدنية ومنتجات تقطيرها بقيمة 169.4 مليون دولار، ومنتجات كيماوية غير عضوية بقيمة 153.5 مليون دولار، ولدائن ومصنوعاتها بقيمة 133.5 مليون دولار إلى جانب ورق ومصنوعات من عجائن الورق بقيمة 100.3 مليون دولار».

وهناك استثمارات كثيرة ومتنوعة من المستثمرين الأتراك فى مصر تزيد على 3 مليارات من الدولارات، حيث تعمل عشرات الشركات التركية فى مجالات متعددة، منها الملابس الجاهزة والأجهزة المنزلية ومتاجر وسلسلة متاجر السلع الغذائية وغيرها من المشروعات، وهناك ترحيب شديد من البلدين لزيادة حجم الاستثمارات المتبادلة وتحقيق طفرة لم تشهدها العلاقات التجارية بين البلدين من قبل.

وفى لقاء جمع بينى وبين السفير صالح موطلو شن قال إن التطورات الإيجابية فى العلاقات الثنائية ستستمر فى الفترة المقبلة، وإن تركيا تتطلع إلى ‏زيارة الرئيس السيسى، موضحاً أنه خلال هذه الزيارة سيتم توقيع العديد من الاتفاقات فى مختلف القضايا لاسيما الاقتصادية ‏والتجارية والفنية، حيث ستلقى الزيارة اهتماماً كبيراً أيضاً من الرأى العام التركى المصرى والعالمى‎.‎‏ وأوضح السفير أن هذه ‏الزيارة المقرر إجراؤها خلال الفترة المقبلة ستعزز وستتوج أكثر أواصر الأخوة التاريخية بين البلدين. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر تركيا العلاقات بين البلدين إيران وحزب الله بین البلدین ملیون دولار بعد أن

إقرأ أيضاً:

مشاريع كبرى في الطريق… تمويل دولي بقيمة 41 مليار دولار لتركيا

أعلن وزير الخزانة والمالية التركي، محمد شيمشك، أنهم يتوقعون تأمين تمويل مشروعات بقيمة تقارب 41 مليار دولار خلال فترة ثلاث سنوات، بشروط طويلة الأجل وتكاليف منخفضة، من بعض المؤسسات المالية الدولية التي التقى بها خلال زيارته إلى الولايات المتحدة.

وأوضح الوزير شيمشك، في منشور عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي، تابعه موقع تركيا الان٬ تفاصيل لقاءاته مع ممثلي بعض المؤسسات المالية الدولية ضمن برنامج زيارته للولايات المتحدة.

وأكد شيمشك أن تركيا تُعد من بين الدول التي تستخدم تمويل التنمية بأكثر الطرق فاعلية، مضيفاً:

اقرأ أيضا

طائرات “بيرقدار” التركية تتدخل سريعًا بعد زلزال…

الأحد 27 أبريل 2025

“اجتمعنا مع ممثلي كل من البنك الدولي، ومؤسسة التمويل الدولية، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وبنك الاستثمار في البنية التحتية الآسيوي، والبنك الإسلامي للتنمية، والبنك الأوروبي للاستثمار بهدف تعزيز تعاوننا المشترك.

مقالات مشابهة

  • قسم شرطة حلب الجديدة يستعيد مسروقات بقيمة 20 ألف دولار أمريكي و35 مليون ليرة سورية
  • شرطة حلب تستعيد مسروقات بقيمة 20 ألف دولار أمريكي و35 مليون ليرة سورية وتعيدها لصاحبها أصولاً
  • البنك المركزي المصري يجمع 984.9 مليون دولار في عطاء أذون الخزانة الدولارية
  • رئيس النواب خلال استقباله نظيره المجري: حريصون على تعزيز العلاقات بين البلدين
  • بقيمة 950 مليون دولار.. البنك المركزي يعقد عطاء أذون خزانة دولاري اليوم
  • بقيمة 15 مليون دولار.. دولتان عربيتان تسددان ديون سوريا لدى البنك الدولي
  • عاجل - قرار جمهوري بالموافقة على قرض بقيمة 500 مليون دولار من البنك الدولي
  • البنك المركزي يطرح أذون خزانة بقيمة 950 مليون دولار الإثنين
  • مشاريع كبرى في الطريق… تمويل دولي بقيمة 41 مليار دولار لتركيا
  • لولو للتجزئة القابضة تختتم بنجاح اجتماع الجمعية العمومية الأول والموافقة على توزيع أرباح بقيمــة 84.4 مليون دولار