النائب علاء عابد يكتب: للمواقف رجال وبلاد تساعد الدول الصديقة وتحمي أمنها
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
تتحرك مصر دائما وفق مكانتها وتاريخها وليس وفق خطط مشبوهة أو مؤتمرات، وتتحرك من منطلق قناعات وأسس ومبادئ مصرية راسخة عبر تاريخها، فهى دائماً ما تدعم الدول الصديقة والشقيقة ليس طمعاً فى مصلحة ودون مواربة أو مكايدة لأحد أو التدخل فى الشئون الداخلية لأى دولة، ولكن أيضاً فإن مواقف مصر وتحركاتها السياسية والعسكرية لها هدف أكبر وهو حماية أمنها القومى وحدودها، خاصة فى ظل التحديات الراهنة والتهديدات التى تواجه أمننا القومى، سواء فى ليبيا أو فلسطين أو السودان أو الحدود الشرقية والحرب على غزة، وكذلك ما يحدث فى دولة الصومال والقرن الأفريقى وينعكس على مصر وأمنها القومى.
ومرة أخرى نؤكد أن مصر الكبيرة مصر السيسى لا تتحرك لاستهداف دولة بعينها ولا تتآمر فى الخفاء، ولكن تعمل من أجل التعاون والبناء والتنمية لدول الإقليم والقارة الأفريقية، وفى نفس الوقت حماية أمنها القومى، وهو الأمر الذى يستوجب الوقوف بقوة خلف القيادة السياسية وما تتخذه من تحركات وإجراءات لحماية مصر وأمنها وحدودها.
وهنا لا بد من الإشارة إلى بيان الخارجية الإثيوبية، الذى أبدى قلقاً من التعاون المصرى مع الصومال، وهو ينطلق من تكهنات ومخاوف نابعة من حالة الرعب الإثيوبى، والخوف دون أسس أو منطق ودون النظر إلى أن مواقف مصر السابقة وسياساتها الراسخة تعكس مواقف شريفة وطنية وقومية لا تستهدف أحداً، ولكن تقف بجانب الدول الصديقة وتقدم لها الدعم، خاصة التى تشترك معنا فى الملفات التى تهم أمننا القومى والرؤى حول القضايا والملفات المشتركة، وفى إطار التعاون القومى العربى أو التعاون مع كافة دول القارة الأفريقية.
وما تقوم به مصر فى كل خطواتها يعكس قدرها ومكانتها التاريخية، فهى تقوم بدور كبير ليس فقط لحماية الأمن القومى المصرى ولكن لحماية أمن المنطقة كلها واستقرارها.
أما التعاون المصرى مع الصومال فقد قالها الرئيس عبدالفتاح السيسى صراحة خلال المؤتمر الصحفى مع نظيره الصومالى، شيخ محمود منتصف شهر أغسطس الجارى قائلاً: «رأينا اليوم التعاون العسكرى، والاتفاق الذى جرى بين وزيرى الدفاع فى مصر والصومال وتعاوننا يهدف إلى البناء والتنمية والتعمير، ولا نتدخل أبداً فى شئون الدول، لأن ما يحكم مسارات سياستنا هو احترام القانون الدولى وسيادة الدول».
وأكد الرئيس السيسى أيضاً أن التعاون مع الصومال مهم جداً، كدول الجوار ودول الإقليم ودول القرن الأفريقى، مشدداً على احترام سيادة الدول، والحفاظ على استقلالها، وأن ما يحكم العلاقة مع الصومال هو التعاون وليس أكثر من ذلك.
ولا شك أن البيانات الإثيوبية المرتعشة منذ إعلان التعاون المصرى مع الصومال لا تقوم على أسس حقيقية بل أوهام صورها الخوف والوهم دون دراسة حقيقية لمواقف مصر الثابتة الصريحة والواضحة دائماً، والتى تقوم عليها السياسة المصرية وهى عدم التدخل فى الشئون الداخلية لأى دولة واحترام سيادة الدول، وأن مصر أبداً لا تتبع سياسات الالتفاف أو المواربة، ولكن هدف مصر الوحيد هو حماية شعبها واستكمال التنمية المستدامة وبناء الجمهورية الجديدة، فمصر لديها القدرة على حماية حدودها رغم المؤامرات والخطط التى تستهدف استقرار مصر.
والتحركات المصرية تكشف أيضاً أن مصر لديها الكثير من أوراق الضغط القوية، والقدرة على ردع كل من تسول له نفسه تهديد مصر أو الإضرار بمصالحها أو أمنها واستقرارها والأمن القومى، كما يصفه الرئيس دائماً «الأمن القومى المصرى خط أحمر».
ومع ذلك مصر ماضية فى تحركاتها وسياساتها من أجل البناء والتنمية واستكمال المشروعات، ولا تلتفت لأى تصريحات أو مهاترات، فهذا هو قدر الدول الكبرى لأن لديها دوراً أكبر، خاصة فى ظل التحديات التى تعصف بالمنطقة أو العالم كله والتى تستوجب الاصطفاف الوطنى خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة المصرية وما تقوم به لحماية أمنها وحدودها، فى ظل تلاطم الأمواج العالمية والاستقطاب الدولى وازدواج المعايير الغربية، خاصة تجاه القضية الفلسطينية وغيرها من قضايا الإقليم الذى يقف على شفا حرب إقليمية واتساع نطاق الحرب على غزة لتطال دولاً أخرى.
* رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مصر البناء والتنمية مع الصومال
إقرأ أيضاً:
سفير الصومال يبحث مع نظيره الجزائري دعم التواجد العربي والأفريقي في مجلس الأمن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استقبل السفير علي عبدي أواري سفير جمهورية الصومال الفيدرالية لدى مصر والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، اليوم، السفير محمد سفيان براح سفير جمهورية الجزائر لدى مصر والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، وذلك بمقر السفارة الصومالية بالقاهرة.
وقال السفير الصومالي في تصريح له، ان اللقاء تناول سبل تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين، والعمل على رفع مستوى التعاون بين الدول العربية.
وأضاف أن اللقاء تطرق ايضا إلى التعاون المشترك ودعم التواجد العربي والأفريقي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث تشغل الجزائر حاليًا كعضو غير دائم فيمجلس الأمن للفترة 2024-2025، فيما تبدأ الصومال عضويتها في مجلس الأمن لمدةعامين تبدأ من أول يناير عام 2025.