عادت جبهة الجنوب الى احتلال صدارة الحدث اليومي في ظل استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على قراه والتحضيرات العسكرية وحشد الألوية والوحدات القتالية قبالة جبهة الجنوب،
وكان لافتاً أمس أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي تحدث عن "رفع الجهوزية على الجبهة الشمالية" معلناً أن "فرقة الجليل (91) استكملت مناورة مشتركة مع قوات الشرطة وغيرها من الأجهزة الأمنية".

وأكد أن "فرقة "الجليل" (91) تخوض معركة دفاعية على الحدود اللبنانية إلى جانب بذل مجهود هجومي وتدمير العدو من خلال عمليات وصد واستهداف برًّا وجوًّا والاستعدادات للتعامل مع سيناريوهات متنوعة، دفاعًا وهجومًا". ولفت إلى أن "في وقت سابق من هذا الأسبوع (الاثنين) تدربت قوات الفرقة في الجليل الشرقي على التعامل مع سيناريوهات دفاعية والتحول من فترة اعتيادية روتينية إلى فترة طوارئ وأجريت المناورة بالتعاون مع قوات الشرطة، وأقسام حماية البلدات، ومؤسسة نجمة داوود الحمراء وغيرها من الأجهزة الأمنية".
وختم أدرعي: " تهدف هذه المناورة لتحسين أهلية وجهوزية القوات المقاتلة ومقرات القيادة، والتمرن على قدرات تفعيل النيران، واتخاذ القرارات العملياتية في الميدان، ومعالجة ونقل الجرحى وتوطيد التعاون بين الهيئات المختلفة".
 
أما ميدانياً، فاستهدف قصف مدفعي إسرائيلي بلدة العديسة، مما أدى الى اندلاع حرائق بعد إلقاء محلقات معادية قنابل حارقة فوق حرش البلدة وفي أنحاء متفرقة منه. كذلك، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة عصرا استهدفت اطراف بلدة زبقين في القطاع الغربي. ثم استهدفت مسيرة معادية المكان نفسه، كما قصفت المدفعية سهل مرجعيون وبلدة كفركلا. واغارت مسيرة إسرائيلية قرابة الخامسة والربع عصرا مستهدفة بلدة يارون بصاروخ موجه. وحلق الطيران الاستطلاعي والمسّير صباحًا فوق قضاء صور والساحل البحري. وأطلق الجيش الاسرائيلي طوال الليل وحتى الصباح، القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الازرق في القطاعين الغربي والاوسط، وصولا حتى مشارف مدينة صور، كما أطلق القنابل الحارقة على اطراف بلدتي الناقورة وعلما الشعب.
 
من جهته أعلن "حزب الله" انه أستهدف موقع زبدين في مزارع شبعا ‏‏بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابةً مباشرة.‏ كما اعلن أنه استهدف بعد ظهر امس انتشارا لجنود إسرائيليين في حرش برعام بالأسلحة المناسبة وأصابه مباشرة.كما استهدف تموضعاً للجيش الإسرائيلي في موقع المطلة بمحلقة انقضاضية وأوقع فيه اصابات مؤكدة.

وكتبت"اللواء":استمر التحذير الدولي من انفلات التصعيد وتحوله الى مواجهة اكبر واوسع، حيث افادت مصادر دبلوماسية ان معظم اعضاء مجلس الامن الدولي الخمسة عشر حذروا خلال جلسة التجديد لقوات اليونيفيل يوم الاربعاء الماضي، من مغبة استمرار المواجهات، واكدوا على ضرورة الاسراع بتطبيق القرار 1701 ووقف الاعمال العسكرية القائمة بشكلها الحالي حتى لا تنفجر الامور عند اي خطأ في الحساب.
ولكن اوضحت المصادر انه يبدو من الاجواء الدولية والاقليمية السائدة ان لا تحرك اميركيا في المدى المنظور بعد رد حزب الله على اغتيال القائد الشهيد فؤاد شكر، وان اي تحرك للموفد آموس هوكشتاين ينتظر ظهور بوادر انفراج في المفاوضات الجارية بين الدوحة والقاهرة حول غزة حتى لو لم تتوصل الى اتفاق نهائي، وقد يتجدد التحرك الاميركي في حال ظهرت بوادر ايجابية، لا سيما بعدما اعلن امس الاعلام الاسرائيلي «ان إسرائيل وحماس أحرزتا تقدماً في المفاوضات بشأن عملية تبادل الرهائن والأسرى بلغت حدّ تبادل قوائم بأسماء من سيتم إطلاق سراحهم كجزء من الصفقة».

وتشير أوساط دبلوماسية أوروبية لـ”البناء” الى أن إسرائيل لن تقبل بالواقع العسكري الذي يفرضه حزب الله على الحدود وستقوم بعمل عسكري عاجلاً أم آجلاً للحفاظ على أمنها المفقود في الشمال وحلّ أزمة المهجرين وإعادة الوضع الى مستوطنات الشمال الى طبيعته قبل بدء المدارس في تشرين المقبل. وتوقّعت الأوساط جولات تصعيد إضافيّة في الجنوب بين “إسرائيل” وحزب الله، لكن من دون توسيع الحرب لوجود رغبة عند الطرفين بعدم الانجرار إليها لإدراك خطورتها وتداعياتها الكارثية على المنطقة.
إلا أن مصادر في المقاومة لفتت لـ”البناء” الى أن التهديدات الإسرائيلية بتوسيع الحرب على لبنان ليست بجديدة، وهي بدأت منذ 8 تشرين الثاني الماضي، لكن المقاومة تأخذ أي تهديد على محمل الجدّ، وإن كانت تُدرجه في إطار الحرب النفسيّة على المقاومة وبيئتها وتطمين المستوطنين الإسرائيليين في الشمال. وأوضحت المصادر أن حزب الله وضع معادلات واضحة منذ بداية الحرب وعمل بموجبها ووضع لكل عدوان إسرائيليّ ردّه المناسب وطبق هذه المعادلات كل فترة الحرب، وهو لا يريد توسعة الحرب واستهداف المستوطنين والمنشآت الحيوية في كيان الاحتلال ويملك بنك معلومات وأهداف ومفاجآت كبيرة وحاسمة سيلجأ إليها تدريجياً فور ارتكاب العدو حماقة العدوان الشامل على لبنان. وشدّدت المصادر على أن لا حل لأزمة الأمن والأسرى في كيان الاحتلال سوى وقف العدوان على غزة وسوى ذلك لن يمنع حزب الله من الاستمرار بالعمليات العسكرية الإسنادية لغزة.
ووفق المصادر، فإن قيادة المقاومة باتت تملك معلومات وصوراً عن استهداف الوحدة 8200 في ضواحي تل أبيب رغم نفي العدو وهناك دلائل عدة على ذلك أبرزها غياب قائد الوحدة عن الظهور والتعتيم الإعلامي الإسرائيلي وفرض حظر جوي على المكان المستهدف، وبذلك تكون المقاومة قد حققت كامل أهدافها الأمنيّة والاستخباريّة والتكنولوجيّة والردعيّة والسياسيّة في هذا الرد.

وكتبت" الاخبار": الصمت الرسمي حيال نتائج عملية «يوم الأربعين»، تعرّض لاختراق أولي داخل كيان العدو، من خلال أمرين: الأول، تفاعل وسائل الإعلام مع الذي نُشر في بيروت أمس حول وجود معلومات تؤكد وصول بعض المُسيّرات إلى منشأة «غليلوت» التابعة للوحدة 8200 في شعبة الاستخبارات العسكرية، لكن من دون أي تعليق. والثاني، هو الحديث للمرة الأولى عن بعض تفاصيل ما جرى يوم الأحد الماضي.لكنّ الأهم، كان في الجانب السياسي الذي كشفت عنه صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، حول اطّلاع الولايات المتحدة على الهجوم الإسرائيلي الذي نُفّذ على لبنان فجر الأحد، وعلى مستوى التنسيق العسكري بين الجانبين، خصوصاً أنه بات واضحاً أن السبب الرئيسي لزيارة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال سي كيو براون للمنطقة، هو التنسيق العملاني بين الجانبين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير قوله، إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن نقل خلال زيارته لتل أبيب قبل أسبوعين، رسالة يبلّغ فيها الحكومة الإسرائيلية بدعم الولايات المتحدة لتوجيه ضربة استباقية ضد حزب الله في لبنان. وبحسب الصحيفة فإن بلينكن «حثّ إسرائيل على عدم استغلال الفرصة لأجل الذهاب نحو توسيع المواجهة مع حزب الله».
وبحسب الصحيفة نفسها، فإن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تواصل مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت 10 مرات على الأقل، قبل وبعد الغارات الإسرائيلية فجر الأحد الماضي. كما نقلت الصحيفة أن أوستن «حثّ هو الآخر تل أبيب على تخفيف رد فعلها على أي عمل من جانب إيران أو حزب الله». وفي هذا السياق، أقرّ العقيد احتياط في جيش العدو كوبي ميروم بأن «الهجوم الوقائي ضدّ حزب الله كان محدوداً للغاية».
وبالعودة إلى عملية «يوم الأربعين»، فقد نشر موقع «يديعوت أحرونوت» تقريراً لمراسله العسكري يوآف زيتون، عرض فيه تفاصيل جديدة عن ذلك اليوم، مُشيراً إلى أن كيان العدو يحقّق في الكارثة التي قُتل فيها الجندي البحري الرقيب ديفيد موشيه بن شطريت نتيجة اعتراض طائرة بدون طيار فوق سفينة «ديبورا» قبالة نهاريا خلال هجوم حزب الله يوم الأحد. وبحسب زيتون، يستعدّ كيان العدو لقادم الأيام ويتعلّم من سلسلة وابل الصواريخ المشتركة التي انطلقت في الصباح عندما نفّذ حزب الله أكبر هجوم له والأكثر تطوراً منذ حرب لبنان الثانية 2006، بهدف رئيسي واحد: إفراغ مخازن الصواريخ الاعتراضية الخاصة بمنظومة الدفاع الجوي.
وفصّل زيتون ما حصل الأحد 25 آب 2024، فقال: «بدأت المعركة الجوية عند الساعة 4:37 واستمرت نحو ساعتين ونصف ساعة دون توقف تقريباً وفي أنحاء المنطقة كافة. وقد أطلق حزب الله نحو 250 صاروخاً وطائرة بدون طيار على أهداف معيّنة مثل القواعد، بما في ذلك «غليلوت» التابعة لشعبة الاستخبارات، ومواقع ومستوطنات في الشمال».
وتُظهر التحقيقات، على ما يورد زيتون، أن حزب الله «نفّذ عدداً من العمليات التي لم يقم بها مطلقاً ضد إسرائيل». وأضاف: «كانت صليات الصواريخ كثيفة جداً - نحو 30-40 صاروخاً عادياً وكبيراً، وإن كانت من مسافة قريبة ولكنها دقيقة نسبياً، وتمّ إطلاقها في الوقت نفسه على أهداف منفصلة في الشمال. كما أطلق حزب الله مباشرة بعد ذلك، وفي وقت واحد، أسراباً من الطائرات المتفجّرة بدون طيار، بعضها يضم عشر طائرات في الوقت نفسه، وكان الهدف هو تفريغ منصات إطلاق القبة الحديدية، التي تحاول اعتراض الصواريخ أولاً، وإثقال كاهل الجنود الذين ينظرون إلى شاشات الرادار».
ووفق زيتون، تكمن الصعوبة الكبيرة في أن الطائرات بدون طيّار تطير على ارتفاع منخفض وتُقلع من جنوب لبنان، ما يجعل التضاريس الجبلية صعبة على الجيش الإسرائيلي، حيث تمنع خطوط التلال الرادارات من اكتشاف الطائرات بدون طيار في وقت مسبق. ولفت زيتون إلى أنه إذا احتل الجيش جنوب لبنان وأعاد إنشاء شريط أمني عبر الحدود، فيمكن الافتراض أن أحد الإجراءات الأولى سيكون نشر الرادارات في نقاط مرتفعة.
ونُقل عن مسؤول في منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي قوله إن «قطاع غزة عبارة عن بلاطة، ما يُسهّل اكتشاف الإطلاقات منه بمجرد ارتفاعها في الجو، أما في الجليل فالأمر مختلف... كان هناك عدد لا بأس به من المعضلات في الوقت الحقيقي والقرارات المعقّدة التي اتخذناها. لقد علمنا هذا الصباح أنه يمكننا التعامل مع تهديدات حزب الله، العدو الذكي الذي لم يُظهر بعد كل قدراته، لكن ذلك سيحتِّم علينا الهجوم وليس الدفاع فقط، وفي الحرب سيتعيّن علينا اختيار مناطق دفاعية».
وخلص زيتون إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي «سيضطر في أيام القتال الكبرى إلى اختيار مناطق دفاع حيوية مثل محطات الطاقة والقواعد المهمة والمواقع الإستراتيجية، وأيضاً على حساب بعض المستوطنات ذات الكثافة السكانية الأقل، أو حيث تكون حماية المستوطنين أفضل. وعليه، ينقل عن مسؤولين في سلاح الجو قولهم إن «مهمّتنا الرئيسية ستكون تقديم إنذار للسكان، وسيكون وجودهم في المناطق المحمية أكثر أهمية من أي وقت مضى».

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی الشمال بدون طیار حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

بلدة الناقورة في جنوب لبنان "منكوبة" بعد الانسحاب الإسرائيلي

في بلدة الناقورة الساحلية المطلة على المتوسط والحدودية مع إسرائيل، اختفت معالم الحياة بين البيوت المدمّرة وساد السكون، فسكانها لم يتمكنوا من العودة بعد على الرغم من وقف إطلاق النار، الذي أنهى حرباً عنيفة بين حزب الله والدولة العبرية.

وقبل أيام من انتهاء تطبيق شروط اتفاق وقف إطلاق النار في 26 يناير (كانون الثاني) الجاري، ينتشر الجيش اللبناني في البلدة منذ انسحاب القوات الإسرائيلية منها في 6 يناير (كانون الثاني) الجاري.

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، يتوجب على الجيش الإسرائيلي سحب قواته خلال 60 يوماً من جنوب لبنان، على أن يترافق ذلك مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم  المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل).

Some displaced Lebanese who fled their homes in southern Lebanon during the hostilities between Israel and Hezbollah have returned to the border villages of Naqoura and Khiam https://t.co/eaPGY322H7 pic.twitter.com/Ii8TbJ5NRx

— Reuters (@Reuters) January 23, 2025

وفي حين انسحب الجيش الإسرائيلي من الناقورة ومن كامل مناطق القطاع الغربي لجنوب لبنان، إلا أنه لا يزال منتشراً في مناطق أخرى، لا سيما في القطاع الشرقي. ويمنع الجيش اللبناني السكان من دخول الناقورة حفاظاً على سلامتهم، ونادراً ما يسمح بجولات تفقدية. وتمكّن رئيس البلدية عباس عواضة من المجيء الأربعاء ليتفقد الأضرار.

ومن أمام مبنى البلدية المتضرر، يقول عواضة إن "الناقورة أصبحت بلدة منكوبة...مقومات الحياة غير موجودة فيها، ما يجعل إعادة البناء أمراً بعيد المنال حتى الآن، لا سيما مع عدم توافر أي تمويل بعد". ويضيف "نحتاج إلى ما لا يقلّ عن 3 سنوات لإعادة البناء".

دمار 

ومن حوله، تعمل جرافة صغيرة على إزالة الردم. في الجهة المقابلة، شجرة معمّرة اقتلعت من الجذور، وبيوت متضررة استحالت هياكل، أما الشارع، فتحوّل إلى طريق رملي وعر.

ويتابع "الجيش الإسرائيلي دخل البلدة بعد وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ودمّر المنازل"، مضيفاً أنه "قبل وقف إطلاق النار كانت نسبة الدمار 35%، لكن بعد وقف النار، امتدّ الدمار إلى نسبة 90%". وأشار إلى أن الدمار حصل من خلال "التفجير اليدوي وعبر الجرافات".

وقرب مقرّ اليونيفيل الواقع في البلدة، البيوت لا تزال على حالها. لكن عند التقدّم أكثر، يتكشّف حجم الدمار الهائل بين البيوت المتصدّعة التي غادرها أصحابها على عجل، تاركين أثاثهم وملابسهم وكتبهم. وبين الركام، تظهر بزات عسكرية سوداء فيما تحمل جدران أحد المنازل كتابات باللغة العبرية.

وأما مدرسة القرية فقد تصدّعت تماماً، وبساتين الموز ذبلت، وبقيت ثمار الليمون على الأشجار، لم يجنها أحد، وتطغى رائحة زهورها على رائحة الموت. وأعلن الدفاع المدني الثلاثاء الماضي، عن انتشال جثتين من تحت الأنقاض. وعثر جنود من الجيش خلال دورية لهم في البلدة على صاروخ غير منفجر بين مبنيين.

وتحوّل تبادل القصف عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مع بدء الحرب في غزة، إلى مواجهة مفتوحة بين سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) 2024.

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، يتوجّب على حزب الله سحب عناصره وتجهيزاته والتراجع إلى شمال نهر الليطاني الذي يبعد حوالي 30 كيلومتراً عن الحدود، وأن يقوم بتفكيك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب.

ويتبادل الطرفان الاتهامات بانتهاك الاتفاق. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان منذ سريانه، عن غارات اسرائيلية على الجنوب وعمليات تفجير وتجريف وهدم لمنازل من قبل الجيش الإسرائيلي.

ورداً على سؤال من مكتب القدس، قال متحدّث باسم الجيش الإسرائيلي إن "قواته ملتزمة التفاهمات الواردة في اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان". وأضاف أنها "تعمل على إزالة التهديدات التي تواجه دولة إسرائيل ومواطنيها، بما يتوافق تماماً مع القانون الدولي".

وفي الطريق من مدينة صور إلى الناقورة، تنتشر أعلام حزب الله، لكن لا وجود لعناصره. وتسيّر اليونيفيل دوريات، بينما وضع الجيش اللبناني نقاط تفتيش. وفي النقطة الأخيرة للجيش قبل الطريق المؤدي إلى الناقورة، يمنع دخول أي سيارة مدنية غير مصرّح لها بالعبور، إلّا أن محاولات السكّان اليومية لا تتوقف. وعند عبور النقطة، تختفي حركة السير وأعلام حزب الله، ويسود هدوء تام على الطريق الساحلي.

Despite truce, Lebanese from devastated Naqura cannot go home https://t.co/Z4lRZwJb3s

— AL-Monitor (@AlMonitor) January 24, 2025 لم نعد نحتمل

وعلى بعد حوالي 20  كيلومتراً من الناقورة، تنتظر فاطمة يزبك (61 عاماً) بفارغ الصبر العودة إلى بلدتها. وتقول المرأة من مركز إيواء للنازحين في مدينة صور: "خرجت من القرية في بداية الأحداث" أي قبل أكثر من عام. وتضيف "منذ ذلك الحين، لم أزرها، ولا أعرف ما فيها".

وتتذكر الحزن الذي راودها عندما شاهدت صوراً لمنزلها المدمّر. وتقول "هذا البيت ربّيت فيه أولادي...فيه ذكريات جميلة جداً...البيت لا يعني لي شيئاً بل الذكريات التي يحملها...صور أولادي وصور زوجي المتوفي".

ومثلها، يترقب علي مهدي (45 عاماً) النازح أيضاً من الناقورة إلى صور حيث يعمل متطوعاً في مركز إيواء. ويقول إن منزله دمّر بعد سريان الهدنة عند دخول القوات الإسرائيلية إلى البلدة. وقبل ذلك، يضيف الرجل "كان بيتي متضرراً من الخارج فقط، كان بإمكاني أن أعود وأرممه وأعيش فيه، لكن بعد الهدنة دخل الإسرائيليون وتمادوا بجرف البساتين وجرف الطرقات بتخريب وتكسير البيوت".

وإلى حين اتضاح معالم المستقبل، ينتظر مصطفى السيد (54 عاماً) مع زوجته وأطفاله من داخل غرفة مركز إيواء في صور، منذ أكثر من عام موعد العودة أيضاً إلى قريته بيت ليف. يتذكّر أنه خلال حرب العام 2006 بين حزب الله وإسرائيل، نزح كذلك.

ويسأل الرجل "كل 20 عاماً سنحمل عائلاتنا ونهرب؟ نريد حلاً نهائياً، نريد أن ننتهي من الحروب، لم نعد نحتمل، هل يعقل أن يعيش الإنسان حروباً كل حياته، ويحمل ثياب أولاده ويرحل؟"

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. الجيش الإسرائيليّ يعتقل مواطنين في بلدة حولا
  • استنفار رسميّ لفرض الانسحاب الاسرائيلي.. وأهالي الجنوب يتجهون للعودة الى قراهم
  • الجيش اللبناني يتهم الاحتلال الإسرائيلي بالمماطلة في سحب قواته من الجنوب
  • ليلة انقضاء مهلة الـ60 يوما.. الجيش الإسرائيلي لن ينسحب ويحذرأهل القرى
  • الجيش اللبناني يحمّل إسرائيل مسؤولية المماطلة في الانسحاب من الجنوب
  • حقائق جديدة عن نازحي الجنوب.. جوعٌ وعنف وتحذيرات
  • العدو الصهيوني يرتكب سبع خروقات لوقف النار في لبنان ويعلن عدم انسحاب جيشه من الجنوب
  • بلدة الناقورة في جنوب لبنان "منكوبة" بعد الانسحاب الإسرائيلي
  • هل سيبقى جيش العدوّ في جنوب لبنان؟.. إليكم ما كشفته هيئة البثّ الإسرائيليّة
  • اسرائيل تخطط للبقاء في الجنوب بعد مهلة الستين يوماً