موقع النيلين:
2024-09-14@16:08:43 GMT

من أكاذيب الفترة الإنتقامية المستمرة

تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT

+ في بوست سابق شاركت تعليق مجلة الإيكونوميست علي حرب السودان. وهو تعليق يكشف ضمن ما يكشف أيضا زيف ادعاء حكومة الفترة الإنتقالية النجاح في “إعادة السودان لحضن المجتمع الدولي”.

+ في تعليق مجلة الإيكونوميست نلاحظ تجاهل “المجتمع الدولي” للأزمة الإنسانية الطاحنة في السودان الذي لم تعطف عليه بكسر من إهتمامها بمناطق أزمات أخري.

وياتي هذا التجاهل الدولي رغم الأهمية الجيوسياسية الحاسمة للسودان كما كشف تعليق المجلة.
+ ومن الصعب نفي تهمة الجذور العنصرية لهذا التجاهل الدولي لمعاناة الشعب السوداني . ونلاحظ أيضا أن هذه العنصرية غذتها المجموعات السودانية التابعة للغرب التي لم تتوان عن معارضة “نظم” الأخوان بالدعاية السامة وتلفيقات المخابرات المعادية حتي لو قاد ذلك إلي تدمير سمعة الشعب السوداني كشعب. إذ لم تكتف باجترار الجرائم المثبتة التي إرتكبها النظام، والتي أدناها بالسنة حداد. فلفقت ما لفقت أو قل لفقوا لها ورددت بما في ذلك إتهام نظام البشير زورا بممارسة الرق في الخرطوم وفي بيوت بعثاته الدبلوماسية في العواصم الأوروبية.

+ كذلك نلاحظ خواء إدعاء كتاب الحكومة الإنتقالية ب “إعادة السودان إلي حضن المجمتع الدولي”. إفلاس هذا الإدعاء يكشفه تعليق مجلة الإيكونوميست عن الإهمال الذي طوق به “المجتمع الدولي” السوداني رغم أن هذا “المجتمع” لعب دورا حاسما في هندسة الفترة الإنتقالية التي إنتهت بحرب ضروس. وما زال هذا “المجتمع” يرجح كفة نفس المجموعة التي أفشلت الفترة الإنتقالية وزرع جهلها وضيق أفقها الحرب وبذلك يساهم مساهمة عظيمة الأهمية في رسم معالم فترة ما بعد الحرب علي أمل إعادة نفس طاقم الفشل المميت معدلا أو كما هو.

+ كما قلنا سابقا خلال الفترة الإنتقالية إنه إذا كان هناك انفراج في العلاقات الخارجية فان سببه دماء الشباب التي روت طين المدن واحرجت “المجتمع الدولي”. أما علاقة الحكومة “الإنتقامية” مع المجتمع الدولي فلم تتعد الإنبطاح ودفع الدية عن جرائم منسوبة لنظام البشير – كانت فيها أمريكا هي الخصم والحكم – إضافة إلي التطبيع المجاني ورفع الدعم وتعويم مبكر لجنيه غير جاهز، يرتدي أللا-شيئ في البر والبحر.

+ تتضح طبيعة “العودة إلي حضن المجتمع الدولي” إلي أن المساعدات المالية الخارجية للحكومة كانت تقارب الصفر في الفترة الإنتقالية، وهي أدني معدلات العون الخارجي للحكومة في تاريخ السودان الحديث – وقد أوردنا التفاصيل في مقالات سابقا لا داعي لإعادتها.

+ ولكن من المعروف إن “المجتمع الدولي” دعم مكتب رئيس الوزراء بملايين الدولارات ودفع مرتبات بعض كبار رجال الفترة الإنتقالية بصور مختلفة ولكن هناك غموض شامل حول كم هذا الدعم وطرق صرفه وهل ذهبت أموال الدعم لوزارة المالية حسب مقتضيات السلامة الإجرائية لتقوم بصرفها حسب هيكل الأجور والمرتبات المطبق علي كل موظفي الخدمة المدنية أم أن العطية كانت لجهات محددة لا يحق لها إستلام أموال خارجية والدخول في قضايا تضارب المصالح. ولا أعلم عن تدمير للبنية النفسية التحتية للدولة السودانية وكرامتها أفدح من أن يستلم أصحاب قرارها السيادي أجورهم من جهات خارجية بعضها طامع وبعضها عدو للشعب في ثياب صديق. ولا أدري عن تدمير أكثر بشاعة لمعاني الوطنية والسيادة.

+ الأكذوبة الأخري عن نجاح طاقم حكم الفترة الإنتقالية يتعلق بمزاعم عن نجاح إقتصادي لم يحدث إلا في أكاذيب كتابه. الحديث عن إنجاز إقتصادي هراء ما لم تصحبه أرقام داعمة وتحليل رصين يستنطق الأرقام. وكل أرقام الحكومة الإنتقالية نفسها تقول بفشل مريع أكده وزراء ماليتها الأهم بنفسه حين كتب أن الثلاثة أعوام التي أعقبت سقوط البشير شهدت تراجعا سلبيا للإنتاج ومعدلات تضخم غير مسبوقة أدخلت ما تبقي من الطبقة الوسطي في دوائر الفقر وظل الجنيه في حالة سقوط حر طوال تلك السنين.

+ أما الحديث عن إعفاء الديون فحقيقة الأمر أن السودان دخل في عملية إعفاء متاحة لكل الدول المثقلة بالديون يتم إعفاء جزء من الديون في نهايتها حسب ذوق الدائنين. ولم يكمل السودان هذه العملية وما زالت الديون موجودة في الدفاتر جاهزة لتقييد وترويض الحكومة القادمة وانتزاع تنازلات لا تنتهي منها.

+ لا يهدف هذا التعليق إلي نبش ماض قد إنصرم ولكن تنبع ضرورته من أن نفس الطاقم الذي قاد السودان إلي أسوأ فشل سياسي في تاريخه الحديث ما زال يحتكر تمثيل الصوت المدني السوداني. وفي سبيل تامين هذا الإحتكار مستعد لفعل كل خبيث من التحالف مع الشيطان والتغطية علي جرائم الحرب إلي تشويه صور خصومه بالكذب الرخيص إلي عقد ورش عن أمن السودان وتفاصيل جيشه في عواصم أجنبية وفي حضور جواسيس من دول معادية تستهدف الشعب السوداني وموارده وإن تظاهرت بإستهداف الأخوان.

معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الفترة الإنتقالیة المجتمع الدولی

إقرأ أيضاً:

عثمان ميرغني: هنالك اتجاه جديد من قبل المجتمع الدولي للتعامل مع الأزمة السودانية، بوضعها على مسار التدخلات الأممية

قال رئيس تحرير جريدة التيار عثمان ميرغني بأن هنالك اتجاه جديد من قبل المجتمع الدولي للتعامل مع الأزمة السودانية، بوضعها على مسار التدخلات الأممية والإقليمية.الجزيرة – السودانإنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الفيتوري: يجب أن نسعى بمساعدة المجتمع الدولي إلى دعم استقرار ليبيا
  • ???? الجنرال البرهان .. ليس امامك سوى هذا الحل!!
  • عثمان ميرغني: هنالك اتجاه جديد من قبل المجتمع الدولي للتعامل مع الأزمة السودانية، بوضعها على مسار التدخلات الأممية
  • نائب البرهان يعلن موعد إنتهاء حرب السودان ويوجه دعوة للمجتمع الدولي
  • النائب العام السوداني: لجنة تقصي الحقائق مسيسة ولا نعترف بها
  • بوريل: تجاهل مبادئ حماية المدنيين في غزة أمر مرفوض من المجتمع الدولي
  • الخارجية الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي بوقف العدوان
  • منصور خالد: أهدى طُرق الرجل في البحث هي التي يتَجنّبُ (1-3)
  • الكتابة في زمن الحرب (42): أطفال السودان بين سندان الحرب وتجاهل المجتمع الدولي
  • قطر تدعو المجتمع الدولي للتحلي بالشجاعة لوقف العدوان على غزة