النهار أونلاين:
2025-02-02@00:48:06 GMT

الجزائر التي لا تقهر

تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT

الجزائر التي لا تقهر

نشرت وكالة الأنباء الجزائرية مقالا عن حول إستعدادات الشعب الجزائري لاختيار رئيس الجمهورية يوم 7 سبتمبر القادم.

وجاء في  مضمون المقال :

في الوقت الذي يستعد فيه الشعب الجزائري بكل حماس لاختيار رئيس الجمهورية يوم 7 سبتمبر القادم وفي الوقت الذي يجوب فيه المترشحون البلاد من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها لتنشيط حملة انتخابية مفتوحة لا تشوبها أدنى شائبة، بدأت قوى الشر تتحرك.

ويشكل زارعو اليأس والمنتقمون والمتربصون ومن يدعون إعطاء الدروس وحتى المتنبئون بالمستقبل، هذه الشريحة التي تنتظر انهيار الجزائر لدفنها قبل أن يلقوا بآخر حفنة من التراب على نعشها.

غير أن الجزائر الثابتة ستبقى صامدة دائما.

أما هؤلاء الحثالة المحبطون على رصيف التاريخ، فهم كمن ينتظر شيئا عبثيا كانتظار السراب.

إن صبرهم قد نفذ وباتت أنفسهم تتآكل وهم يشاهدون بروز الجزائر وعلو شأنها.

وسيستمر البلد بحزم وشجاعة في المضي قدما غير مكترث بالمناورات التي تهدف تعثره.

كما أن هذه الحيوية الديمقراطية وهذه الديناميكية المذهلة للجزائر كافيتين لإثارة غضب تلك القلوب الحاقدة المصممة على عرقلة رقيها. لكن الجزائر ستبقى دائما واقفة في وجه هذا السيل من الكراهية. نعم، إنهم إلى هذه الدرجة غير قادرين على تحمل قيام الجزائر الجديدة المزدهرة والمؤثرة. هل نسوا من أين أتت الجزائر؟ هل يتجاهلون قوة مقاومة وصمود الشعب الجزائري؟ هل يتجاهلون العلاقة القوية بين الجيش وشعبه؟

وبعد حرب بطولية ضد فرنسا الاستعمارية التي مارست الإبادة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، لم تسترجع الجزائر استقلالها فحسب بل غيرت مجرى تاريخ البشرية. لقد وضعت حدا لأسطورة الجيش الاستعماري الذي لا يقهر وحطمت جدار المستحيل وأعطت الأمل في الحرية لجميع الشعوب المضطهدة عبر العالم حيث استلهمت العديد من الأمم الإفريقية والآسيوية من الثورة الجزائرية لاسترجاع حريتها.

هذا الشعب البطولي والصامد قد انتصر دائما على العقبات، وتمكن من الخروج سالما من الأزمات المتعددة والخطيرة التي عاشها منذ استقلاله.

ففي سنة 1962، كان البلد، بعد خروجه من حرب مروعة، في حالة نزيف: ركود الاقتصاد، بنية تحتية مدمرة، إدارة مهجورة، عائلات محطمة وازمة داخلية حادة. كان الشعب يواجه إرهاب منظمة الجيش السري، التي كانت تمارس سياسة الأرض المحروقة: أكثر من 400 عملية عسكرية و2300 عملية إرهابية، بما في ذلك عملية إرهابية أودت بحياة ضحايا أبرياء من عمال ميناء الجزائر وطالبي العمل. كانت هذه الهجمات الأخيرة لمنظمة إرهابية نشأت في وكر مستعمر غاشم، استخدمت أبشع الأساليب لمحاولة إبادة شعب متمسك بحقه في الحرية.

وكأن هذا لم يكن كافيا، إذ كان على الجزائر مواجهة الجيش المغربي الذي أتى متوهما “لاسترجاع” أراضي داخل حدودها وشن هجوما مميتا.

ويذكر التاريخ التعبئة الاستثنائية للجيش والشعب الجزائري، اللذان قدما للجار المغربي العدواني درسا في الحرب لن ينساه مهما طال الأمد.

وفي سنة 1988، تعرضت الجزائر لصدمة أخرى، وهي التي كانت تعاني في ذلك الوقت من أزمة اقتصادية واجتماعية عميقة.

وبعد مرور عاصفة احتجاجات أكتوبر 1988، استغلت الجزائر فرصة هذه الأزمة لبدء تحول سياسي، مما أدى إلى انفتاح ديمقراطي متقدم بنحو 20 سنة عما سمي فيما بعد بالربيع العربي.

وبدافع الحسد الذي طال البلاد من هذا الانجاز الديمقراطي الاستثنائي، دفع بالجزائر إلى ظلمات إرهاب لا مثيل له في العالم.

وقاد الجيش والشعب، جنبا الى جنب وبدون مساعدة من أي دولة أخرى، حربا بلا هوادة ضد الإرهاب لمدة عشر سنوات دون توقف. وكانت الحصيلة ثقيلة للغاية: حوالي 200 ألف ضحية هذا الغدر القاتل وأكثر من 20 مليار دولار من الخسائر الاقتصادية، دون الحديث عن التداعيات على العائلات المصدومة وصورة البلاد التي شوهت عمدا في العالم.

وقدمت الجزائر درسا آخر للعالم، الذي واجه فيما بعد ويلات هذا الإرهاب الوحشي.

أما فيما يتعلق بالأزمة السياسية الخطيرة التي واجهت الجزائر سنة 2019، فقد كادت ان تودي بها إلى ما لا يحمد عقباه. ولقد أنقذ الحراك الجزائر من كارثة حقيقية كان بإمكانها أن تدمر الدولة. ومرة أخرى، كان الشعب وجيشه مدعوين لكتابة صفحة جديدة من تاريخ البلاد.

تظاهر ملايين الجزائريين لشهور عدة في الشارع للتعبير عن رفضهم لممارسات العصابة دون أن تراق قطرة دم واحدة، ما شكل سابقة في تاريخ البشرية، إذ شهدت فرنسا خلال نفس الفترة احتجاجات عنيفة للغاية لحركة السترات الصفراء، حيث كشفت حصيلة لمنظمة العفو الدولية عن 2500 جريح ضمن المتظاهرين و1800 آخر في صفوف قوات الأمن. هو درس آخر في السلمية عنوانه الجزائر التي عاودت النهوض بتنظيم انتخابات رئاسية في ديسمبر 2019.

بعد انتخابه رئيسا للجمهورية، حرص الرئيس عبد المجيد تبون على إعادة بناء المؤسسات وخاض تجربة ديمقراطية وتنموية رائدة. قاد الرئيس تبون ببراعة مرحلة انتقال سياسي منسجم ومطابق للمبادئ الدستورية والإرادة الشعبية، مع الحرص على إنعاش الاقتصاد من خلال تثمين الكفاءات الوطنية وتحرير المبادرات والطاقات الشابة.

وحظيت هذه التجربة بالتنويه على الصعيد العالمي من قبل عدة هيئات أممية ومخابر أبحاث مختصة التي أجمعت على الاعتراف بالنتائج الايجابية للإصلاحات التي باشرها الرئيس تبون.

العديدة هي التحديات التي واجهتها الجزائر لكنها أظهرت في كل مرة قوة وعزيمة استثنائية لاجتياز العقبات، وها هي تقوم، أقوى من أي وقت مضى. وعلى أولئك الذين يسعون لضرب استقرار الجزائر أن يستخلصوا العبرة من كل الأزمات التي تخطتها البلاد. ولمن يتكبدون عناء تدبير المؤامرات لزعزعة الاستقرار وعرقلة إقلاع الجزائر، نسدي لهم نصيحة كلها حكمة: من المُجدي اتخاذ الجزائر حليفا، لأن الجزائر لطالما أجادت الرد بحزم على أعدائها.

وتاريخ الجزائر هو الحجة الدامغة على قدرتها على تحويل التحديات إلى فرص والوقوف في وجه خصومها.

وما تصبو إليه الجزائر هو أن تكون قوة هادئة والصداقة مع هذه الأمة هو درب للازدهار والاحترام ومعاداتها في المقابل طريق محفوف بالعقبات وخيبات الأمل وذلك.. لمن يريد الاصغاء!

المصدر: النهار أونلاين

كلمات دلالية: الشعب الجزائری

إقرأ أيضاً:

جديد منحة السفر 750 أورو

كشف النائب البرلماني زوهير ناصري كيفية إستفادة الجزائريين من منحة السفر والمقدرة بـ 750 أورو.

وكتب البرلماني عبر صفحته على الفيسبوك انه ابتداءً من شهر فيفري 2025، تكون على مستوى بنك الجزائر المركزي، وذلك بالتقرّب إليه على مستوى ولايتكم.

كما يجب علر الراغبين في الإستفادة من هذه المنحة ان بكونوا مصحوبين بجواز السفر، والتأشيرة، وتأمين السفر، والمبلغ بالدينار بما يوازي قيمته بالعملة الصعبة.

وأضاف البرلماني في منشوره ان البنك يقدم وصل إثبات، يتم إستعماله في المطار أوالميناء بعد التحصّل على بطاقة الركوب والمرور على شرطة الحدود والجمارك.

واكد البرلماني في المنشور ذاته أن منحة السفر تمنح حتى يتم ضمان ان المعني انه مسافر فعلا، وكتب زوهير ناصري “هذا يعني بعد ما يضمنوا بلي أنتم راحلون للسفر، تتحصّلون على مبلغ 750 يورو من أكشاك بنك الجزائر المتواجدة على مستوى المطار.salle d’embarquement

وأعلنت الخميس الماضي مؤسسة ميناء الجزائر عن أربعة مكاتب لصرف العملة الصعبة على مستوى المحطة البحرية للمسافرين.

كما سيتم فتح مكاتب الصرف تابعة لفروع بنك الحزائر في المطارات.

مقالات مشابهة

  • الرئيس السوري أحمد الشرع يتوجه للسعودية الأحد في أول زيارة خارجية
  • والي جنوب كردفان يؤكد عزم وقدرة الجيش تطهير البلاد من الخونة
  • جديد منحة السفر 750 أورو
  • الجزائر تُعرب عن قلقها حول إستئناف النزاع في الكونغو
  • برلماني: مصر الصخرة التي تتحطم عليها أطماع الطغاة
  • وصول الطائرة الإغاثية السعودية السادسة عشرة لمساعدة الشعب السوري التي يسيرها مركز الملك سلمان
  • وصول الطائرة الإغاثية السعودية السادسة عشرة لمساعدة الشعب السوري التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة
  • منخفض جوي صحراوي قادم من جنوب شرق الجزائر.. والأرصاد تحذّر
  • مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية السادسة عشرة التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة لمساعدة الشعب السوري الشقيق
  • بعد سجنه في معسكر بوكا.. ماذا نعلم عن أحمد الشرع الذي أصبح رئيس سوريا الانتقالي؟