فاطمة عطفة (أبوظبي) 
«يعد تعزيز الخبرات والمواهب الإماراتية ركناً أساسياً في رسالة متحف زايد الوطني، بدءاً من استكشاف براعة شعبها عبر التاريخ، وصولاً إلى دعم الجيل القادم من الباحثين الإماراتيين»، بهذه الكلمات تضيء هند عبد الرضا الخوري، مدير إدارة التسويق والاتصال في متحف زايد الوطني، على أهمية ودور المتحف باعتباره منصة ثقافية ومعرفية مهمة.

أخبار ذات صلة الأرشيف والمكتبة الوطنية يستعرض مسيرة المرأة الإماراتية الإمارات توقع اتفاقية مع اليونيسيف لدعم الجهود الإنسانية في السودان وجنوب السودان

وتضيف الخوري في حديثها لـ «الاتحاد»: «باعتباره المتحف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، سيكون متحف زايد الوطني، الواقع وسط المنطقة الثقافية في السعديات أبوظبي، مركزاً للمشهد الثقافي والتبادل المعرفي، حيث يمكن للجميع من خلاله اكتشاف التاريخ الغني لدولة الإمارات وثقافتها وقصصها، لا سيما وأن المتحف يغطي 300 ألف عام من التاريخ البشري من خلال 6 معارض دائمة، وسيأخذ الزوار في رحلة من ماضينا العريق حتى يومنا الحاضر»، مبينة أن المتحف، من خلال معارضه وأبحاثه وبرامجه العامة، «يسلط الضوء على سيرة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والقيم التي جسدها وتأثيرها على الدولة التي أسسها ومجتمعها». 
قصة الإمارات 
وحول خطة المتحف لتعريف الجمهور العربي والعالمي بتراث الإمارات، تقول: «يحمل المتحف قصة الإمارات العربية المتحدة في قلبه، وكل صالة عرض فيه تكشف جانباً مختلفاً من تاريخ الإمارات وشعبها، ما يجعله متحفاً للجميع يخدم غرضاً مزدوجاً يتمثل في تعريف الزوّار من جميع أنحاء العالم بثقافة الإمارات العربية المتحدة، وتعميق فهمهم لهويتها الثقافية الفريدة. كما يعد تعزيز الخبرات والمواهب الإماراتية ركناً أساسياً في رسالة متحف زايد الوطني، بدءاً من استكشاف براعة شعبها عبر التاريخ، وصولاً إلى دعم الجيل القادم من الباحثين الإماراتيين، ومن الأمثلة الرئيسية على ذلك «صندوق متحف زايد الوطني»، الذي قدم في دورة 2023 منحاً للباحثين، ومن بينهم مواهب إماراتية».
 وتشير الخوري إلى أن شراكة المتحف المثمرة مع جامعة زايد وجامعة نيويورك أبوظبي في مشروع إعادة بناء في العالم لـ«قارب ماجان» أتاح لمجموعة من طلبة الجامعات المتعاونة فرصة تطوير مهاراتهم البحثية والتعمق في مجال التراث البحري، بالإضافة إلى «برنامج المواهب الإماراتية» الهادف إلى تشجيع الإماراتيين على الانضمام إلينا والمساهمة في تشكيل مستقبل الوطن.
وتابعت مؤكدة أن إدارة المتحف تلتزم أيضاً بتمكين أصحاب الهمم من خلال اعتماد أعلى المعايير التي تضمن لهم سهولة الوصول إلى المتحف واستكشافه، حيث توفر لهم الفرصة للمشاركة في المبادرات التطوعية والبرامج التعليمية التي ينظمها المتحف قبل وبعد الافتتاح، مما يدعم تطوير مهاراتهم ويعزز من ثقتهم بأنفسهم، في بيئة تحترم قيم الاندماج والشمولية، لافتة إلى أنهم يعملون أيضاً على ترجمة مجموعة مختارة من مطبوعات المتحف إلى لغة برايل، كما أنهم سيقومون بتصميم خريطة حسية متاحة على الموقع الإلكتروني، لتسلط الضوء على المناطق أو التجارب التي قد لا تناسب الأشخاص الذين يواجهون تحديات حسية.
وحول أهمية المنح البحثية التي يقدمها المتحف ودورها العلمي والثقافي، تقول هند الخوري: «صندوق متحف زايد الوطني»، الذي يخصص له سنوياً مليون درهم إماراتي، من أهم فرص التمويل البحثي في المنطقة، حيث يدعم الباحثين الذين يقومون بإجراء دراسات حول ثقافة الإمارات وتاريخها وتراثها، ما يجسد التزام المتحف ودوره الرئيسي في تعزيز المعرفة بتاريخ دولة الإمارات وثقافتها، بما في ذلك دور وتأثير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في مجتمع وثقافة الدولة وتراثها. موضحة أن المشاريع التي تم اختيارها في الدورة الأولى غطت نطاقاً واسعاً، بما فيها التأثير الاجتماعي والثقافي للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والعلاقات التاريخية بين الهند وشبه الجزيرة العربية، ودور المرأة في تجارة شبه الجزيرة العربية، كما أن صندوق الأبحاث يباشر حالياً مراحل دورته الثانية.
وعن الشراكات البحثية التي يعقدها متحف زايد الوطني، تقول الخوري: «أعلنا خلال يوليو 2024 عن نجاحٍ أكبر عملية إعادة بناء في العالم لـ «قارب ماجان» الذي يعود إلى العصر البرونزي، وهو مشروع تعاوني مشترك بين متحف زايد الوطني وجامعة زايد وجامعة نيويورك أبوظبي، حيث ساهم المشروع في تعميق فهمنا لأنماط العيش في مجتمعات العصر البرونزي، وكشف عن أسرار الحرف اليدوية التقليدية التي ساعدت على إنشاء روابط بين المجتمعات القديمة في هذه الأرض وبقية العالم. وهذه المبادرة تنسجم مع إيمان متحف زايد الوطني بأن الشراكات البحثية هي السبيل الأمثل لإثراء المعرفة حول تراثنا الثقافي»، مؤكدة أهمية بناء علاقات تعاونية مع مؤسسات أكاديمية وبحثية رائدة محلياً وعالمياً.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: متحف زايد الوطني الإمارات الثقافة التاريخ متحف زاید الوطنی من خلال

إقرأ أيضاً:

سيف بن زايد يشهد تخريج «حماية الطفل» في موسكو

شهد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، حفل تخريج البرنامج التخصصي لحماية الطفل، الذي نظمته وزارة الداخلية، بالتعاون مع المركز الوطني للأطفال المفقودين والمعنفين بروسيا الاتحادية، ضمن تعاون مشترك بين البلدين الصديقين في مجالات نقل وتبادل الخبرات والممارسات المتميزة في سبيل تعزيز أمن المجتمعات.
وشهد التخريج الذي أقيم في العاصمة الروسية موسكو، حضوراً رسمياً واسعاً من الجانبين الإماراتي والروسي، ممثلاً بحضور ألكسندر كورينكوف، وزير الطوارئ والدفاع المدني وإدارة الكوارث، وإيلينا ميلسكايا، رئيسة مجلس أمناء المركز الوطني للأطفال المفقودين والمعنفين بروسيا، واللواء الركن خليفة حارب الخييلي، وكيل وزارة الداخلية، والفريق عبدالله خليفة المري قائد عام شرطة دبي، واللواء الشيخ محمد بن طحنون آل نهيان مدير عام شرطة أبوظبي، إلى جانب الدكتور محمد أحمد الجابر سفير الدولة لدى روسيا، وعدد من المسؤولين والضباط من الجانبين الإماراتي والروسي.
ويعد البرنامج الذي يشرف عليه مركز وزارة الداخلية لحماية الطفل، من المبادرات التي تعزز قدرات الكوادر في مجالات حماية الأطفال استناداً إلى تجربة الإمارات الريادية، والممارسات والتشريعات المطبقة، والتقنيات الحديثة المستخدمة في تحقيق الرؤى التطلعية من أجل بيئة آمنة للطفل، في ظل ما يشهده العالم من ثورة معرفية وتقنية.
ويهدف البرنامج إلى تأهيل كادر مختص في مجال التعامل مع البلاغات الواقعة على الأطفال، ورفع كفاءات العاملين في مجال حماية الطفل، ورفع مهارات الاختصاصيين، وتعزيز القدرات والكفاءات المؤهلة للتعامل مع الضحايا من الأطفال، ودعم أساليب ومهارات الاستدلال.
واشتمل التدريب على عدد من المحاور المتعلقة بتعزيز حماية الطفل وفق التجربة الإماراتية المتميزة في مجال حماية الطفل، ومواضيع مثل أسس المقابلات والتقييم، وآليات الاستجابة والحماية الوقائية، والتشريعات والقوانين، وعدد من الموضوعات المتعلقة والمتخصصة في مجالات حماية الأطفال وتعزيز أمنهم.
ويستهدف هذا البرنامج الذي تنفذه وزارة الداخلية، الاختصاصيين الاجتماعيين العاملين في مجال حماية الطفل وجهات إنفاذ القانون.
والتحق بالبرنامج مختصون في المركز الوطني للأطفال المفقودين والمعنفين بروسيا الاتحادية ولجنة التحقيقات ومنتسبون من وزارة الداخلية الروسية، إلى جانب عدد من منتسبي وزارة الداخلية الإماراتية.
(وام)

.. ويـزور معـرض «أم الإمارات»

زار الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، معرض «أم الإمارات»، النسخة المصغرة الافتراضية عن المعرض الذي أقيم في مقر الأمم المتحدة بنيويورك موخراً، تقديراً للدور الكبير لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، وجهود سموها في تمكين المرأة ودعم مشاريع التنمية الأسرية الشاملة حول العالم. واطلع سموه في المعرض الافتراضي، برفقة أولغا ليوبيموفا، وزيرة الثقافة الروسية، وعدد من المسؤولين الإماراتيين والروس، على ما يضمه من مبادرات ومشاريع «أم الإمارات»، ورؤية سموها في التنمية المستدامة، وتطوير مشاريع الأسر، ودعم مبادرات المرأة حول العالم.

يقام المعرض في متحف الصور بمدينة موسكو، ويعرض جانباً مهماً من رؤية «أم الإمارات» ومبادرات سموها في مختلف المجالات التنموية، بما في ذلك الاقتصاد وريادة الأعمال والتعليم والسياسة والتقنيات المستحدثة، وتمكين المرأة في مجالات الثقافة والرياضة والعالم الرقمي، إضافة إلى إبراز الإنجازات المميزة للمرأة الإماراتية، وقصص النجاح التي ألهمت الأجيال محلياً وعالمياً.

وفي ختام الزيارة، اطلع الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، على مَعْرِض «الإنسان والشبكات العصبية: من يصنع من؟»، الذي نظمته صالة تريتياكوف بالتعاون مع شركة «ياندكس» الروسية ويعرض أعمالاً فنية تم إنشاؤها من خلال التعاون بين فنانين معاصرين وتقنيات الذكاء الاصطناعي.

(وام)

مقالات مشابهة

  • سيف بن زايد يشهد تخريج «حماية الطفل» في موسكو
  • سيف بن زايد: الشيخة فاطمة رمز عالمي استثنائي للأمومة والعطاء الإنساني
  • محمد بن زايد: الإمارات ماضية في تعزيز جسور التعاون مع دول أمريكا اللاتينية
  • رئيس الدولة يستقبل الداعمين والشركاء في مبادرة “صندوق البدايات” التي أطلقتها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني
  • رئيس الدولة يستقبل الداعمين والشركاء في مبادرة «صندوق البدايات» التي أطلقتها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني
  • فارس الخوري.. المسيحي خطيب الأموي ووزير الأوقاف الإسلامية
  • حامد بن زايد يحضر حفل السفارة الأسترالية
  • محمد بن زايد: الإمارات حريصة على التعاون مع أستراليا ودعم السلام والازدهار في العالم
  • أبوظبي للكتاب.. متحف زايد الوطني يحتفي بالإرث الغني للدولة
  • كتاب بغلاف مصنوع من جلد قاتل أُعدم قبل نحو 200 عام.. ما قصته؟