انتقد جيه دي فانس، المرشح لمنصب نائب الرئيس رفقة المترشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، مرشحة الحزب الديمقراطي، كامالا هاريس، منوها إلى أنها "متذبذة" في مواقفها بعدة قضايا.
وذكر في مداخلة ببرنامج على قناة "فوكس نيوز" أن هاريس "حكمت كيسارية متطرفة لكنها تحاول الآن التخلص من هذه الصفة لكسب أصوات الناخبين"، مشيرا إلى مقابلة أجرتها المرشحة الديمقراطية ونائبها، تيم والز مع شبكة "سي إن إن"، الخميس.
ونوه فانس إلى ما وصفه بـ "التذبذب" في مواقف هاريس، خصوصا فيما يتعلق بموضوع "التكسير الهيدروليكي" أو ما يعرف أيضا بـ"التصديع المائي (fracking)".
و"التكسير الهيدروليكي" هو تقنية تستخدم لاستخراج النفط والغاز الطبيعي من الصخور الصلبة تحت الأرض.
تتضمن العملية ضخ مزيج من الماء والرمل والمواد الكيميائية تحت ضغط عالٍ لفتح الشقوق في الصخور، مما يسهل تدفق الموارد إلى الآبار الأرضية.
وفي السابق عارضت هاريس هذه التقنية التي تترتب عليها آثار بيئية شديدة،لكنها غيرت مواقفها بالخصوص، ولما سئلت عن ذلك خلال مقابلتها مع شبكة "سي إن إن" شددت على أنها لم تتقلب عن مواقفها السابقة رغم التغييرات التي طرأت على سياستها بالخصوص.
وقالت هاريس: "أعتقد أن أهم جانب في منظور سياستي وقراراتي هو أن قيمي لم تتغير"، موجهة حديثها للمذيعة "لقد ذكرتِ الصفقة الخضراء الجديدة. لطالما اعتقدت، وأنا عملتُ على إعدادها، أن أزمة المناخ حقيقية، وأنها مسألة ملحة يجب أن نطبق عليها مقاييس تتضمن إلزام أنفسنا بالمواعيد النهائية حول الوقت".
يشار إلى أنه خلال اجتماع لأزمة المناخ في سبتمبر عام 2019، سُئلت هاريس عما إذا كانت ستلتزم بتنفيذ حظر فيدرالي على التكسير الهيدروليكي في أول يوم لها في منصبها، فردت قائلة: "لا شك أنني أؤيد حظر التكسير الهيدروليكي، والبدء بما يمكننا القيام به في اليوم الأول حول الأراضي العامة"، لكنها ابتعدت عن هذا الموقف وأدلت بصوتها لصالح توسيع عقود التكسير الهيدروليكي، وفق "سي إن إن".
فانس وصف تغير مواقف هاريس بـ"التذبذب" أو "الانقلاب على الذات" مشيرا إلى أنه لا يجب "شراء تبريراتها"، وأكد أنها "ستواصل نفس سياساتها.. ستفعل نفس الأشياء التي كانت تقوم بها، محاولة تصعيب الحصول على الطاقة الأميركية من الأراضي الأميركية" في إشارة إلى منع استخدام تقنية "التكسير الهيدروليكي".
إلى ذلك قال فانس منتقدا هاريس "ستعقّد خفض تكاليف كل شيء من الغذاء إلى الإسكان، وستجعل من الصعب تطبيق قوانين الحدود وزيادة الفوضى وعدم الاستقرار حول العالم".
وتُتهم هاريس بتغيير مواقفها بخصوص تفويض السيارات الكهربائية وبناء الجدار الحدودي مع المكسيك لمنع تدفق المهاجرين غير الشرعيين، وكذلك إلغاء تجريم العبور غير الشرعي للحدود، والرعاية الطبية للجميع وغيرها من الملفات التي تهم الناخبين الأميركيين.
إلى ذلك، انتقد فانس ما وصفه برفض هاريس تقديم أي حوار خلال الفترة السابقة مشيرا إلى أن مقابلتها مع "سي أن أن" هي الأولى من نوعها.
ويتهم الجمهوريون نائبة الرئيس بأنها متقلبة في أفكارها. وقال ترامب عبر شبكته الاجتماعية تروث سوشال "أتطلع بشدة لمناظرة 'الرفيقة' كامالا وإظهار كم هي مخادعة. لقد غيّرت هاريس موقفها في كل موضوع".
من جانبها، شددت هاريس على أن الولايات المتحدة "مستعدة لطي صفحة" ترامب، خلال أول مقابلة تجريها بصفتها مرشحة الديمقراطيين لخوض السباق إلى البيت الأبيض، وقد دافعت فيها عن أفكارها بشأن الطاقة والهجرة وإسرائيل.
وفي المقابلة التي سجلتها على هامش جولة انتخابية في جورجيا، الولاية المتأرجحة جنوبي البلاد، اتهمت هاريس الرئيس الجمهوري السابق بأنه "قسّم أمتنا".
ورأت المرشحة الديمقراطية أنه "سيكون أمرا جيدا للشعب الأميركي إذا كان هناك وزير جمهوري في (إدارتها)" إذا فازت في الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
فانس في الهند تمهيدا لزيارة ترامب والصين هاجس الاثنين
بدأ جيه.دي فانس نائب الرئيس الأميركي دونالد ترامب زيارة إلى الهند اليوم الاثنين، تستغرق 4 أيام يجري أثناءها محادثات مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي، في وقت تسعى فيه نيودلهي إلى تجنب الرسوم الجمركية الأميركية الباهظة باتفاقية تجارية مبكرة وتعزيز العلاقات بإدارة ترامب.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية، راندير جايسوال اليوم، أن زيارة فانس "ستعزز الشراكة الإستراتيجية العالمية الشاملة بين الهند والولايات المتحدة".
وسبق أن أعلنت الخارجية الهندية الأسبوع الماضي، أنه من المتوقع أن يستعرض مودي وفانس التقدم المحرز في العلاقات الثنائية، ويتبادلان وجهات النظر في التطورات الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك.
ويرافق فانس مسؤولون من الإدارة الأميركية، لكن مصادر مطلعة استبعدت توقيع الجانبين أي صفقات تجارية ثنائية خلال الزيارة، على الرغم من أن الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري للهند.
ووفقا للبيانات الحكومية الأميركية بلغ حجم التبادل التجاري الثنائي بين الولايات المتحدة والهند 129 مليار دولار في عام 2024، بفائض قدره 45.7 مليار دولار لصالح الهند.
واستُقبل فانس بعرض رقص كلاسيكي هندي لدى وصوله إلى مطار "بالام" في نيودلهي اليوم الاثنين، عقب زيارته روما أمس حيث التقى البابا فرانشيسكو (الذي توفي اليوم) في عيد الفصح.
إعلانوحمل اليوم الأول للزيارة ملامح شخصية إلى حد كبير لفانس برفقة عائلته، وتشمل جولة في تاج محل، وحضور حفل زفاف في مدينة جايبور المعروفة باسم المدينة الوردية، وهي عاصمة ولاية راجستان، خصوصا وأن أوشا زوجة فانس هندوسية ملتزمة، وهي ابنة مهاجرين هنديين.
وتعد الهند أيضا شريكا دفاعيا رئيسيا للولايات المتحدة. وقد زودت في السنوات الأخيرة جيشها بطائرات نفاثة ومروحيات وصواريخ ومعدات عسكرية أميركية متطورة.
وكان مودي من أوائل القادة الذين زاروا الولايات المتحدة وأجروا محادثات مع ترامب بعد عودته إلى البيت الأبيض. وأثناء زيارته، أشاد بـ"الشراكة الضخمة" مع الولايات المتحدة، وأطلق عملية تفاوض للحد من التداعيات المحتملة لرسوم ترامب الجمركية.
كما سبق وصرح الزعيمان، أنهما يعتزمان تعزيز شراكتهما الدفاعية، حيث أبدت الهند امتثالها لمطالب إدارة ترامب، مؤكدة أنها ستشتري المزيد من النفط والطاقة والمعدات الدفاعية الأميركية.
كما رد مودي على مطالب ترامب بترحيل المهاجرين غير الشرعيين، حيث استقبلت الهند العديد من مواطنيها من الولايات المتحدة في الأشهر القليلة الماضية.
ومع ذلك، فرض ترامب ضريبة بنسبة 26% على الهند، وعُلق جزء منها منذ ذلك الحين. ومع ذلك، استمر في وصف الهند أنها "مُستغلة للرسوم الجمركية" و"ملك الرسوم الجمركية".
وتعد مفاوضات التجارة ملحة خاصة بالنسبة لنيودلهي، إذ قد تتضرر بشدة من رسوم ترامب الجمركية، لا سيما في قطاعات الزراعة، والصناعات الغذائية، ومكونات السيارات، والآلات، والمعدات الطبية، والمجوهرات.
وتتزامن زيارة فانس مع تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، المنافس الرئيسي لنيودلهي في المنطقة.
وينظر إلى الزيارة على أنها تمهد الطريق لزيارة ترامب إلى البلاد في وقت لاحق من العام لحضور قمة قادة المجموعة الرباعية التي تضم الهند وأستراليا واليابان والولايات المتحدة.
إعلانوالمعروف أن الهند شريك وثيق للولايات المتحدة وحليف إستراتيجي مهم في مكافحة النفوذ الصيني المتزايد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
كما أنها جزء من التحالف الرباعي، الذي يضم الولايات المتحدة والهند واليابان وأستراليا، وينظر إليه كقوة موازية للتوسع الصيني في المنطقة. ومن المتوقع أن يحضر ترامب قمة قادة التحالف الرباعي في الهند في وقت لاحق من هذا العام.
وطالما سعت واشنطن إلى تطوير شراكة أعمق مع نيودلهي التي تعتبر حصنا منيعًا في وجه الصين. وقد أقام مودي علاقة عمل جيدة مع ترامب خلال ولايته الأولى، ومن المرجح أن يعزز الزعيمان التعاون بين بلديهما.