موقع النيلين:
2024-11-15@05:31:45 GMT

عادل الباز: مقايضة الخرطوم بالفاشر!!

تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT

1 في حديثه الأخير مع مجموعة من الصحفيين ببورتسودان، استوقفتني جملة للرئيس البرهان قال فيها إنهم رفضوا (مقايضة الخرطوم بالفاشر.)!! ياترى ما الفكرة ومن هم الذين طرحوها؟ ولماذا ومتى، كل تلك الاسئلة اجاباتها غائبة عني، فطفقت اسأل الذين حضروا ذلك اللقاء من الصحفيين إن كانت هناك تفاصيل أخرى أو معلومات لم تنشر بعد اللقاء حول موضوع المقايضة تلك.

الحقيقة أن هذا الموضوع لم يتم التطرق له نهائياً في الميديا أو تنشر معلومة عنه أو تصريح في أي من الوسائط الإعلامية وقد أرهقني البحث، كما لم يرد على لسان أي متحدث من المتحدثين الأغبياء بتاعين الدعم السريع ولا متحدثي تقدم الذين لا يقدمون أية معلومات مفيدة ويرددون بـ(ببغاوية) كل ترهات متحدثي الجنجويد. سألت مقربين من الدعم السريع فعرفت أنهم لم يسمعوا بالموضوع..لم تبق جهة لم اتصل بها سوى الرئيس البرهان نفسه، وبما أن طريقي غير سالك مع الرئيس فضلت أن اذهب لتحليل تصريحاته حول الموضوع محاولة مني لفهم أعمق لموضوع المقايضة هذا.

2
ترى من الذى طرح مقايضة الخرطوم بالفاشر؟ من الواضح أن هذا الموضوع طرح من جهة ما في غرف مغلقة أو محادثات سرية أو عبر وسطاء، والجهة الوحيدة التي يمكن أن تطرح مثل تلك الفكرة هى متمردو الدعم السريع. لماذا.؟ لأن هذا المقترح من مصلحتهم ويخرجهم من مأزق الحرب كلها ويحققون مكاسب شتى إذا ما قُدر لهذا المقترح أن يجد سبيلاً للنفاذ…كيف؟.
مثلاً إذا وافقت الحكومة على فكرة المقايضة وهي تقوم على أن يُخلي متمردي الجنجويد الخرطوم ويغادرون لدارفور بكامل عتادهم، أي أن تستحوذ المليشيات على دارفور بينما يسيطر الجيش على باقي السودان ويعني ذلك أن الحكومة قبلت بتقسيم البلاد وبانفصال دارفور وتسليمها للمليشيات، وهذا يمثل الآن أقصى أماني المليشيا، دولة على نموذج دولة حفتر (بنغازي/ الفاشر) ولا يشترط الاعتراف بها ولكن العالم سيتعامل معها كذلك، كما تعامل مع حفتر وأرض الصومال، ريثما تستعيد المليشيات وحلفائها توازنهم فينهضون مجدداً لإكمال مخطط ابتلاع السودان كاملاً.
إذا حدثت تلك المقايضة إلى جانب الدولة الحفترية تكون المليشيا حققت عدة أهداف.
أولاً: احتفظت بقوتها وسلاحها إضافة لاستحواذ على إقليم كامل في حجم فرنسا مما يمهد لقيام دولة العطاوة المنتظرة.
ثانياً: مجرد الموافقة على هذه الفكرة سيحدث شرخ بين الجيش وحلفائه من الحركات المسلحة الذين سيتهمون الجيش أنه تخلى عنهم وتركهم لضباع الجنجويد الذين لن يتوانى في إبادتهم بدارفور كما فعلوا ويفعلون الآن.
ثالثاً: بفعل تلك المقايضة تكون المليشيات قد سيطرت على كامل دارفور وشكلت تهديداً مباشراً للولايات الشمالية، إذ سيصبح الطريق مفتوحاً من الدبة إلى الفاشر، وحين تحين اللحظة المناسبة ينقضون على الولاية الشمالية بكاملها، بالطبع لن يتذكروا اتفاقهم ولا مقايضتهم.. لأن خيانتهم بلا سقف ولا أخلاق.
رابعاً: سيسيطرون على كل مناجم الذهب، من جبل عامر إلى جبال سنقو، غير الثروات والمعادن الأخرى التي تكتظ بها دارفور. وحينها يفتحون دارفور لحلفائهم لنهبها بالكامل. حين تحتكر الثروات وتتدفق على آل دقلو، تنفتح شهيتهم لابتلاع دول أخرى في الإقليم أولها دولة كاكا المتصدعة أصلاً واحتمال العبور للنيجر، وأصلاً أفريقيا الوسطى في مرمى نيرانهم، هنا تحقق أحلام تأسيس إمبراطورية العطاوة الكبرى بقيادة آل دقلوا ، ولما لا .. المقاتلون من عرب الشتات المرتزقة متوفرون بكثرة وكذلك الأموال المنهوبة، كذلك خزائن الحلفاء النهمين لنهب ثروات الشعوب، وكل ذلك سيتم تحت عين وحراسة وتغطية المجتمع الدولي المتستر أصلاً، بل المتماهي مع جرائم الجنجويد.
3
رفض السودان لتلك الفكرة وعرض المقايضة الغبية طبيعي، لأن السودان لا يكسب شيئاً وراء تلك المغامرة، بل يخسر كل شيء من الأرض، للحلفاء، للثروات، وأهم من هذا كله أن تلك الفكرة لن توقف الحرب بل ستزيدها ضراوة. ولكن هذا العرض في حد ذاته (المقايضة) يعطيك فكرة عن المدى الذي وصلت إليه أزمة الجنجويد في الحرب. فبعد فشل الانقلاب بالسيطرة على البلاد وكذلك فشلت الحرب في تحقيق هدف السيطرة، جاء عرض التقسيم (المقايضة)، وبعد الادعاءات بالسيطرة على 80% من البلاد (الأمر الذي فنده د. مزمل أبو القاسم) يكتفون الآن بدارفور وغداً قد يكتفون بمعبر (أدري).. ومن يدري!!.

عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

عقوبات أميركية على قائد بالدعم السريع في السودان.. من هو عبد الرحمن جمعة؟

أعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أنه في أعقاب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بفرض عقوبات على قائدين لقوات الدعم السريع في الثامن من نوفمبر، قامت وزارة الخزانة الأميركية الثلاثاء بفرض عقوبات على قائد قوات الدعم السريع في غرب دارفور، عبد الرحمن جمعة بارك الله.

وفرضت الأمم المتحدة عقوبات على كل من بارك الله وعثمان محمد حامد محمد لدورهما في قيادة قوات الدعم السريع أثناء تنفيذها للتطهير العرقي وارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.

كما يخضع بارك الله لقيود التأشيرة الأميركية بسبب تورطه في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وخاصة اختطاف وقتل الحاكم الشرعي لغرب دارفور خميس أبكر. وقد فرضت وزارة الخزانة بالفعل عقوبات على حامد في مايو 2024.

وأعلن ميلر عن ترحيب الولايات المتحدة بإجراءات مجلس الأمن الدولي، والتي توضح استعداده لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات ضد المدنيين في دارفور.

وختم ميلر توضيحاته قائلا إن "إجراء اليوم هو جزء من الجهود الدؤوبة التي تبذلها الولايات المتحدة لدعم الشعب السوداني واستخدام الأدوات المتاحة لنا لفرض التكاليف على أولئك الذين يرتكبون الفظائع ويديمون الصراع".

من هو عبد الرحمن جمعة بارك الله؟
ينحدر عبد الرحمن جمعة بارك الله أحمد من مدينة الضعين في شرق دارفور، ويشغل رتبة لواء في قوات الدعم السريع. وكان قد شارك في معركة الجنينة بصفته قائد قطاع غرب دارفور في هذه القوات.

شغل جمعة منصب قائد قوات الدعم السريع في غرب دارفور، وظهر في مقاطع فيديو تتعلق باعتقال والي غرب دارفور، خميس أبكر، قبل أن يُقتل، ما أثار ردود فعل وانتقادات من الجيش السوداني. ومنذ انضمامه لقوات الدعم السريع، كان له دور بارز في الصراعات التي شهدتها منطقة دارفور، والتي أسفرت عن اضطرابات ونزوح كثيف للسكان. وأدت مشاركته في هذه القوات إلى جذب الانتباه نظرا للجدل الذي أثارته أفعاله وأثرها السلبي على الوضع في المنطقة.

وفي يونيو 2023، طالبت نقابة المحامين في دارفور المنظمات الحقوقية بالتحرك لملاحقة عبد الرحمن جمعة جنائيًا على خلفية اتهامهما بارتكاب "انتهاكات جسيمة" ضد المدنيين تشمل "جرائم حرب وإبادة جماعية". كما دعت النقابة إلى تدخل الأمم المتحدة من أجل إيقاف هذه الانتهاكات.

وفي أغسطس 2023، أصدرت لجنة جرائم الحرب والانتهاكات التابعة لقوات الدعم السريع، التي تم تأسيسها بقرار من رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، قائمة بأسماء الأشخاص المطلوبين للمحاكمة، ومن بينهم عبد الرحمن جمعة

ميشال غندور – الحرة: واشنطن

بيان لماثيو ميلر، المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية*

واشنطن

12 نوفمبر 2024

تعزيز عقوبات الأمم المتحدة على قادة قوات الدعم السريع لإدامتهم الحرب الأهلية في السودان

بعد تعيين مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لاثنين من قادة قوات الدعم السريع في 8 نوفمبر/تشرين الثاني، فرضت وزارة الخزانة اليوم عقوبات على عبد الرحمن جمعة بركة الله، قائد قوات الدعم السريع في غرب دارفور.

وقد أدرجت الأمم المتحدة كلا من بركة الله وعثمان محمد حامد لدورهما في قيادة قوات الدعم السريع أثناء قيامها بالتطهير العرقي وانتهاكات حقوق الإنسان.

ويخضع بركة الله أيضًا لقيود التأشيرة الأمريكية لتورطه في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وتحديداً اختطاف وقتل الحاكم الشرعي لغرب دارفور، خميس أبكر.
وقد قامت وزارة الخزانة بالفعل بتصنيف حامد في مايو/أيار 2024.

وترحب الولايات المتحدة بالإجراء الذي اتخذه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 8 نوفمبر/تشرين الثاني، والذي يظهر استعداده لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات ضد المدنيين في دارفور.

يعد إجراء اليوم جزءًا من الجهود المستمرة التي تبذلها الولايات المتحدة لدعم الشعب السوداني واستخدام الأدوات المتاحة لنا لفرض تكاليف على أولئك الذين يرتكبون الفظائع ويديمون الصراع.

   

مقالات مشابهة

  • الحملة العنصرية تجاه حركات دارفور ينبغي أن تتوقف الآن
  • (..) يعني نهاية الجنجويد في الخرطوم والجزيرة، لتبقى دارفور
  • تقرير: مقتل 61 ألف شخص بولاية الخرطوم السودانية في 14 شهرا
  • أرقام صادمة لضحايا الحرب في السودان
  • معارك بالفاشر وتقديرات بتجاوز عدد القتلى الأرقام الأممية
  • السودان .. حقيقة تسمم المياة في الريف الشمالي بـ أم درمان 
  • وصول أدوية إلى شرق دارفور بعد انقطاع لأكثر من عام
  • واشنطن تفرض عقوبات على أحد قادة قوات الدعم السريع في السودان
  • عقوبات أميركية على قائد بالدعم السريع في السودان.. من هو عبد الرحمن جمعة؟
  • قصف مدن دارفور بالطيران انتقام جهوي