قال حزب التقدم والاشتراكية، إن مكتبه السياسي توقف في آخر اجتماع له، عند « الدخول التعليمي المدرسي والجامعي، وما يطرحه من تحديات وصعوبات جَمَّة على الأسر المغربية، ولا سيما منها المتوسطة والمستضعفة، وذلك بسبب الارتفاع المهول لكلفة مستلزمات الدخول المدرسي، خاصة بالنظر إلى الاختلالات والفوضى التي يعرفها سوقُ الكتاب المدرسي ».

واستنكر حزب الكتاب في بلاغ صحافي « الزيادات الفاحشة التي فُرضت من طرف معظم مؤسسات التعليم الخصوصي بالنسبة لرسوم التسجيل والواجبات الشهرية، بدعوى حرية الأسعار والمنافسة، علاوةً على فرض اقتناء كتب مدرسية مستوردة، بما يُـــرهق أكثر كاهل الأسر المعنية ».

وأبرز أن المكتب السياسي، تناول استمرار أزمة كليات الطب والصيدلة، المرشحة بحسبه للتفاقم بعد التحاق الفوج الجديد، مشيرا إلى أنه في حال « استمرار عجز الحكومة عن إيجاد حلٍّ مناسبٍ لهذه المعضلة فإنها لا تَقُضُّ مضجعَ الأسر وحسب، وإنما تُـسيئ إلى سمعة التعليم العالي ببلادنا، وتُضِرُّ بآفاق إصلاح منظومة الصحة الوطنية ».

وقال إن « الحكومة تتجاهل هاته الأوضاع، وفي أحسن الأحوال تُقاربُها بكثيرٍ من الاستسهال ».

ونبَّه حزب التقدم والاشتراكية الحكومة إلى « ضرورة التعاطي الحازم والبنَّاء والناجع مع قضايا الدخول التعليمي، الذي يهُمُّ ملايين الأسر المغربية، والحرص التام على اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية ومراعاة القدرات المادية للأسر المغربية، ولتوفير كافة شروط إنجاح هذا الدخول ».

وطالب في الصّدد نفسه، الحكومةَ بـ « الشروع الفعلي في إجراء الإصلاحات الضرورية، لتوفير كافة الإمكانيات والشروط من أجل الاعتماد أولًا وأساسًا على تعليمٍ عمومي جيد ومتكافئ، بما يحمي مستقبل بنات وأبناء المغاربة، وبما يحفظ للتعليم طابعه كخدمة عمومية استراتيجية، وبما يحمي الأسر من جشع القطاع الخصوصي الواجب السهر الفعلي على تقنينه وتأطيره وفق مقتضيات القانون الإطار ».

كلمات دلالية أخنوش التقدم والاشتراكية الحكومة الكتاب تعليم

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: أخنوش التقدم والاشتراكية الحكومة الكتاب تعليم

إقرأ أيضاً:

د. عصام محمد عبد القادر يكتب: الإلهام التعليمي وخصائص المتعلمين

احتياجات المتعلم تأتي في المقام الأول، وهنا نبحث عن صور هذه الاحتياجات، ونحاول أن نرتبها؛ كي نتمكن من أن يكون المتعلم جاهزًا لتلقي خبرات التعلم في تنوعاتها المختلفة، وأرى أن الاحتياج النفسي يأتي في قمة الأولويات؛ حيث إدراك المتعلم بجدوى وأهمية اكتسابه للخبرة المنشودة؛ فإذا ما وعي ذلك يبذل أقصى ما في طاقته من أجل تحقيق الغاية المنشودة التي علمها وتحمل المسئولية حيالها.

وتلبية العوز الاجتماعي ينبغي الاهتمام به؛ كي يستشعر المتعلم ضرورة الشراكة في تحقيق الأهداف، ويتفهم أن تبادل الخبرات فيما بينهم من الأمور التي تسهم في تقوية العلاقات الاجتماعية، بل وتقوي الروابط وتحدث ما نسميه بالاندماج الاجتماعي داخل البيئة التعليمية؛ فنتجاوز حدود الخلاف أو الاختلاف، ونصنع أرضية مشتركة للتمازج والتعاون والتقبل، وهذا من شأنه يحمي ويقوي العلاقات داخل الإطار المؤسسة التعليمية.

وفي ضوء ما أوردنا يمكننا خلق البيئة الحاضنة للإلهام، فيها يتمكن المتعلم من أن يتقدم بما لديه من أطروحات تتوافق مع فحوى الخبرة المتعلمة، بل ويضيف إليها؛ ومن ثم تتواتر الأفكار حتى نصل لماهية الفكرة الملهمة التي يتقبلها الجميع دون استثناء، وقد يصل الإلهام هنا لحد الانبهار، بما يزيد من شغف التعلم، ويزيل كافة المعوقات والصعوبات والتحديات التي تقف أمام الفكرة الملهمة.

الإِلْهَامُ في حد ذاته يجبر المعلم على أن ينوع من الأنشطة التي من شأنها لا تصقل خبرات التعلم فقط، بل تخلق البيئة الداعمة للعطاء الفكري في صورته المستدامة؛ فقد باتت البيئة التعليمية مليئة بالروتين والرتابة التي من شأنها أن تحبط المتعلم وتحمل عليه مزيدًا من الأعباء والمهام التي تعد حاجزًا عن حفز التفكر والتفكير.

استثمار خصائص المتعلمين من الأمور الداعمة لشيوع استثارة الفكر الملهمة، وهذا يتوقف على مقدرتنا في توظيف خصائص البيئة التعليمية؛ لتصبح من العوامل المساعدة على خلْقِ الإِلْهَام لدى كلٍّ من المعلم، والمتعلم على حدّ سواءٍ، وهذا ليس من قبيل المبالغة؛ لكنه استنتاج قائم على معطيات معلومة نستخلصها من الرغبة في الوصول للغاية وما بعدها.

الأفكار الملهمة في صيغتها التعليمية تزودنا دون شك بالرضا لدى من يقوم بإنتاجها، ومن يساهم في إخراجها، ومن يتشارك أطراف أو أجزاء من الفكرة، ونتوقع في مقام الإلهام أن نرصد تواتر للخواطر، بل وتوافق في بعض الأحيان على مكنونها لدى كثير من المتعلمين، وهذا في حد ذاته أمر إيجابي يشجعنا على استكمال مسار الإلهام ولا نصادره سواء بصورة مقصودة أو غير مقصودة.

ومراعاة خصائص المتعلم فيما يخص مجالات التعلم المعرفية والمهارية والوجدانية ومدى ميوله نحو مجال بعينه لا يقلل من تدفق الأفكار الملهمة في بيئاتنا التعليمية قاطبة؛ ومن ثم نستطيع أن نستثير الفكرة الملهمة من قلب مهام التعلم التي ندشنها في طيات أنشطتنا التعليمية؛ لنصل إلى مبتغانا الذي يكمن في طرح أكبر قدر من تلك الأفكار التي تفتح الطريق نحو ابتكارات لا تنتهي في كافة المجالات التعليمية.

خصائص المتعلمين نراعيها من خلال تحملنا على تصويب المسار التعليمي؛ حيث إن تصويب أنماط الفهم الخطأ، وفتح المجال للمحاولة غير المحدودة، وتقديم أطر ومتنوعات من التغذية المرتدة تعطينا الأمل وتعزز الطموح تجاه الفكر الملهم، ومن يؤكد على ضرورة التنظيم والنسيق للبيئة التعليمية كبوابة داعمة للإلهام عبر مناخ مناسب للمتعلمين.

إن فلسفة الإِلْهَامِ التربويّ تقوم على مقدرة المعلم في أن يصنع المناخ الداعم والمحفز الذي يجعل المتعلم مهيأ لأن يفكر بعد المرور بمرحلة الفهم العميق للقضية محل الاهتمام؛ ومن ثم يستطيع أن يواصل مراحل التفكير الملهم في مكونه ومكنونه؛ ولنعي أن هذا أمر ليس بالصعب؛ لكن يلزمه عمل مستمر من طرفا العملية التعليمية.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

مقالات مشابهة

  • إجراءات وزارة التضامن لتجنب الأخطاء في تسجيل الأسر بـ«تكافل وكرامة»
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: الإلهام التعليمي وخصائص المتعلمين
  • جامعة النيل تشارك في النسخة الـ 16 من معرض "EDUGATE" التعليمي الدولي
  • محافظ الإسماعيلية يشهد تسليم كوبونات غذائية بقيمة ٣٥٠ ألف جنيه لدعم الأسر الأكثر احتياجًا
  • تحديات المنهج التعليمي العُماني.. ما بين الواقع والتطلعات!
  • انطلاق «المعرض التعليمي للجامعات الماليزية» في ليبيا
  • بعد انقضاء مدة الحبس.. أول ظهور للفنانة المغربية دنيا بطمة (فيديو)
  • نواب أوروبيون يرفعون شكوى ضد سلطات الإحتلال المغربية
  • الكتاب والأدباء تقيم ندوة للقصة القصيرة جدا في عُمان: المفهوم وجمالية التشكيل
  • الحكومة تقر إجراءات جديدة لمواجهة التعديات على الأراضي الزراعية