عرضت قناة «القاهرة الإخبارية» فيلماً وثائقياً باسم «شابيلا»، وهى منطقة تقع على بعد أميال من أشد بقاع الأرض لهيباً على خط الاستواء، وهى إحدى مناطق الصومال الجنوبية وأقلها حظاً، وكانت معروفة بالزراعة والرعى وجفاف المطر وندرة الماشية.

ورصد الفيلم بعض قصص المعاناة من داخل معسكر «القبور»، خاصة رحلة النازحين الصوماليين الفارين من جحيم الجفاف والإرهاب إلى معسكرات القبور فى مقديشو، من تقديم الإعلامى الدكتور محمد سعيد محفوظ، إشراف الكاتب أحمد الطاهرى.

«عبدالشكور»: حركة الشباب الإرهابية تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى الفقراء والنازحين

وقال عبدالرحمن عبدالشكور، المبعوث الخاص لقضايا الجفاف بالصومال، إن حركة شباب المجاهدين، الذين يطلقون على أنفسهم حركات جهادية، ويدعون للإسلام، التى تأسست عام 2004، كانت الذراع العسكرية لاتحاد المحاكم الإسلامية.

وأضاف «عبدالشكور» أنهم كانوا فى الماضى يسكنون فى ميادين العاصمة، والآن يسكنون فى قرى الجفاف والمعسكرات، ويزيدون من معاناة ساكنيها، من خلال فرض الإتاوات والسرقات، مؤكداً أن هذه الحركات تمثل مشكلة كبيرة وتحدياً كبيراً.

وأشار إلى أن شعب الصومال يتجه إلى العاصمة بسبب تزايد الجفاف بالمناطق الزراعية المتطرفة، بالإضافة إلى ارتكاب حركة الشباب الإرهابية المزيد من أعمال العنف والقتل والتخريب، وأن حركة الشباب الإرهابية تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى الفقراء والنازحين من الشعب الصومالى، بالرغم من عملها تحت اسم الإسلام، مؤكداً أنها تمنع أبناء الصومال من التعليم، ويفرضون الزواج القهرى على الفتيات ويقتلون الناس دون وجه حق، متابعاً: «هذه الحركة لا تمثل الإسلام بل تمثل الإرهاب».

«عبدالقادر» يناشد توفير «القوت».. وفتاة نازحة: «المواطنون لا يجدون شيئاً ليأكلوه»

وكشف حسن عبدالقادر، أحد الصوماليين، أنه كان يعمل فى الزراعة ومنها السمسم، ويكافح من أجل لقمة العيش وظلت الحياة على هذه الوتيرة إلى أن قل مستوى المياه نتيجة للجفاف، وظهرت الحاجة لمواتير المياه، ولكن هذا صعب على الفقراء فى الصومال.

ولفت «عبدالقادر» إلى أنه بسبب ذلك اتجه لجمع الحطب لتأمين قوت اليوم، لكن تعقدت الأمور حتى اضطر للعمل حمّالاً لإطعام أسرته، واستمرت الأحوال بالتدهور حتى غادروا مكانهم والسير على الرمال دون أحذية لفترة، مؤكداً أنهم يقيمون بمخيم القبور منذ شهرين ولهذا يناشد الطيبين مساعدتهم بالقوت.

محمود معلم: مصر تقدم مشاريع مختلفة لتنمية أفريقيا لتحقيق التنمية الشاملة

وقال أحمد معلم فقى، وزير الشئون الخارجية الفيدرالية والمصالحة بالصومال، إن 70% من الشعب الصومالى يعتمد على مياه الأمطار، مؤكداً أن البلاد لم تتعرض إلى سقوط أمطار منذ سنتين كاملتين، موضحاً أن 7 ملايين من الشعب الصومالى تضرر وتأثر بسبب بالجفاف.

وقال محمود معلم، مدير هيئة الكوارث الصومالية، إن هناك أسباباً عديدة لهذا الوضع، أهمها التغيرات المناخية حول العالم، وهذا التغير تفاقم بشكل كبير فى دولة الصومال بعد ما حدث من تأثيرات مناخية، بالإضافة إلى حالة الجفاف التى تمر بها الصومال، وتحديات أمنية، مؤكداً أن مصر لها جزيل الشكر على مواقفها المخلصة وما تقدمه من جهود كبيرة، فمصر تسعى منذ فترة إلى أن تعتمد أفريقيا على نفسها فى تحقيق التنمية الشاملة، موضحاً أن ما تتضمنه المقترحات المصرية من مشاريع مختلفة يعد مهماً للغاية للقارة ومن ضمنها الصومال.

وتابع «معلم»: «الصومال ترحب بهذا التوجه الحثيث والأخوى من الجانب المصرى، لأن الهدف هو أن يعتمد أهل أفريقيا على أنفسهم فى تحقيق الاكتفاء الذاتى فى جميع المجالات مما يساعدهم فى النهوض بقارتهم والعمل على تطويرها».

وأوضحت سميرة قايد، مديرة مركز هيرال للدراسات الصومالية خلال أحداث الفيلم، أن الحل بالنسبة للصومال ليس عسكرياً ولا أمنياً بل هو فى الحكومة والاقتصاد والسياسة.

وذكرت السيدة الصومالية خديجة مادو، إحدى النازحات إلى معسكرات القبور بمقديشو، أنها قُدمت إلى المعسكر برفقة عمها وأبنائها، وأنها تحتاج للدعم بعد رحيل أبنائها الثلاثة عنها، لافتةً إلى أن المساعدات الحكومية لا تصلهم، لكن تصلهم بعض الصدقات فقط، كما أن ثلاثة من أبنائها الـ6 رحلوا من بين يديها، ولا تعترض على قضاء الله، لكنها لا تنسى دفء أطفالها.

بينما أفاد الدكتور زكريا عبدالعزيز، وزير الإعلام الصومالى الأسبق، بأن الصومال الآن مقسمة إلى عدة ولايات ولكل ولاية رئيس ويشتركون جميعاً فى مجلس مع رئيس الجمهورية بمقديشو، ومنذ انهيار الدولة فى بداية عام 1991 اختفى الاستقرار، موضحاً أن الانقسامات الداخلية فى الصومال أدت إلى إضعاف الدولة، ولا تستطيع الحكومة الصومالية ترتيب أمورها بسبب انقسام السلطة والجفاف الذى طالت مدته أكثر مما كان متوقعاً.

وعرض الفيلم قصة فتاة نازحة تُدعى «منيرة آدم على»، حيث سمع فريق تصوير الفيلم صيحتها العربية لتكشف لهم عن معاناتها، مؤكدة أنها جاءت من المدينة وسكنت فى معسكر النازحين. وقالت «منيرة» إن المواطنين لا يجدون شيئاً ليأكلوه، وفى الليل يكون هناك برد شديد وحشرات، ولا توجد أموال والسكان والنازحون فى حالة سيئة، والحكومة لا تأتى إليهم، مؤكدة أن الحل يأتى من الله.

وكشف التقرير الخاص بـ«شابيلا»، عن حركة الشباب الإرهابية التى استغلت الجفاف الذى تشهده الصومال للضغط على الحكومة والسيطرة على المنكوبين، ولهذا تقوم هذه الحركة المتطرفة بعمل الكثير من الأعمال الإرهابية من قتل وعنف بين الحين والآخر، لافتاً إلى أن «حشد العشائر» هم فئة ضاقت صدورهم من أعمال حركة الشباب الإرهابية، فقرروا خوض المعارك ضد هذه الحركة بالتعاون مع القوات الحكومية، موضحاً أن عناصر هذه الحركة الإرهابية تتمركز فى الجنوب الصومالى ليكونوا على تواصل مع عصابات القرصنة بالمحيط الهندى، وعن طريقهم يخططون للسيطرة على خليج عدن وباب المندب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: شابيلا معاناة الصومال حرکة الشباب الإرهابیة هذه الحرکة إلى أن

إقرأ أيضاً:

إعلام فلسطيني: مستوطنون يطلقون النار على منازل الأهالي بمدينة الخليل 

قالت قناة «القاهرة الإخبارية»، نقلا عن وسائل إعلام فلسطينية، إن مستوطنين يطلقون النار على منازل الأهالي في جبل العابد جنوب دورا بمدينة الخليل.

مقالات مشابهة

  • إعلام فلسطيني: مستوطنون يطلقون النار على منازل الأهالي بمدينة الخليل 
  • «يوتيوب» تفرض قيودا على مقاطع اللياقة البدنية.. خطر يهدد الشباب
  • مجموعة الأزمات: تنظيم الدولة يتشكل من جديد بالصومال ويهدد المنطقة كلها
  • العناية بالشعر الجاف: نصائح وحلول للتخلص من الجفاف والتقصف
  • عرض الفيلم الوثائقي المصري رسائل الشيخ دراز لماجي مرجان بأسبوع جوته السينمائي
  • الكرملين: أوكرانيا تواصل هجماتها الإرهابية ضد روسيا
  • لافروف: الغرب يسمح لأوكرانيا بشن عمليات إرهابية ضد روسيا
  • علامات تدل على عدم شرب كمية كافية من الماء
  • زيمبابوي تدرس ذبح الأفيال لإطعام المتضررين من الجفاف
  • مشهد إتاوات يحتاج لتفسير